المرأة والمحمول
إن للمرأة والمحمول شأن عظيم وقد قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)(سورة الأحزاب:32) وينبغي أن نعرِّف نساءنا، ونذكر، ونؤكد، وننصح، ونحذر من هذه القضية فإن المرأة بطبيعتها في صوتها لين، وترخيم، ورقة، وخضوع، فكيف إذا تقصدت ذلك، وزادت منه، والحديث مع الرجل الأجنبي بهذا فتنة ولا شك، وإيقاع له في الفتنة، ونحن نعلم بأن الأذن طريق إلى القلب يؤثر فيه، وينكت النكت نكتة إثر نكتة، وهذه النكت السوداء إذا علت القلب صارت راناً يغلفه (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(سورة المطففين:14)، وكم سقط إنسان في رذيلة بسبب الكلام بينه وبين امرأة أجنبية عنه عن طريق هذه الأجهزة التي صارت مفتاحاً للشرور، ومن هذا النوع تبدأ الفاحشة، وتؤدي إلى أنواع من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وبالغ في ذكر إثمها، وشناعتها، وقبحها، وأنها فاحشة وساءت سبيلاً.
حكم النغمات الموسيقية في المحمول
وإن جعل هذه الأجهزة مجالاً للمحرمات من الأغاني، والموسيقى، ولهو الحديث الذي يصد به عن ذكر الله، والنغمات المحرمة التي تُحمل من المواقع، والمحلات، والحواسيب التي صارت اليوم رمزاً لبعض الناس، وواجهة، ودلالة على ما يعجبه، وما تعلق قلبه به من هذه الألحان، والكلمات، والمغنيين والمغنيات؛ إنها سوء كبير، وقد أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النغمات الموسيقية في المحمول فقالت: "لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف، أو غيرها من الأجهزة؛ لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية، ويستغنى عنه باستعمال الجرس العادي"[10]، وبعض الناس يعمد إلى استعمال الآيات القرآنية، وكلمات الأذان في رنات الهاتف، وفي هذا بعض المحاذير ومنها:
- تعريض ذكر الله من القرآن وغيره إلى الامتهان عندما تنطلق هذه الأصوات داخل بيت الخلاء مثلاً.
- أن تقطع الآية في موضع غير مناسب مثل: يسألونك عن الأنفال قال الأنف، وتأتي المكالمة.
- أن توقير كلام الله يقتضي أن لا يجعل مجرد وسيلة تنبيه لمكالمة؛ لأن الله أنزله ليكون حياة للقلوب، ليتدبر الإنسان الآية عند سماعها، وليس للتذكير بورود مكالمة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)(سورة الحج:32)، وإن من الأدب مع الله؛ الأدب مع كلامه، والأدب مع بيوته ومساجده، والأدب مع عباده، والذي يمكث في المسجد يرابط في انتظار الصلاة، أو يحضر خطبة الجمعة، أو حلقة العلم، أو يصلي مع الجماعة، أو يعتكف؛ فإنه لا يصح له أن يؤذي، ولا أن يؤذى بهذا.
إن المسلم ينبغي أن يكون حريصاً باستمرار على طاعة الله في كل زمان ومكان، وأن يكون له مع كل هذه المستجدات، والآلات؛ وقفات يعرف بها أحكام الشريعة، وآدابها.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، هذبنا بشرعك، واجعلنا بالقرآن عاملين مستمسكين.