منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةآداب العمل والمعاش والبيع والشعار Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 آداب العمل والمعاش والبيع والشعار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Empty
مُساهمةموضوع: آداب العمل والمعاش والبيع والشعار   آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Emptyالثلاثاء 15 مارس - 15:34

آداب العمل والمعاش والبيع والشعار









الإسلام دين العمل،ولكنه العمل الصالح النافع،وإيمان بدون عمل تمنّ وإدعاء،وعمل بدون إيمان فسوق وعصيان.

قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} الكهف 107.

أَمَّا السُّعَدَاءُ فَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ فِيمَا جَاؤُوهُمْ بِهِ،وَعَمِلُوا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ التِي تُرْضِي اللهَ،وَهَؤُلاَءِ يَكُونُ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ اللهِ جَنَّاتٍ تَجْرِي فِيهَا الأَنْهَارِ،وَتَكُونُ مَنْزِلاً لَهُمْ .[1]

والرجولة في الإسلام،وكمال النضج فيه،أن ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحا،وإلى أبواب الرزق ساعيا،ولكن قلبه معلق بالله،وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته،والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره.

قال تعالى:{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) سورة النــور..

هَؤُلاءِ الرِّجَالُ،الذينَ يَعْمُرُونَ بُيُوتَ اللهِ،هُمُ رِجَالٌ أَصْحَابُ هِمَمٍ وَعَزَائِمَ لاَ يُلْهِيهِمْ شَيءٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ،وإِقَامِ الصَّلاَةِ:لاَ تِجَارَةٌ،وَلاَ بَيْعٌ،وَلاَ تَشْغَلُهُم الدُّنْيا وَزُخْرُفُهَا،وَزِينَتُها،وَمَلاذُّهَا،وَلاَ بَيْعُها،ولاَ رِبْحُها.. عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الذي عَنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُمْ وأَنْفَعُ مِمَا بِأَيْدِيهِمْ،وَهُمْ يُقَدِّمُونَ طَاعَةَ رَبِّهِمْ وَمَحَبَّتَه عَلَى مُرَادِهِم وَمَحَبَّتِهِمْ،فَلاَ شَيءَ يُلْهِيهِم عَنْ أَنْ يُؤدُّوا الصَّلاَةَ فِي وَقْتِهَا،لأَنَّهُمْ يَخَافُونَ يَومَ القِيَامَةِ الذي تتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ مِنْ شِدَّةِ الفَزَعِ،وَعِظَمِ الهَوْلِ .

وَهَؤُلاَءِ هُمُ الذينُ يَتَقَبَّلُ اللهُ تَعَالَى حَسَنَاتِهِمْ،وَيَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ،فَيُضَاعِفُ لَهُمُ الحَسَنَاتِ ( وَيَزِيدُهُم مِنْ فَضْلِهِ )،وَهُوَ تَعَالَى يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ،وَبِدُونَ تَحْدِيدٍ فَهُوَ الكَرِيمُ الجَوَادُ.[2]

وهو بذلك يضع حدا لمن يتخشعون أمام الناس في المساجد ركعا سجدا وقياما،فإذا عاملتهم بالأموال أو التجارات تبين أنهم أفاعٍ سامةٌ،أو عقاربُ مؤذيةٌ.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ،وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ » رواه البخاري[3].

وإن نظام هذه الحياة،يتطلب السعيَ والعملَ،وحركةُ الأعمال فيها تتوقف على الجد والاجتهاد ولذلك كان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعرا بشعار الجد والنشاط،طارحا القعود والكسل وراءه ظهريا،حتى يقوم بما فرضته عليه الطبيعة وهي سنة الله في خلقه،ويعمل بما أوحته إليه القوانين الشرعية،والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلًّا على غيره،وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي،وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له،وهناك تتبادل المنافع،وتدور رحى الأعمال،ويتم النظام على الوجه الأكمل.قال تعالى:{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} الجمعة.

والعمل على أنواع كثيرة فمنها ما له علاقة بالدين ومنها ما له علاقة بالدنيا فما له علاقة بالدين فهو العبادات وغيرها من الأعمال الصالحة المختلفة.

وما له علاقة بالدنيا من معاملة وبيع وشراء وتكسب وتجارة أو أي حرفة كانت فهو وإن كان بابا للرزق والسعي للتكسب والعيش والحصول على المال من أجل القيام بحاجات الإنسان الضرورية في حياته. فهو مع كل ذلك اعتبره الإسلام عملا مرتبطا بالدِّين بل حثّ الدِّينُ على العمل وجعل له الثواب العظيم.قال تعالى:{ وجعلنا النهار معاشا} النبأ 11.

وَجَعَلَ اللهُ النَّهَارَ مُشْرِقاً بِالضِّيَاءِ لِيَتَمَكَّنَ النَّاسُ مِنَ التَّصُرُّفِ فِيهِ،وَالسَّعْيِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ وَالمَعَاشِ[4] .

وقال أيضا سبحانه وتعالى:{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)} الملك.

وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي سَخَّرَ الأَرْضَ لِلْعِبَادِ،وَجَعَلَهَا مُذَلَّلَةً سَاكِنَةً،وَأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ لِكَيْلاَ تَضْطَرِبِ وَتَمِيدَ بِمَنْ عَلَيهَا مِنَ الخَلاَئِقِ،وَأَخْرَجَ مِنْهَا المِيَاهَ،وَسَلَكَهَا فِي الأَرْضِ جَدَاوِلَ وَأَنْهَاراً،لِيَنْتَفِعَ بِهَا الخَلْقُ فِي الشُّرْبِ،وَفِي رَيِّ زُرُوعِهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ،وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ سُبُلاً،فَسَافِرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ فِي أَرْجَائِهَا حَيْثُ شِئْتُمُ،وَتَرَدَّدُوا فِي أَرْجَائِهَا وَأَقَالِيمِهَا طَلَباً لِلرِّزْقِ وَالتِّجَارَةِ،وَكُلُوا مِمَّا أَخْرَجَهُ لَكُمْ مِنْهَا مِنَ الرِّزْقِ،وَإِلَى اللهِ مَرْجِعُ الأَمْرِ،وَإِليهِ يَصِيرُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ جَمِيعاً

والمَخْلُوقَاتُ تَسْعَى فِي الرِّزْقِ وَفْقَ الأَسْبَابِ اللاَزِمَةِ لَهً وَلَكِنَّ سَعْيَهَا وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي،وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهَا نفعاً إِلاَّ أَنْ يُيَسِّرَهُ اللهُ لَهَا،فَالسَّعْيُ فِي السَّببِ لاَ يُنَافِي التَّوَكُلَ[5] .

وعَنِ الْمِقْدَامِ - رضى الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - r- قَالَ « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ،وَإِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ».رواه البخاري[6].

قال يوسف بن الحسين:إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص والكسب فليس يجيء منه شيء .

قال ابن الجوزي رحمه الله ردّا عليه: قلت هذا كلام قوم ما فهموا معنى التوكل وظنوا أنه ترك الكسب وتعطيل الجوارح عن العمل وقد بينا أن التوكل فعل القلب فلا ينافي حركة الجوارح ولو كان كل كاسب ليس بمتوكل لكان الأنبياء غير متوكلين فقد كان آدم عليه السلام حراثا ونوح وزكريا نجارين وإدريس خياطا وإبراهيم ولوط زراعين وصالح تاجرا.وكان سليمان يعمل الخوص وداود يصنع الدرع ويأكل من ثمنه وكان موسى وشعيب ومحمد رعاة صلوات الله عليهم أجمعين.وقال نبينا r: "كنت أرعى غنما لأهل مكة بالقراريط" فلما أغناه الله عز وجل بما فرض له من الفيء لم يحتج إلى الكسب.وقد كان أبو بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة رضوان الله عليهم بزازين.وكذلك محمد بن سيرين وميمون بن مهران بزازين،وكان الزبير بن العوام وعمرو بن العاص وعامر بن كريز خزازين،وكذلك أبو حنيفة.وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل وكان عثمان بن طلحة خياطا.وما زال التابعون ومن بعدهم يكتسبون ويأمرون بالكسب ."[7]

وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ قِيلَ لِأَحْمَدَ:مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ مَسْجِدِهِ وَقَالَ:لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِي رِزْقِي ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ:هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ أَمَا سَمِعَ قَوْلَ النَّبِيِّ r{ إنَّ اللَّهَ جَعَلَ رِزْقِي تَحْتَ ظل رُمْحِي وَجَعَلَ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي،مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. }[8] وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:لَوْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ،لَرَزَقَكُمُ اللَّهُ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ،تَغْدُو خِمَاصًا،وَتَعُودُ بِطَانًا.[9] وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ rيَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَيَعْمَلُونَ فِي نَخْلِهِمْ،وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ /وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَيْسَ الْعِبَادَةُ عِنْدَنَا أَنْ تَصُفَّ قَدَمَيْك وَغَيْرُك يَتْعَبُ لَك وَلَكِنْ ابْدَأْ بِرَغِيفِك فَاحْرُزْهُمَا ثُمَّ تَعَبَّدْ[10] .

وَرُوِيَ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ اسْتَعِنْ بِالْكَسْبِ الْحَلَالِ فَإِنَّهُ مَا افْتَقَرَ أَحَدٌ قَطُّ إلَّا أَصَابَهُ ثَلَاثُ خِصَالٍ:رِقَّةٌ فِي دِينِهِ وَضَعْفٌ فِي عَقْلِهِ وَذَهَابُ مُرُوءَتِهِ،وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ اسْتِخْفَافُ النَّاسِ بِهِ " [11]

وإليكم بعض آداب هذا الموضوع:

1- حسن النية في التجارة،فلينو بها الاستعفاف عن السؤال وكف الطمع عن الناس،والقيام بكفاية العيال ليكون بذلك من جملة المجاهدين ولينو النصح للمسلمين.

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ،أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ r،فَرَأَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ rمِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ،فَقَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ،لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ "[12]

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ: مَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ فَعَجِبُوا مِنْ خَلْقِهِ،فَقَالُوا: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَتَوُا النَّبِيَّ rفَأَخْبَرُوهُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: " إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِبْيَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ،وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعُفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "[13].

2- أن لا يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة،وسوق الآخرة المساجد فينبغي أن يجعل أول النهار إلى وقت دخول السوق لآخرته،فيواظب على الأوراد والأذكار والصلوات،فقد كان صالحوا السلف من التجار يجعلون أول النهار وآخره للآخرة ووسطه للتجارة،وإذا سمع أذان الظهر والعصر فينبغي أن يترك المعاش اشتغالا بأداء الفرائض. قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (37) سورة النــور.

