قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح للانتخابات الرئاسية، "أنا ابن
لمشروع إسلامى تقدم آلاف من العلماء المسلمين أملاً فى تحقيقه، ولكن
الحاسدين والكارهين لهذا المشروع حاولوا أن يغيبوه، وهو المشروع الأساسى
لهذه الأمة".
وأشار المرشح الرئاسى إلى أن مصر لن تكون نسخة من أى دولة أخرى، وليس بها
العلمانية المتطرفة، وليس هناك أى متطرف يستطيع أن يقف فى وجه تطبيق
المشروع الإسلامى.
وتابع أن أصحاب المشروع الإسلامى لا يطلبون إلا التواصل مع الشعب قائلا "اتركونا للشعب وسوف نستطيع إقناعه بقبول الإسلام ونشره".
وأكد أبو الفتوح أن الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه متدينين، ولا يمكن أن
يخرج أحد عن دينه لا إسلامى ولا مسيحى، وأن الإسلام كان له الفضل فى حماية
مؤسسة الأسرة التى فسدت فى دول الغرب، مشيرا إلى فضل المرأة المصرية التى
وقفت مناضلة فى حفظ مؤسسة الأسرة فى نضالها المتدين، وقال: "مشروع مصر
العظيم هو الإسلام، ولا يمكن لمصر أن تتنكر لهذا المشروع الذى حفظ مصر
وحماها"، وأن تطبيق المشروع الإسلامى والشريعة الإسلامية هو طلب الشعب وليس
حزب أو تيار، مستنكراً التشويه الإعلامى- على حد قوله- لتطبيق الشريعة
وقصرها فى فكرة تطبيق الحدود، وأن هذا التشويه سوف يفشل ولن يحقق النتيجة
منه، منوهاً إلى الأعمال الفنية التى حاولت التشوية وفشلت.
وقال أبو الفتوح: "الإسلام يرفض أن تمتهن كرامة الإنسان حتى وإن كان
عاصياً، فالإسلام كرم الإنسان، لكونه إنساناً أياً كانت ديانته أو أفكاره،
كرامة الإنسان هذه هى التى أهانها النظام السابق، والتى سنحافظ عليها
للمصرى فى الداخل والخارج"، وأكد أنه سيعيد النظر فى موضوع الكفيل الخاص
بالمصريين بالسعودية.
وعن الانتخابات قال: "يجب ألا يسمح الشعب بأن يتم التلاعب فى الانتخابات،
وعلى الجيش ألا يسمح بأن يهان الشرف العسكرى أو أن يسمح بالتزوير، أو أن
يدعم مرشح على حساب الآخر"، وأكد أن الشعب لن يسمح بعودة النظام السابق،
ولو كلفنا ذلك شهداء جدد.
نافيا أن يكون قاصداً مرشحاً بعينه، حينما تحدث عن الكشف عن الحالة الصحية
للمرشحين قائلا: "حين تحدثت عن الشفافية وعن الحالة الصحية وضرورة إعلانها،
وأحزن هذا بعض المرشحين، اعتذرت، فأنا اعتذر أن أسىء لشخص، فليس هذا من
أخلاقنا ولا من ديننا".
وأضاف: "ليس فى نفسى أى شىء ضد كل من أساء إلى شخصى سواء السادات- الله
يرحمه- أو مبارك أو غيرهما، فمن أساء لشخصى سامحته، ولكن ليس من حقى أن
أتسامح فى من أساء للوطن وقتل شبابه".
وعن مؤسسة الأزهر الشريف قال: "نريد فى مشروعنا أن نعيد للأزهر هذه المؤسسة العظيمة نعيد لها عافيتها".
وعن القضية الفلسطينية قال إنه لن يسمح أبدا بمحاصرة غزة، وسوف يفتح
المعابر المصرية، ويساند الفلسطينيين فى قضيتهم ضد الاحتلال الصهيونى.
واستنكر أبو الفتوح استطلاعات الرأى التى يتصدر فيها أحمد شفيق المركز الأول، معتبرا أن ذلك بداية لعمليات التزوير.
جاء ذلك خلال المؤتمر الانتخابى الموسع الذى نظمته الدعوة السلفية
بالإسكندرية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مساء السبت، وحتى منتصف الليل،
بحضور كبار قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية: الشيخ أحمد فريد وعبد
المنعم الشحات وياسر البرهامى ونادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور
السلفى، حيث بدأ المؤتمر باستعراض صور لبعض الرؤساء العرب المخلوعين (مبارك
– القذافى – صالح) كعبرة للرؤساء الذين قضت عليهم ثورات الربيع العربى،
كما شهد المؤتمر هجوم شديد على كل من أحمد شفيق واصفين إياه بمن حاول
القضاء على الثورة، وكذلك عمرو موسى.
الشيخ أحمد فريد- عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية– أشار إلى أن
مصر تحتاج إلى رئيس قوى، واصفا أبو الفتوح بأنه أحد أبناء تلك الصحوة
الإسلامية، والذى تعود معرفتى به منذ 35 عاماً عندما كان طالبا متحمسا وقف
أمام الرئيس الراحل أنور السادات، مثنياً على تاريخ أبو الفتوح فى الإغاثة
الإنسانية بمختلف البلاد الإسلامية، وأوضح الشيخ "فريد" أن تطبيق الشريعة
الإسلامية لا يعنى تطبيق الحدود التى تحتاج إلى تدقيق شديد، وتأكيدات كبرى
لثبوت تطبيقها، رافضاً حصر مفهوم الشريعة فى تطبيق الحدود، مشيرا إلى أن
ترويج ذلك، المراد منه تنفير الشعب من الشريعة الإسلامية، وقال "الغرب
الكافر يعرف أن عزة الشعوب العربية فى تطبيق الشريعة، لذلك هم يحاولون منع
تطبيق الشريعة، وأن الغرب يخشون الإسلام. وأضاف موجها حديثه إلى الغرب "أن
المارد الإسلامى قد استيقظ، ويرغب فى حكم الدنيا لاستعادة الأمة الإسلامية
عزتها وكرامتها،وأكد أن أحد أسباب ترشيح الدعوة السلفية لأبو الفتوح هو
اجتماع غالبية الشعب عليه.
الشيخ محمود عبد الحميد– أحد قيادات مجلس إدارة الدعوة السلفية– أعلن تأييد
مجلس إدارة الدعوة السلفية لأبو الفتوح بمشاركة المنشقين عن جماعة الإخوان
المسلمين، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية فضلت أبو الفتوح، حيث يمتلك
مشروعاً وطنياً ذا مرجعية إسلامية، ولأنه مرشح إسلامى عليه توافق وطنى،
معبراً عن رغبة الدعوة السلفية فى الاندماج مع المجتمع والانخراط فيه، لا
أن تنعزل عنها، مؤكداً أن مصر لا يمكن أن يبنيها فصيل واحد حتى لو كان فصيل
الإسلاميين، وقال "نريد رئيساً يقبل النقد البنّاء ويقبل النصح.
ورفض عبد الحميد فكرة المبايعة، وقال "نحن نؤيده ولا نبايعه فنحن لسنا فى
عهد الخلافة، ولكننا نسعى إلى رئيس عادل، ويجب أن نأخذ حقوقنا كما تعطى
حقوق الإخوان"، وأكد أن من أسباب الموافقة والتأييد أن جاء بناء على تشكيل
الحكومة من الأغلبية، ولا يعنى ذلك حزب الحرية والعدالة فقط، على أن تقف
الدعوة الإسلامية إلى جانبه حتى النهاية، وقال "سنكون الآلة التى تسعى مع
الناس حتى النهاية وحتى فوزه بالانتخابات"، وأن يعطى كل ذى حق حقه من
"الناصريين والليبراليين والإسلاميين". وأضاف موجها حديثه إلى أبو الفتوح
مذكراً إياه "أن الدعوة لم تأخذ منك أى ضمانات إلا أنها وعدت بأن تكون
الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريعات".
