من بيت الصديق إلى بيت الصادق المصدوق
محمد صلى الله عليه وسلم
عائشة أيها الأحبة , عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها و أرضاها التي جاء بها الملك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم فرآها النبي مرة , مرتين أو ثلاثة . فيقول له الملك في كل مرة : هذه امرأتك, هذه زوجتك .
نعم والله لقد رآها النبي زوجاً له قبل أن يتزوجها ، والحديث في الصحيحين من حديثها – رضي الله عنها – من حديث أمنا الصديقة بنت الصديق ، العفيفة بنت العفيف ، الحبيبة بنت الحبيب ، الرقيقة حبيبة سيد المرسلين ورفيقته في جنة رب العالمين كما في صحيح البخاري وغيره الصديقة عائشة تقول: قال رسول الله : ((أريتك في المنام ثلاث ليال ، أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير)) .
سرقة: بفتح السين والراء والقاف أي قطعة من حرير ((ويقول لي الملك هذه زوجتك )).. قال: (( فأكشف فأراك أنت ثلاث ليال )) يقول النبي : فقلت: ((إن يك من عند الله يمضه))(1).
أي: يمضه الله – عز وجل – (( إن بك من عند الله يمضه )). أي: إن كان ربنا – جل وعلا – قدّر ذلك فسيكون ما قدّر – تبارك وتعالى .
و أمضاه الله جل و علا , فتزوجها الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بعدما قدم المدينة المنورة فزادها الله تكريما و تشريفا و هي بنت تسع سنين , و كانت الفتاة في هذا السن في أرض الجزيرة في هذا الوقت تصلح لأن تكون زوجة ناضجة عاقلة واعية , فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة و هي بنت تسع سنين -رضي الله عنها و أرضاها. فنشأت لا ترى إلا النبي أمامها , فسكن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قلبها و أحبت النبي حبا شديدا و حق لها ذلك , فمن ذا الذي يحب إن لم يحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و بادلها الحبيب هذا الشعور النبيل الكريم و أحبها النبي حبا شديدا أعلنه أكثر من مرة في صراحة ووضوح . ففي الحديث الذي رواه البخاري و مسلم من حديث عمرو بن العاص أن عمرا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما و قال : أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ فقال : عائشة . قال : فمن الرجال. قال : أبوها.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه البخاري في كتاب التعبير ، باب كشف المرأة في المنام (7011) ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي الله عنها (2438/79) ، وأحمد في المسند (6/128،41) .