غوايات الشيطان – الصلاة
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) البقرة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :
الصلاة عماد الدين , بها تتصل برب العباد فيعطيك ما يعطيك و بها تثبت عبوديتك له فترقى في الدنيا و الآخرة .
لا خير في دين من دون صلاة و لا صلاة إن تركت شيطانك يلعب بك كيف يشاء .
عَلِم الشيطان ما للصلاة من أهمية فلم يهنأ و هو يراك تقيم صلاتك كما أمرك ربك فحاص و لاص و دبر و مكر كي يثنيك عنها إذ أن بها تُفتح لك أبواب السماء و الرضا و القبول و بها ترقى إلى رب العباد .
محاور الشيطان في إفساد صلاة الإنسان :
1- يبخس الشيطان لك أمر الصلاة حتى تتهاون فيها و تهمل أركانها و تؤخرها عن وقتها و من ثم تضيعها فيقول لك : الصلاة سهلة و هي عبارة عن ركيعات تأتي بهن خلال خمس دقائق .
2- يعظم لك الشيطان أمر صلاتك و يوترك تجاهها و يعظم لك أمر كل شاردة و واردة فيها حتى تستثقلها و تفقد خشوعك فيها و حبك لها و حتى لا تحسنها و ترتقي بها درجات القرب من الله عزوجل و حتى تصبح حياتك سلسلة من العذابات المتواصلة التي تسبب لك كرهاً لنفسك و للصلاة و لهذا الدين , يجادلك في كل صغيرة و كبيرة حتى يدخلك في وسواس مقيت , فيقول لك : هل نويت الظهر أم العصر , فرضاً أم سنة , هل صليت ثلاثاً أم أربعاً , هل تلفظت بحرف زائد , هل أتيت بالشَدّات الموجودة في سورة الفاتحة كلها , هل أتيت بأحرف الفاتحة و التحيات كلها , هل اطمأننت في ركوعك , هل سجدت سجدتين أم واحدة , هل غسلت قدمك بالكامل , هل استعملت ماءاً طَهوراً .
أسئلة مشروعة و لكن بشرط أن لا يكذبك و يشككك في إجابتك و يتهمك بالنسيان و بالمزج مع يوم آخر أو صلاة أخرى و يدعوك ظلماً و تعدياً لإعادة الوضوء حتى الإسراف الفاحش و إعادة الصلاة حتى الإرهاق و حتى لا تعلم ماذا صليت و كم صليت و تبديل ملابسك و غسلها مرات و مرات من أجل طهارتها و كل هذا بحجة التأكد و كي يطمئن قلبك و ترضي رب العالمين .
- و يقول لك : امسك نفسك جيداً كي لا تخرج ريحاً , إياك أن تغفل عن نفسك .
- و يقول لك : كم هي طويلة هذه الصلاة و هذا الوضوء .
و يقول لك أيضاً مفترياًُ عليك و محاولاً إقناعك بشيء غير موجود :
- هناك شيء من الطعام في فمك و عليك إخراجه و إلا بطلت صلاتك و ذلك أثناء الصلاة .
- لقد أصابك النجس في بطنك أو ظهرك و عليك تطهيره و ذلك أثناء قضاء حاجتك .
- لابد أن هذا الذي تشعر به في تلك المنطقة هو ريح يخرج منك , هيا أعِد وضوءك .
- أين كان عقلك خلال الدقائق الماضية , لماذا لم تنتبه لمنطقة خروج الريح , لابد أنك أخرجت ريحاً وقتها من دون أن تنتبه , أعِد وضوءك .
- لقد امتلأت مثانتك بالبول و عليك بتفريغها و من ثم إعادة وضوءك .
3- يعظم لك أمر الشهوات و الأشياء الدنيوية حتى تتعجل في صلاتك و لا تأتي بها كما يجب أو تفقد خشوعك فيها أو تتثبط همتك و تتكاسل عنها و تهملها و تنفر منها :
- يذكرك بلذيذ الطعام و الشراب و المسلسلات التلفزيونية أو المبارات الرياضية و كيف سيفوتك منها شيء إذا لم تصلها بسرعة شديدة أو ستفوتك إن قمت إلى الصلاة قبل الإستمتاع بما تريد فيقول لك :
- يجب أن تنهي صلاة الظهر هذه خلال دقيقتين كي تلحق بالغداء الشهي .