3- أن يلازم ذكر الله تعالى في السوق ويشتغل بالتسبيح والتهليل وأن لا يكون شديد الحرص على السوق والتجارة. فلا يكون أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه. عَنْ سَلْمَانَ،قَالَ:لاَ تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ،وَلاَ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا،فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ،وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ.قَالَ:أُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ،عَلَيْهِ السَّلاَمُ،أَتَى نَبِيَّ اللهِ r،وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ،قَالَ:فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ،ثُمَّ قَامَ،فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ rلأُمِّ سَلَمَةَ:مَنْ هَذَا ؟ أَوْ كَمَا قَالَ،قَالَتْ:هَذَا دِحْيَةُ.قَالَ:فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ:ايْمُ اللَّهِ،مَا حَسِبْتُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ،حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ rيُخْبِرُ خَبَرَنَا،أَوْ كَمَا قَالَ.قَالَ:فَقُلْتُ لأَبِي عُثْمَانَ:مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ:مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ"[14]

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " ذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الَّذِي يُقَاتِلُ عَنِ الْفَارِّينَ،وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ فِي وَسَطِ الشَّجَرِ الَّذِي قَدْ تَحَاتَّ ورقه،يَعْنِي مِنَ الضَّرِيبِ قَالَ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ يَعْنِي بِالضَّرِيبِ الْبَرْدَ الشَّدِيدَ وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يُغْفَرُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِيٍّ قَالَ: فَالْفَصِيحُ بَنُو آدَمَ وَالْأَعْجَمِيُّ الْبَهَائِمُ وَذَاكِرُ اللهِ فِي الْغَافِلِينَ يُعَرِّفُهُ اللهُ مَقْعَدَهُ فِي الْجَنَّةِ "[15]

وعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " مَنْ ذَكَرَ اللهَ فِي السُّوقِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ فِيهَا،وَأَعْجَمِيٍّ " فَقَالَ الْمُبَارَكُ: الْفَصِيحُ الْإِنْسَانُ،وَالْأَعْجَمُ الْبَهِيمَةُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعْجَمُ مُسْتَعْجَمٌ "[16]

وقال أَبُو الْهِلَالِ:" مَثَلُ ذَاكِرِ اللَّهِ فِي السُّوقِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ بَيْنَ شَجَرٍ مَيِّتٍ " [17]

4- أن يطلب الحلال ويجتنب الحرام ويتوقى مواقع الشبه ومواضع الريب،وطلب الحلال فرض على كل مسلم. فعَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - r- يَقُولُ « الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ،وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ،فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ،وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى،يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ.أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى،أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ،أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ،وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ.أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ » رواه البخاري[18]

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون

يَأْمُرُ اللهُ عِبَادَهُ المُرْسَلِينَ بالأًَكْلِ مِنَ الحَلالِ الطَّيِّبِ،والقِيَامِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ شُكْراً للهِ عَلَى نِعَمِهٍ عَلَيْهِمْ،فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ الحَلاَلَ عَوْنٌ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ،والرُّسلُ كَانُوا يَأْكُلُونَ مِن كَسْبِ أَيْدِيِهِمْ،وَقَالَ لَهُم اللهُ تعالى: إِنَّهُ عَالِمٌ بِمَا يَعْمَلُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْهُ وَقَدْ قَامَ الرُّسُلُ عَلَيْهِم السَّلامُ بِأَمْرِ اللهِ أًَتَمَّ قِيَامٍ وَجَمَعُوا بَيْنَ كُلِّ خَيْرٍ قَوْلاً وَعَمَلاً وَدَلاَلَةً وَنُصْحاً .[19]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ،لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا،وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ،بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ،فَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [المؤمنون: 51] وَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنَ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [البقرة: 172] " ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ،أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ،يَا رَبُّ،يَا رَبُّ،وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ،وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ،فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ" رواه مسلم[20].

5- البعد عن الاحتكار فهو حرام.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ،عَنِ النَّبِيِّ r: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً،فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ تَعَالَى،وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ،وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ،فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى." رواه أحمد[21].

وعَنْ فَرُّوخَ،مَوْلَى عُثْمَانَ،أَنَّ عُمَرَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ،خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَرَأَى طَعَامًا مَنْثُورًا،فَقَالَ:مَا هَذَا الطَّعَامُ ؟ فَقَالُوا:طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا،قَالَ:بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ،وَفِيمَنْ جَلَبَهُ،قِيلَ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ قَدِ احْتُكِرَ،قَالَ:وَمَنِ احْتَكَرَهُ ؟ قَالُوا:فَرُّوخُ مَوْلَى عُثْمَانَ،وَفُلانٌ مَوْلَى عُمَرَ،فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَدَعَاهُمَا،فَقَالَ:مَا حَمَلَكُمَا عَلَى احْتِكَارِ طَعَامِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالاَ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا،وَنَبِيعُ،فَقَالَ عُمَرُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ،ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالإِِفْلاسِ،أَوْ بِجُذَامٍ،فَقَالَ فَرُّوخُ:عِنْدَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،أُعَاهِدُ اللَّهَ،وَأُعَاهِدُكَ،أَنْ لاَ أَعُودَ فِي طَعَامٍ أَبَدًا،وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ فَقَالَ:إِنَّمَا نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ.قَالَ أَبُو يَحْيَى:فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَوْلَى عُمَرَ مَجْذُومًا."[22]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً،يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ،فَهُوَ خَاطِئٌ."[23]

وعَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَحْتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ ». رواه مسلم.[24]،وخاطئ أي آثم.

والاحتكار هو أن يخفي التاجر ما يحتاج الناس إليه حاجة ضرورية ليتحكم بالسعر في الوقت المناسب كالمواد التموينية بشكل عام[25].

