يضحك حين ينفرد بنفسه ...
لا بد أن يضحك حتى لا يقتله الحزن
فالحزن طائر شرير يفترس من يستسلم إليه
يبتلع من يجده وحيدا مع دموعه
وهو وحيد .. حتى بين الناس
وحيد لان فى القلب .. صمتا
وفى المشاعر .. صدمه
وفى النفس .. صبرا
إنه رغم الصمت و الصدمه ..
أكثر شباب المنطقه شقاوه و خفه دما
والاهم انه كاتم أسرار العديد من المعارف
كل قصه حب جميله .. مرت عليه هنا
كل ميلاد مشاعر رقيقه .. عبرته هنا
كل حبيبين التقيا او افترقا .. دفن سرهما هنا
فى قلبه
الذى يتسع للجميع .. الا هو
فقصته .. أين قصته !!
حبه .. أين حبه !!
حقه .. أين حقه !!
العابرون إلى الشفه الاخرى للحب .. الااف عبروا
لكنه لم يعبر معهم
مع انه ساهم فى كل انتصارات القلب حوله
كان البطل السرى
الذى لا يراه الجمهور
و إن كانوا يدركون ان فى الحكايه خيال
يحرك كل الاحداث
ويصنعها .. و يصفق لها معهم
انه فتى ماذال يعيش على ضفاف الحواديت القديمه
حيث الحب هو أول الاشياء و أخرها
و حيث العواطف هى ربان السفينه و بحاراتها
و حتى وقت قريب
كان ذروه قلبه ان يسعد قلبين
فيمهد الطريق .. و يزرع الزهور
ويوزع الهدايا على العشاق .. مثل بابا نويل
و يكتمل سعادته حين يرتدون الفستان الابيض و البدله
ليمسك شمعه زفاف حبيبين
شارك فى استداره عيون فرحتهم
كان ذلك قبل ان يكتشف فجأه
أن كل الفرحه التى اهداها لمن حوله
لم تدق باب قلبه بفرحه تشبه امنياته
بقصه حب تسعده و تسرقه من وحدته
ذهبت كل القصص الى بيوتها
رحلت كل الوجوه الى مدن الامانى و الاستقرار
الا هو ...
و حده يمشى فى الشارع كل يوم
فلا يجد الاصدقاء الذين حولهم الى أحباء
يشرب فنجان القهوه وحيدا
ولا يونسه الا صوت عصافير على الشجره
وعواجيز جائوا فى الشمس ليدفئوا بها
و يتذكرون الذكريات البعيده
ذهب الجميع بدونه ..
لم يتذكره أحد
لم يفكر فى وحدته أحد
ما الذى جعله يلعب هذا الدور !!
دور لا يسجله المأذون فى ورقه الزواج
كيف سقط من أصابعهم
أصابع الذين جمع بينهم
بقيود ذهبيه راائعه
غريبه انه لم يفكر فى الحب من قبل
وهو الغارق فى تفاصيله و خيوطه
لم يسأل نفسه يوما
متى يصبح هو القصه لا المؤلف !!
البحر لا الفناره !!
الحب لا الظل !!
وها هو يسأل
ويلعن لعبته و يلعق ندمه
و يطرد رومانسيته ساخرا من ضعفه
و من كل قصه حب
كتبها بإحساس خاص به
لكنه لم يعرف لماذا هذا اليوم بالذات
زاره ضيف الالم
ولمعت عيناه بفكره شريره موجعه
عندما همس لنفسه بتحدى
فيه شهوه الانتقام و رهبه العجز
سأجعلهم يتذكروننى !!
إن ما لديه من أسرار عن كل فتى و فتاه
نسجهما فى ثوب وااحد
يهز بلدا لا بيتا
هو يعرف الكثير عن ماضى
يمكن أن يعود فى لحظه
و يلتهم الحب و السعاده فى غمضه عين
إن كاتم الاسرار الذى جمع قلوبا
يستطيع أن يفرقها
وعصفور الحب الذى اختار طوال السنوات
ان يصنع عش السعاده للأخرين
يمكن ان يصبح عاصفه
تهدد المشاعر و تهدم أسوار الياسمين
سيطرت عليه الفكره أياما
حتى بكى !!!
و حين غسلته الدموع
تذكر ان القلب الذى يوما إبتكر الحب
و اهداه لكل من حوله
لا يعرف أبدا الكره او اهدائه
تذكر أن الله الذى سخر له
روعه الجمع بين البشر
هو الذى حتما سيهديه هذ الحب
عن إكتمال القدر
حبا اروع من ضوء القمر