يصنف كثير من المصريين كلا من أحمد شفيق وعمرو موسى على أنهما مرشحا النظام السابق في انتخابات الرئاسة الحالية، ووضعتهما معظم قوى الثورة في خانة واحدة، كما وصفهما الكاتب الشهير علاء الأسواني بأنهما وجهان لعملة واحدة، ولذلك كان التراشق الذي اشتعل بين هذين المرشحين مع الساعات الأخيرة للاقتراع مفاجئا للكثيرين خاصة وأنه بدا أقرب إلى حرب مباشرة ومكشوفة بينهما.
البداية كانت بعد ظهر أمس الخميس مع انتصاف اليوم الثاني والأخير لعملية الاقتراع، حيث ترددت شائعات بأن موسى الذي كان وزيرا للخارجية على مدى عشر سنوات من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ثم تولى منصب الأمين العام للجامعة العربية لعشر سنوات أخرى، أعلن انسحابه من سباق الرئاسة بسبب تراجع حظوظه في الفوز.
وسرعان ما ردت حملة موسى على هذه الشائعات، وأكد المستشار الإعلامي للحملة، محمد موسى، للجزيرة نت، أنها مغلوطة تماما كما وصفها بأنها مغرضة تهدف للتشويش على التقدم الذي يحققه موسى حيث يتنافس مع مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي على المركز الأول في السباق الذي يضم 13 مرشحا.
وكانت المفاجأة دخول عمرو موسى بنفسه إلى حلبة التراشق، حيث أطلق نيرانه على الفريق شفيق الذي اختاره مبارك لتولي رئاسة آخر وزارة قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما عمل وزيرا للطيران على مدى نحو عشر سنوات.
موسى: شفيق يريد العودة بمصر
للنظام السابق (الجزيرة)
أساليب النظام السابق
وقال موسى إن شفيق يريد العودة بمصر إلى النظام السابق وإن الشائعات التي تطلقها حملته تتبنى نفس أساليب النظام البائد وبالذات لجنة السياسات التي كان يرأسها جمال نجل مبارك، التي اتهمها موسى بأنها تدير الحملة الانتخابية لشفيق بشكل يضر بمسار الديمقراطية ويخلطه بالشائعات والأكاذيب.
وزاد موسى على ذلك بأن خاطب شفيق قائلا "أرجوك يا شفيق لا تفسد الديمقراطية واتركها لمصر، وخطأ كبير أن نترك الماضي ونتجاهل الشهداء وترشح نفسك للرئاسة ولا يجوز أبدا أن يكون رئيس مصر القادم هو رئيس وزراء مصر في عهد موقعة الجمل".
وكان موسى يشير إلى الاعتداء الذي وقع على الثوار في ميدان التحرير في الثاني من فبراير/شباط 2011 وعرف إعلاميا بمعركة الجمل، حيث هاجم بلطجية يمتطون ظهور الخيول والجمال ويعتقد أنهم مدفوعون من رجال نظام مبارك، الثوار المرابطين في ميدان التحرير مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
وحرص موسى على التأكيد مجددا بأنه لا ينتمى للنظام السابق، بل ينتمى للنظام الوطني، مضيفا أن الثورة أسقطت النظام السابق ورموزه بمن فيهم شفيق الذى ينتمى لهذا النظام، وأن مصر تحتاج إلى رئيس يخدمها بشكل حقيقي لا لرئيس قدّس النظام السابق ولا يزال يقدسه.
وختم موسى تصريحاته بمطالبة شفيق بالتنازل بعدما صدر من حملته، كما طالب المصريين بالإسراع إلى اللجان الانتخابية في الوقت المتبقي للمشاركة في "عرس الديمقراطية" والتصويت "لمصر الجديدة".
غياب الثقة
ومن جانبها فقد سارعت حملة شفيق بالرد على موسى حيث نفت ما وجهه إليها من اتهامات، كما انتقدت مطالبته لشفيق بالانسحاب من السباق، واعتبرت أن تصريحاته هذه جاءت نتيجة "سوء حالته النفسية" بسبب خروجه المبكر من السباق على عكس توقعات حملته.
ولم تفوّت حملة شفيق الفرصة للترويج لمرشحها حيث اعتبرت على لسان المتحدث الإعلامي باسمها، أحمد سرحان، أنه يحقق تقدما كبيرا في الانتخابات وأنه قد يحسم الانتخابات من جولتها الأولى دون حاجة إلى خوض جولة إعادة.
وسألت الجزيرة نت عددا من ممثلي الحملات الانتخابية لبقية المرشحين عن تعليقهم على هذا التراشق فأبدى معظمهم عدم اكتراث بالأمر، في حين اعتبره نقيب الصحفيين المصريين ممدوح الولي دليلا على اهتزاز الثقة بالنفس لدى الحملتين، كما عبر عن استغرابه لدخول موسى بنفسه حلبة التراشق معتبرا أن خبرته الدبلوماسية والسياسية كانت يجب أن تحول دون استدراجه لذلك.