6- البعد عن البيع عن طريق الغش لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ،فَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِيهَا،فَإِذَا فِيهِ بَلَلٌ،فَقَالَ:مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ:أَصَابَتْهُ سَمَاءٌ يَا رَسُولَ اللهِ،قَالَ:فَهَلاَّ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ،حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ،مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا." رواه مسلم[26].

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ،وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلاَّ بَيَّنَهُ لَهُ."[27]

وقَالَ أَبُو سِبَاعٍ:اشْتَرَيْتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ،فَلَمَّا خَرَجْتُ بِهَا،أَدْرَكَنَا وَاثِلَةُ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ،فَقَالَ:يَا عَبَدَ اللهِ،اشْتَرَيْتَ ؟ قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:هَلْ بَيَّنَ لَكَ مَا فِيهَا ؟ قُلْتُ:وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ:إِنَّهَا لَسَمِينَةٌ ظَاهِرَةُ الصِّحَّةِ،قَالَ:فَقَالَ:أَرَدْتَ بِهَا سَفَرًا،أَمْ أَرَدْتَ بِهَا لَحْمًا ؟ قُلْتُ:بَلْ أَرَدْتُ عَلَيْهَا الْحَجَّ،قَالَ:فَإِنَّ بِخُفِّهَا نَقْبًا،قَالَ:فَقَالَ صَاحِبُهَا:أَصْلَحَكَ اللَّهُ،مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا تُفْسِدُ عَلَيَّ ؟ قَالَ:إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:لاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ يَبِيعُ شَيْئًا أَلاَّ يُبَيِّنُ مَا فِيهِ،وَلاَ يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ أَلاَّ يُبَيِّنُهُ."[28].

والغش هو إظهار الشيء على خلاف حقيقته دون علم المشتري به.

7- تجنب حلف الإيمان لترويج البضاعة.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ،إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:الْحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ،مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ " متفق عليه[29].

وعَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِى الْبَيْعِ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ ». رواه مسلم[30].

ثم والذي يحلف وهو متيقن الكذب يكون حالفا بيمين الغموس.

واليمين الغموس: هو من الكبائر وسمي غموسا لأنه يغمس صاحبه في النار وليس له كفارة سوى التوبة الصادقة النصوح. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ - r- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ « الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ».قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ».قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ».قُلْتُ وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ قَالَ « الَّذِى يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ »[31] .

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مِنْ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ،وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ،وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ،وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَحْلِفُ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ إِلاَّ كَانَتْ كَيَّةً فِي قَلْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ."[32]

8- عدم التطفيف في الكيل والميزان وإتمام الكيل والميزان،وإرجاح الوزن زيادة في الاحتياط.

قال تعالى:{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (35) سورة الإسراء.

وَالوَفَاءُ بِالْكَيْلِ وَالاسْتِقَامَةِ فِي الوَزْنِ هُمَا مِنْ أَمَانَاتِ التَّعَامُلِ،يَسْتَقِيمُ بِهِمَا التَّعَامُلُ فِي الجَمَاعَةِ،وَتَتَوَافَرُ بِهِمَا الثِّقَةُ فِي النُّفُوسِ،وَلِذلِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْمُرُ المُؤْمِنِينَ بِإِيفَاءِ الكَيْلِ وَالمِيزَانِ وَإِتْمَامِهِمَا مِنْ غَيْرِ بَخْسٍ وَلاَ تَطْفِيفٍ،وَبِأَنْ يَزِنُوا بِمِيزَانٍ عَادِلٍ سَلِيمٍ مَضْبُوطٍ ( المُسْتَقِيمِ ) .

ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى إِنَّ الوَفَاءَ بِالعَهْدِ وَإِيفَاءِ الكَيْلِ وَالوَزْنِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا مِنَ النَّكْثِ بِالعَهْدِ،وَبَخْسِ النَّاسِ حَقَهُمْ فِي المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ،وَأَحْسَنُ عَاقِبَةً وَمُنْقَلَباً فِي الآخِرَةِ .[33]

وقال تعالى:{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) } [المطففين:1 - 6].

المُطَفِّفُونَ هُم الذِينَ يَبْخَسُونَ المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ،إِمَّا بِالزِّيَادَةِ إِذَا اقْتَضَوا مِنَ النَّاسِ،وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ إِذَا قَضَوْهُمْ،وَسُمِّيَ عَمَلُهُمْ تَطْفِيفاً لأَنَّ مَا يَبْخسُونَهُ النَّاسَ شَيءٌ حَقِيرٌ طَفِيفٌ .

وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِيَّ rلَمَّا جَاء المَدِينَةَ وَجَدَهُمْ أَخْبَثَ النَّاسِ كَيْلاً،فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ فَحَسَّنُوا الكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ .

وَيَتَهَدَّدُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ بِالهَلاَكِ وَالخِزْيِ،مَنْ يُطَفِّفُ فِي المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ.وَفَسَّرَ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ،وَالتِي تَلِيهَا،المَعْنَى المَقْصُودَ بِالمًطَفِّفِينَ فَقَالَ:هُمُ الذِينَ إِذَا كَانَ المَالُ لِلنَّاسِ،وَأَرَادُوا أَنْ يَكِيلُوا مِنْهُ لأَنْفُسِهِمْ زَادُوا فِي المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ،وَاسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِمْ .

وَإِذَا كَانَ المَالُ لَهُمْ وَأَرَادُوا أَنْ يَكِيلُوا مِنْهُ لِلنَّاسِ أَوْ يَزِنُوا لَهُمْ،أَنْقَصُوا مِنْهُ،وَأَعْطَوْهُمْ أَقَلَّ مِنْ حَقِّهِمْ .

أَيَظُنُّ هَؤُلاَءِ أَنَّهُمْ لَنْ يُبْعَثُوا يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسَبُوا أَمَامَ اللهِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ؟ فَهَذِهِ الأفْعَالُ المُنْكَرَةُ لاَ تَصْدُرُ عَمَّنْ يَعْتَقِدُ بِوُجُودِ اللهِ،وَأَنَّ اللهَ سَيَجْمَعُ النَّاسَ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.أَيْ أَلاَ يَعْتَقِدُ هَؤُلاَءِ أَنَّهُمْ سَيُبْعَثُونَ فِي يَوْمٍ عَظِيمِ الهَوْلِ - هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ - لِيُحَاسِبُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ؟ .وَفِي هَذَا اليَوْمِ يَخْرُجُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ،وَيَقُومُونَ بَيْنَ يَدِي رَبِّهِمْ حُفَاةً عُرَاةً لِلْعَرْضِ وَالحِسَابِ،وَهُوَ يَوْمٌ شَدِيدُ الهَوْلِ عَلَى الكَافِرِينَ لِمَا يَرَوْنَهُ وَيَنْتَظِرُونَهُ مِنْ عَذَابٍ .[34]

وعَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ ثِيَابًا مِنْ هَجَرَ قَالَ:فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ rفَسَاوَمَنَا فِي سَرَاوِيلَ،وَعِنْدَنَا وَزَّانُونَ يَزِنُونَ بِالأَجْرِ،فَقَالَ لِلْوَزَّانِ:زِنْ وَأَرْجِحْ."[35].

9- تجنب الثناء على البضاعة عند البيع ووصفها بما ليس فيها فهو كذب وتدليس وتمويه وخداع،وتجنب ذمها عند الشراء،والقيام بالتجارة بالصدق والحق والعدل والاستقامة والأمانة.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: التَّاجِرُ الأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[36].

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا،وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا،وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا،وَإِذَا اشْتَرُوا لَمْ يَذِمُّوا،وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا،وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا،وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا " [37].

10- البعد عن النجش. فعَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ يَبِعِ الْمَرْءُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ وَلاَ يَخْطُبِ الْمَرْءُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ وَلاَ تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ الأُخْرَى لِتَكْتَفِئَ مَا فِى إِنَائِهَا »[38]..

والنجش أن يكون هناك بائع ومشتري وبينهما سلعة معينة وقد أوضح البائع للمشتري الراغب في ثمنها فيأتي شخص آخر لا رغبة له في السلعة فيقول للبائع:" أنا أشتريها منك بثمن أكثر من الثمن المذكور" وقد قصد من ذلك تحريك رغبة المشتري الأول فيها.

11- تجنب الجلوس في طريق المسلمين من أجل البيع أو الشراء فيضيّق عليهم وتجنب الخوض في الباطل والإثم والخصومات ورفع الصوت والصياح أو الشتم.

12- الرضا بالربح القليل وهذا يؤدي إلى محبة الناس وكثرة الزبائن وطيب المعاملة والبركة في الرزق.

13- تجنب البيع والشراء عن طريق السرقة والاغتصاب.عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهُ قَالَ :« مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ شْرَكَ فِى عَارِهَا وَإِثْمِهَا ». رواه البيهقي[39].

14- تجنب التكسب عن طريق الربا والميسر.قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة

بَعْدَ أنْ ذَكَر اللهُ تَعَالَى الإِنفَاقَ فِي سَبيلِ اللهِ،وَالتَّصَدُّقَ عَلَى عِبَادِهِ،وَإخْراجَ الزَّكَاةِ،شَرَعَ فِي عَرْضِ حَالِ أكِلِي الرِّبا،وَأمْوالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ،وَأَنْوَاعِ الشُّبُهَاتِ،فَأخْبَرَ عَنْ حَالِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ،يَوْمَ البَعْثِ وَالنُّشُورِ،فَقَالَ عَنْهُم:إنَّهُم لاَ يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ إلاّ قِياماً مُنْكَراً،كَمَا يَقُومُ المَصْرُوعُ حَالَ صَرَعِهِ وَأكْلُهُمُ الرِّبَا هَذا قائِمٌ عَلى اسْتِحلاَلِهِمْ لَهُ،وَجَعْلِهِ كَالبَيْعِ،فَيَقُولُونَ:كَمَا يَجُوزُ أنْ يَبيعَ الإِنْسَانُ سِلعَتَهُ التِي ثَمَنُهَا عَشَرَةُ دَراهِمَ عَلَى أنْ يَرُدَّهَا عَلَيهِ عِشْرِينَ دِرْهَماً بَعْدَ سَنَةٍ،فَالسَّبَبُ فِي رَأيِهِمْ وَاحِدٌ فِي كُلٍّ مِنَ الزِّيَادَتَيْنِ،وَهُوَ الأجَلُ .

هَذِهِ هِيَ حُجَّةُ آكِلِي الرِّبا وَهُمْ وَاهِمُونَ فِيمَا قَالُوهُ،وَقِيَاسُهُمْ فَاسِدٌ،لأنَّ البَيْعَ فِيهِ مَا يَقْتَضِي حِلَّهُ لأَنَّهُ يُلاحَظُ فِيهِ انْتِفاعُ المُشْتَرِي بِالشَّيْءِ انْتِفَاعاً حَقِيقيّاً .

