باماكو (ا ف ب) - جرت اشتباكات بين مقاتلين طوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد وآخرين من جماعة انصار الدين الاسلامية ليل الخميس الجمعة في شمال مالي بينما يستعد الاتحاد الافريقي لطلب دعم من الامم المتحدة لتدخل عسكري محتمل في هذه المنطقة.
الحركة الوطنية لتحرير ازواد وآخرين من جماعة انصار الدين الاسلامية ليل الخميس الجمعة في شمال مالي بينما يستعد الاتحاد الافريقي لطلب دعم من الامم المتحدة لتدخل عسكري محتمل في هذه المنطقة.
وقال موظف في مدينة كيدال لوكالة فرانس برس ان مقاتلي حركة تحرير ازواد وانصار الدين "تواجهوا" ليل الخميس الجمعة على بعد 20 كلم من مدينة كيدال مشيرا الى اطلاق نار كثيف من اسلحة الية.
وهو اول حادث خطر بين المجموعتين منذ اكثر من شهرين حين سيطرت الحركة الوطنية لتحرير ازواد وخصوصا انصار الدين وحليفها تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، على منطقة شمال مالي الشاسعة.
واوضح الموظف ان الهدوء عاد عند الفجر وقال ان الاشتباك "خلف ثلاثة جرحى" بيد انه تعذر حتى الان التاكد من هذه الحصيلة.
واضاف هذا الساكن ان "بضعة اعلام للحركة الوطنية لتحرير ازواد كانت ترفرف في المدينة، ازيلت (..) لم نعد نرى الا عناصر انصار الدين في المدينة".
واوضح محمد اغ محمود المسؤول في تنظيم انصار الدين في اتصال هاتفي ليل الخميس الجمعة ان هذه المواجهة جاءت بعد ان "قامت الحركة الوطنية لتحرير ازواد طوال هذا الاسبوع في كيدال باستغلال مدنيين تظاهروا" ضد الحركة الاسلامية.
وتظاهر سكان المدينة خصوصا من النساء والشبان الثلاثاء والاربعاء مؤكدين دعمهم للحركة الوطنية لتحرير ازواد. وكان تم تفريق تظاهرة الثلاثاء بعنف.
لكن الفريقين سعيا الجمعة للتقليل من اهمية الحادث الذي وقع الليلة الماضية.
وقال مسؤول كبير في المجموعة الاسلامية في كيدال "لم يحدث امر خطر" فقط "بعض الطلقات" في حين نفى الناطق باسم حركة تحرير ازواد في باريس موسى آغ الطاهر حدوث اي "تبادل لاطلاق النار".
وتعثرت مباحثات كانت تهدف الى توحيد الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي كانت بالاساس حركة علمانية انفصالية وبين حركة انصار الشريعة، في الايام الاخيرة بسبب خلاف حول تطبيق الشريعة. غير ان ايا من المجموعتين لم يتحدث حتى الان عن فشل المسعى او قطيعة بينهما.
من جهة اخرى اعلنت مجموعة مسلحة جديدة "حركة الوطنيين للمقاومة من اجل تحرير تمبكتو" الخميس عن وجودها بهدف "طرد الاسلاميين" من هذه المدينة الاثرية التاريخية شمال مالي.
وفي الاثناء اعلن الاتحاد الافريقي انه سيطلب من الامم المتحدة "دعمها" لتدخل عسكري في شمال مالي، حسبما جاء في ختام اجتماع الخميس في ابيدجان لمسؤولين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ودول مجموعة غرب افريقيا ضمن "مجموعة دعم ومتابعة الوضع في مالي".
واكد ممثلو الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ان منظماتهم ودولهم مستعدة لتقديم دعم خصوصا "مالي" و"لوجستي" لمساعدة دولة مالي على استعادة السيطرة على هذه المنطقة "باسرع ما يمكن".
واثر اجتماع قادة الدول الاربعاء في لومي، قالت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا انها "جددت تاكيد" قرارها ارسال قوات الى مالي واحالة الامر الى مجلس الامن الدولي. واطلقت هذه الفكرة في 30 ايار/مايو من قبل رئيس بنين والرئيس المباشر للاتحاد الافريقي توماس بوني يايي.
غير انه لم يتم حتى الان تحديد معايير وتشكيل قوة عسكرية محتملة في شمال مالي او التفويض الدقيق لهذه القوة.
و"اشترطت" الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا ان "يتم فورا حل" السلطة العسكرية التي قامت اثر انقلاب 22 آذار/مارس في باماكو "وان تنسحب تماما من ادارة المرحلة الانتقالية".
وكان الانقلابيون انسحبوا رسميا بموجب اتفاق ابرم في 20 ايار/مايو مع المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا لكنهم يبقون حاضرين بقوة في مواجهة الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري واعضاء حكومته الذين تولوا ادارة المرحلة الانتقالية التي تستمر سنة والتي تمثل استعادة السيطرة على شمال البلاد احد ابرز تحدياتها.