سوف نعيش مع معجزة عددية تتجلى في كلمة واحدة من كلمات القرآن لندرك أن القرآن أعظم مما نتصور بكثير ....
فعل القسم يتكرر 8 مرات في القرآن
الذي لفت انتباهي أن كلمة (أُقسِمُ) تكررت في القرآن كله 8 مرات، وجميع الآيات جاءت بصيغة النفي (لا)، وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا أنه ليس بحاجة لهذا القسم، فهو خالق الكون والبشر، وسبحان الله، هل يحتاج رب العزة أن يقسم لعباده الضعفاء بأن القرآن حق؟ انظروا معي إلى الرحمة الإلهية العجيبة، ولذلك جاءت هذه الكلمة مسبوقة بـ (لا) في المواضع الثمانية.
ولدى تأملي لهذه الآيات وجدت أن كل آية منها تشكل معجزة تستحق التفكر، بل لازال العلماء يبحثون في أسرارها حتى الآن. لنقرأ الآيات الثمانية حسب ترتيبها في القرآن.
1- (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة: 75-80]. القسم بمواقع النجوم: وقد كشف العلماء أسراراً كثيرة حول المواقع الحقيقية للنجوم والتي لا يعلمها إلا الله، فجميع النجوم التي نراها لا تقع في مواقعها الحقيقية إنما تتحرك وتجري ولا يمكننا معرفة مواقعها بدقة، ولذلك أقسم الله بهذه المواقع.
2- (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40]. القسم بما نبصر وبما لا نُبصر، وهذا قسم عظيم أخبرنا الله فيه أن الأشياء التي لا نبصرها أعظم وأكبر من الأشياء التي نبصرها وقد ثبت علمياً أن كل ما نراه في الكون لا يشكل إلا أقل من 1 % فتأملوا!
3- (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) [المعارج: 40-41]. إشارة إلى وجود مشارق ومغارب متعددة، وقد نزلت هذه الإشارة في زمن لم يكن أحد يتخيل وجود أكثر من مشرق ومغرب، ولكن تبين أن الشمس تشرق في كل لحظة على مكان وتغرب في مكان آخر، إذاً هناك عدد لا نهائي من المشارق والمغارب وهذا ما أشارت إليه الآية.
4- (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) [القيامة: 1]. القسم بيوم القيامة، وهذا من أنباء الغيب التي يجب على المسلم أن يؤمن بها ويسلم لله تعالى.
5- (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة: 2]. في هذه الآية إشارة إلى أهمية علم النفس وأن أهم صفة تميز النفس البشرية أنها كثيرة اللوم، وهذه الظاهرة لازالت تحير العلماء ولم يجدوا لها تفسيراً، فلماذا يكثر الإنسان من لوم الآخرين ولوم نفسه على الأشياء التي تحدث معه، ولكنهم وجدوا أخيراً مركزاً في الدماغ يتنبه أثناء توجيه الإنسان اللوم للآخرين، ولا زالت الأبحاث جارية حتى اليوم.
6- (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [التكوير: 15-19]. القسم بالخنس، وهي الثقوب السوداء، وهذه الثقوب من الظواهر المعقدة جداً والتي لا يزال العلماء يدرسونها ويكتشفون أسرارها حتى اليوم، وهذه الآية دليل على صدق القرآن.
7- (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ) [الانشقاق: 16-21]. القسم بظاهرة الشفق، وقد رأينا كيف يحاول العلماء اكتشاف أسرار الشفق ويقولون إنها من الظواهر شديدة التعقيد، ولذلك فقد أقسم الله بها.
8- (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: 1-4]. أقسم الله بالبلد وهو مكة المكرمة، وقد رأينا أبحاثاً قدمها علماء مسلمون أثبتوا فيها أن مكة هي مركز اليابسة على الأرض، ولا زال البحث مستمراً وقد يصل علماء الغرب إلى أسرار جديدة عن مكة المكرمة، ولذلك فقد أقسم الله بها.
انظروا كيف جاءت جميع الآيات مسبوقة بكلمة (لا) ليدلنا الله تعالى على عظمة هذا القسم، ولذلك فإن الآيات الثمانية تناولت معجزات كونية ونفسية عظيمة.
معجزة عددية لطيفة تتعلق بالرقم سبعة
لنكتب أرقام الآيات الثمانية التي ورد فيها فعل القسم:
1- الآية الأولى رقمها 75
2- الآية الثانية رقمها 38
3- الآية الثالثة رقمها 40
4- الآية الرابعة رقمها 1
5- الآية الخامسة رقمها 2
6- الآية السادسة رقمها 15
7- الآية السابعة رقمها 16
8- الآية الثامنة رقمها 1
هناك تناسق سباعي مذهل في أرقام هذه الآيات (ونحن نعلم أهمية الرقم سبعة في القرآن والسنة، فهو عدد محوري في الإعجاز الرقمي)، والهدف منه إظهار أن القرآن كتاب متناسق ومرتب ولا يمكن لأحد أن يأتي بمثله. فإذا استخدمنا طريقة صف الأرقام وقمنا بوضع هذه الأعداد حسب ترتيبها يتشكل لدينا عدد ضخم هو:
الآية1 الآية2 الآية3 الآية4 الآية5 الآية6 الآية7 الآية8
75 38 40 1 2 15 16 1
هذا العدد يتألف من 13 مرتبة ويقرأ: تريليون ومئة وواحد وستون بليون وخمس مئة وواحد وعشرون مليون وأربع مئة وثلاثة آلاف وثمان مئة وخمسة وسبعون. إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أي يقبل القسمة على سبعة من دون باق كما يلي:
1161521403875 = 7 × 165931629125
والعجيب أن هناك سلسلة من الأرقام جميعها من مضاعفات الرقم سبعة:
- رقم الآية الأولى 75 مع رقم الآية الأخيرة 1 يشكلان عدداً من مضاعفات السبعة وهو 175 :
الآية الأولى الآية الثامنة
75 1
175 = 7 × 5 × 5
- أرقام الآية الثانية 38 مع الآية ما قبل الأخيرة 16 تشكلان عدداً من مضاعفات السبعة:
الآية الثانية الآية السابعة
38 16
1638 = 7 × 234
- أرقام الآية الثالثة 40 مع الآية السادسة 15 تشكلان عدداً من مضاعفات السبعة:
الآية الثالثة الآية السادسة
40 15
1540 = 7 × 220
- أرقام الآية الرابعة 1 مع الآية الخامسة 2 تشكلان عدداً من مضاعفات السبعة:
الآية الرابعة الآية الخامسة
1 2
21 = 7 × 3
وسبحان الله! لو تابعنا دراسة هذه الأرقام نجد سلاسل مدهشة تحير العقول بدقة بنائها وإحكامها، فأنى لمصادفة أن تصنع مثل هذه السلاسل الرقمية؟ إن هذه التناسقات السباعية المحكمة تشهد على أن الله تعالى هو من رتب كتابه وليس للصحابة أي اجتهاد شخصي في ذلك، بل بإلهام وتقدير من الله عز وجل، فهو صاحب الكتاب ويفعل ما يشاء.
إن هذه الأرقام ترد على كل من يدعي أن القرآن محرف أو أنه كتاب بشري، لأننا ببساطة ومن خلال تكرار كلمة واحدة فقط هي كلمة (أُقسِمُ) رأينا عدة تناسقات مع الرقم سبعة، فتصوروا معي لو بحثنا بكلمات القرآن كلها فكم حجم التناسقات العددية الكامنة في هذه الكلمات؟