الأزهر للقوى السياسية: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"
ناشد الأزهر الشريف، فى بيان له اليوم الخميس، الجماعة الوطنية
المصرية إلى التماسك والثبات والحكمة، أكثر من أى وقتٍ مر منذ ثورة الشعب
فى الخامس والعشرين من يناير، وطالب الأزهر المواطنين جميعًا، على اختلاف
آرائهم واجتهاداتهم ومواقفهم، ألا يستجيبوا لدواعى الاستقطاب والفُرقة
والتنازع، وأن يقدموا مصلحة الوطن على أى شىء آخر، مستدلاً بقوله تعالى:
"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".
وتابع البيان، لقد مرًّت بنا صعوبات جمَّة، وخرجنا منها بحمد الله
متماسكين، رغم ما قدمناه من تضحيات، ولعل هذا الموقف الذى نواجهه الآن
يُذكِّرنا بما التقينا عليه جميعًا، بدافع الغيرة الوطنية، والحكمة
النضالية، والخبرة التاريخية، بكل أطيافنا وانتماءاتنا، وهى "وثيقة الأزهر
الأولى"، بما تؤكده من أولياتنا وثوابتنا المصرية.
وذكر البيان جميع القوى السياسية بما شملته وثيقة الأزهر من تأسيس الدولة
الديمقراطية الوطنية الدستورية الحديثة، والمساواة الكاملة فى حقوق
المواطنة وعدم التمييز لا لجنس ولا لدين ولا لأى اعتبار آخر، ورعاية حقوق
الإنسان المصرى وكرامته وعدم المساس بها على أى وجه كان، وتطبيق القوانين
على جميع المصريين دون استثناء أو تمييز، مع ضمان الفصل بين السلطات
التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وكذلك محاربة المرض والفقر، والأمية والجهل، وتحقيق العدالة الاجتماعية
للمواطنين كافة، والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعى الوطنى وحمايته من أى
خطر، مع حماية الأسرة والمرأة والطفل مما نالهم من متاعب وأضرار فى العقود
السابقة، والالتزام بحرية الرأى والتعبير عنه، دون مساس بالغير أو إساءة
إليه على الإطلاق، وحرية العبادة والعقيدة لأتباع الأديان السماوية الثلاث
من المواطنين، فى حماية القانون والنظام العام، والتمسك بمؤسساتنا الوطنية،
واحترام دورها، دينيًا، واجتماعيًا، وسياسيًا، وعسكريًا، فى مواجهة كل
التحديات.
وأكد البيان أن الأزهر الشريف سيبقى بيتًا للوطنية، وموئلاً للمناضلين،
وذخرًا للعمل الوطنى المخلص على مرّ الأيام، خاتما بقوله تعالى، "وَلاَ
تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ
اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".