إسرائيل تصعد لهجتها ضد مصر.. نتانياهو:
القاهرة ستدفع قريبًا ثمن صعود الإسلاميين للحكم وسيعيشون فى ظلام تحت
ولايتهم.. ومبارك كان من رواد السياسة الحكيمة فى المنطقة لحفاظه على
السلام
قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو خلال حوار مطول مع
صحيفة "بيلد" الألمانية اليوم "الاثنين"، "إنه يدعو ألمانيا وكل الحكومات
الغربية أن تضغط على النظام المصرى الجديد لاستمراره فى احترام معاهدة
السلام المصرية الإسرائيلية"، مضيفا أن هذه المعاهدة هى مصلحة حيوية لكلا
الشعبين، وأن السلام بين القاهرة وتل أبيب يعد مرساة للسلام لأكثر من
ثلاثين عاما فى قلب منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف نتانياهو أن مصر وبقية دول الربيع العربى قد تتحول من حكم
الديكتاتوريات العلمانية إلى حكم الإسلاميين، زاعما أن مصر ستدفع ثمن
انتخابها للإسلاميين بعد أن يعيش المصريين فى ظلام دامس بعد فترة من الزمن
عقب تدهور الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فى البلاد تحت ولايتهم.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك كان من رواد
السياسة الحكيمة فى المنطقة لحفاظه على السلام مع إسرائيل طيلة الفترة
الماضية، مضيفا: "مبارك الآن فى السجن والإخوان المسلمون يسعون بكل الطرق
للسيطرة على الشارع المصرى، وفوز مرشحهم فى جولة الإعادة بالانتخابات
الرئاسية".
وأضاف نتانياهو أنه كان دائما من أكثر المشككين فى نتائج ثورات "الربيع
العربى" المزعوم، وأنه ستتحول لأسوء الكوابيس، موضحا أن توقعاته تأتى فى
محلها اليوم بعد التطورات الأخيرة التى تشهدها مصر وبقية دول المنطقة، وفى
مقدمتها الأحداث الدامية التى تشهدها سوريا.
وقال نتانياهو: "إن ما يعرف بالربيع العربى نأمل فيه أن لا يأتى بعواقب
وخيمة عقب أول انتخابات حرة فى مصر أو غيرها من الدول التى شهدت ثورات"،
مضيفا أن الانتخابات الحرة ليست سوى جانب واحد من الديمقراطية، موضحا أن
الديمقراطية تطلب أيضا منح حق التظاهر دون أن يتحول هذا التظاهر لشكل
مأساوى للغاية ووحشى، كما هو الحال فى سوريا.
وأوضح نتانياهو خلال حواره مع الصحيفة الألمانية بنسختها الإنجليزية: "قد
يكون لدى المصريين الاختيار من بين عدة اختيارات خلال عملية الانتخاب
اختبار حكم الإسلاميين ظنا منهم أنهم سيلبون لهم رغباتهم فى حياة أفضل
وزيادة الرخاء، وتحسين الأمن، والمزيد من الحرية، فى الوقت الذى يوجد فيه
لديهم تجربة تؤكد أن الحكم الإسلامى المتشدد يؤدى إلى الظلمة المطلقة"، على
حد قوله.
وردا على سؤال "هل تعتقد أن العالم العربى يمكن أن سيستفاد من حريته
المكتسبة حديثا بفعل الثورات أم أنه سيشهد ارتفاعا جديدا لحالة التطرف؟..
"وهل أنت على الجانب المتفائل أم المتشائم؟"، أجاب نتانياهو إن العالم
العربى وعلى رأسه مصر قد يتحول لربيع إسلامى متشدد، مناهض للحريات، وأنه لم
يكن متفائلا يوما ما بهذه الثورات، وأن يأمل أن تصبح الانتخابات الرئاسية
فى مصر بداية للحرية والديمقراطية.
وتطرق نتانياهو خلال المقابلة مع "بيلد" للعلاقات الإسرائيلية الألمانية
والأحداث الأخيرة سوريا والبرنامج النووى الإيرانى، واستعداد تل أبيب له،
حيث انتقد دعم حزب الله، وإيران للنظام السورى، قائلا: "إن الإيرانيون
يقتلون أطفال سوريا بدعمهم لنظام الأسد، وأن حزب الله يمارس كل أنواع
الاضطهاد فى لبنان، وبالتالى فإن هذه الأنظمة القاتلة لا تستحى من قتل
النساء أو الأطفال فى الشوارع والبيوت".
وأضاف نتانياهو "أعتقد أن ما يحدث فى سوريا هو مخيف للغاية.. فجرائم القتل
بالجملة، وبالتالى يجب أن نفهم أن الذى يدعم الوحشية والمجازر فى المدن
السورية هى إيران وحزب الله".
وفى سياق آخر أكد نتانياهو على أهمية الغواصات النووية من طراز "دولفين"
التى اشترتها تل أبيب مؤخرا من برلين، موضحا أنها شكلت عاملا فى منتهى
الأهمية للدفاع عن أمنها وزيادة تفوقها العسكرى والاستراتيجى بالمنطقة
العربية.
