المصريون يرفضون غرامة الانتخاب.."العفيفى":
"الناس" شاركت لاختيار الأصلح وليس خوفا من الغرامة.. و"زكية" التصويت
"حرية شخصية.. و"طارق": الثورة جاءت لتخليصنا من القمع
كعادة المصرى دائما يتغلب على أحزانه بالنكتة والسخرية من الواقع
الرافض له، فبدلا من إخراج طاقات الغضب فى شكل غضب لا سقف له، يخرجها
المصرى بابتسامه وسخرية.
سادت حالة من السخرية والتهكم الشارع المصرى والرفض، لإجراءات فرض الغرامة
على من لا يدلون بأصواتهم، فبعض الناخبين اعتبرها وسيلة لتضليل الأصوات،
والبعض الآخر اعتبرها إجبارا على المشاركة فى انتخابات البعض لا يعترف بها،
"اليوم السابع" تجولت بين صفوف الناخبين لمعرفة مدى رضاهم عن فكرة فرض
الغرامة على غير الناخبين.
حسن العفيفى 52 عاما، سمكرى رفض بشكل قاطع فرض الغرامة على الناخبين مؤكدا
فى غضب "الناس نزلت للانتخابات لاختيار الأصلح وليس خوفا من الغرامة،
فلماذا يصر المجلس على فرض ضغط على المواطنين قد لا يستطيعون استقطاع وقت
من يومهم للإدلاء بأصواتهم، خاصة أن هناك أشخاصا أرزقية، لو أضاع يوم أضاع
قوت أولاده، ففرض الغرامة على الناخبين، من الممكن أن يؤدى لتضليل أصواتهم
فبدل من اختيار عن وعى قد يذهب الناخب لانتخاب أى مرشح و"خلاص".
من جانبها وصفت زكية سالم إبراهيم، ربة منزل الغرامة الانتخابية بأنها
كـ"النفقة الوقف" على حد تعبيرها، متهكمة من فرض الغرامة على الناخبين
قائلة "التصويت فى النهاية حرية شخصية، من يريد التصويت فليفعل ومن لا يريد
فهذا لا يعنى أنه لا يحب بلده، نحن اليوم شعب اختار حريته بيده فمن غير
المقبول فرض أى عقوبات قهرية على المواطنين حتى لو كانت تحت مسمى الصالح
العام".
أما هبة رائف طالبة فقالت، "أرفض بشكل قاطع فرض الغرامة على الناخبين لأن
هنا كثيرا غير معنيين بالعملية الانتخابية ليس لجهل منهم، ولكن لانخراطهم
فى أعمالهم اليومية، فهؤلاء لا يجب معاقبتهم على سعيهم وراء رزقهم البسيط
بفرض غرامه لعدم خوض العملية الانتخابية".
واتفقت ماهيتاب السيد، طبيبة قائلة "الغرامة أمر مخجل، وكان لابد أن تخجل
اللجنة العليا للرئاسة وهى تصدر هذا القرار، فالانتخاب حرية شخصية ولا يجب
بث رسالة بأن حب مصر مقترن بالانتخاب، ويحدده النزول للانتخابات، فكل شخص
حر فى مرجعيته وطريقة تفكيره، فكيف أفرض غرامة على شخص قد يكون غير معترف
مثلا بالعملية الانتخابية".
"أرفضها بشدة" هكذا عبر إيهاب ياسر، طالب، على رفضه لفرض الغرامة على
الناخبين قائلا "الغرامة تعتبر نوعا من فرض الوصاية أو الرقابة بشكل أو
بآخر على أداء الناخبين، هناك أشخاص أعرفهم غير معترفين بأى مرشح من
المرشحين، فكيف أعاقب شخص على طريقه تفكيره، فالانتخاب فى النهاية حرية
شخصية ولا يجب المقايضة بين الحرية وورق بنكوت".
واتفق معهم حسام طارق، طالب، حيث أكد على أن الغرامة هى إجبار المواطن على
أداء سلوك معين تحت مظلة "المصلحة العامة" قائلا "لابد أن يكون سلوك
المواطن سلوكا شخصيا نابع عن قناعة وليس سلوكا مدفوعا من جهه، كما عودنا
المخلوع، فالثورة جاءت لاحترام جميع الحريات وليس لعودة القمع بأى صورة من
الصور".