الميدان يعلن العصيان على مطالب الإفراج
الصحى عن المخلوع..المعتصمون يرفعون شعار القصاص..ويطالبون بعدم الرحمة أو
الشفقة على مبارك.. ويتساءلون: هل نخرج جثث الشهداء من قبورهم لنؤكد أنه لم
يكن رحيما بهم؟
«ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب» صدق الله العظيم، العين
بالعين والسن بالسن والبادى أظلم، هكذا عبر معتصمو ميدان التحرير عن رفضهم
القاطع لمطالب عدد من القوى السياسية الإفراج الصحى عن الرئيس المخلوع محمد
حسنى مبارك، بعد توارد أنباء عن تدهور حالته الصحية والتى وصفوها بأنها
أنباء "مفبركة" لتمهيد الإفراج عن الرئيس السابق، ليجتمع الجميع على كلمة
واحدة "أين العدل".
حالة من الذهول المقترنة بالصدمة أصابت معتصمى ميدان التحرير من مطالبة بعض
القوى السياسية بالإفراج عن الرئيس السابق مبارك استجابة لنداءات أنصار
المخلوع ومؤيديه، بسبب ما يروجونه عن تدهور حالته الصحية وهو ما وصفه
المتظاهرون بالتقارير المفبركة حتى يفلت الرئيس السابق من العقاب لما
اقترفته يداه من قتل المتظاهرين، ونهب أموال البلد، والظلم والقهر والقمع
الذى تعرض له 85 مليون مصرى طوال حكمه الديكتاتورى، "اليوم السابع" رصد
ردود فعل معتصمى الميدان الغاضبة حول مطالب الإفراج الصحى عن المخلوع.
محمد رمزى عبر عن غضبة من المطالبة بالحكم بالبراءة للمخلوع قائلا "بعد كل
ما اقترفه مبارك من جرائم فى حقنا طوال ثلاثة عقود متتالية، الآن يطالبون
بالسماح له بالتجول على جثث إخواننا وأصدقائنا بزعم حالته الصحية، القاتل
يقتل ولو بعد حين".
معاملة مبارك الخاصة جدا هى الأخرى آثارت علامات تعجب عديدة لدى جمهور
معتصمى الميدان، فمن جانبه قال باسل محمد طالب بجامعة المنصورة لابد أن
يعامل المخلوع كأى سجين مدنى مثله، فعشرات المساجين بالتأكيد لديهم أمراض
خطيرة قد تودى بحياتهم، لماذا إذن يعامل المخلوع بكل هذه الحفاوة رغم أنه
قاتل ومع سبق الإصرار والترصد.
واتفق معه فى الرفض خالد الشيخ، أحد معتصمى الميدان، مؤكدا أن الإعدام هو
الجزاء الأنسب للجرائم التى ارتكبها المخلوع فى حق شعبه طوال 30 عاما،
قائلا "ليس فقط قتل المتظاهرين الجريمة الوحيدة التى يجب أن يعاقب عليها
مبارك بل افقارة وتجهيله وإمراضه لشعبة، "إحنا بنموت من 30 سنه وهى أيضا
جرائم يجب أن يحاكم عليها محاكمة ثورية عادلة، يقتص فيها القضاء لدماء
أبنائنا المهدرة".
يلتقط منه طرف الحديث أحمد هادى، مؤكدا رفضه القاطع لما أسماه هزلية
سيناريو الإفراج الصحى قائلا "المخلوع سكب دماء المصريين، وأفسد كل قطاعات
الخدمات العامة الصحة، التعليم، التأمين الصحى، المعاشات، وغيرها كثير،
فضلا عن قتله للثوار كيف بعد كل هذا يطلب ببراءته بتلك السهولة، قائلا:
"كرامتنا قتلها مبارك وبعد الكرامة فى أية تانى".
حسن بشندى معتصم فى الميدان - أكد أن مبارك لا يستحق البراءة، بل على العكس
لا يستحق سوى المحاكمة فى ميدان عام، ولا يستحق الإفرج عنه تحت أى مسمى
صحى أو غير صحى، مؤكدا أن تصريحات أنصار مبارك ستجبر المصريين على الإصرار
على موقفهم سواء فى الاعتصام أو فى المطالبة باعاده محاكمته هو وكل أذناب
النظام تحت ظل محاكمه ثورية قائلا "لو رحموه لن نرحمه".
خالد العبادى رفض جملة وتفصيلا فكرة الإفراج عن المخلوع قائلا "كيف يناقش
الإفراج عن قاتل فأكثر من 8600 شاب استشهدوا بالميدان، و18 ألف معتقلين لا
نعلم عنهم شيئا، كيف بعد هذا يناقش فكرة الإفراج عنه رغم ارتكابه كل هذه
الانتهاكات، هل علينا أن نخرج أشلاء جثث الشهداء ونقدمها لهذا النظام
الفاسد لنؤكد أن مبارك وأعوانهم لم يرحموا ريعان شبابهم".
مجدى عوف معتصم آخر، رفض هو أيضا مطالبة بعض القوى السياسية وأنصار مبارك
بالإفراج عن المخلوع تحت ستار حالته الصحية التى وصفها بالتقارير المزيفة
لاستدرار تعاطف الرأى العام على حد تعبيره، قائلا "يجب أن يعامل مثله كأى
مسجون مدنى آخر، فلماذا يفرق النظام بين مبارك وغيره من المساجين، هو لم
يعد رئيس بل مجرم شأنه أى سجين آخر ويجب أن يعامل معاملة سجين محكوم عليه
بالمؤبد.