- يمكنك أن تأتي بصلاة العشاء خلال الفاصل الإعلاني و بذلك لن يفوتك شيء من المسلسل التلفزيوني .
- تناول غداءك و اشرب الشاي بعده و خذ قيلولة و من ثم تصلي الظهر .
- تابع هذه الحلقة من المسلسل الذي تحب و من ثم تصلي المغرب .
- يمكنك أن تصلي العصر بعد إنتهاء هذه المباراة التي تنتظرها منذ زمن بعيد .
- يذكرك بالنساء فيقول لك : إن تصلي فإنك لن تستطيع التحدث مع النساء الأجنبيات بحريةٍ كما تحب و تشتهي .
- يعظم عليك التضحية في سبيل الله بجزء بسيط من أناقتك فيقول لك : مِن أول سجدة تسجدها ستفقد ثنية بنطالك الذي تعبت في كيه .
- كلما تريد الوضوء عليك بإزالة هلام (جل ) الشعر عن أماكن الوضوء التي غطاها .
- يعظم عليك ترتيب يومك بالشكل الذي يرضي الله عزوجل فيقول لك : مواعيدك مع أصدقائك ستتقطع بسبب الصلاة في المسجد .
- يلهيك عن الصلاة بمجلس السمر و شهوة القال و القيل و أحاديث شتى في غير ذكر الله تعالى مما يجعل قلبك يقسو و همتك للصلاة تضعف فيقول لك :
- حدث القوم عن القصة التي حدثت معك في سوق الخضار .
- أسمع جلساءك بعض الطرائف .
- اسمع هذه القصة عن فلان و بعد ذلك قم للصلاة .
- احكِ لهم عما حصل معك في السوق و كيف تصرفت عندما حاول البائع أن يغشك و بعد ذلك تصلي .
- اشرح لهم ماذا عليهم أن يفعلوا في حال حدث معهم كذا و بعد ذلك تلحق بالجماعة .
- دع صديقك هذا الذي تحب و الذي لم تره منذ أن سافر إلى البلد الفلاني أن يخبرك عن تلك البلاد و بعد ذلك تأتي بصلاة الظهر .
- يعظم عليك اليرد و الحر و ترك الدفء أيام البرد و ترك التبريد أيام الحر كي تنجز الوضوء و فرض الصلاة فيقول لك :
- كيف ستتوضأ في هذا البرد القارس .
- إن الصلاة في الحر الشديد تقتل .
- أين ستقوم من فراشك الدافىء هذا لتتوضأ بالماء البارد .
- عندما يأتي وقت الصلاة يذكر الشخص بأمور دنياه و كيف أن هذه الأمور مهمة , فالطالب يذكره بواجباته الدراسية و يضخم عليه أهميتها و كل هذا كي لا يصلي و إن قام ليصلي كي تكون صلاته كلها حديث نفس عن واجباته و لا يعرف ماذا صلى بينما في غير وقت الصلاة يحبب إليه اللهو كي تتراكم عليه الواجبات و ما يجر إليه ذلك من غضب و ضيق صدر و سوء تفكير و هذا ينطبق على كل مهنة , فيقول للطالب :
- أنت تحتاج لساعتين للتحضير للدرس الفلاني و تحتاج كذلك لساعتين لكتابة واجباتك الأخرى و عليك أن تحضر للفحص الفصلي و للمذاكرة الفلانية و لحصة الأستاذ الفلاني و ترسم المخططات الفلانية و تستعير المرجع الفلاني من صديقك فلان و لا تنس درس اللغة الإنكليزية و حصة العلوم , و يقول للتاجر :
- عليك بشراء كمية كبيرة من القماش الفلاني تحسباً لفقدانه و عليك استرداد دَينك من أبي أحمد فقد فات على وقت إرجاعه أسبوعاً و عليك الإتصال بالمعمل الفلاني كي يقص لك العدد المطلوب من القمصان و لا تنس أن تضع المال في البنك و تذهب لترى ماذا حل بتصليح سيارتك .
- صلِّ بسرعة قبل أن يأتي زبون و لا يجدك فتخسره .
