رسول الله وعائشة الزوجة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته ، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : هذه بتلك )) ([1]) .
فقد جاء في الصحيحين أنه كان عليه الصلاة والسلام يقبل عائشة ، وكان يتكىء في حجرها وهي حائض فيقرأ القرآن وكان يقبلها وهو صائم.
وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وهاهي ذي تحكي لنا عن هذه الرومنسيات والمشاعر الجياشة التي كانت تستمتع بها مع زوجها الحبيب ، قالت: )كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العظم فأتعرّقه - أي: آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه - ، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي(([2]).
أيّ محبة وأي مودة وأي أجواء رائعة كان يضفيها عليه الصلاة والسلام على الحياة الأسري..
وجلس يوما يستمع إلى عائشة وهي تقص عليه حديث أم زرع الطويل حتى انتهت ، ولم يقاطعها ولم يقل لها إن لي أعمال ومشاغل بل جلس ليستمع هذا الحديث الطويل وهو قائد الأمة وقاضي الأحوال الشخصية والعامة للأمة وهو المعلم الذي ورائه دروس ومحاظرات كثيرة ليغرسها في نفوس أصحابه والوفود القادمة..حتى انتهت عائشة من حديثها ، وإذ بابتسامة مشرقة تشرق من في رسول وهو يقول لها يا عائشة: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع "([3]) .
وفي رواية أخرى: ((إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك )) .
يا له من تطييب نفس وإيضاحاً ساطعاً لحسن عشرته لأمنا عائشة ولزوجاته كلهن صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم .
وكان يلقبها النبي بأسماء لطيفة و ما ذلك إلا لطيب معاشرته بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم فكان يناديها :بالحميراء .
ومرة : بعائش كما في حديث يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام !!
يا مسلمون هذه هي مكانة عائشة عند زوج عائشة وتلك هي مضاهر حب الحبيب لها وعظم الرابط المقدس عقد الزوجية وأداء الحقوق ..إن جزءً واحداً من حياة المصطفة وجانب من جوانب عظمته وشخصه لهي وبحق منظومة متكاملة وأكاديمية معطاءة دفاقة ..لا يجف عطاءها وشمس لا يمكن أن يخبأ ضيائها أبداً ..إنه نور النبوة وضياءها ..
--------------------------------------------------------------------------------
([1])رواه أحمد وأبو داود .
([2])رواه مسلم.
([3])رواه البخاري ومسلم.