حاك الزمان روح الانسان واضحى الكلام بلا اهتمام واتسمت الحياة بالعديد من التحولات والتغيرات الشاملة, وظهر في روح الانسان نزعة
ذاتية تموج في تطوير الحياة ورفع مستوى الانسان الى أرقى منصب وأجلى مكان مكان وأي مكان , مكان الهدوء والسلام والراحة والاطمئنان ,حضارة التجدد ومورد التحوّل ,انها الحضارة حضارة الانسان
حضارة الانسان مفهوم لا يمكن أن يحدّ بحدود أو يقيد بقيود, لذلك أجمعت تعريفات الفلاسفة والعلماء على أن الحضارة هي نتاج الفكر البشري النابض الذي هو في حالة تطوّر وتغيّر وتحوّل مستمر فهل بالامكان أن يشارك الانسان الشرقي في تطوير الحضارة وصنع الجديد؟
عندما تنطلق مثل عبارة "الحضارة" على لسان أحد يخيّل للانسان العادي أنها حضارة بكلّ ما تحمل الحروف من تأثير على ذات الكلمة,
بيد أنّ ما حصره التعريف في جذوة الحضارة مجموعة من موارد الانتقال من الحسن الى الأحسن والواقع مختلف تمامًا, فبقدر ما يجسده البناء الجديد للحضارة من تطوير على جميع ميادين الحياة العامة فانه في الآن عينه يساعد على التهديم والخراب والدمار الشامل من ذلك واقع الاحتلال الاجنبي وطموحات النزعات الاستقلالية الغربية وخطرها الكاسر على طبيعة الحياة العربية, صراع الدين والعلم وبروز النزاعات العلمانية
هذه القضايا المطروحة على كلّ صعيد ,شغلت العصر بأقطاره كافة وبرزت مواقف متفاوتة في الأدب و الآراء التي تراوحت بين القبول
والرّفض لهذا التيار الحضاري الجديد
هذا التيار الحضاري ورغم بداياته في الدّول الغربية فقد أتمّه الانسان الشرقي حيث لعب دورًا مهما في ارساء قواعد السلام والاتمام على
مجمل عناصر الحياة الفردية والاسرية,فالكثير من الشرقيين اليوم يبنون دورهم الآخذ بالامتداد التوسعي في الحضارة الانسانية المستمرة
الحضارة لها مقياس أساسي قائم على توازن الجانب المادي مع الجانب المعنوي, فهذا الأخير لا يقلّ أهمية عن سابقه بلّ والأهم أن تقوم
الحضارة على الجوهر الانساني والمرتبط بالقلب والروح والترابط القرابي والتعاون والصداقة الفعلية والاتيان بالفضائل. هذا وقام الانسان
الشرقي الذي مازال يتمسك بالجانب المعنوي من الحضارة بتمثيل الشرق بوصفه جزء لا يتجزأ من الحضارة واستخدم الوسائل المادية
وسعى لتطوير أنظمة الحاسوب و شبكات الهاتف والانترنت
ولأن الحضارة ترتكز على التوازن بين العقل والقلب وترتكز أيضاً على التوازن بين الوجهين المادي والمعنوي نؤثر منح الحضارة البشرية
خصال الشرق لأنه الوحيد القادر على انتاج أجيال يتمسكون بالايمان و بالأديان السماوية وبالقلب والفكر والعقل والانسان
على هامش المقال
كي لا ننسى انفسنا .. كي لا ننسى لغتنا وتاريخنا وأصالتنا
هذا المقال موجّه الى الانسان الشرقي كي يعي دوره لانه قادر على المساهمة في تطوير الحضارة الانسانية بأوجهها كافة