فى يوم من الأيام ... جلست على أرجوحتى فى حديقتى جعلت تأخذنى الى اعلى والى اسفل وانا انظر الى سماء الكون
فجأة علق ثوبى بأحد اعمدة الأرجوحة مزق ثوبى وبكيت عليه كثيرا
أتت أمى من بعيد مسرعة ...اى بنيتى ... حملتنى بين كفيها ...وانا حزينة على الثوب
لكنها بين ثنايا حنيتها وقوتها احتضنتنى لتقول لى:
بنيتى سأروى عليكى شيئا من أيام طفولتى من قصتى ستفهمى روايتى لكن فلتجعلى قلبك فى مكان لا تمسه حكايتى
تهلل وجهى فارحة بها ونسيت ثوبى
تكمل امى وتقول بصوت دافئ حنون :
فى يوم كان من قديم الزمان ذهبت لأشترى لبنا من اللبان
حملت اللبن وسرت به كأنى اميرة الزمان واخذت العب وانا حاملة اللبن غير مخونة الأمان
وجدت صبى يلعب بدمية هى عندى بلا قيمة او اثمان لكنه اغرانى ان العب معه بتلك الدمية الدميمة الالوان وكنت اضحك عليها واقول دمية بلا ملامح قبيحة الخلقة والرسم والعينان
تركت اللبن من يدى واخذت العب معه بالدمية التى ليس لها غير لسان
وفجأة غافلنى وسكب اللبن ...وقال انتى التى بلا لسان ولا حتى اسنان
اخذت اجرى على اللبن حتى اجمعه بيدى واضعه فى الكوب الذى زالت منه الالوان فقد كان فى ابيضا كنقاء اللبن لكنه الان بلا الوان
هنا ما يفيد اللبن المسكوب بعد ان كان ...لا يمكن شربه ولا اعادته الى اللبان
وانتهت امى من قصتها وقالت لى :
يا أميرة الحلم وملكة الجمال عندما يتمزق الثوب فالخطأمنكى قد كان وعندما يتمزقالثوب لا يتصلح بل يذهب الى اى مكان
عندما يتمزق اى شئ ويتم معالجته بابرع فنان فانه سيظل به عيبا يشوه خلقة بارئ الأكوان
بنيتى كلمتى لكِ :
اذا انتهى بكِ المطاف بتمزيق قلب او تمزيق ثقةلا تعودى مهما كان فالذى يمزق لا يمكن ان يعود كما كان
بالفعل فقد فات الاوان ؟....اذا تمزق الثوب لا يصلحه اى انسان يدكِ وحدها هى خير طبيب وخير مداوى للاحزان
فلتتركِ بنيتى ما يحزنك ويمزقك وتقولى وداعا لثوب قد بال وقماشه بلا الوان