عبد العظيم ابو صالح عضو مبتدىء
| موضوع: فى بطن امه السبت 16 أبريل - 20:26 | |
| عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الصادق المصدوق، "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره : إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" رواه البخاري ومسلم (1) هكذا بإسناد الفعل لله الذي هو مدبر الكون ، ومصور الأجنة في الأرحام ، لا لإرادة الملك وقوته ، قال تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [ آل عمران :6] . هذا مع الملك المقرب بله عن الإنسان، ولكننا بلينا بأقوام لا عقل لهم ولا عقيدة يدعون أن ما يسمى بأصحاب الديوان عندهم أو رجال الدالة لهم القدرة على التأثير في مجريات الأقدار والتقديم والتأخير فيما قضى ربنا وقدر في الأزل ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . علم السلوك : ـ أ ـ إن أعمال المؤمن لا توزن بمجرد الحركات الفارغة والتموجات المصطنعة ، والآهات المفتعلة ، بل إن العبرة ـ أساسا ـ بما في السرائر كل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم " فيعمل بعمل أهل الجنة " . ب ـ لا يأمن المؤمن الصادق مكر الله مهما صلحت أعماله وأقواله بل يجل دائما من سوء عاقبته ، فقد كان سفيان الثوري كثير البكاء والجزع ؛ فقيل له : يا أبا عبد الله ، عليك بالرجاء ، فإن عفو الله أعظم من ذنوبك ، فقال : أو على ذنوبي أبكي لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأمثال الجبال من الخطايا . وكان حبيب العجمي يقول : منختم له بـ "لا إله إلا الله " دخل الجنة ، ثم يبكي ويقول : من لي بأن يختم لي بلا إله إلا الله . وكان سفيان يشتد قلقه من السوابق والخواتيم ، فكان يبكي ويقول : أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا ، ويبكي ويقول : أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت . وأما مالك بن دينار فقد كان يقوم الليلة قابضا على لحيته ويقول : يا رب قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك ؟ وخرج الإمام أحمد من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت : يا رسول الله ، أو إن القلوب لتتقلب ؟ قال : " نعم ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين إصبعين من أصابع الله ـ عز وجل ـ فإن شاء الله ـ عز وجل ـ أقامة وإن شاء أزاغه ، فنسأل الله ربنا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب" ، قالت : قلت يا رسول الله : ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي ؟ قال : " بلى قولي : اللهم رب النبي محمد صلى الله عليه وسلم اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني" . فأين هذا مما يدعيه بعض البدعيين أو ينسبونه لمشايخهم ويجزمون بدخولهم الجنة، بل وأنهم يدخلون من يشاؤون ببركاتهم ودعواتهم ، فهؤلاء قد ضمنونا لأنفسهم بالتبعية وذلك هو الضلال المبين . الفقهية : ـ أولا : بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لمراحل تكوين الجنين يفيدنا أحكاما فقهية هامة منها : الدية : إذا مات الجنين ـ في بطن أمه ـ بسبب الجناية على أمه عمدا أو خطأ ، ولم تمت أمه ، وجب فيه غرة ( وسيأتي بيان الغرة ) سواء انفصل عن أمه وخرج ميتا ، أم مات في بطنها ، وسواء أكان ذكرا أم أنثى . فأما إذا خرج حيا ، ثم مات ، ففيه الدية كاملة ، فإن كان ذكرا وجبت مائة بعير ، وإن كان أنثى : خمسون ، وتعرف الحياة بالعطاس أو التنفس ، أو البكاء ، أو