ما هو الإدمان ومن هو المدمن
الإدمان هو عمل أو مادة يشعر المدمن من خلالها برغبة ملحة و قهرية مستمرة ليتم أداء هذا العمل ، أو استعمال هذه المادة مهما كان الثمن .
المادة المخدرة (العقار)
هي كل مادة خام أو مستحضر يحتوي على مواد مسكنة أو منبهة من شأنها أذا استخدمت في الإغراض غير الطبية أو الصناعية أن تحقق آثارا ونتائج سلبية، و تؤدي بالفرد إلى حالة من الاعتماد ، يضره جسميا ونفسيا واجتماعيا.
والاعتماد هو:
نمط في سوء التكيّف على استخدام العقاقير ، حيث يؤدي إلى تدهور ملحوظ ، الأمر الذي يؤدي إلى ثلاث أو أكثر من الآتي:
1) الاحتياج إلى زيادة ملحوظة للعقار للوصول إلى التأثر المرغوب .
2) أعراض جسمانية ونفسية تظهر عند التوقف عن استخدام العقار .
3) أخذ العقار تدريجياً بكميات أكبر ولمدة أطول مما كان عليه الشخص معتاداً عند بداية التعاطي .
4) هناك رغبة ملحة ودائمة للتعاطي ، يقابلها محاولات فاشلة للإقلاع أو التحكم في تعاطي العقار .
من هو المدمن ؟ وبماذا يتميز المدمن
1) شخص في المجتمع غير متزن- غير واضح- وغير مستقر .
2) أناني يركز على ذاته دون أدنى اهتمام بصالح الآخرين ، ولا يهتم إلا بمشاكله الخاصة به.
3) مشكلته الرئيسة هي الحفاظ على موارد ثابتة للحصول على المخدرات ، أو الإشباع الفوري لرغبته للمخدرات ، ويتبع أية وسيلة مهما كانت خطورتها لإشباع تلك الرغبة الملحة والشديدة.
4) يفتقر إلى النظام الذاتي وقدرة الإرادة والطموح ، ولا تتوافر لديه الثقة بالنفس ، ولا الأيمان بشخصيته ،وانعدام قدرته على تحمل المسؤولية.
5) درجة استعداده للألم بكل أنواعه عالية للغاية ، ولا يستطيع تحمل النقد ولا احتمال الإحباط.
6) فشل في تطور العلاقات الإنسانية الطبيعية – وتميل علاقاته الشخصية إلى أن تقتصر فقط على الأعضاء الآخرين في عالم مدمني المخدرات، وهكذا، يصبح المدمن منبوذا اجتماعيا، ويعيش في وحدة قاسية .
أسباب الإدمان
توجد أسباب كثيرة تدفع الإنسان للدخول في دائرة الإدمان ، مما يستدعي التفريق بين هؤلاء المتعاطين حسب درجاتهم وطبائعهم، ويتصنف هؤلاء إلى:
المتعاطين ذوي الشخصيات المريضة قبل الإدمان
كالأشخاص الذين يتعرضون لحالات صحية تستدعي استعمال المواد المخدرة ، وبخاصة المورفين المستخدم كمخدر للآلام الشديدة مثل مرض السرطان – العمليات الجراحية – الكسور – الحروق ....الخ
ويحدث بعدها مشكلة تعلق المريض بالعقار دون قصد أو رغبة.
المتعاطين ذوي الشخصيات المضطربة قبل الإدمان:وتتمثل هذه الشخصيات:
1. الشخصية الذاتية (السيكوباثية):
وهي شخصية الإنسان الذي يحب نفسه فقط ويكره المجتمع، وله سلوك انحرافي وإجرامي، ما دام يخدم أغراضه الخاصة، ولا يشعر بأي ذنب في إساءاته للمجتمع، لا يخاف ولا يخجل، عدواني، مرتشٍ ، تاجر مخدرات...الخ
2. الشخصية الانطوائية:
هي شخصية الإنسان الحساس ، الخجول، الذي يعزل نفسه عن الآخرين، ولا يقوى على مواجهتهم، ولا على التعبير عن نفسه وآرائه ، يضطرب أذا اضطر إلى التعامل مع الناس ، يلجأ للمواد التي تهدي من توتره وتزيل خجله ، كلما اضطرته الظروف لمواجهة الآخرين ، ثم بتكراره إلى تعاطي المخدرات ينقاد إلى وضع الإدمان.
