بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (أكمل المؤمنين إيماناّ أحسنهم خلقاّ ) وأصل الإيمان هو التصديق في القلب ،
وقول باللسان، وهو الإعتقاد والمحبة والخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، وعمل الجوارح يزيد وينقص,
إذا زنى وشرب الخمر نقص إيمانه، فالإيمان يزيد وينقص، والكفر يزيد وينقص، إذا أطاع الإنسان ربه زاد،
وإذا عصى نقص هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة،( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبه من الإيمان )
ولا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل، ولا قول وعمل إلا بالنية,قال تعالى(وما زادهم إلا إيماناّ)
والأصح أن التصديق القلبي يزيد وينقص بكثرة النظر، ولهذا كان إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم بحيث لا تعتريه الشبه،حتى يكون في بعض الأحيان أعظم يقيناّ وإخلاصاّ منه في بعضها،
والمعتمد أن عمل الجوارح شرط في زيادة الإيمان على كلام أهل السنة، قول باللسان وهو النطق بالشهادتين، وعمل بالقلب والجوارح,العمل كل بر يفعله الإنسان بنية صالحة،
من آمن بقلبه ونطق بلسانه وعمل بجوارحه بنية وكان عمله موافقا للسنة، فهذا هو المؤمن الكامل,
فإن لم ينطق بلسانه ولا صدق بقلبه فهذا هو الكافر,
ومن آمن بقلبه ونطق بلسانه ولم يعمل بجوارحه كان فاسقا,
ومن نطق بلسانه وعمل بجوارحه ولم يخلص بقلبه كان منافقا,
ومن آمن بقلبه ونطق بلسانه وعمل بجوارحه بنية غير موافقة للسنة كان مبتدعاّ,
ومن عمل بغير نية شرعية بأن قصد بفعله الناس كان مرائياّ فيكون عمله باطلاّ ويسمى الشرك الأصغر,
إذا غرست شجرة المحبة فى القلب و سقيت بماء الإخلاص و متابعة سيد الناس أثمرت كل أنواع الثمار
و أتت أكلها كل حين بإذن ربها, فهى شجرة أصلها ثابت فى قرار قلب المؤمن و فرعها متصل بسدرة المنتهى,
فإذا نطق العبد بالشهادتين, ووحد الله فإنه قد بذر بذرة الإيمان فإما أن يتعهدها لتصبح شجرة كبيرة,
أو يهملها لتموت فى الحال,ومعنى الإيمان أن (الإيمان تصديق بالجنان), و تلفظ باللسان, و عمل بالأركان,
يزداد بالطاعات و ينقص بالعصيان,معرفة الله عز وجل هى أول طرق زيادة الإيمان,
و ليست معرفته أنك وحّدته بلسانك فقط, و لكن هل تعرفت على الله عز وجل باسماء جلاله, و صفات كماله,
ليمتلئ قلبك بالحب و الخشية معا,إذا عرف الإنسان ربه وآمن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه بقوة إيمانه,
فالعلم هو السبيل للمعرفة,قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)كثير من المسلمين الأن يقرأوا القرآن و كل همه أن يختمه,
دون تدبر للمعانى,فتدبر القرآن من أهم أسباب زيادة الإيمان, قال تعالى (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً)
إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته و سماعه و ألقى سمعك ,ولا يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله أحب اليه من نفسه التى بين جنبيه, وأول مقتضيات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
هو الطاعة و الوفاء,التفكر فى خلق الله من أعظم العبادات, و هى عباده نسيها أكثر المسلمين الأن,
و هى من أهم طرق تحصيل اليقين, و زيادة الإيمان,أنظر حولك فى السماوات و الأرض, و الجبال و الأشجار,
و أنظر فى كل ثمره تأكلها, بل و أنظر الى نفسك, فنظرك فيك يكفيك,
الإكثار من النوافل هى الطريق إلى محبة الله لك, فصلى السنن بعد الفروض, و قيام الليل,
و صوم الأثنين و الخميس, و الصدقة, و كل أعمال البر تزيد الإيمان فى القلب,
قال صلى الله عليه وسلم (مثل الذى يذكر ربه و الذى لايذكر مثل الحي و الميت)