سياسيون وخبراء يرجحون عدم الاستقرار فى حال
فوز "مرسى" أو"شفيق".. فرحات: الاستبداد الدينى أو العسكرى كلاهما "مر"..
عبد الرازق: فوز مرشح الإخوان يعنى دخول مصر "الحقبة الدينية"
أكد عدد من الخبراء والسياسيين أن مستقبل مصر سيشهد حالة من
الصراعات وعدم الاستقرار فى حالة وصول الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة
الإخوان المسلمين، أو الفريق أحمد شفيق، لرئاسة الجمهورية، مشددين على أن
مصر ستكون بين خيارين، إما الاستبداد الدينى أو الاستبداد العسكرى،
والخيارين كلاهما "مر" بحسب وصفهم.
وقال حسين عبد الرازق، القيادى بحزب التجمع، إنه فى حال فوز الدكتور محمد
مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين،
بانتخابات رئاسة الجمهورية ستكون الحلقة بذلك اكتملت وهيمن حزب واحد وهو
حزب الحرية والعدالة على مؤسسة الرئاسة ومجلسى الشعب والشورى والحكومة،
وذلك سيؤثر بالسلب على اختيار اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وعلى
الدستور الجديد للبلاد، وبالتالى تدخل مصر فى حقبة تبعد كثيرا عن شعارات
الثورة وهى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة وتسير فى اتجاه الدولة
الدينية.
وتوقع "عبد الرازق" أن يحدث صراع خلال السنوات الأربعة القادمة فى حالة فوز
"مرسى" بين القوى التى تريد دولة مدنية حديثة والقوى المهيمنة على مؤسسات
الدولة وتريد دولة دينية، مضيفا أنه إذا تم صياغة الدستور بمنطق الأغلبية
وليس التوافق فإن ذلك سيتطلب ثورة جديدة لإسقاط الدستور الجديد الذى سيضعه
الإخوان، حيث سنكون أمام نفس مشكلة دستور 1971 الذى أسقطته الثورة.
وأكد "عبد الرازق" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه فى حالة فوز الفريق
أحمد شفيق برئاسة الجمهورية ستشهد مصر صراعا بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة
التشريعية التى يسيطر عليها حزب الحرية والعدالة، وذلك سيعيد إنتاج الصراع
بين جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى بشكل جديد، وسيكون صراع بين حزب
الحرية والعدالة المهيمن على المؤسسة التشريعية وبين بقايا النظام القديم
المهيمن على مؤسسة الرئاسة وسيمتد إلى الصراع على الحكومة، مشيرا إلى أنه
فى هذه الحالة سنكون فى أزمة دستورية حقيقية تفتح الباب لاحتمالات كثيرة،
وقال إنه فى كلا الحالتين فإننا أمام خيارين كلاهما مر.
فيما قال الدكتور محمد نور فرحات، عضو مجلس الشعب عن الحزب المصرى
الاجتماعى الديمقراطى، والفقيه الدستورى، أنه بفوز محمد مرسى، مرشح الإخوان
المسلمين، أو أحمد شفيق، ستكون مصر عليها أن تختار ما بين الاستبداد
الدينى مع الأول، والاستبداد العسكرى مع الثانى، موضحا أنه قد يحدث صراع
لأن هناك حالة إحباط عام فى المجتمع، مضيفا أن هذه الخيارات لم تقم من
أجلها ثورة 25 يناير، وأن الخيارين كلاهما مر.
وأضاف "فرحات" لـ"اليوم السابع" أنه حتى تزول هواجس الاستبداد التى تحيط
بكلا الطرفين سواء مرشح الإخوان المسلمين أو مرشح النظام السابق أحمد شفيق،
مطلوب أن يوقع المرشحون على تعاقد مكتوب للشعب المصرى يسمى بـ"العهد
الأعظم"، يلتزم فيه باحترام مدنية الدولة، واحترام الحقوق والحريات العامة،
واحترام مبدأ تداول السلطة، والالتزام بأهداف ومطالب ثورة 25 يناير، وأن
يقرروا فيه بحق الشعب المصرى فى الثورة عليهم إذا أخلوا ببنود هذه العقد،
موضحا أن ليس عهدا جديدا حيث يوجد فى الدستور الألمانى نصا يعطى الشعب الحق
فى المقاومة فى حالة انتهاك الحقوق والحريات العامة، ودعا كافة القوى
السياسية أن تستكتب كلا من المرشحين الذين سيخوضان جولة الإعادة فى
انتخابات رئاسة الجمهورية عهدا موقعا عليه منهما يتضمن تلك المبادىء.