أمَّا الرِّبا فَهُوَ إعْطَاءُ الدَّراهِم وَالْمِثْلِيَّاتِ وَأخْذُها مُضَاعَفَةً فِي وَقْتٍ آخَرَ.فَمَا يُؤخَذُ مِنَ المَدِينِ زِيَادَةً في رَأسِ المَالِ لاَ مُقَابِلَ لَهُ مِنْ عَيْنٍ وَلاَ عَمَل.فَمَنْ بَلَغَهُ نَهْيُ اللهِ عَنِ الرِّبا،فَانْتَهى عَنِ الرِّبا فَلَهُ مَا سَلَفَ مِمَّا أكَلَهُ مِنَ الرِّبا قَبْلَ التَّحْرِيم،وَمَا سَبَقَ لَهُ أنْ أخَذَهُ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ،وَأمْرُه مَرْدُودٌ إلى اللهِ.وَمَنْ عَادَ إلى الرِّبا،بَعْدَ أنْ بَلَغَهُ النَّهْيُ عَنْهُ،فَقَدِ اسْتَوْجَبَ العُقُوبَةَ مِنَ اللهِ،وَالخُلُودَ في نَارِ جَهَنَّمَ .[40]

ولقوله تبارك وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279)} البقرة.

يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنينَ،المُصَدِّقِينَ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ،بِالتَّقْوى،فَيَقُولُ لَهُمْ:اتَّقُوا اللهَ وَاتْرُكُوا مَا لَكُمْ عِنْدَ النَّاسِ مِنَ الرِّبا ( أَيْ مَا يَزيدُ عَلَى رُؤُوسِ أَمْوالِكُمْ ) إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ حَقّاً بِمَا شَرَعَ اللهُ لَكُمْ مِنْ تَحْلِيلِ البَيْعِ،وَتَحْرِيمِ الرِّبا،وَغَيْرَ ذَلِكَ .

وَأنْذَرَ اللهُ تَعَالَى الذِينَ لاَ يَمْتَثِلُونَ لأَمْرِهِ مِنْ تَرْكِ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا عِنْدَ النَّاسِ،بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ لخُرُوجِهِمْ عَنِ الشَّرْعِ،وَعَدَمِ خَضُوعِهِمْ لَهُ،فَإنْ تَابُوا فَلَهُمْ رُؤُوسُ أمْوَالِهِمْ بِدُونِ زِيَادَةٍ،لاَ يَظْلِمُونَ بِأخْذِ زِيادَةٍ،وَلاَ يُظْلَمُونَ بِوَضْعِ شَيءٍ مِنْ رَأسِ المَالِ[41] .

ولما ورد عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِى جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ اشْتَرَى غُلاَمًا حَجَّامًا فَقَالَ إِنَّ النَّبِىَّ - r- نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ،وَثَمَنِ الْكَلْبِ،وَكَسْبِ الْبَغِىِّ،وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَالْمُصَوِّرَ[42].

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -r- آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ.[43]

وعَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ،قَالَ:آكُلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ إِذَا عَلِمُوا بِهِ،وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ،وَلاَوِي الصَّدَقَةِ،وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ rيَوْمَ الْقِيَامَةِ.[44]

15- تجنب بيع الأشياء المحرمة لما ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّ النَّبِيَّ r،نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ،وَقَالَ:قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ،فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا،وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ."[45].

وعلى هذا فإن بيع الخمر وكل محرم محرم في نظر الإسلام. فعَنِ ابْنِ وَعْلَةَ،أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَمَّا يُعْصَرُ مِنَ الْعِنَبِ،فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:أَهْدَى رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ rرَاوِيَةَ خَمْرٍ،فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ،حَرَّمَ شُرْبَهَا،فَسَارَ الرَّجُلُ إِنْسَانًا إِلَى جَنْبِهِ،فَقَالَ النَّبِيُّ rبِمَ سَارَرْتَهُ ؟ فَقَالَ:أَمَرْتُهُ أَنْ يَبِيعُهَا،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا،حَرَّمَ بَيْعَهَا فَفَتَحَ الْمَزَادَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهِمَا.[46]

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ،قَالَ:إِنِّي يَوْمَئِذٍ أَسْقِي أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً،قَالَ:فَأَمَرُونِي فَكَفَأْتُهَا وَكَفَأَ النَّاسُ آنِيَتَهُمْ بِمَا فِيهَا حَتَّى كَادَتِ السِّكَكُ تَمْتَنِعُ مِنْ رِيحِهَا،قَالَ أَنَسٌ:وَمَا خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الْبُسْرُ،وَالتَّمْرُ مَخْلُوطَيْنِ،فَجَاءَ رَجُلٌ النَّبِيَّ r،فَقَالَ:إِنَّهُ قَدْ كَانَ عِنْدِي مَالُ يَتِيمٍ،فَاشْتَرَيْتُ بِهِ خَمْرًا،أَفَتَرَى أَنْ أَبِيعَهُ،فَأَرُدَّ عَلَى الْيَتِيمِ مَالَهُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ،فَبَاعُوهَا،وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا وَلَمْ يَأْذَنْ لِيَ،النَّبِيُّ rفِي بَيْعِ الْخَمْرِ."[47]

16- عدم إعانة المشتري الظالم فإعانة التاجر للمشتري في الشر محرمة ويأثم منها التاجر ومثال ذلك التاجر الذي يبيع العنب أو التمر لمن يعلم أنه يتخذه خمرا. عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r-:" مَنْ حَبَسَ الْعِنَبَ أَيَّامَ الْقِطَافِ حَتَّى يَبِيعَهُ مِنْ يَهُودِيٍّ،أَوْ نَصْرَانِيٍّ،أَوْ مَنْ يَتَّخِذُهُ خَمْرًا،فَقَدْ تَقَحَّمَ النَّارَ عَلَى بَصِيرَةٍ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ[48]

وعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: بِعْهُ عَصِيرًا مِمَّنْ يَتَّخِذُهُ طِلاَءً وَلاَ يَتَّخِذُهُ خَمْرًا.[49]

17- الإحسان في المعاملة وفي إستيفاء الثمن إما بالمسامحة أو بالمساهلة أو بالإهمال أو بالتأخير.

قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (280) سورة البقرة

فَإنْ كَانَ المَدِينُ مُعْسِراً لاَ يَجِدُ وَفَاءَ دَيْنِهِ،فَإنَّ اللهَ يَأمُرُ الدَّائِنَ بِنَظِرَتِهِ إلى حِينِ مَيْسَرَتِهِ،وَتَمَكُّنِهِ مِنْ دَفْعِ مَا عَلَيهِ.وَإِنْ تَصَدَّقَ الدَّائِنُ عَلَى المَدِينِ المُعْسِرِ بِشَيءٍ مِنْ رَأسِ المَالِ،أوْ بِرَأسِ المَالِ كُلِّهِ،فَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُ.وَقَدْ وَرَدَتْ أحَادِيثُ كَثِيرةٌ فِي الحَثِّ عَلَى تَنْفِيسِ كُرْبَةِ المُكْرُوبِ وَالتَّجَاوُزِ عَنِ المُعْسِرِ .[50]

عن رَجُلٍ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةِ،قَالَ:حَدَّثَنِي جَدِّي،قَالَ:انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلَتُ عِنْدَ الْوَادِي فَإِذَا رَجُلانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ،وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ:أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي،قَالَ:فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ:فَنَظَرْتُ،فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ،عَظِيمُ الْجَبْهَةِ،دَقِيقُ الأَنْفِ،دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ،وَإِذَا مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ شَعَرٌ أَسْوَدُ،وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ،قَالَ:فَدَنَا مِنَّا،فَقَالَ:السَّلامُ عَلَيْكُمْ،فَرُدُّوا عَلَيْهِ،فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِي،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،قُلْ لَهُ يُحْسِنْ مُبَايَعَتِي،فَمَدَّ يَدَهُ وَقَالَ:أَمْوَالَكُمْ تَمْلِكُونَ،إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ،وَلا دَمٍ،وَلا عِرْضٍ،إِلا بِحَقِّهِ،رَحِمَ اللَّهَ امْرَءًا سَهْلَ الْبَيْعِ،سَهْلَ الشِّرَاءِ،سَهْلَ الأَخْذِ،سَهْلَ الإِعْطَاءِ،سَهْلَ الْقَضَاءِ،سَهْلَ التَّقَاضِي،ثُمَّ مَضَى،فَقُلْتُ:وَاللَّهِ لأَقُصَنَّ هَذَا،فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ فَتَبِعْتُهُ،فَقُلْتُ:يَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ،فَقَالَ:مَا تَشَاءُ ؟ فَقُلْتُ:أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يُعْبَدُ آبَاؤُهُمْ ؟ قَالَ:ذَاكَ اللَّهُ،قُلْتُ:مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ:أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ،قَالَ:مَا تَقُولُ ؟ قَالَ:أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ،وَتُؤْمِنُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ،وَتَكْفُرُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى،وَتُقِيمُ الصَّلاةَ،وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،قَالَ:قُلْتُ:وَمَا الزَّكَاةُ ؟ قَالَ:يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا،قَالَ:قُلْتُ:نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ،قَالَ:فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ،فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي،وَوَالِدِي،وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ،قَالَ:فَقُلْتُ:قَدْ عَرَفْتُ،قَالَ:قَدْ عَرَفْتَ ؟ قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ،وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ ؟ قَالَ:قُلْتُ:نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ،فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ،قَالَ:نَعَمْ،فَادْعُهُمْ،فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ،فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ rرَأْسَهُ "[51]

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ،وَإِذَا اشْتَرَى،وَإِذَا اقْتَضَى ».رواه البخاري[52].

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ،سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى،سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى،سَمْحًا إِذَا قَضَى.[53]

18- تجنب شراء شيء يساوم غيرنا لشرائه حتى ينتهي بشرائه أو بتركه.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:لاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ.[54].

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:لاَ يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ،إِلاَّ بِإِذْنِهِ."[55]

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».[56]

19- البعد عن ترويج النقود المزيفة،فقد ترد أحيانا إلى يد التاجر نقود مزيفة أو نقود قديمة انتهى التعامل بها أو نقود بلد آخر لا يتعامل بها في بلده،فيجب على التاجر في هذه الحالة أن لا يروج هذه النقود بإعطائها لشخص آخر وإلا كان ظالما لأنه أضرّ بغيره من المسلمين،وقال بعضهم: إنفاق درهم زيف أشد من سرقة مائة درهم،لأن السرقة معصية واحدة وقد تمت وانقطعت،وإنفاق الزيف بدعة أظهرها في الدين وسنة سيئة يعمل بها من بعده فيكون عليه وزرها بعد موته إلى مائة سنة،أو مائتي سنة..إلى أن يفنى ذلك الدرهم،ويكون عليه ما فسد من أموال الناس بسنته،وطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه،والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها"[57]

قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس

إنا نحن نحيي الأموات جميعًا ببعثهم يوم القيامة،ونكتب ما عملوا من الخير والشر،وآثارهم التي كانوا سببًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير،كالولد الصالح،والعلم النافع،والصدقة الجارية،ومن شر،كالشرك والعصيان،وكلَّ شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أمُّ الكتب،وإليه مرجعها،وهو اللوح المحفوظ. فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته.[58]

20- إقالة النادم: في بعض الأحيان قد يشتري أحدهم السلعة ثم يتضح له أنه في غير حاجة لها أو يرى أنه محتاج لثمنها فيندم على شرائه ويأتي إلى التاجر ليقيله ( أي يقبل السلعة ويرد إليه ثمنها) فمن حسن المعاملة الشرعية أن يقبل التاجر السلعة من المشتري النادم وله من الله في هذا الفعل ثواب كثير كما يشير إلى ذلك حديث المصطفى r[59]. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ،أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[60]..

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ أَقَالَ نَادِمًا بَيْعَتَهُ،أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "[61]

21- أن يتجنب العامل والموظف التأخر عن موعد العمل المتفق عليه واستغلال وقت العمل بكامله لصالح العمل وعدم إضاعة الوقت والانشغال بغير العمل،فهذا الوقت من حق صاحب العمل وإلا فإن الإضاعة للوقت والانشغال عن العمل المطلوب تجعل أجرة هذا الوقت موضع شبهة لأنه أخذ أجرة بدون عمل.

22- أن يتجنب الموظف تأخير المعاملات وتأجيل أصحاب الحاجة ومماطلتهم والإسراع في أداء الأعمال وحل مشاكل الناس بوجه طلق وكلام حسن طيب لأنه يعمل في مضمار خدمة الناس وهذا عمله ولا يجوز له التصرف بما يؤذي الناس وتأخير حاجاتهم وإضاعة أوقاتهم والفرص لديهم.

وأختم هذا البحث بما قاله الشعراني رحمه الله:

(أخذ علينا العهد العام من رسول الله r) أن نرغب إخواننا الذين لم يكثروا التعبد بعلم ولا غيره في التكسب بالبيع والشراء والزراعات وكل عمل يساعدهم على القوت بطريقه الشرعي على وجه الإخلاص لا على وجه التكاثر والمفاخرة بمطاعم الدنيا وملابسها وشهواتها،فإن من اكتسب الدنيا على وجه التكاثر والتفاخر،فمن لازمه تعدى الحدود الشرعية في الحل لأن الحلال في كل زمان لا يتحمل الإسراف.

وقد زار الحسن البصري أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز،فأخرج له عمر كسرة يابسة ونصف خيارة،وقال: كل يا حسن فإن هذا الزمان لا يتحمل الحلال فيه الإسراف اهـ،فلا ترى أحدا في سعة من الدنيا إلا وهو قليل الورع فيغش وينصب،ويبيع على المكاسين وأكلة الرشا وغيرهم،وأما إن طلب التوسع في الدنيا بغير طريق التكسب الشرعي وأقبل على العبادة فربما أكل بدينه،ووقع في الرياء والنفاق لمن يحسن إليه،وإن لم يكن مقبلا على العبادة سلق الناس بألسنة حداد إذا لم يعطوه ما طلب فالتكسب الشرعي أولى بكل حال.

وقد ورد أن الله تعالى علم آدم عليه السلام ألف حرفة،وقال له يا آدم قل لبنيك يكتسبون بهذه الحرف ولا يأكلون بدينهم.[62]

وقد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: قد تغير التكسب اليوم على كل فقير وفقيه لعدم من يتفقدهم بالبر والإحسان في هذا الزمان لقلة المكاسب،فقد صار التاجر اليوم يمكث الثلاثة أيام أو أكثر لا يستفتح،فكيف يفتقد غيره،وهو لم يعمل بقوت نفسه وعياله وضيوفه،فضلا عن المغارم التي عليه من كراء بيت وحانوت وعوائد للظلمة من غفراء ورسل محتسب ومشد التراب ومشد الفلوس،وا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
همسة
مديره المنتدى
مديره المنتدى
همسة


آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب العمل والمعاش والبيع والشعار   آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Emptyالثلاثاء 15 مارس - 21:50

بارك الله فيك

وجزاك الجنة ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحسين علي معروف
عضو مبتدىء
عضو مبتدىء
الحسين علي معروف


آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب العمل والمعاش والبيع والشعار   آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Emptyالثلاثاء 15 مارس - 21:59

كم أنت عظيم أستاذنا لكن هذا الموضوع القيم يجب ألا نظلمه بالطول ففي مثل هذه المواضيع يجب تقسيمها حتى تعم الفائدة ويخرج النفع المقصود منها وفقك الله وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب العمل والمعاش والبيع والشعار   آداب العمل والمعاش والبيع والشعار Emptyالثلاثاء 15 مارس - 22:50

اخى المبارك بارك الله فيك وجزاك الله خير واحسنت فى قولك وهذا خطا منى ارجو قبول اعتذارى وساتفادى هذا الامر فى اعمالى القادمة بارك الله فيك وجزاك خير واشكر اختى همة ونورتو موضوعى المتواضع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
 
آداب العمل والمعاش والبيع والشعار
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب العمل
» من الأداب الإسلامية " آداب العمل "
» آداب الزيارة
» آداب النزهات
» آداب النية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: