عهود الإخوان وضماناتهم هل ترضى القوى
السياسية؟.. شكر: يجب تشكيل "التأسيسية" دون سيطرة التيار الإسلامى قبل
الإعادة.. ناجح إبراهيم: على التيارات الإسلامية التكتل خلف مرسى
عقب إعلان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان
المسلمين العديد من العهود والضمانات لطمأنة القوى السياسية والفصائل
المختلفة فى المجتمع لضمان دعمهم للدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة للفوز
على الفريق أحمد شفيق والتى كان من بينها التعهد بأن رئيس الحكومة لن يكون
من الإخوان بل سيكون شخصية وطنية وأن تكون الحكومة ائتلافية وتكوين مجلس
رئاسى، إلا أن كل ذلك لم يكن له تأثير إيجابى على القوى السياسية الذين
اعتادوا من الإخوان على إطلاق أكثر من هذه العهود والضمانات وسرعان ما
يتنصلون منها عقب تحقيق أغراضهم بحجة تغير الظروف.
طالب عدد من القوى السياسية، بضرورة أن تكون تلك العهود فى صورة ميثاق شرف
يشهد عليه الشعب لضمان عدم التنصل مرة أخرى إلى جانب التشكيل الفورى
للجمعية التأسيسية للدستور لإثبات حسن النوايا للجميع.
ووصف الدكتور وحيد عبد المجيد النائب بمجلس الشعب ومنسق التحالف الديمقراطى
المبادرة التى أطلقها حزب الحرية والعدالة بأنها مبادرة طيبة وتعتبر
استجابة لما طرحته عدد من القوى السياسية على الدكتور محمد مرسى مرشح الحزب
فى الانتخابات الرئاسية ولكن هناك العديد من الأمور يجب أن تحقق بشكل فورى
بعد الإعلان الصريح عن هذه التعهدات وخاصة الجمعية التأسيسية للدستور
قائلا نحتاج إلى التقدم بشكل فورى نحو تأسيس الجمعية التأسيسية للدستور وفق
المعايير التى تم الاتفاق عليها لأن ذلك سيكون بمثابة تأكيد لما أطلقة
الإخوان من تعهدات ويتيح التقدم نحو بناء توافق وطنى لإبقاء الثورة ومنع
العودة إلى النظام البائد ومنعا لاستمرار الانقسام خلال هذه الفترة الحرجة.
أما عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع، فقال نريد تشكيل لجنة صياغة
الدستور فورا وعدم سيطرة التيار الإسلامى عليها وضرورة إصدار قانون الحريات
النقابية وتشكيل حكومة ائتلافية، مؤكدا أن الجميع الآن فى مأزق لأن
الخيارين كلاهما مر ولكن يجب على جماعة الإخوان المسلمين التحقيق الفورى
لما جاء بالمبادرة التى أطلقتها قبل إجراء جولة الإعادة فى الانتخابات
الرئاسية لضمان عدم التنصل من الوعود وأيضا تحقيق ما تريده القوى السياسية
على أرض الواقع.
وأضاف الدكتور السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن ضمانات حزب
الحرية والعداله جاءت جميعها من خلال مؤتمر صحفى ولم تصدر خلال لقاء يجمع
كافة القوى السياسية قائلا "لا أدرى إن كانت جماعة الإخوان المسلمين توافق
على هذه الضمانات من عدمه" لأنه قد اعتاد الجميع أن يطلق أحد منهم تصريحات
ويعقبها تصريح آخر بالنفى والنكران لها مؤكدا لا نريد كلاما فقط بل نريد
جلسات رسمية كما لا نريد مؤتمرات صحفية تطلق فيها العهود.
الدكتور حسن نافعة طالب من جانبه، بتنفيذ تلك الضمانات خلال اللقاء الذى
عقده حزب الحرية والعدالة مع عدد من رموز القوى السياسية إلا أن ممثلى
الحرية والعدالة رفضوا إعلان موقفهم منها خلال اللقاء وطالبوا بإعطائهم
مهلة لمدة يومين لبحثهم ولكن فوجئ الجميع بعقد الدكتور محمد مرسى مؤتمرا
صحفيا عقب انتهاء اللقاء مباشرة يطلق هذه الضمانات والعهود.
كما طالب رئيس حزب الجبهة بأفعال ملموسة فى الفترة الحالية وأهمها تشكيل
الجمعية التأسيسية للدستور وفقا لما تم الاتفاق عليه مع كافة القوى
السياسية لإصرار الإخوان على موقفهم ومشددا على ضرورة تغيير الخطاب السياسى
للإخوان خاصة بعد ظهور حجمهم الطبيعى فى الانتخابات الرئاسية.
وقال أحمد بهاء الدين شعبان مؤسس الحزب الاشتراكى المصرى إن تجربتنا مع
الإخوان المسلمين تجربة مريرة لأنهم احترفوا إطلاق الوعود ثم التنصل منها
فور تحقيق أغراضهم الشخصية طالما كانوا فى لحظة ضعف واحتياج للقوى الوطنية
لأنهم أسرفوا فى إطلاق الوعود وعقب ذلك يعلنون تنصلهم من كل شىء بحجة تغير
الظروف فلا يمكن الثقة فيما يطلقوه من ضمانات أو عهود.
وأضاف شعبان قائلا أملنا فى الجمعية التأسيسية للدستور والتى مازالوا
متمسكين بتشكيلها بمعرفتهم، وحذر شعبان القوى السياسية التى لا تعلم طبيعه
التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين من خداعهم للجميع لأنهم فى لحظة ضعف
مؤكدا أن الاتفاق معهم حول ضمانات لن يكون له أى قيمة.
وأكد ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة الإسلامية أنه يجب التأكيد على الضمانات
التى أطلقها حزب الحرية والعدالة وذلك لضمان استقرار مصر حتى لو لم تكن
جماعة الإخوان المسلمين تحتاج إلى وقوف القوى السياسية بجانبها فى هذه
الفترة الحرجة مطالبا كافة التيارات الإسلامية بالتكتل خلف الدكتور محمد
مرسى لأنه يمثل المشروع الإسلامى حتى لا تفوت الفرصة الرابعة على
الإسلاميين لتطبيق المشروع الإسلامى، مضيفا بأن مرسى رئيس مدنى وهو ما يضمن
عدم استمرار العسكريين فى الحكم لمدة أخرى.
وأشار إبراهيم إلى أن مرسى يسعى الآن إلى تجميع كافة الأصوات حوله وخاصة من
مؤيدى الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة مما اضطره لإطلاق العهود
والضمانات للجميع، مضيفا على ضرورة أن لا تكون الرئاسة فى يد الإخوان
بمفردهم.
وقال إبراهيم إن القوى السياسية الآن تريد أن تعقد شيئا مكتوبا بينهم وبين
جماعة الإخوان المسلمين ويجب أن لا يتم ذلك فى غرف مغلقة حتى يكون الشعب
كله شاهدا على ذلك لضمان عدم التنصل من العهود، مؤكدا أن أهم هذه الضمانات
هى مؤسسة الرئاسة وتشكيل الحكومة والجمعية التأسيسية للدستور إلى جانب
مدنية الدولة أو ما يطلق عليه دولة المؤسسات فيجب ضمان مشاركة الجميع فى
تلك الأمور وعدم إقصاء أى فصيل فى المجتمع لضمان استقرار مصر.