الصياح ، أو الحركة ونحو ذلك ، واشترط الشافعي في حالة ما إذا مات في بطن أمه ، أن يعلم بأنه قد تخلق وجرى فيه الروح ، وفسره بـ ( ما ظهر فيه صورة الآدمي من يد وأصبع ) ، وأما مالك ، فإنه لم يشترط هذا الشرط ، وقال : ( كل ما طرحته المرأة من مضغة ، أو علقة ، مما يعلم أنه ولد ففيه الغرة ) ، ويرجح رأي الشافعي بأن الأصل براءة الذمة وعدم وجوب الغرة ، فإذا لم يعلم تخلقه فإنه لا يجب فيه شئ (2). قدر الغرة : ـ والغرة : خمسمائة درهم ، كما قال الشعبي والأحناف ، أو مائة شاة ، كما في حديث أبي بريدة عند أبي داود، والنسائي ، وقيل : خمس من الإبل . وعن أبي هريرة رضى الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن " دية الجنين غرة : عبد أو وليدة " وروى مالك ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بـ " غرة عبد أو وليدة " فقال الذي قضى عليه : كيف أغرم ما لا شرب ، ولا أكل ، ولا نطق ، ولا استهل ، ومثل ذلك يطل (3) ؟ ! ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن هذا من إخوان الكهان" . هذا بالنسبة لجنين المسلمة ، أما جنين الذمية فقد قال صاحب بداية المجتهد : قال مالك والشافعي وأبو حنيفة : فيه عشر دية أمه ، لكن أبا حنيفة على أصله ؛ في أن دية الذمي دية المسلم . والشافعي على أصله ، في أن دية الذمي ثلث دية المسلم ، ومالك على أصله ، في أن دية الذمي نصف دية المسلم . على من تجب الدية : ـ قال مالك وأصحابه ، والحسن البصري : تجب في مال الجاني . وذهب الحنفية ، والشافعية والكوفيون إلى أنها تجب على العاقلة ، لأنها جناية خطأ (4) ، فوجبت على العاقلة . وروى عن جابر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل في الجنين غرة على عاقلة الضارب ، وبدأ بزوجها وولدها . وأما مالك والحسن : فقد شبهها بدية العمد إذا كان الضرب عمدا والأول أصح. لمن تجب :ـ ذهبت المالكية والشافعية وغيرهم إلى أن دية الجنين تجب لورثته على مواريثهم الشرعية ، وحكمها حكم الدية في كونها موروثة . وقيل : هي للأم لأن الجنين كعضو من أعضائها فتكون ديته لها خاصة . وجوب الكفارة : ـ اتفق العلماء على أن الجنين إذا خرج حيا ثم مات ففيه الكفارة مع الدية ، وهل تجب الكفارة مع الغرة إذا خرج ميتا أو لا تجب ؟ قال الشافعي وغيره : تجب ؛ لأن الكفارة عنده تجب في الخطأ والعمد . وقال أبو حنيفة : لا تجب ؛ لأنه عليه حكم العمد. والكفارة لا تجب فيه عنده واستحبها مالك ؛ لأنه متردد بين الخطأ والعمد(5). ثانيا : هل تعتد الحامل بوضعها لمضغة مثلا ؟ من البديهي أن عدتها وضعها لقوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } [الطلاق:4] سواء كانت عدة وفاة أم عدة طلاق ، حيث جاء في مصنف الشيخ خليل ـ رحمة الله عليه ـ : وعدة الحامل في وفاة أو طلاق وضع حملها كله وإن دما اجتمع . وذكر فقهاء الإسلام أن علامة كون الدم حملا تعرف ببقائه وعدم ذوبانه إذا صب عليه الماء الحار ، دون أن يحدد المالكية زمنا معينا للمضغة المخلقة ، بينما ذهب أصحاب الشافعي ، وأحمد بن حنبل إلى أنه لا تنقضي العدة ولا تعتق أم الولد إلا بالمضغة المخلقة ، وأقل ما يكون أن تتخلق وتتصور في أحد وثمانين يوما. ثالثا : تتعلق بمعرفة أقل مدة الحمل وأقصاه أمور عدة كإلحاق الولد ، وتمام العدد . . . و . . . و . . . وقد دل قوله تعالى : { الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار } [ الرعد :8] على أن الحامل قد تضع حملها لأقل من تسعة أشهر وأكثر. * أما