قُلُوْب ../
بَعْض الْقُلُوْب جُرْحُهَا الْشَّوْق و آَلَّمَهُا و تَرَكَهَا بِلَا حُرَّاك
حَتَّى بَاتَت مِيْتَة لَا تَحْتَاج الْمَزِيْد مِن الْجِرَاح ..’
و بَعْضُهَا آَلَّمَت نَفْسِهَا فَمَا تَعَلَّمَت كَيْف تُحْيِى بِالْحُب
و مَا عَرَفْت مَعْنَى الْحُب الْحَقِيقِي ..!؟
و بَعْضُهَا تَدَرَّبْت عَلَى أَيْدِي أَقْوَى جَلَادِي الْدُّنْيَا
حَتَّى اسْتَهْوَت أَذِيَّة الْنَّاس فَتَرَاهَا سَوْدَاء مُتَحَجِّرَة مَرِيْضَة ظَالِمَة ؛
و بَعْضُهَا طَيِّبَة بَسِيْطَة تُحِب الْخَيْر و كَبِرَت عَلَى ذَلِك
و لَكِنَّهَا مِن شِدَّة طَيَّبْتْها بَاتَت مُّسْتَبَاحَة مِن الْجَمِيْع ..!
فَمَا عَاد لَهَا أَي رَأْي و لَا أَي فِكْرَة و لَا يُمْكِنُهَا اتِّخَاذ أَي قَرَار ..
و بَات الْجَمِيْع يُفَكِّر عَنْهَا و يُقَرِّر عَنْهَا و يَخْتَار عَنْهَا
و هِي بِكُل بَسَاطَة ...... سَمْعَا و طَاعَة
نُفُوْس ..|{
نُفُوْس مَرِيْضَة رَأَت أَنَّهَا أَفْضَل مِن الْنَّاس
فَمَا مِن احَد يُعْجِبُهَا و مَا مِن احَد يُسْعِدُهَا و مَا مِن احَد مِن مُسْتَوَاهَا
و نُفُوْس اخْتَلَطَت عِنْدَهَا الْأَحَاسِيْس و الْأَفْكَار .."
فَتَرَاهَا تَارَة كَئِيْبَة و تَارَة سَعِيْدَة ..,
تِلْك الْنُّفُوْس انْظَلَمْت كَثَيِرَا و مَا عَرَفْت كَيْف تَنْتَقِم و لَا كَيْف تُلَمْلِم جِرَاحِهِا
و نُفُوْس طَيِّبَة و تِلْك الَّتِي لَا يَحْسِب لَهَا حِسَاب و لَا يَتَكَلَّم عَنْهَا أَحَدا
تِلْك الْنُّفُوْس الْأَضْعَف دَائِمَّا و الْمَنْسِيَّة دَائِمَّا و الْبَعِيْدَة كُل الْبُعْد عَنَّا
لَم تُخَيَّر أَبَدا و لَا حَتَّى بِطَعَامِهَا ..!
لَم يَسْأَلْهَا أَحَدا قَط رَأْيَهَا و لَا بِأَي مَوْضُوْع يَخُص حَيَاتِهَا
و هِي بِكُل بَسَاطَة ........ سَمْعَا و طَاعَة
جُرُوْح ..×
هُنَاك مِن الْجُرْح الْكَثِيْر الْكَثِيْر ..
بَعْض الْجُرُوح لَا تُؤْلِم ابَدَا و لَكِنَّهَا تَقْتُل فُجَارْحْنا حَبِيْب قَرِيْب ..
نَضَع الْاعْذَار لَه و نَنْسَى انَّه جُرْحَنَا و نُسَامِح و نُتابع و ان خُدِعْنَا انْفُسَنَا
فَجُرُّوح الْحَبِيْب طَيِّبَة الْمَذَاق او انَّنَا ضُعَفَاء امَامَهُم او انَّهُم تَعُوْدُوْا مِنَّا ؛
سَمِعَا و طَاعَة
و بَعْض الْجُرُوح تُدْمِي صَاحِبُهَا و تُصْرَعَه و تِنْسِيه اسْمُه ,‘
فَهِي تَاتِي بِخِيَانَة لَا تُغْتَفَر ابَدَا ..
