نيويورك تايمز: خطة عنان فشلت فى سوريا
علقت صحيفة "نيويورك تايمز"- فى مقالتها الافتتاحية- على المجزرة
التى شهدتها بعض القرى السورية مؤخرا، والتى أدت إلى مقتل أكثر من 78
شخصاً، سواء رمياً بالرصاص أو شنقاً أو حتى من تم إحراقهم أحياء، موضحة أن
تلك المجزرة تعد الرابعة التى ترتكبها قوات نظام بشار الأسد فى أسبوعين
فقط، وهو ما يعنى أن خطة كوفى عنان للسلام قد فشلت تماما.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن النظام السورى قد اتهم من وصفهم
بـ"الإرهابيين" بارتكاب تلك المجازر، إلا أن الرئيس السورى بشار الأسد لديه
الكثير ليخفيه، مدللة على ذلك بأن الحكومة السورية قد منعت المراقبين
الدوليين من زيارة القبير فى البداية، قبل السماح لهم بالدخول. وأبرزت
الصحيفة ما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم المراقبين الدوليين، والتى أكدت أن
هناك أدلة تقشعر لها الأبدان حول الجرائم التى ارتكبت فى القرية من قبل
قوات النظام.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأحداث تعد دليلا جديدا على فشل خطة السلام التى
تقدم بها المبعوث الأممى كوفى عنان، مؤكدا أن خطة عنان لم تقدم شيئا سوى
إعطاء كلا من روسيا والصين بالإضافة إلى بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة فرصة جيدة لتبرير تقاعسهم.
وأبرزت "نيويورك تايمز" ما ذكره كوفى عنان أمام مجلس الأمن حول استمرارية
الهجمات الوحشية التى يشنها النظام السورى، بل وستزداد إذا لم تتضافر
الجهود العالمية من أجل مزيد من الضغوط التى ينبغى أن تفرض على بشار الأسد
وحكومته. وأضافت أنه لا يبدو أن كلا من روسيا والصين سوف يغيران موقفهما،
رغم مقتل أكثر من 12 ألف سورى منذ قيام الانتفاضة السورية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها فى سبيل
إقناع الحكومة الروسية بضرورة دعم الجهود الغربية التى تهدف للضغط على بشار
الأسد ونظامه لوقف المذابح التى ترتكب فى سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن العقوبات التى فرضت مؤخراً على النظام السورى سواء من
جانب الأمم المتحدة، أو الاتحاد الأوروبى ليست كافية، موضحة أنه بالرغم من
أن الأمم المتحدة قد حظر بيع الأسلحة للنظام السورى، فإن روسيا وإيران
مازالا يصدران الأسلحة لدمشق، كما أن تأثير العقوبات الاقتصادية طويل
المدى.
واختتمت الصحيفة مقالها بأن الهجمات الوحشية التى شهدتها سوريا مؤخرا قد
أدت إلى تنامى الدعوات للقيام بإجراء عسكرى ضد النظام السورى، إلا أن
الخيار الأفضل الذى تراه الصحيفة هو أن يقوم مجلس الأمن بفرض عقوبات شاملة،
شريطة أن تمتنع روسيا والصين وإيران عن تقديم الدعم للنظام السورى.