أقل الحمل فقد استنبط العلماء من قوله تعالى : { وحمله وفصاله ثلاثون شهرا } [ الأحقاف :15] ، { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين} [البقرة :233] على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر ، وأجمعوا على ذلك روى محمد ابن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله الجهني قال : تزوج رجل منا امرأة من جهينة ، فولدت له لتمام ستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان رضى الله عنه ، فذكر ذلك له ، فبعث إليها فلما قامت لتلبس ثيابها بكت أختها ، فقالت : ما يبكيك فوالله ما التبس بي أحد من خلق الله تعالى غيره قط ، فيقضي الله ـ سبحانه وتعالى ـ في ما شاء ، فلما أتى بها عثمان رضى الله عنه أمر برجمها ، فبلغ ذلك عليا رضى الله عنه ، فأتاه فقال له : ما تصنع ؟ قال : ولدت تمام لستة أشهر وهل يكون ذلك ؟ فقال له على رضى الله عنه : أما تقرأ القرآن ؟ قال : بلى . قال : أما سمعت الله عز وجل يقول : { وحمله وفصاله ثلاثون شهرا } وقال : { حولين كاملين } ، فلم نجده بقى إلا ستة أشهر ، قال : فقال عثمان رضى الله عنه : والله ما فطنت بهذا ، على بالمرأة ، فوجدوها قد فرغ منها ، قال : فقال معمر : فوالله ما الغراب بالغراب ولا البيضة بالبيضة بأشبه منه بأبيه ، فلما رآه أبوه قال : ابني والله لا أشك فيه ، قال : وابتلاه الله تعالى بهذه القرحة بوجهه الآكلة ، فما زالت تأكله حتى مات (6) هذا في أقل الحمل. وأما أكثره فقد دار حوله خلاف كبير ، روى ابن جريج عن جميلة بنت سعد عن عائشة قالت : يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحول ظل المغزل؛ ذكره الدارقطني ، وقالت جميلة بنت سعد ـ أخت عبيد بن سعد ، وعن الليث ابن سعد ـ إن أكثره ثلاث سنين ، وعن الشافعي أربع سنين ؛ وروى عن مالك في إحدى روايتيه ، والمشهور عنه خمس سنين ، وروى عنه لا حد له ، ولو زاد على العشرة الأعوام ؛وهي الرواية الثالثة عنه، وعن الزهري ست وسبع . قال أبو عمر : ومن الصحابة من يجعله إلى سبع ؛ والشافعي : مدة الغاية منها أربع سنين . والكوفيون يقولون : سنتان لا غير ، ومحمد بن عبد الحكم يقول : سنة لا أكثر ، وداود يقول : تسعة أشهر ، لا يكون عنده حمل أكثر منها . قال أبو عمر : وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد والرد إلى ما عرف من أمر النساء وبالله التوفيق. روى الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال : قلت لمالك بن أنس : إني حدثت عن عائشة أنها قالت : لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل ، فقال : سبحان الله ! من يقول هذا ، هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان ، تحمل وتضع في أربع سنين ، امرأة صدق ، وزوجها رجل صدق ؛ حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة ، تحمل كل بطن أربع سنين ، وذكره عن المبارك بن مجاهد قال : مشهور عندنا كانت امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين ، وكانت تسمى حاملة الفيل ، وروى أيضا : أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين إني غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حبلى فشاور عمر الناس في رجمها ، فقال معاذ بن جبل : يا أمير المؤمنين إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع ، فتركها ، فوضعت غلاما قد خرجت ثنيتاه ، فعرف الرجل الشبه فقال : ابني ورب الكعبة ، فقال عمر : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ؛ لولا معاذ لهلك عمر . وقال الضحاك : وضعتني أمي وقد حملت بي في بطنها سنتين ، فولدتني وقد خرجت سني ، ويذكر عن مالك أنه حمل به في بطن أمه سنتين ، وقيل : ثلاث سنين . ويقال : إن محمد بن عجلان مكث في بطن أمه ثلاث سنين فماتت به وهو يضطرب اضطرابا شديدا ، فشق بطنها وأخرج وقد نبتت أسنانه ، وقال حماد بن سلمة : إنما سمى هرم بن حيان هرما ؛ لأنه بقى في بطن أمه أربع سنين وذكر الغزنوي أن الضحاك ولد لسنتين (7). رابعا : أجاز جماعة من الصحابة والتابعين والفقهاء العزل ، واشترط مالك والشافعي إذن الحرة ؛ لأنهم يرون أن الإنزال من تمام لذتها . وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا عليكم ألا تفعلوا فإنما هو القدر" و " إذا أراد الله خلق شئ لم يمنع شئ " .وسئل ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ عن العزل ، فقرأ قوله تعالى : {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون : 12 ـ 14] ، ثم قال : فهل يخلق أحد حتى تجري فيه هذه الصفة ؟ وروى عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر وعلى والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا العزل . فقال : لا بأس به ، فقال رجل : إنهم يزعمون أنها الموؤدة الصغرى ، فقال علي رضى الله عنه : لا تكون موؤودة حتى تمر على التارات السبع : تكون سلالة من طين ، ثم تكون نطفة ، ثم تكون علقة ، ثم تكون مضغة ، ثم تكون عظاما ، ثم تكون لحما ، ثم تكون خلقا آخر ، فقال عمر رضى الله عنه ك صدقت أطال الله بقاءك . خامسا : وأما الإجهاش : وهو إسقاط ما في بطن الحامل بعد التخلق ونفخ الروح. فحرام بلا خلاف ، جاء في تعليق الشيخ ابن باديس ـ رحمه الله ـ على قوله تعالى ـ { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} [ الإسراء :31] ما نصه : (إما بالقتل بعد الولادة ، وإما بإفساد الحمل بعد التخليق وهو حرام باتفاق ) (8) . وقد صرح الحنابلة بأنه إذا صار الولد علقة لم يجز للمرأة إسقاطه لأنه ولد انعقد . بخلاف النطفة فإنها لم تنعقد بعد ، وقد لا تنعقد ولدا. سادسا : إذا هلك هالك وترك من بين ورثته حملا ، أوقف تقسيم الميراث حتى يظهر هذا الحمل ، حيا ، أم ميتا ، ذكرا أم أنثى . واختلف في الأثر الذي يدل على حياته هل هو الصراخ وحده أو التنفس والعطاس ونحوهما ، عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا استهل المولود ورث"(9) وللترمذي : " الطفل لا يصلي عليه ولا يرث ولا يورث حتى يستهل". الاجتماعية : ـ 1ـ إن وصف المراحل العديدة التي يتقلب فيها الجنين وهو في رحم أمه تظهر ما تتحمله الحامل من صعاب عديدة ومشاق كبيرة وصفها الحق سبحانه بأبلغ الأوصاف في قوله : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا } [ الأحقاف :15] ، وقوله تعالى : {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين } [لقمان:14] ؛ لذا كان لزاما على هذا المولود المحمول أن يشكر هذا الجميل ، وهو ما تؤكد عليه العشرات من الأحاديث النبوية الشريفة والمجتمع الذي عق فيه الأبناء أمهاتهم مجتمع جاحد ناكر واهي الروابط . 