- ما أكثر أشغالك , عليك أن تضحي بشيء ما , ما رأيك لو تضحي بالصلاة اليوم و تعود لها عندما يكون لديك فراغ أكبر .
- يشجعك على مصادقة المستهترين و غير الملتزمين بأوامر ربهم بحجج دنيوية و شهوات ضئيلة تافهة في محاولة منه لإبعادك عن جو الإيمان و الإلتزام فيقول لك :
- أخلاق هذا الشاب عالية بالرغم من أنه غير ملتزم .
- صادق هذه المجموعة من الشباب كي تحصل على محاضرات جامعتك .
- مجلس هؤلاء الشباب ممتع و جميل .
- يشجعك على الدخول في مشاريع كثيرة في نفس الوقت , طمعاً و شهوة , كي تكثر مشاغلك و تهمل صلاتك و إن انتبهت لصلاتك فستشعر بثقلها لضيق الوقت و ستفقد تركيزك و خشوعك فيها و قد تصليها بشكل سريع جداً غير مؤد لأركانها فيقول لك :
- ايرادات محلك غير كافية لتشتري سيارة أحدث من التي تملك و لكن إذا اعتنيت اعتناءاً كافياً بالأرض التي تمتلكها فإن مردودها سيكون كبيراً و يمكنك أيضاً تحصيل مرابح إضافية من بيع و شراء البيوت و هكذا فإنك خلال عام ستشتري الطراز الأحدث من السيارة التي تريد .
4- يحاول الشيطان إشغالك و إلهاءك بأشياء مختلفة حتى لا تستعد للصلاة بشكل جيد أو لا تأتي بالخشوع فيها و من هذه الأشياء :
- أن يثير الشجارات المختلفة بينك و بين الآخرين كي تتوتر أعصابك و لا تستطيع التركيز و الطمأنينة في الصلاة و بذلك تفقد خشوعك و تركيزك و ربما وقعت فيما يفسدها فيقول لك :
- تقول لزوجتك أن تضع كمية من الملح أقل في الطبخ و مع ذلك فهي لا تنفذ أمرك .
- كم مرة قلت لزوجتك بأنك تحب الشاي أثقل مما هو عليه الآن ؟
- أنت تريد الذهاب للعمل و مع ذلك فزوجتك لم تكوي لك ملابسك .
- مع أن زوجتك تعرف أنك تحب النظافة و مع ذلك فهي لا تمسح الغبار عن الخزانة .
- مع أن الحق معك إلا أن جارك يتهمك بأنك السبب .
- أخوك يتناسى أنه أخذ الكثير من المال قبل موت أبيك و مع ذلك فهو يطالبك الآن بحصة متساوية من الميراث .
- يشغلك عن طفلك الصغير الذي يجلس بقرب أشياء حادة أو سريعة الإنكسار أو في مكان خطر حتى إذا قمت للصلاة أفقدك تركيزك فيقول لك قبل الصلاة : هذه المباراة جميلة , تابع أخبار البلد الفلاني و أثناء الصلاة يقول لك : طفلك سيجرح نفسه , طفلك سيكسر الصحن الفلاني , طفلك سيقع من على الكرسي .
- تشجيعك للدخول في مشاريع كثيرة في نفس الوقت , طمعاً و شهوة , كي تكثر مشاغلك و تهمل صلاتك و إن انتبهت لصلاتك فستشعر بثقلها لضيق الوقت و ستفقد تركيزك و خشوعك فيها فيقول لك :
- ايرادات محلك غير كافية لتشتري سيارة أحدث من التي تملك و لكن إذا اعتنيت اعتناءاً كافياً بالأرض التي تمتلكها فإن مردودها سيكون كبيراً و يمكنك أيضاً تحصيل مرابح إضافية من بيع و شراء البيوت و هكذا فإنك خلال عام ستشتري الطراز الأحدث من السيارة التي تريد .
- يعظم لك أمر قضاء حاجتك و الوضوء بعدها فيجعلك تصلي و أنت تدافع الأخبثين فيقول لك :
- إن صليت الآن و بعدها مباشرة قضيت حاجتك فإنك بهذا تكون قد وفرت الوضوء .
