مطروح "عطشانة" ومياه الشرب تغرق ملاعب
الجولف فى الساحل الشمالى.. و"العسكرى" يدفع بقطار مياه من الإسكندرية لرى
عطش الأهالى.. والتحذيرات تتوالى بحدوث كارثة إنسانية بعد انخفاض المخزون
الإستراتيجى
على الرغم من التحذيرات، التى أطلقتها وسائل الإعلام على مدار
الفترة الماضية، من عودة أزمة المياه فى مطروح، إلا أن الحكومة لم تحرك
ساكناً لتفادى هذه الكارثة، بعد توقف إمدادات المياه، التى تحتاجها
المحافظة بسبب تعطل عمل محطة التنقية والمعالجة لمياه الشرب الواقعة جنوب
مدينة العلمين نتيجة انخفاض منسوب مياه ترعة الحمام لتعدى المزارعين على
الترعة، وفتح بوابات المياه لرى الأراضى الزراعية من المياه المخصصة لمحطة
المعالجة، والتى تعد المصدر الأساسى لمد محافظة مطروح بمياه الشرب.
ولعل تفاقم الأزمة كان له عدة أسباب، يأتى على رأسها التعديات التى قام بها
المزارعون على ترعة الحمام، وكذلك كميات المياه النيلية، التى تحصل عليها
ملاعب الجولف "تستهلك كميات كبيرة جداً من المياه" فى الساحل الشمالى،
والتى أوصت عدة جهات بمنع ضخ تلك المياه، والبحث عن بدائل أخرى، منها قيام
ملاك القرى السياحية بتحلية مياه البحر على نفقاتهم الخاصة.
وزير الرى، ناقش منذ عدة أسابيع مع محافظ مرسى مطروح تنفيذ أعمال الصيانة
اللازمة للخزان الإستراتيجى بمحطة مياه شرب جنوب العلمين، ومدى جاهزيته
لتوفير المياه اللازمة خلال فترة الصيف، والانتهاء من الخزان الإستراتيجى
بمدينة مرسى مطروح، وقررا معا مخاطبة وزير الإسكان للمضى قدماً فى توفير
التمويل اللازم لإنشاء وصيانة الخزانات الإستراتيجية المطلوبة، سواء بمحطة
شرب جنوب العلمين أو مدينة مرسى مطروح، أو بمواقع الروافع الست على امتداد
خط الطرد البالغ طوله 200 كيلو متر، وذلك للوفاء بمتطلبات مياه الشرب
لأهالى المحافظة، فيما وعد المحافظ بطرح موضوع الخزانات الإستراتيجية خلال
اجتماع مجلس المحافظين القادم، والتوصل إلى حلول جذرية فى هذا الشأن.
ويبدو أن الوزير، قد نسى الأمر برمته فقد تفاقمت الأزمة لدرجة أنها أوشكت
على الوصول إلى حد الكارثة، فقد أعلنت شركة مياه مطروح عن انخفاض المخزون
الإستراتيجى من المياه الخاص بمدينة مرسى مطروح من 80 ألف متر مكعب من
المياه إلى 24 ألف متر اليوم الأحد، بعد لجوء الشركة للسحب من الخزانات
الإستراتيجية لسد حاجة المواطنين من المياه، فى ظل توقف محطة مياه العلمين
بسبب تعديات المزارعين، وكذلك التعديات على خط الـ 1000 مم بمنطقة الضبعة
وقرية جلالة وغيرها من القرى على الطريق الساحلى من العلمين شرقًا وحتى
مدينة مرسى مطروح غربا بطول حوالى 200 كيلو متر.
كما ناقش وزيرا الرى والإسكان خلال اجتماع مجلس الوزراء، آليات الحفاظ على
المنسوب المائى بترعة الحمام أمام محطة مياه شرب العلمين، للوفاء
بالاحتياجات المائية اللازمة لأغراض الشرب خلال الصيف، حيث أكد الوزيران
على ضرورة تكثيف الحملات الأمنية بالتعاون مع المحافظة والأجهزة الأمنية
لمواجهة التعديات على ترعة الحمام ومياه الشرب وخطوط المياه العكرة، والنظر
بشأن إيقاف محطة المياه العكرة على ترعة الحمام ووحدة المياه العكرة بمحطة
شرب جنوب العلمين، فيما أفاد ممثلو وزارة الإسكان بأنه تم رفع أسعار
المياه العكرة، وجار تطبيق نظام الشرائح داخل القرى السياحية.
