الجامعة العربية:نرفض محاولات أوباما التقرب
من اللوبى اليهودى على حساب القضية الفلسطينية.. وصبيح:الوضع الحالى يتطلب
توحيد الصف وإنهاء الانقسام..وانحياز أمريكا لإسرائيل أضاع العديد من فرص
السلام
رفضت جامعة الدول العربية اليوم الجمعة محاولات الرئيس الأمريكى
باراك أوباما التقرب للوبى اليهودى على حساب القضية الفلسطينية لأغراض
انتخابية بحتة، وقالت الجامعة، إن الانحياز الأمريكى والتعنت الإسرائيلى هو
السبب المباشر لفشل المفاوضات وتوقفها بين الجانبين الفلسطينى
والإسرائيلى.
وأكد الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة فى
الجامعة العربية السفير محمد صبيح، أن إسرائيل وأمريكا أضاعتا العديد من
الفرص التى منحتها لجنة مبادرة السلام العربية والقيادة الفلسطينية منذ عام
2009م، والتى قوبلت بتعنت إسرائيلى وانحياز أمريكى، وبرفض حكومة نتانياهو
وقف الاستيطان، مضيفاً، إننا نرفض رفضا قاطعا المحاولات الأمريكية
والإسرائيلية التى تحاول تحميل الجانب العربى أو الفلسطينى سبب تعثر عملية
التسوية.
وعبر صبيح فى تصريحات له عن قلقه من التصريحات التى نُسبت للرئيس الأمريكى
باراك أوباما، والتى قال فيها بأن الرئيس الفلسطينى محمود عباس يعيق عملية
السلام، كما أبدى صبيح استغرابه واستهجانه الشديدين من إدعاء أوباما بأن
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو حريص على عدم وجود عوائق أمام
عملية التسوية.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن أوباما، أمام زعماء
الاتحاد الأرثوذكسى اليهودى فى أمريكا أصابتنا بالدهشة والاستغراب، وهذا
الكلام يتناقض مع كل المتعارف عليه بين كل السياسيين بالعالم، ولدى كل من
تعامل مع الرئيس محمود عباس، ولا أعتقد بأن هناك من هو حريص على عملية
السلام أكثر من الرئيس أبو مازن، حتى الجانب الإسرائيلى يعلم ذلك تماما،
فالرئيس أبو مازن جاد فى عملية السلام، ولا بد أن تمتد الأيادى الايجابية
من قبل الجانب الآخر بنوايا صادقة ومن الإدارة الأمريكية.
وشدد صبيح على أن من يعيق عملية السلام هو الطرف الذى يصر على الاستيطان
ويرفض الاعتراف بمرجعية عملية السلام، ويصر على تهويد القدس وضم الأغوار
الفلسطينية، ومصادرة المياه وحصار غزة، وإطلاق العنان للمستوطنين ليعيثوا
الفساد فى الضفة الغربية، مشيرا إلى أن التقارير الدولية المحايدة والصادرة
عن بعض المؤسسات الإسرائيلية تظهر بشكل لا يقبل التأويل بأن سياسات
الحكومة الإسرائيلية المتطرفة هى من تعيق عملية السلام، وليس الجانب
الفلسطينى.
وتابع، أمريكا لديها نسخ من هذه التقارير، وتعرف كم تنتهك إسرائيل بشكل
فاضح القانون الدولى، ولكن أوباما أراد تغليب مصالح الشخصية، وشدد صبيح على
ضرورة توحيد صف الشعب الفلسطينى واتفاق قواه وفصائله على برنامج سياسى
ونضالى يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة والمخاطر المحدقة بالقضية
الفلسطينية، فى ظل الانحياز الأمريكى والتعنت الإسرائيلى.
ولفت الأمين العام المساعد إلى أن إنهاء الانقسام الفلسطينى يسحب الذرائع
من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل بشأن عملية السلام، معربا عن أمله بأن
تنجح المساعى المبذولة حاليا لتشكيل الحكومة الفلسطينية التوافقية برئاسة
الرئيس محمود عباس.
وردا على سؤال حول اعتزاز أوباما فى تصريحه أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسى
اليهودى فى أميركا بأنه أنه كان خلال فترة رئاسته الأولى والتى تنتهى مع
بداية العام المقبل كان من أكثر الشخصيات الأمريكية دعماً لإسرائيل وبدون
انقطاع، قال صبيح: هذا الكلام واضح، ولا ننسى بأن الولايات المتحدة استخدمت
حق النقض الفيتو لإجهاض مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن لإدانة
الاستيطان، والدعم الأمريكى سخيا لإسرائيل هذه الأيام رغم أن حكومة
نتانياهو تواصل استخفافها بالقانون الدولى وتتنكر لكل متطلبات واستحقاقات
عملية السلام.
وقال، بما إن أوباما عبر عن خشيته من إغلاق نافذة فرص التوصل لاتفاق سلام،
فعليه أن يعلم بأن السبب فى ذلك الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب،
والعمل على تدمير حل الدولتين من خلال تصعيد الاستيطان وعمليات التهويد فى
القدس المحتلة، وأن الجانب الفلسطينى لا يتحمل أى مسئولية فى ذلك.