تَّصْرَعُنَا و تَتْرُكْنَا عَاشِقَيْن لِلْسَهَر نُراقب النُّجُوم و بِانْفُسِنَا نَتَسَائَل
لِمَاذَا ............ ؟
لِمَاذَا وَفِيْنَا و غَدَرُوْا ..؟!
لِمَاذَا احَبَّبَنَا و خَانُوْا ..؟!
لِمَاذَا قَدِمْنَا و اخَذُوا و رَحَلُوْا و نَسُوْا .. و بَعْض الْجُرُوح نَلُوْم بِهَا انْفُسَنَا
فَبَعْد قِصَّة مُمِيْتَة و خِيَانَة قَذِرَة ..)
نُصَدِّقُهُم و نُعَاوِد الْكَرَّة مَعَهُم ..
فَهُم حَّلَفُوُا لَنَا بِانَّهُم يُحِبُّوْنَنَا و مَا قَصَدُوْا بِالْسَّابِق ..!
و صَفْحَة جَدِيْدَة مَعَنَا فَتَحُوْا فَنَهْدِيْهُم قُلُوْبَنَا عَلَى طَبَق جَدِيْد مِن الْذَّهَب
لِيَعُوْدُوْا لِتَدْنِيسِه و قَتَلَه و لَكِنَّهُم هَذِه الْمَرَّة ..
يَقْتُلُوْنَنَا و يَجْلِسُوْن مُرَاقِبِيْن و ضِحْكَة الْغَدِر و الْشَّمَاتَة بِعُيُوْنِهِم ‘,
أَي طَبِيْب يُدَاوِيْهَا .. و أَي دَوَاء يَشْفِيَهُا ..
و أَي حَيَاة بَعْدَهَا نُحَيِّهَا ..!؟
مَمْنُوْعَات ...~
بَعْضُنَا يَسْعَد بِحَيَاتِه و يَّتَأَقْلَم بِكُل مَا تَحْمِلُه مِن آلْم
فَصُبِّره كَبِيْر و إِيْمَانَه شَدِيْد ..‘
و الْلَّه رِزْقَه مِن الْيَقِيْن مَا هَوَّن عَلَيْه مَصَائِب الْدُّنْيَا
و بَعْضُنَا لَا يَصْبِر أَبَدا و لَا يَتَحَمَّل و لَا يَقِيْن بَقِي لَدَيْه ..
لَكِنِّي اعْذَرِهُم فَمَا مَنَع عَنْهُم لَا شَرِيْعَة و لَا قَانُوْن يَمْنَعُه .!!
مَنَعُوْهُم الْتَّفْكِيْر و مَنَعُوْهُم الْإِحْسَاس و مَنَعُوْهُم الْشُّعُوْر بِالْأَلَم حَتَّى ..!
سَلَبُوْا إِرَادَتِهِم بِكُل بَسَاطَة .. جَعَلُوٓا مِنْهُم مُجَرَّد لُعْبَة بِأَيْدِيْهِم
مَنَعُوْهُم الْحُب بِكُل أَنْوَاعِه و أَشْكَالِه ..’‘
انْتُزِعُوا قُلُوْبِهِم و وَضَعُوْهَا بِصُنْدُوق و قَفَلُوا عَلَيْه
و اخْبَرُوَهُم بِان مَا مَنَع عَنْهُم يُؤْذِيْهِم ..‘
فَبِمُجَرَّد الْتَّفْكِيْر تَتْعَبُوا .. و عِنْد الْاحْسَاس تُؤْلَمُوا ..!
و اذَا دَخَل الْحُب قُلُوْبَكُم تُقْتَلُوْا ..
و يَبْقَى الْالَم مُسْتَمِرَّا و تَبْقَى الْجُرُوح قَاسِيَة
و مَا نَبْحَث عَنْه امَل يُنْعِشُنَا
امَل يَمْلَئ قُلُوْبِنَا و نُصَدِّقْه ..!