الشيخ عبد المنعم الشحات– من قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية– قال "إن
نقطة الخلاف الرئيسية بين الدعوة السلفية وباقى التيارات الإسلامية هو نقطة
البداية التى يجب أن تكون من الممكن تحقيقها ثم التدرج"، وأشار إلى أن
الدعوة السلفية لا تقدس الأشخاص، وتسعى إلى رئيس يقبل النقد، وأنها تسعى
إلى تأصيل سياسة نظيفة بدلا من سياسة "اللعبة القذرة "، وأن الدعوة السلفية
وجدت فى أبو الفتوح أنه الرئيس الأنسب، وأن الدعوة تعمل على دعم أبو
الفتوح من باب المسؤولية الشرعية والوطنية، وأكد أن السلفية سوف تتعاون مع
أى رئيس آخر إن لم يفز أبو الفتوح، بما فيه الصالح لمصر إلا أنه قال "
أتوقع أن يكون الرئيس القادم هو عبد المنعم أبو الفتوح، خاصة بعد المناظرة
الشهيرة بينه وبين عمرو موسى التى قضى فيها عليه بالضربة القاضية بشهادة
الصحف العالمية".
من جانبه قال الشيخ ياسر برهامى– من قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية–
أعلن تأييد الدعوة السلفية لأبو الفتوح رئيساً لجمهورية مصر العربية، وأن
هذا القرار كان بناء على دراسة ومشاورة، ثم تصويت حر نزيه فى حزب النور
والدعوة السلفية التى فاز فيها بـ80% من الأصوات، متغلباً على المرشحين
الإسلاميين الآخرين محمد مرسى ومحمد سليم العوا، وأن القرار جاء بناء على
وعد أبو الفتوح بأن تطبيق الشريعة الإسلامية مسؤولية كبيرة يتحملها الرئيس
والحكومة والبرلمان، واستنكر ما يقال عنه بأنه ليبرالى وليس إسلامياً،
مؤكدا أن الدعوة تبرئة من كونه ليبراليا بالمفهوم الغربى أو العلمانى،
وإنما هو ليبرالى بمفهوم إسلامى، وأكد تسليم الأمن للسلطة المدنية بالمجتمع
ودون إقصاء لأحد، ولا انفراد بالسلطة، وقال "يوم فوز أبو الفتوح برئاسة
مصر سأعزيه ولا أهنيه لثقل المسؤولية".
وأكد أن اختيار أبو الفتوح لم يكن عناداً فى أحد، أو أن المجلس العسكرى ضغط
على الدعوة بناء على صفقة وصفها بالمزعومة، وإنما الاختيار كان حرا
ونزيهاً.
نادر بكار– المتحدث الإعلامى باسم حزب النور السلفى– أكد أن كل مرشحى
الثورة من حمدين صباحى وخالد على هم مقربون إلى قلوبنا ولا تشوبهم شائبة،
ووصف خالد على وحمدين صباحى بالأشخاص الأفاضل، مطالباً إياهم بالتنازل
لصالح أبو الفتوح، رافضاً من وصفهم بأصحاب الدماء الزرقاء فى إشارة منه إلى
أحمد شفيق وعمرو موسى، كما رفض المغالاة فى الأشخاص، وإعطاء أبو الفتوح
صفة القداسة كما يفعل البعض– على حد قوله– وقال فى نبرة مبشرة "أبو الفتوح
الأول فى عدد من الدول العربية وعلى رأسها قطر، والأوروبية والآسيوية،
وأخيرا فى الولايات المتحدة الأمريكية "، وقال "ادعموا أبو الفتوح لصالح
الدعوة السلفية".
وسأل الحضور بالدعاء بالشفاء إلى الشيخ أبو إسحق، وأثنى على أعضاء حملة
أبو الفتوح التى لا تبادر الإساءة بالإساءة، وطالبهم بالاستماتة على
الصناديق الانتخابية وحراستها من التزوير.