- أين ستذهب الآن لقضاء حاجتك و من ثم الوضوء فالصلاة , صَلِّ الآن و من ثم اقض حاجتك .
- يشجعك على النظر لأثاث و زخارف المسجد في محاولة منه لأن تخسر إقبال الله عزوجل عليك و لتشتيت ذهنك و ضياع صلاتك فيقول لك :
- ما هذا المسجد الجميل , ما هذه اللوحات الرائعة , ما هذا السجاد الفاخر .
5- يناضل الشيطان من أجل أن تبقى جاهلاً أو نصف متعلم في أمور الصلاة فينشط فيك حب الدنيا و الإكتفاء و العجب بما لديك من معلومات عنها حتى تقع في المحظور و السيئات و فيما يفسدها و حتى لا تزداد جمعاً للحسنات و ارتقاءاً في الدرجات و حتى تُنَفِذ ما يقول فيقول لك :
- ها أنت تصلي مثل الشيخ الفلاني بل إن صلاتك أفضل من صلاة كثير من المصلين فما حاجتك لتعلم المزيد .
- ما هذا الركوع الجميل , ما هذا السجود الخاشع , ما هذه القراءة الرائعة .
- لقد قمت الليل أشهراً طويلة و قد أصبحت مكانتك عالية بما فيه الكفاية عند الله و حان الوقت كي ترتاح من قيام الليل .
- الصلاة في البيت أسرع من الصلاة في الجامع و بهذا تكسب وقتاً أكبر للحصول على مال أكثر .
- لماذا تطيل الركوع و السجود , لقد استغرق الأمر منك ثانيتين , يكفيك ثانية حتى تكون صلاتك صحيحة و في نفس الوقت لا تخسر زبائنك .
- إن تُخرِج حرف الذال في الفاتحة كما يفعل بعضهم فإن هذا سيطيل صلاتك عدة ثوان و بالتالي ستفقد بعض اللقطات من البرنامج التلفزيوني الفلاني .
- ماذا سيضير إن تلفظت الذال زَيناً في الفاتحة , المهم أنك تأتي بالفاتحة و كفى .
- صَلِّ الفجر في البيت و الظهر و العصر و المغرب و العشاء عند رجوعك إلى البيت و هكذا لن تحتاج إلى أن تقع في إحراجات مع زبائنك و الإستغفار كافٍ لمحو الذنوب .
- يمكنك أداء بعض الصلوات في البيت بدل الجامع فقد أصبح رصيدك من الحسنات عظيماً .
- لم تجلس و تذكر بعد الصلاة أليست هذه الأخيرة تمحو السيئات و تُدخل الجنة , و هذا الذي تريد .
- لا تُشغل بالك بصلاة أولادك , ها أنت تصلي من دون أن يعلمك أبوك , الأيام ستعلمهم الصلاة .
- لم تضيع وقتك في الإستنزاه من البول , ماذا في الأمر لو خرجت قطيرات منه , نحن في عصر السرعة و أنت تحتاج لكثير من المال .
- هيا افتح الصنبور بشكل أغزر و توضأ بشكل أبطأ حتى تأتي الصلاة و أنت قد أسبغت الوضوء بشكل جيد .
6- ينشط فيك الرياء ( الشرك الأصغر ) الذي يذهب بالحسنات فيقول لك :
- صَلِّ صلاة جميلة فهناك من ينظر إليك من الجانب الأيمن للمسجد .
- اذهب إلى المسجد في كل صلاة و صل خلف الإمام حتى تلفت إليك الأنظار و يقولوا عنك أنك تقي .
- اجعل ركوعك و سجودك مليئين بالخشوع فهذا أسرع لرفع شأنك بين الناس .
- اغلظ القول على فلان لأنه لم يكمل الصف في الجماعة كي يروا اهتمامك بكمال الصلاة .
- اهتم بنظافة المسجد حتى تعظم في عيون المصلين .
- أكثر من الذكر أمام المصلين حتى ترتفع في عيونهم .
- إذا صليت في نفس المكان فسيعرفك الناس و تنشط تجارتك .
- البس اللباس الفلاني و عف عن اللحية حتى يشعر الناس بأهميتك و مكانتك .
