الزواج المبارك عرس النبي بعائشة
ها نحن نقف مع زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وها هي تصف وتجلي القضية
تقول عائشة رضي الله عنها واصفةً قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : (( تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج ، فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة – أي كثر – فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي ، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من الماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ([1]) فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين )) ([2])
وتقول أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية : كنا فيمن جهز عائشة وزفها .. وزيّنت أسماءُ عائشةَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءت فدعته لجلوتها فجاء فجلس إلى جنبها فأتى بقدح من لبن فشرب ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت ، فقالت أسماء : خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم فلما نهرتها أسماء أخذت عائشة القدح فشربت شيئاً ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (أعطي تربك – أي أصحابك - ... ) الحديث . ([3])
فكانت هي أحب نسائه إليه بعد خديجة رضي الله عنهن جميعا ، وأعلن النبي ذلك وعلمت الأمة ذلك ، أي حب النبي لعائشة.
وأنا أسأل : هل يحب رسول الله إلا طيباً ؟! والله ما أحب رسول الله إلا الطيب.
قال الإمام الذهبي في كتابه المانع المدهش ((سير أعلام النبلاء)): وهذا خبر صحيح ثابت رغم أنوف الروافض ، فلقد أحب النبي من الأمة أبا بكر – رضي الله عنه – وأحب النبي عائشة.
قد أحب أفضل رجال الأمة و أفضل نساء الأمة , أي بعد خديجة -رضي الله عنه-
قال : وما كلن رسول الله ليحب إلا طيباً فمن أبغض حبيبي رسول الله كان حرياً أن يكون بغيضاً لله ولرسوله .
فمن أبغض حبيبي رسول الله كان حرياً أن يكون بغيضا لله ولرسوله .
الله سبحانه يحب رسوله ويحب ما يحبه رسوله ، ورسولنا يحب الصديق رضي الله عنه – ويحب عائشة – رضي الله عنها – فمن أحب رسول الله فليحب الصديق ، وليحب ابنته الحصَان الرَزان الطاهرة الصديقة المبرأة من فوق سبع سماوات .
تعلم الدنيا كلها حب النبي لعائشة ، بل لقد علم المسلمون من الصحابة ذلك فكانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة تقرباً لرسول الله وإرضاءً له .
نعم عاشت وترعرت زوجة مصونة مكرمة في بيت النبوة الطاهر فحفظت لنا الدين ونقلت لنا الأحكام والفقه فرضي الله عن أمي وأمنا عائشة بنت أبي بكر الصديق وأرضاها .
--------------------------------------------------------------------------------
([1])ترجم له البخاري : باب البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران .
([2])أخرجه البخاري .
([3])رواه أحمد وحسنه الألباني ، انظر : آداب الزفاف ص ( 92 ) حاشية ( 1 ) .