نادى قضايا الدولة يطالب كل مسئول أن يتقى الله فى قوله
بعد الهجوم الشرس على القضاء المصرى، بجميع هيئاته، بسبب الحكم
الذى أصدره المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة، بالسجن المؤيد
على حسنى مبارك رئيس الجمهورية السابق وحبيب العادلى وزير داخليته وتبرئة 6
ضباط آخرين فى قضية قتل المتظاهرين، أصدر نادى هيئة قضايا الدولة، برئاسة
المستشار محمد طه، بياناًَ له يدين فيه هذا الهجوم المكرر على القضاء.
ودعا النادى، فى بيانه، إلى ضرورة احترام أحكام القضاء، لأنه الخيار الوحيد
لكى تعبر مصر نحو التقدم، وبدون ذلك يزول كل أمل فى غد أفضل ونهضة نهدف
إلى تحقيقها.
وأهاب النادى بالشرفاء من أبناء هذا الوطن أن تكون وجهتهم هى مستقبل مصر
ومصلحة شعبها العظيم، ونهيب أيضاً بكل مسئول أن يتقى الله فى قوله وفعله،
وأن يتذكر دائماً أن مصر بدينها وعروبتها وتاريخها تأبى الظلم كما ترفض
الفوضى وتلفظ كل تحد للرقى الإنسانى، مشيراً إلى أنه يجب الكف عن إجهاض
الفرص، فقد حانت لحظة الثورة على الخلاف والصراع والتشكيك والجمود عن الركب
المتحضر لعالم البشر الأسوياء، فنحن أمة قدر الله تعالى لها أن تكون فى
موقع الريادة.
ويضيف البيان أن النادى يضع بين أيدى أبناء هذا الوطن العريق أمانة الحفاظ
على شرفة وكرامته، واثقاً فى عدم تفريطهم فيها، كما يخاطب ضمير الإنسان
المخلص لوطنه، فالعدل هو أساس الملك، وقام الشعب بثورة مجيدة شهد لها
القاصى قبل الدانى، وبعدها تحالف الجميع على بناء مصر الحديثة التى تحترم
الحقوق وتقدس القضاء بها، لذلك يجب ألا يتم تقديم المصالح الخاصة الزائلة
على مصلحة الوطن الخالد، وعلينا أن نعى جميعاً أن المرحلة التى تمر بها
مصرنا الغالية لا تحتمل أى صراع، فالطموح الشخصى لا يبرر لأحد أن يغامر
بمستقبل مصر، وعلينا أن نوحد جهدنا وأن نوحد غايتنا دون تشتت أو تشتيت
وقضاء مصر هو عنوان مجدها وعلوه يعلى رايتها وتقديس أحكامه يؤكد على ضمان
تقدمها ولا يعقل أبداً أن يشهد له الغير وينكر بعضنا ما نسبوه إليه من
نزاهة وشفافية وعدل.
وفى ختام البيان، دعا النادى جميع رجال الحق والقانون والسياسة والفكر
وشباب الثورة أن يساندوا أحكام القضاء حتى تقوى مصر الديمقراطية وألا يتم
هدم قدسيتها والسير على ما خطه القانون ورسمه للتعامل مع أحكام القضاء من
نهج للطعن عليها أمام المحاكم العليا وليس التجريح فيمن يصدرها بلا ذنب.