دمشق (ا ف ب) - دعت فرنسا الاربعاء الى جعل خطة الموفد الدولي كوفي انان في سوريا "الزامية" وادراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، فيما اندلع جدل بين موسكو وواشنطن حول تسليح المعارضة السورية.
في هذا الوقت، تواصلت اعمال العنف والمعارك في سوريا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين ما اسفر عن مقتل 50 شخصا بينهم 40 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء "ينبغي اللجوء الى الفصل السابع لجعل بنود خطة انان الزامية"، واضاف "نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الاجراء سريعا".
ويتيح الفصل السابع فرض اجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى الى استخدام القوة.
واضاف الوزير الفرنسي "سمعنا حتى الصين اليوم تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي اذا ان يتحرك مجلس الامن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة انان تحت طائلة عقوبات قوية جدا".
وكانت الصين اعربت الاربعاء عن "قلقها الشديد" حيال الوضع في سوريا والذي بلغ "مرحلة حرجة".
واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بانه "حرب اهلية"، مجددا دعوته الى انهاء "نظام القتلة" برئاسة بشار الاسد.
في موازاة ذلك، اندلع الاربعاء جدل بين واشنطن وموسكو حول تسليح المعارضين السوريين.
فقد نفت واشنطن الاربعاء اتهام روسيا لها بانها تسلح المعارضة السورية، وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين "نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالاسلحة. انتم تعرفون موقفنا بهذا الشان، وقد اوضحنا هذا الموقف جيدا".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الاربعاء من طهران واشنطن بتسليح المعارضة السورية ردا على تصريحات ادلت بها نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء حول تزويد موسكو النظام السوري مروحيات مقاتلة.
ولفت لافروف في المقابل الى ان روسيا تزود دمشق ب"انظمة دفاع جوي" بموجب صفقة "لا تنتهك القانون الدولي بتاتا".
وسارعت موسكو لاحقا الى نفي التصريحات المنسوبة الى وزير خارجيتها في طهران حول تسليح واشنطن للمعارضين السوريين، مؤكدة ان خطأ في ترجمة تصريحه الى الفارسية يقف وراء ما حصل.
وقال مسؤول اعلامي في وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس "انه خطأ في الترجمة الى الفارسية"، مؤكدا ان النص الحرفي لتصريح لافروف بالروسية يقول ان الولايات المتحدة تقوم بتزويد اسلحة "في المنطقة".
ورغم ذلك، جددت كلينتون الاربعاء دعوة روسيا لوقف امداد سوريا بالاسلحة قائلة ان البلد المضطرب "ينحدر باتجاه حرب اهلية".
وكانت موسكو التي ترفض اي تغيير للنظام السوري بالقوة ولا تستبعد حلا سياسيا يقوم على تنحي الرئيس الاسد، اقترحت عقد مؤتمر دولي حول سوريا يشمل ايران لكن الغربيين وبعض الدول العربية والمعارضة السورية تحفظوا او حتى عارضوا مشاركة طهران.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة القتلى في سوريا الاربعاء ارتفعت الى 50 شخصا، هم 40 مدنيا في محافظات حمص واللاذقية ودير الزور وادلب وحلب ودمشق وحماة ودرعا وعشرة عناصر من القوات النطامية في حمص ودرعا ودير الزور.
وكان "الجيش السوري الحر" اعلن الاربعاء انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الايام الثمانية الماضية، فيما اكدت السلطات السورية "تطهير" المنطقة من "المجموعات الارهابية".
وعزا "الجيش السوري الحر" انسحابه هذا الى "الحرص على عدم ارتكاب المجازر بحق ما تبقى من سكان المنطقة"، وخوفا "من عدم الوقوع في فخ الحرب الاهلية التي يسعى اليها النظام".
وتعرضت منطقة الحفة للقصف منذ الخامس من حزيران/يونيو في موازاة اشتباكات عنيفة عند اطراف المدينة وفي بعض القرى المجاورة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
في المقابل، اكدت السلطات السورية الاربعاء انها "طهرت" منطقة الحفة في محافظة اللاذقية من "المجموعات الارهابية المسلحة"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لم تسمه ان الوزارة قامت بدعوة المراقبين الدوليين صباح الثلاثاء الى الذهاب لمدينة الحفة والاطلاع على الاوضاع فيها "بعد ان قامت المجموعات الارهابية بعمليات قتل وترهيب المواطنين الابرياء وسلب ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة".
الى ذلك، اكدت الخارجية السورية الاربعاء ردا على اعتبار مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو الثلاثاء ان ما يجري في سوريا هو "حرب اهلية"، ان "سوريا لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الإرهاب".
من جانبها، رفضت "الهيئة العامة للثورة السورية" الاربعاء كلام المسؤول الاممي، واعتبرت الهيئة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان ما قاله مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة الثلاثاء "لا يعبر عن صورة الاحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري" وثورته "السلمية".
ودعا نائب رئيس جنوب افريقيا خاليما موشلانتي، الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الامن الدولي، الاربعاء الامم المتحدة الى ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا التي باتت في "شبه حرب اهلية".
اما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فاعتبر ان سوريا "على حافة الانهيار"، متعهدا الضغط على روسيا لاستخدام نفوذها على النظام السوري.
واعتبر السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري الاربعاء ان "انحدارا نحو الجحيم قد بدأ في سوريا"، مؤكدا ان على المسيحيين ان "يضطلعوا بدور الجسر".
واكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية الاربعاء ان نحو 2500 سوري فروا من اعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا الى تركيا خلال اليومين الاخيرين، موضحا ان عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات اقيمت في جنوب تركيا بلغ الاربعاء 29 الفا و500 شخص.