الصحف الأمريكية: مرسى تقدم بشكل لم يتوقعه
أحد.. ورسالة شفيق عن الأمن والنظام تردد صداها لدى الناخبين.. الجماعة
اتجهت نحو اليمين لمواجهة أبو الفتوح وستدفع ثمنا سياسيا فى الإعادة
واصلت الصحف الأمريكية متابعة ورصد الانتخابات الرئاسية، وتحدثت
مجلة "تايم" عن اتجاه عدد كبير من الناخبين فى منطقة كرداسة للتصويت لمرشح
جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، ونقلت عن إحدى الناخبات قولها إنها
منطقة قروية، ولذلك فإن الجميع يختار مرشح الجماعة لان أغلب الناس فيها
يختارون على أساس الدين.
وتقول التايم إن هذا الأمر لا ينطبق على كرداسة فقط ولكن من خلال استطلاعات
الرأى غير الرسمية لأول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة فى تاريخ مصر، فإن
عددا كبيرا جدا من المصريين، وربما أكثر من المتوقع، يحركهم الدين. وتشير
الصحيفة إلى أنه على العكس مما قاله المحللون من أن ليس كل أنصار الإخوان
سيختارون المرشح الذى تطرحه أيا كان ما هو، خاصة وأن مرسى لا يتمتع
بالكاريزما ولم يكن معروفا بشكل كبير، إلا أن حساباتهم ربما تبن خطأها.
فرغم صعوبة الجزم بما إذا كان مرسى فى مقدمة المرشحين بعد ما تم فرزه من
أصوات حتى الآن، إلا أنه يتقدم بشكل كبير وأكثر مما توقع أى أحد.. وربما
تعد جماعة الإخوان نفسها لجولة الإعادة.
وتقول جماعة الإخوان المسليمن إن انضباطها وتنظيمها هو الذى تغلب على
منافسيها فى النهاية. ونقلت عن مسئول من الإخوان وهو خالد طنطاوى، قوله
"لدينا خبرة أكثر". وتوقعت المجلة أن تكون جولة الإعادة أشد عنفا من الجولة
الأولى مع انحسار المنافسة بين اثنين فقط، بعد أن كانت بين 13 فى الجولة
الأولى.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المؤشرات الدالة على إعادة بين
محمد مرسى وأحمد شفيق ستمثل عودة للصراع المستمر منذ عقود على السلطة بين
النخبة العسكرية العلمانية ومعارضيها من الإسلاميين.
وتحدثت الصحيفة عن ارتفاع أسهم أحمد شفيق ليحل فى المركز الثانى، وقالت إنه
دخل السباق فى وقت متأخر، وكان هو الحصان الأسود بحملته حيث وعد باستخدام
الحزم ضد الاحتجاجات والفوضى التى سادت مصر منذ الإطاحة بمبارك. ورأت
الصحيفة أن رسالة القانون والنظام التى أرسلها شفيق كان لها صدى عند
الناخبين، وساعدته على تجاوز المرشحين الذين كانوا يسبقونه ومعه مرسى، وهما
عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح.
ونقلت الصحيفة عن أحمد سرحان، المتحدث باسم شفيق قوله، إن الناخبين احتشدوا
لدعم المرشح لأنه وعد بحماية مصر من قوى الظلام، فى إشارة إلى الإخوان
المسلمين.
كما تطرقت الصحيفة للحديث عن نجاح الإخوان المسلمين ومرشحهم مرسى، وقالت إن
الفضل فى ذلك يعود إلى الشبكة الواسعة لهم على مستوى القاعدة الشعبية،
لكنها رأت أن فوز مرسى كان له ثمنا سياسيا، فلمواجهة التحدى الذى يمثله
المرشح الإسلامى عبد المنعم أبو الفتوح، اضطرت الجماعة إلى التراجع عن بعض
جهودهم لرسم صورة معتدلة لهم واتجهوا بحملتهم نحو اليمين بشكل حاد. فبعد أن
نأى الإخوان بأنفسهم عن السلفيين فى الانتخابات البرلمانية، احتضنهم مرسى
وإخوانه فى حملته الانتخابية لكى يقفوا معه، وقال مرسى عن نفسه إنه
الإسلامى الحقيقى الوحيد فى السباق متعهدا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وصور
برنامجه السياسى على أنه تطبيق للإسلام.
وتقول نيويورك تايمز إن بعض هذه التحولات ربما تؤدى إلى تعقيد جهود الجماعة
لتكوين صورة وسطية أكثر اعتدالا لها فى جولة الإعادة وفى تعاملها مع الغرب
باعتبارها الجماعة السياسية المهيمنة فى مصر.
