كثفت الأجهزة الأمنية بسوهاج بقيادة اللواء «عبد العزيز النحاس» مدير الأمن جهودها تحسبا لتجدد الاشتباكات في أحداث دار السلام بسوهاج؛ للتصدي لأية اشتباكات تحدث بين عائلتي «الشرابلة» و«القوايدة» بمركز دار السلام من خلال قوات الأمن المركزي ورجال الشرطة التي تنتشر بجميع أنحاء المنطقة والمدرعات التي تؤمن مداخل ومخارج المدينة وتجوب الشوارع ليل نهار.
وذلك بعد أن عقدت عائلة «الشرابلة» أمس اجتماعًا لبحث أمور المرحلة القادمة والانتقام من عائلة «القوايدة»؛ الذين قاموا بقتل كبيرهم وأطلقوا الأعيرة النارية أثناء تشييع جثمانه ابتهاجًا بأخذ الثأر.
ومن جانبه؛ أكد مصدر أمني مسئول بالمحافظة أن الاستعدادات الأمنية داخل المركز؛ على غرار تلك الأحداث مستمرة طوال اليوم وأن الأجهزة الأمنية على قمة الاستعداد للتصدي لأية مشاجرات أو اشتباكات تحدث بين العائلتين.
وأضاف أن ما دار في الاجتماع الذي عقدته عائلة «الشرابلة»؛ كما رصدته وسائل الإعلام لا يؤثر نهائيًّا على قدرات الأجهزة الأمنية على التصدي لأي اشتباكات ولا يستطيع أي من العائلتين تنفيذ مخططاتهم لإشعال حرب يروح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء ونحن لن نسمح بذلك بأي حال من الأحوال.
وكانت عائلة «الشرابلة» قد عقدت اجتماعًا موسعًا أمس؛ بجميع أفراد وكبار العائلة لبحث أمور مقتل كبيرهم وكيفية الرد على عائلة «القوايدة» ومعرفة من معهم ومن عليهم؛ واستقر كبار العائلة على منح أولادها بقريتي أولاد سالم والبلابيش؛ عائلات قرية أولاد خلف التي تقطنها عائلة القوايدة 10 أيام لتحديد موقفهم من عائلة القوايدة ومعرفة عمّا إذا كانوا سيشتركون مع تلك العائلة من عدمه في المعارك التي ستبدأ بين الطرفين.
وقد اجتمع حوالي ألفا شخص من قبيلة هوارة بقريتي أولاد سالم قبلي والبلابيش بمنزل الحاج «محمود محمد علي» شقيق المجني عليه؛ وقد اتفقت العائلة على إعطاء مهلة 10 أيام تبدأ من غد لتحديد موقف عائلات قرية أولاد خلف التي تقطنها قبيلة القوايدة لتحديد موقفهم من الخصومة مع عائلة الهوارة ولتحديد عما إذا كانت أي من العائلات ستقف مع قبيلة القوايدة في الصراع الدائر.
وبعد انتهاء المهلة يبدأ الثأر من قبيلة القوايدة مع مراعاة أن الذي قتل هو كبير عائلة فلا بد وأن يكون الرد بنفس الحجم.
من جانبه أكد المستشار «أبو المجد أحمد علي» رئيس محكمة جنايات قنا ورئيس لجنة المصالحات بمحافظة سوهاج؛ وأحد كبار عائلة هوارة بمركز دار السلام وأن ما حدث لم يكن يتوقعه أحد، فقتل كبير عائلة وبهذا الشكل أصاب الجميع بالحزن.
وأضاف «أبو المجد»: "قتل كبير العائلة أخشى أن يفتح بحورًا من الدم وإذا بدأ القتال سيكون الضحايا بالمئات".
وأكد رئيس لجنة المصالحات: "أحاول جاهدًا أن أمنع ما سيحدث وإنني في هذا الموقف كمن ينحت في الصخر". وأشار إلى قيام قبيلة القوايدة بإطلاق الأعيرة النارية أثناء تشييع الجنازة وهو ما جعل نيران الحقد والغل تشتعل في الصدور؛ لأنه ليس من عادات الصعايدة إطلاق الرصاص أثناء تشييع الجنائز وأيضًا جعل الجميع يصر على الانتقام.
