أرجع بعض الخبراء والسياسيين موقف بعض الأحزاب والقوى السياسية التي لم تعلن عن موقفها في دعم أحد مرشحي الرئاسة إلى خوفها من حدوث انشقاقات كبيرة بداخلها، واصفين هذا الأمر بأنه عبارة عن "ميوعة " سياسية وهروب من مواقف وطنية واجبة.
من جانبه أكد الدكتور عبد الخبير عطا - أستاذ العلوم السياسية - أن الأحزاب التي لم تعلن دعمها لأحد مرشحي الرئاسة لجأت لهذا الأمر كي لا تحدث انشقاقات كبيرة بداخلها، واصفًا هذا الأمر بأنه موقف تكتيكي ودبلوماسي يضمن لهم عدم حدوث خلافات جذرية بين أعضاء وقيادات تلك الأحزاب، مؤكدًا أنها لجأت لذلك محاولة منها للحفاظ على تماسكها الهش، فهو موقف اضطرت إليه ولم يكن باختيارها.
وأشار – في تصريح خاص لـ"رصد.كوم"- إلى أن تعدد مرشحي الرئاسة من كافة التيارات المختلفة هو أحد الأسباب التي دفعت بعض القوى السياسية لعدم حسم موقفها في دعم وتأييد مرشح بعينه.
وذكر الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن كل الأحزاب التي لم تحدد موقفها من دعم مرشح رئاسي بعينه هي مجرد أحزاب ورقية وكارتونية، لا وزن أو ثقل حقيقي لها في الشارع، خاصة أن تعداد أعضائها قليل للغاية، ومع ذلك لا تستطيع السيطرة عليهم، فكل عضو بتلك الأحزاب يعمل وفق أهوائه الشخصية لا الحزبية، والعكس بالنسبة للأحزاب الإسلامية التي يلتزم أعضائها بالسمع والطاعة لأي قرار تتخذه تلك الأحزاب.
وأضاف أن تلك الأحزاب منقسمة على ذاتها في معظم القضايا والمواقف، فالانتماء الحزبي لا يقتنع به أعضاء تلك الأحزاب، لأن معظمهم انتموا لهذه الأحزاب من أجل الحصول على مكاسب ما سواء كانت انتخابية أو سياسية أو شو إعلامي.
وأوضح أن حزب الوفد كاد ينقسم حين أعلن دعمه لمنصور حسن- وقت أن كان مرشحًا للرئاسة- وكذلك حزب الوسط الذي أعلن سابقاً دعمه للدكتور محمد سليم العوا المرشح في انتخابات الرئاسة، وهو ما تسبب في استقالة بعض الأعضاء وخروجهم من الحزب.
وبدوره انتقد أحمد عز العرب - نائب رئيس حزب الوفد - مواقف بعض القوى السياسية التي لم تعلن دعمها لأحد مرشحي الرئاسة، قائلا:" هذه ميوعة سياسية غير مقبولة، فلا ينبغي بعد الثورة أن نقف في منطقة وسطى بين الخطأ والصواب"، مضيفًا بأن هذا الأمر مجرد هروب من مواقف واجبة وتقاس عن أداء الواجب الوطني حتى إن تكلف ذلك خروج بعض الأعضاء من الحزب.
بينما أكد أحمد خيري، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، أن حزبه فضل ترك الحرية لأعضائه في اختيار مرشحهم للرئاسة، لأن الحزب لم يدفع بأحد قياداته في مارثون السباق الرئاسي، كما أنه لم يحدث إجماع أو موافقة بنسبة كبيرة على أحد المرشحين للرئاسة، فقد حصل أكبر مرشح –أثناء التصويت الداخلي للحزب- على نسبة لم تتجاوز 35%.
وقال إنهم كحزب ليبرالي لم يجدوا في كل المرشحين الحاليين أحدًا يعبر بحق عن رؤيتهم وأفكارهم، إلا أنه أكد أن الدكتور محمد البرادعي - المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية - إذا ما استمر في سباق الانتخابات الرئاسية لكان الأمر اختلف تماما، ولحسم الحزب أمره دون جدال أو نقاش.
واعترف بأن من ضمن الأسباب التي دفعتهم لهذا القرار هو الخوف من حدوث انشقاقات داخل صفوف الحزب، خاصة أنهم حزب وليد، وبالتالي فكان من الأفضل عدم دعم مرشح بعينه بشكل صريح، مشيرًا إلى أن هذا الموقف سيكون خلال الجولة الأولى من سباق الانتخابات إلا أنه قد يتغير تماماً في جولة الإعادة- إذا ما حدثت.
يذكر أن أحزاب "المصري الديمقراطي"، و"المصريين الأحرار"، و"غد الثورة"، و"العمل" و"اتحاد شباب الثورة"، فضلوا ترك الحرية لأعضائهم في انتخاب مرشح رئاسي.