نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، تقريرًا لمراسلها الداد باك، حول استطلاع واسع وشامل، زعمت أنه أجراه من قلب ميدان التحرير، وهو الاستطلاع الذي ركز فيه "باك" على تساؤل واحد وجهه للكثير من المصريين هو: لماذا انتخبتم محمد مرسي؟، وهو السؤال الذي اهتم "باك" بأن يجيب عنه "حسن" بائع المشروبات المثلجة في التحرير، وعدنان الأكاديمي السياسي، وحامد الناشط السياسي الثوري.
وينقل التقرير عن حسن: أنه انتخب محمد مرسي أملا في التغيير، ورغبة منه في التصدي لسياسات الحكومة أو المجلس العسكري، الذي يعادي الإخوان –حسب وصفه-، مشيرًا إلى أن فقراء مصر وبسطائها حسموا القضية وأيدوا مرسي الذي عاد وكرر أنه مرشح الفقراء والبسطاء المصريين.
كما أجرى باك أيضا حوارًا مع نماذج متعددة في المجتمع، منها عدنان الذي يعد رسالة دكتوراة، الذي أشار إلى أن فوز مرسي بالانتخابات يعتبر هزيمة لمعسكر التيار الفكري الليبرالي، وهو التيار المسيطر على وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، وحاول أن يوهم المصريين بأن الفريق أحمد شفيق سيحسم الانتخابات في النهاية، إلا أن المد الشعبى كان أقوى من هذا التأثير وقرر انتخاب مرسي.
وأجرى باك أيضا –حسب زعم يديعوت أحرونوت- حوارًا مع حامد، الذي يصفه بالشاب المصري الثائر من الميدان، الذي انتقد المجلس العسكري وبقوة، مشيرًا إلى أنه السبب فيما وصفه بالكوارث التي تواجه مصر الآن، موضحًا -والحديث لحامد- أن هذا الصدام بين العسكري والثوار سيستمر إلى فترة طويلة، خصوصًا مع مقاطعة الكثير من الشرائح الثورية المصرية للانتخابات، واتهامها للمجلس العسكري بأنه سرق الثورة من المصريين.
اللافت أن باك أنهى تقريره بالتأكيد أن الأجواء الساخنة التي تعيشها مصر الآن تحولت إلى ما يشبه البركان الثائر، الذي يطلق حممه الآن على إسرائيل، وهي الحمم التي بدأت في التدفق على الحدود الجنوبية.
وزعم باك أن الكثير من القوى السياسية المصرية تحاول انتقاد إسرائيل من أجل حصد أكبر قدر ممكن من المكاسب ورفع شعبيتها وسط المصريين، في ظل تأزم الوضع السياسي المصري، وعزوف المصريين عن التفاعل مع الأحزاب أو القوى السياسية التي لم تحقق لها شيئًا يذكر.
يذكر أن باك –حسب الصحيفة- وصل إلى القاهرة قبيل الانتخابات ويرسل بصورة دورية التقارير من قلب مصر، وهو يتحدث العربية بطلاقة ويهتم في الأساس برصد رد فعل المواطن المصري على مختلف القرارات أو التطورات السياسية في الشارع.
المصدر: حصرياً لأخبارنا اليوم