وأشار «أبو المجد» إلى أن الوضع أصبح ملتهبا بمركز دار السلام ولن يستطيع أحد أن يتوقع نتائج ما سيحدث؛ لأن هناك كميات من السلاح لا حصر لها مشيرًا إلى أن هناك تحضيرًا لحرب طاحنة.
وأضاف المستشار «أبو المجد»: "لو أن عائلة القوايدة قتلت شخصًا غير الذي قتلوه لكان الأمر هينًا وسهل الحل؛ أما مقتل كبير عائلة ورمز من رموزها ورجل له بصمات في الخير والجميع يؤتمر بأمره؛ فلن يمر مرور الكرام". وقال: "لم أكن أتوقع أن تقوم عائلة القوايدة بقتل المجني عليه وأعتقد أنهم لم يحسبوا عواقب الأمر جيدًا".
وأوضح «أبو المجد»: "لقد تدخلت منذ البداية لحل المشكلة الدائرة بين الطرفين؛ وعرضت على الطرفين عدة حلول لتقسيم مساحة الـ 18 فدانًا المتنازع عليها بين الطرفين؛ إلا أن قبيلة القوايدة رفضت تلك الحلول".
وأكمل:" حسب معلوماتي عن ظروف وملابسات الحادث أن من اشترك في الجريمة 6 أشخاص يستقلون 3 سيارات، وقد اعترضت طريق المجني عليه سيارة وأطلقوا الرصاص عليه من الأمام ومن جانب السيارة الأيمن".
يأتي ذلك على خلفية تلقي اللواء عبد العزيز النحاس مدير أمن سوهاج بلاغا من الرائد «سامح محيي الدين» رئيس مباحث دار السلام يفيد قيام بعض من أفراد عائلة القوايدة بإطلاق النار على كبير عائلة الشرابلة أثناء تواجده داخل سيارته الخاصة أمام المحكمة في انتظار شقيقه وابن عمه؛ المتهمين في قضية قتل وتبديد، مما نتج عنه مصرعه في الحال.
وبانتقال مدير أمن سوهاج وفريق من رجال المباحث والأمن المركزي والأمن العام تبين من خلال تحريات العميد «عاصم حمزة» مدير المباحث الجنائية أنه أثناء تواجد «محمد علي رضوان» 74 سنة مزارع ويقيم بقرية أولاد سالم دائرة المركز، وينتمى لعائلة الشرابلة داخل سيارته التي تحمل رقم 57341 ملاكي ماركة مرسيدس على المقعد المجاور لمقعد القيادة في انتظار شقيقه «أحمد علي رضوان» المحكوم عليه في القضية رقم 4755 جنايات قتل عمد بالسجن 3 سنوات والقضية رقم 3212 جنح دار السلام تبديد والمقرر لها جلسة أمس السبت، قام مجموعة من أهالي عائلة القوايدة بإطلاق النار عليه بكثافة داخل السيارة التي كان يستقلها، مما نتج عنه مصرعه في الحال وذلك بسبب الخصومة الثأرية رقم 1 لسنة 2011 والتي نتج عنها مصرع 2 من عائلة القوايدة بسبب الخلاف على قطعة أرض.
وعلى أثر تلك الأحداث قام أفراد عائلة الشرابلة بإطلاق أعيرة في الهواء والتعدي على بعض الممتلكات الخاصة بأفراد عائلة القوايدة وإحراق منزل ومخزن محل ملك «أحمد حسين يونس فايد» 56 سنة، ومقهى ملك «رضا عبد العزيز أحمد» 36 سنة موظف بالتأمينات.
كما قام أفراد عائلة الشرابلة بمحاولة لاقتحام المحكمة لتهريب شقيق القتيل وابن عمه، إلا أن الأجهزة الأمنية، تلقت معلومات مسبقة بنيتهم للاقتحام من أجل تهريب المتهمين وزادت من عدد قوات التأمين والتي قامت بإغلاق المحكمة من الداخل فور بداية الاقتحام وتم نقل المتهمين إلى سجن المركز في نهاية الجلسة.
وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 28 أحوال المركز، وأخطرت النيابه العامة التي صرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وأمرت بضبط وإحضار المتهمين.