وأشار إلى أنه فى حالة فوز "مرسى" فإننا سنكون مهددين بالانزلاق إلى الدولة
الشمولية، حيث يكون الرئيس والبرلمان والوزارة من نفس التوجه السياسى،
وهذا ما كان عليه الحال فى عهد الحزب الوطنى المنحل وكأننا لم نقم بثورة.
وقال إنه فى حال فوز أحمد شفيق فإن ذلك يمثل عودة لأحد أبرز رموز النظام
السابق إلى موقع رئاسة الجمهورية وهو ما يهدد طموحات الجماهير بالكشف عن
ملفات الفساد والانحراف التى تدين النظام السابق، ويثير شكوكا قوية حول
التوجه الديمقراطى الحقيقى لنظام الحكم، مؤكدا أن وصوله للرئاسة سيقضى على
طموحات الجماهير فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وأوضح "فرحات" أن الانتخابات الرئاسية أثبتت أن الإخوان لم يحصلوا إلا على
نسبة 20 ـ 25%، وهى الأصوات التى حصل عليها محمد مرسى، وأثبتت أن 75% من
المصريين لم يصوتوا للإخوان، مشددا على ضرورة أن يعمل الإخوان المسلمون على
أن يعددوا خطابهم السياسى ويزيلوا هواجس المصريين من الاستبداد الدينى ومن
الشكوك التى تثار حول رغبتهم فى الانفراد بالسلطة وتهميش كافة الفصائل
السياسية الأخرى.
من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات السياسية
والاستراتيجية بالأهرام، مستقبل مصر مع الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان
المسلمين، سيشهد حالة من عدم الاستقرار قصير المدى ومتردد "يأتى ويعود"،
أما مع أحمد شفيق فى حال فوزه فإن البلاد ستشهد حالة عدم استقرار مستمرة،
واصفا فوز "شفيق" كأنه لم تقم ثورة من الأساس.
وأكد أن مصر مع "شفيق" أو"مرسى" ستشهد صراعات مختلفة خاصة حول الجمعية
التأسيسية للدستور الجديد وتشكيلها وحول صياغة الدستور، والتعاون مع مؤسسة
الرئاسة، بالإضافة إلى كيفية حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف الدكتور عصام دربالة، القيادى بالجماعة الإسلامية، أن وصول أحمد شفيق
لكرسى الرئاسة يعنى استعادة نظام الرئيس السابق "مبارك"، وذلك ليس فى
مصلحة مصر، مؤكدا أنه فى ظل وجود "شفيق" لن تصل مصر إلى الاستقرار والتقدم
المنشود لأن يتبع فى طريقته وإدارته نفس نهج النظام السابق وأشار هو إلى
ذلك كثيرا فى فترة دعايته الانتخابية، فضلا عن أن "شفيق" محل رفض من كافة
القوى السياسية، الإسلامية والليبرالية واليسارية والحركات الاحتجاجية
الثورية، ولذلك فمستقبل مصر مع "شفيق" سيكون الأسوأ.
وأكد أن الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان، ستكون أمامه فرصة فى إيجاد دفعة
للأمام والتقدم والنهضة، إلا أن هناك شرطا هاما لتحقق ذلك وهو أن جماعة
الإخوان المسلمين عليها أن تقدم رؤية جامعة لأبناء الوطن جميعا لكى تحقق
الاستقرار والنهضة فى مصر، وذلك يجب أن يظهر فى مرحلة الدعاية الانتخابية
لمرحلة الإعادة لتوضح خلالها رؤيتها للمرحلة القادمة لتتشاور مع جميع القوى
السياسية والاتجاهات الأخرى وعدم إهمالها، واصفا مسقبل مصر مع "مرسى" بأنه
الأفضل".
وقال إن استراتيجية التوافق يجب أن تكون لدى الجميع خلال الأربع السنوات
القادمة سواء الإخوان أو السلفيين وغيرهم من القوى السياسية المختلفة،
مشددا على أن الثورة المضادة لا يجب أن تنجح.