كما قررا فى الاجتماع، نقل مأخذ محطة مياه شرب برج العرب على ترعة
النوبارية، لإمكانية الاستفادة من مياه الصرف الزراعى من مصرف العموم عبر
محطة مريوط "1" المتوقفة لتغذية ترعة النوبارية، وتوفير الموارد المائية
اللازمة للزراعات بالمنطقة.
وفى الجزء الخاص بشأن ملاعب الجولف فى القرى السياحية قرر الوزيران البحث
عن إطار قانونى لإلزام الشركات السياحية والاستثمارية، بالشروع فى تحلية
مياه البحر والمياه الجوفية، وإعطاء مهلة للقرى السياحية للاعتماد على
تحلية مياه البحر للحفاظ على الموارد المائية بالمنطقة، على أن تقوم محافظة
مطروح بحصر عدد الشركات والوقوف على حجم الاستخدامات المائية الحالية،
ووضع خطة جادة لتقنين أوضاع هذه الشركات فى القريب العاجل.
وكذلك ناقش الوزيران، الإجراءات التى تم اتخاذها بشأن قيام الشركة القابضة
لمياه الشرب والصرف الصحى، وبالتنسيق مع المحافظة، للبدء فى تحلية مياه
البحر لخدمة مدينة مطروح، وذلك فى ضوء قرار الدكتور كمال الجنزورى، رئيس
مجلس الوزراء، فى هذا الصدد.
كما قررت وزارة الرى العام الماضى، وقف ضخ المياه النيلية لملاعب الجولف، إلا أن القرار لم يتم تنفيذه لأسباب غير معلومة.
وفى ظل هذه الأزمة يعانى أهالى مطروح صعوبات بالغة فى الحصول على
احتياجاتهم من المياه، خاصة بعد إغلاق خطوط المياه الموصلة للمنازل لفترات
طويلة، لاحتياج هذه الخطوط لكميات كبيرة من المياه لم تعد الشركة قادرة على
الوفاء بها مؤخرًا، بينما تم قصر توزيع المياه على سيارات نقل المياه، وهو
ما تسبب فى زيادة معاناة المواطنين وصعوبة حصول أى منهم على سيارة مياه
قبل أيام من تقدمه بالطلب وسداد ثمن المياه بسبب الزحام الشديد بـ "غراب
المياه الكيلو 8" وهى محطة تعبئة تانكات سيارات نقل المياه.
ويعيش أهالى مطروح حالة من القلق، خوفًا من استمرار الأزمة، خاصة مع بدء
موسم الصيف السياحى، الذى يعتمد عليه معظم الأهالى، لأنه يمثل مصدر الدخل
الرئيسى لهم ويتخوفون من تأثره بسبب استمرار تزايد أزمة نقص المياه.
من جانبه قرر المجلس العسكرى الدفع بقطار مياه محمل بكميات كبيرة من مياه
الشرب من الإسكندرية إلى مدينة مرسى مطروح، من أجل مواجهة أزمة نقص مياه
الشرب ورفع المعاناة عن المواطنين.
كما قامت، قوات تابعة للمنطقة الغربية العسكرية، بمشاركة قوات الشرطة وشركة
مياه مطروح فى مواجهة أزمة نقص مياه الشرب، التى تواجهها المحافظة، حيث
تمكنت القوات من تمشيط خط المياه على طول طريق (مطروح _ الإسكندرية) وضبط
وإزالة 5 حالات تعد، تهدر 20 ألفا و600 متر مكعب من المياه يوميا، وتم
إخطار مدير أمن مطروح للتحرى، وضبط العناصر المتسببة فى إهدار مياه الشرب.