3. الشخصية المتوترة القلقة:
هي شخصية الإنسان المندفع المنفعل القلق الخائف، لا يستريح ، يرهق نفسه ومن هو حوله بلا سبب ، غير قادر على التكيّف مع المجتمع ، يلجأ للمواد التي تزيل توتره ، وتمنحه الهدوء والاسترخاء .
4. الشخصية الاكتئابية :
وهي شخصية الإنسان الذي يميل للحزن والانفراد ، ولا يوجد عنده رغبة للاستمتاع بالحياة ، لا يثق في نفسه ، لايوجد عنده أمل في الحاضر أو المستقبل ، يغلب عليه الإحباط والاكتئاب لأيام، ويلجأ للمواد التي تسبب له الانتعاش والفرح والسرور المؤقت ... وتكرار استعمالها يقوده ذلك الإدمان.
5. الشخصية غير الناضجة :
وهي شخصية الإنسان الذي يثور بسرعة ، ينفعل لأتفه الأسباب ، يضخم الأحداث البسيطة لضيق أفقه ، ثم يهدأ ويعتذر ، وبعد ندمه يعود فيكرر نفس الأسلوب ، ويكون هذا السلوك المميز له ... يلجأ إلى إعادة المواد المخدرة ليتحكم في انفعالاته.
المتعاطين الذين لديهم الاستعداد للتعاطي والإدمان بفعل أحد العوامل التالية أو أكثر
تتميز شخوص هذه الفئة بتوفر الاستعداد في شخصيتهم بفعل العوامل التالية: :
1- عوامل بيئية:
على الرغم من انه لا توجد علاقة بين الإدمان والمستوى الاجتماعي أو الاقتصادي ، ألا أنه لوحظ مؤخرا أن عدد المدمنين من الطبقة المتوسطة أو المدمنين من الطبقة المميزة في ازدياد، كما لوحظ أيضا أن المدمنين المصريين من الطبقات الفقيرة في ازدياد مستمر... كالعاملين بأعمال يدوية ذات الأجور الضئيلة، وخاصة الذين يسكنون في المناطق المزدحمة .
وهذه العوامل ،مجتمعة تعمل على دفع الشخص نحو الإدمان ، ظنا منه أنها تخفف من معاناته ، وايضا لوحظ انخفاض سن المتعاطي فأصبح في مرحلة عمر الصبا ، والذي ساعد على ذلك ، وجود الشلل بين الصبية والشباب في بداية تجربة التعاطي.
2- عوامل أسرية :
كأن يكون الوالدان أو أحدهما يتعاطى نوعا من المخدرات ، وايضا وجود أم متسلطة وأب غائب ،قد يتسبب في افتقاد الإنسان القدوة، والتمركز حول الذات، والتساهل في الصغائر بسبب نوعية القيادة الأسرية.
3- مشاكل الأطفال التي تجعلهم أكثر عرضة للتعاطي عند الكبر:وهي في جملتها مشكلات ممثلة في :
أ- مشاكل صحية مبكرة.
ب- مشاكل سلوكية للأطفال العدوانيين والانطوائيين والخجولين...الخ.
ت- مشكلة التمركز حول الذات كمبدأ في الحياة حسب ما تعلمه من العائلة.
ث- مشكلة عدم الثقة بالنفس نتيجة تسلط الوالدين.
ج- التمرد على تسلط الوالدين أو من هو متسلط في العائلة .
إعداد وبحث- عماد عبد الرحيم الشويكي -القدس-
مركز صامد للتثقيف المجتمعي