قلب ساجد عضو متواجد
| موضوع: هذه الأعمال هي التي تجري عليك حسناتها بعد موتك فاحرص عليها السبت 7 مايو - 12:56 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحمد لله المحمود على كل حال , الموصوف بصفات الكمال والجلال ,له الحمد في الأولى والآخرة , وإليه الرجعى والمآل , الصلاة و السلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين، عدد قطر السماء، و ذرات الرمال، و ما طلع عليه ليل أو نهار، صلاة و سلاما دائمين إلى يوم الدين . أما بعد : فإن من عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبوابا من البر والخير والإحسان عديدة , يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة , ويجري ثوابها عليه بعد الممات , فأهل القبور في قبورهم مرتهنون , وعن الأعمال منقطعون , وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون , وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية , والأجور والأفضال عليه متتالية , ينتقل من دار العمل , ولا ينقطع عنه الثواب , تزداد درجاته , وتتناما حسناته وتتضاعف أجوره وهو في قبره , فما أكرمها من حال , وما أجمله وأطيبه من مآل . وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا سبعة يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من علم علما, أو أجرى نهرا , أو حفر بئرا , أو غرس نخلا , أو بنى مسجدا , أو ورث مصحفا , أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596]. وتأمل أخي المسلم – مليا هذه الأعمال , واحرص على أن يكون لك منها حظ ونصيب مادمت في دار الإمهال , وبادر إليها أشد المبادرة قبل أن تنقضي الأعمار وتتصرم الآجال . وإليك بعض البيان والإيضاح لهذه الأعمال : أولا : تعليم العلم المراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم , ويعرفهم بربهم ومعبودهم , ويهديه إلى صراطه المستقيم , العلم الذي به يعرف الهدى من الضلال , والحق من الباطل والحلال من الحرام , وهنا يتبين عظم فضل العلماء الناصحين والدعاة المخلصين , الذين هم في الحقيقة سراج العباد , ومنار البلاد , وقوام الأمة , وينابيع الحكمة , حياتهم غنيمة , وموتهم مصيبة , فهم يعلمون الجاهل , ويذكرون الغافل , ويرشدون الضال , لا يتوقع لهم بائقة , ولا يخاف منهم غائلة , وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة , ومؤلفاته وأقواله بينهم متداولة , منها يفيدون , وعنها يأخذون , وهو في قبره تتوالى عليه الأجور , ويتتابع عليه الثواب , وقديما كانوا يقولون يموت العالم ويبقى كتابه , بينما الآن حتى صوت العالم يبقى مسجلا في الأشرطة المشتملة على دروسه العلمية , ومحاضراته النافعة , وخطبه القيمة فينتفع به أجيال لم يعاصروه ولم يكتب لهم لقيه . ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة , ونشر المؤلفات المفيدة , وتوزيع الأشرطة العلمية والدعوية والمطويات فله حظ وافر من ذلك الأجر إن شاء الله . وكذلك نشر كل ما يفيد من محاضرات ومقالات ومقاطع فيديو وكتب وفلاشات عن طريق منتديات الإنترنت والمجموعات وعن طريق بريدك الإلكتروني , وتستطيع ايضا نشر العلم عن طريق جوالك ايضا ,وذلك عن طريق البلوتوث والرسائل النصية ورسائل الوسائط , هذه طرق ميسره لكل شخص في زماننا ولله الحمد والمنة والفضل . ثانيا : اجراء النهر المراد به شق جداول الماء من العيون والأنهار لكي تصل المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم , فيرتوي الناس , وتسقى الزروع , وتشرب الماشية , وكم في مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الإحسان إلى الناس , والتنفيس عنهم بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة , بل هو أهم مقوماتها , ويلتحق بهذا مد الماء عبر الأنابيب إلى أماكن الناس , وكذلك وضع برادات الماء في طرقهم ومواطن حاجاتهم . ثالثا : حفر الآبار وهو نظير ما سبق وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل في طريق فاشتد عليه العطش , فوجد بئرا فنزل فيها فشرب , ثم خرج , فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش , فقال الرجل : لقد بلغ هذا ال******* من العطش مثل الذي كان بلغ مني , فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى ال******* , فشكر الله له فغفر له , قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر " متفق عليه . فكيف بمن حفر البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوا منها خلق , وانتفع بها كثيرون . ولنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أفضل الصدقة سقي الماء" حسنه الألباني رابعا : غرس النخل من المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس , فمن غرس نخلا وسبل ثمره للمسلمين فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم , وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان أو حيوان , وهكذا الشأن في غرس كلما ينفع الناس من الأشجار , وإنما خص النخل هنا بالذكر لفضله وتميزه . قال صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير ، أو إنسان ، أو بهيمة ، إلا كان له به صدقة" رواه البخاري خامسا : بناء المساجد والتي هي أحب البقاع إلى الله , والتي أذن الله جلا وعلا أن ترفع ويذكر فيها اسمه , وإذا بني المسجد أقيمت فيه الصلاة , وتلي فيه القرآن , وذكر فيه الله , ونشر فيه العلم , واجتمع فيه المسلمون , إلى غير ذلك من المصالح العظيمة , ولبانيه أجر في ذلك كله , وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة " متفق عليه . وإن لم تستطع بناء مسجد بأكمله , فاحرص على أن تساهم ولو بالقليل من مالك في بناء مسجد . سادسا : توريث المصحف وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها وقفها في المساجد , ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون , ولواقفها أجر عظيم كلما تلا في ذلك المصحف تال , وكلما تدبر فيه متدبر , وكلما عمل بما فيه عامل . وتستطيع ايضا شراء مصاحف وتوزيعها على الحجاج والمعتمرين عندما تذهب للحج او العمره وغير ذلك من طرق توزيع المصاحف . سابعا : تربية الأبناء وذلك بحسن تأديبهم , والحرص على تنشأتهم على التقوى والصلاح , حتى يكونوا أبناء بررة وأولاد صالحين , فيدعون لأبويهم بالخير , ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة , فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره . وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره , ولدا صالحا تركه , ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه , أو بيتا لابن السبيل بناه , أو نهرا أجراه , أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته " [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198 ] وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطا في سبيل الله , ومن علم علما أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت , ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له " [ وانظر صحيح الجامع حديث رقم 890 ] . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " وقد فسر جماعة من أهل العلم الصدقة الجارية بأنها الأوقاف , وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته , وجل الخصال المتقدمة داخلة في الصدقة الجارية . وقوله : " أو بيتا لابن السبيل بناه " فيه فضل بناء الدور وقفها لينتفع بها المسلمون سواء ابن السبيل أو طلاب العلم , أو الأيتام , أو الأرامل , أو الفقراء والمساكين . وكم في هذا من الخير والإحسان . وقد تحصل بما تقدم جملة من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد الممات , وقد نظمها السيوطي في أبيات فقال : إذا مات ابن آدم ليس يجري *** عليه من فعال غير عشر علوم بثها , ودعاء نجل *** وغرس النخل , والصدقات تجري وراثة مصحف , ورباط ثغر *** وحفر البئر , أو اجراء نهر وبيت للغريب بناه يأوي *** إليه , أو بناء محل ذكر وقوله : " ورباط ثغر " شاهده حديث أبي أمامة المتقدم , وما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه , وأمن الفتان " أي ينمو له عمله إلى يوم القيامة , ويأمن من فتنة القبر . ولا تنسوا قراءة المقال على الرابط التالي وهو بعنوان ((نهر الحسنات الجاري أكثر من مـ100ـائة فكرة للحسنات الجارية)) http://www.saaid.net/Minute/mm48.htm كما لا تنسوا أيضا مشاهدة هذا الدرس الجميل الذي بعنوان (جريان الحسنات بعد الممات) للشيخ محمد إسماعيل المقدم الجزء الأول https://www.youtube.com/watch?v=9QHuC1Qf-kQ الجزء الثاني https://www.youtube.com/watch?v=sTlT0GkYXd8 الجزء الثالث https://www.youtube.com/watch?v=UCtvHSOw18s الجزء الرابع https://www.youtube.com/watch?v=t7pdB6zIhg8
|
|
عبد العظيم ابو صالح عضو مبتدىء
| موضوع: رد: هذه الأعمال هي التي تجري عليك حسناتها بعد موتك فاحرص عليها السبت 7 مايو - 13:12 | |
| ليس للانسان الا ما سعى بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
|