- تعلم أحكام الصلاة و حدث بهم فينتشر ذكرك بين المصلين و أهليهم .
- انتقد المصلين بلطف بحجة أن ركوعهم ليس تاماً و سجودهم ليس كاملاً مطمئناً و بهذا تُعرف بين الناس بالصالح الحليم ذي الخلق العظيم .
- انتقد المصلين بخشونة حتى تُعرف بالغيور على دين الله .
- اقتنص فرصة للصلاة إماماً في المصلين و من ثم حَسّن صوتك في القراءة حتى تعرف و يُعجب بك الناس فيزدهر محلك .
7- ينشط فيك العجب و الكبر في الجامع فتفقد من حسنات صلاتك ما تفقد و تكسب من الوزر ما تكسب فيقول لك :
- أنت من أهل الله و على المصلين الآخرين الأقل مرتبة أن يحترموك و يُجِلّوك .
- كم مرة عليك تعليم المصلين الإستواء في الصف , ( أي أنك أنت الفهيم و غيرك ليس كذلك ).
- أنت المدير الفلاني و الناس يقصدونك لقضاء أعمالهم فكيف ستذهب إلى الجامع و تصلي بين الناس و تسجد أمامهم .
8- ينشط فيك الحقد على المصلين كي تحمل وزراً أو تترك الجامع و تصلي في البيت فتضعف همتك و تهمل الصلاة فيقول لك :
- انظر إلى فلان يصلي سنة الظهر ركعتين و لا يصليها أربعاً و إلى فلان الذي يصلي بسرعة و كأن الزبائن في محله ستطير و تتبخر و إلى فلان الذي خرج و لم يصلي السنة .
- هذا الإمام لا يجيد التجويد و مع ذلك يصلي فيكم إماماً و ذاك الشخص قد تطوع للإمامة و بدأ يتعتع في السورة التي قرأها طمعاً في أن يقول المصلين عنه أنه حافظ لسور من القرآن غير السور القصار .
- هذا المصلي يجلس في نفس المكان كل مرة و ذاك المصلي لا يسد الفرجة في الصف الذي أمامه .
- لم لا يرفع جارك يديه في دعاء الجمعة ؟
9- يعزز فيك الخوف حتى لا تصلي أو تذهب إلى الجامع فيقول لك :
- ماذا ستقول لوالدك إن علم أنك تصلي ؟
- إن النظام في هذه الدولة يراقب المصلين الملتزمين حتى إذا ما حدث أي اضطراب أمني أتى بهم جميعاً متهماً إياهم بأنهم وراء ما حصل .
- إياك و الذهاب للجامع فإن هناك من يسرق الأحذية .
- يوهمك بالخسارة المالية في حال التزمت بالصلاة و بالجماعة في المسجد فيقول لك : يومك يذهب في الوضوء و الصلاة فمتى ستأتي بالمال الكثير لتبني نفسك و مستقبلك .
10- يدفعك لأذى المصلين بحجج مختلفة في محاولة منه لتفير أكبر قدر منهم من الصلاة فيقول لك :
- هذا الطعام لذيذ مع الثوم و البصل .
- اغلظ القول لهذا الطفل الذي تكلم في الجامع .
11- ايقاعك في الغرور و من ثم الإحباط و من ثم النفور من الصلاة فيقول لك :
- هيا أيها الصادق المحب لربه قُمِ الليل كله و كن مثل أولئك الصحابة العظام و هدفه من هذا أن تضيع صلاة الفجر و من ثم أمورك الدنيوية ( بالطبع فإن هذا الكلام يُقال لمن لا استعداد جسدي كاف لديه ).
12- يعزز لديك الحياء من الناس و ليس من الله حتى تستحيي من الصلاة فتتركها فيقول لك :
- لا تقم للصلاة الآن , ماذا سيقول عنك أصدقاؤك الأجانب ؟
- صلِّ فيما بعد كي لا تظنك زميلتك في الدائرة أنك متزمت .
- كيف ستصلي أمام صديقك ابن الضابط الكبير الفلاني ؟
- دع الصلاة الآن , بالتأكيد سيضحك عليك أصدقاؤك إن قلت لهم أنك ذاهب للمسجد .
الآيات القرآنية مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق2011