أبو الفتوح يحظى بدعم جديد لرئاسة مصربعد أن حظي بتأييد حزب النور السلفي قبل يومين، تمكن القيادي السابق
بجماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح من الظفر بدعم الجماعة
الإسلامية في السباق الانتخابي الجاري حاليا في مصر مما يعزز حظوظه في
سباق الرئاسة، بحسب محللين.
وأسفر تصويت شارك فيه مجلس شورى الجماعة الإسلامية والهيئة البرلمانية
لحزب البناء والتنمية الذي يمثل الذراع السياسية للجماعة عن تأييد أبو
الفتوح على حساب مرشح جماعة الإخوان المسلمين و حزب الحرية والعدالة
المنبثق عنها محمد مرسي .
لكن الجماعة الإسلامية أكدت أنها ستؤجل الإعلان الرسمي لموقفها هذا إلى
الأربعاء لإعطاء فرصة أخيرة لإمكانية توافق القوى الإسلامية على واحد من
المرشحين الثلاثة المنتمين للتيار الإسلامي، خاصة وأن الهيئة الشرعية
للحقوق والإصلاح كانت قد أعلنت تأييدها لمرسي في سباق الرئاسة.
ويعد عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي أبرز مرشحي التيار الإسلامي إلى جانب المفكر الإسلامي محمد سليم العوا .
وكان حزب النور والدعوة السلفية بالإسكندرية قد أعلنا السبت دعم أبو
الفتوح. ويرجع المتحدث باسم الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات سر هذا الدعم
إلى امتلاك المرشح قبولا شعبيا كبيرا فضلا عن خوف قطاعات عريضة بينها
السلفيون من استئثار جماعة واحدة بالسلطات، في إشارة إلى سيطرة الإخوان
المسلمين على البرلمان بمجلسي الشعب والشورى.
مبررات القرار
من جانبه قال المتحدث باسم حزب النور نادر بكار
للجزيرة نت إن قرار اختيار الحزب لأبو الفتوح مر بمرحلتين، أولاهما صناعة
القرار حيث تمت لقاءات مع المرشحين الثلاثة المنتمين للتيار الإسلامي مع
دراسة برامجهم ورؤاهم وشعبيتهم فضلا عن مدى اقتراب برامجهم من برنامج حزب
النور.
وأضاف بكار أن الحزب وجد أن أبو الفتوح هو الأنسب لعدة عوامل منها
إدراكه لصلاحياته جيدا وكذلك للصعوبات التي تكتنف الفترة الانتقالية التي
تمر بها مصر وإجادته التفاهم مع الأطراف المختلفة فضلا عن امتلاكه فريقا
رئاسيا قويا.
كما اعتبر بكار أن الشعبية التي يحظى بها أبو الفتوح إضافة إلى عدم
انتمائه لأي فصيل سياسي دفع بحزب النور لاختياره لأن الحزب يعتقد أن اختيار
رئيس بهذه المواصفات سيساعد على تخفيف حدة الاستقطاب الديني في مصر.
محاولات
وكشف بكار أن حزب النور ما زال يحاول إقناع الإخوان
المسلمين بسحب مرسي من سباق الرئاسة، وقال إنه لا توجد مؤشرات باحتمال
استجابتهم حتى الآن لكنه لا يستبعد أن يتم ذلك "إذا نظروا إلى الأمور بشكل
موضوعي".
من جانبها عبرت حملة أبو الفتوح عن ارتياحها لقرارات الدعم التي توالت
من جانب القوى السلفية، وقال عضو اللجنة السياسية بالحملة أحمد عبد الجواد
للجزيرة نت إن هذا الدعم يعد إضافة كبيرة خاصة أن حزب النور حصد نحو ربع
مقاعد البرلمان.
في المقابل، علقت جماعة الإخوان المسلمين على نوايا دعم أبو الفتوح
بأنها تحترم قرارات كل الفصائل السياسية، وإنْ أشار المتحدث باسم الجماعة
محمود غزلان إلى أن قرار دعم أبو الفتوح صدر عن الدعوة السلفية
بالإسكندرية، في حين أن السلفيين بالقاهرة عبروا عن دعمهم لمرسي.
كما توقع غزلان ألا يؤثر هذا على نتيجة الانتخابات التي توقع أن يفوز
بها مرشح الإخوان على غرار ما نجحت الجماعة في تحقيقه خلال انتخابات مجلسي
الشعب والشورى.