2ـ جملة : " إن أحدكم " المؤكدة بأداة التوكيد "إن" تقرر مبدأ المساواة الذي ينادي به الإسلام حيث أن الأصل واحد "المنى" فلم يميز أحدا في خلقه مطلقا كما بين ذلك قوله تعالى : { فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق} [الطارق:5، 6] وقوله صلى الله عليه وسلم : "كلكم لآدم وآدم من تراب" فليس هناك دم شريف ودم حقير ، ولا طبقة النبلاء والعبيد ، ولا الكرام واللئام . . . ولم يأت هذا الدين إلا لتحرير العباد من استعباد العباد ولتسوية الناس في الحقوق والواجبات . . . فأين هي المجتمعات الغربية المتحضرة التي تمارس التمييز العنصري وتصنف العالم إلى أول وثالث ؟ ! النفسية : ـ قوله صلى الله عليه وسلم : " فيسبق عليه الكتاب" . يبعث في نفس المؤمن الاطمئنان التام على قوته وأجله ومستقبله ، ويمده بالراحة النفسية الكاملة حيث لا ييأس قط من روح الله من جهة ، ولا يكدر صفو حياته ما فاته من رزق أو ولد ؛ لأن كل ذلك بتقدير المقدر عز وجل . ما أحوجنا اليوم إلى التمعن والتدبر في قول الحق سبحانه : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } [ الحديد :22]. الثقافية : ـ كما يحثنا هذا الحديث النبوي ـ من طرف خفي ـ على التأكد من صحة معلومات المعلم الذي يشرف على تأديب أبنائنا وتعليم فلذات أكبادنا ، أو الذي نصب من نفسه واعظا ومرشدا في المساجد والمصليات ، ومن صواب المعلومات التي تستقيها من الكتاب أو المجلة بمراعاة المصادر المصتند عليها والمقتبس منا : " الصادق المصدوق". في التخطيط : ـ ونستلهم من هذا التدرج في الخلق من مرحلة إلى أخرى ضرورة التأني والتروي في اتخاذ التدابير أو القرارات المصيرية وعدم العجالة غير المتعلقة التي تفسد التخطيط. ومن ثم فقيام الخلافة الإسلامية وإصلاح الأوضاع المتردية وتقويض الأفكار الهدامة لا يأتي من فراغ ، ولا يتحقق بشعارات وتكبيرات ، أو بإلهاب المشاعر، وأصوات الحناجر ؛ بل بالتخطيط المحكم القائم على بعد النظر ورجاحة العقل. الطبية :ـ رأفة من الرؤوف الرحيم بالمرأة الحامل وتخفيفا منه عليها أن جعل الجنين يمر على تلك المراحل ويتدرج في نموه وخلقه ، فتصور أخي الكريم مجرد تصور لو أن الله خلقه مرة واحدة بلحمه وعظامه وهيكله هكذا ؟ هل تتحمله أمه ؟ كلا بل تلفظه ولا تحفظه ، ولكنه الحكيم الخبير الذي أوسع له الرحم الضيق ، وجعله له القرار المكين إلى قدر معلوم فنعم القادر المقدر ! فقه الدعوة 1ـ للداعية أن يقسم بالله الذي لا إله غيره ـ إن استدعى الأمر ذلك ـ لما في ذلك من حكم : أ ـ دفع الشك من قلوب سامعيه . ب ـ للفت الانتباه . ج ـ وليصفي عقائدهم من الشرك حين يقسم بما كان يقسم به النبي صلى الله عليه وسلم دائما : " فوالله الذي لا إله غيره " . 2ـ وعليه أن يدرس نفسيات المدعوين ، ويتفرس دائما في وجوههم ؛ لأنها المرآه الصادقة التي تعبر عما تختلج به أفئدتهم ، فمثلا حينما نشاهد تقطب الجبين ، فمعناه مخالطة الشك لقلب ذلك الرجل ؛ ولهذا أقسم عليه الصلاة والسلام دفعا لذلك " الريب وأكد بمؤكد ثان وهو "إن" وبثالث وهو اللام في "ليعمل". تعليق رغم أن الحق ـ سبحانه عز وجل ـ تكفل بالرزق مذ أن كان الجنين في بطن أمه ، ومع ذلك نجد القائمين والعاملين على إنجاح الفكرة الدخيلة "تحديد النسل" ، ورغم إيماننا الراسخ بعلمه تعالى الأزلي بشقاوة الإنسان وسعادته ، فإنه يوجد من بين المسلمين من يصدقون الكهنة والعرافين الذين يدلسون على أذهان العامة ، وضعفاء الإيمان ، ويستغلونهم الاستغلال الفاحش !
**** |
|
Ahmed Roushdy
الكاتب
| موضوع: رد: فى بطن امه الأحد 17 أبريل - 17:37 | |
| جزاك الله خيرا يا شيخ عبد العظيم تسلم |
|
mounim3000 اعضاء نشطاء
| موضوع: رد: فى بطن امه الأحد 17 أبريل - 21:04 | |
| سلمت يدك على هذا النقل الطيب فى ميزان حسناتك كل الود والاحترام |
|