حذر الشيخ محمد حسان من محاولة طائفة أو جماعة أو تيار احتكار السلطة فى مصر بمفردها، سواء إخوانا أو سلفيين أو ليبراليين، واستحالة أن يتمكن حزب أو جماعة من إقصاء الآخر وبخاصة الأقباط، داعيا الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم وانتماءاتهم السياسية الضيقة، وأن يتعاونوا فيما بينهم، فالكل فى سفينة واحدة، بحسب وصفه.
وقال مخاطبا الطلاب خلال ندوة عقدتها أسرة نبض الأزهر بجامعة الأزهر، مساء أمس الأول: «لا تتعصب لأى شخص، نحن نتعصب للحق والدين، فلتكن انتماءاتنا للإسلام والوطن وليس لحزب أو جماعة أو شخص»، وتابع: «كل مرشحى الرئاسة إلى زوال، ولن يزول المنهج بزوال حامله».
وأوضح حسان ضرورة الاهتمام أولا ببناء المشروع الإسلامى، والتصدى للمؤامرات التى تحاك ضده لمنع إقامته فى مصر، مشيرا إلى أن المصريين بطبيعتهم متدينون ولن يقبلوا إلا بالمشروع الإسلامى فى دولتهم الجديدة.
وأضاف: «يشهد الله أننى أحب الأزهر وأبناءه وعلماءه، وقد أكدت مرات قبل الثورة وبعدها أن مصر فى أمس الحاجة إلى الأزهر»، ثم وجه حديثه للطلاب مرة أخرى، قائلا: «مازلتم حملة شعلة العزة والكرامة، ولن يستطيع أحد أن يزايد على الأزهر وعلمائه، فالأزهر هو درع الأمة أمام المؤامرات الخبيثة التى تحاك للإسلام ومصر».
وطالب الأزهر بأن يمد يد العون للتيارات الدينية والمؤسسات الدعوية الأخرى الرسمية، على أن تحترم الأزهر باعتباره المرجعية الوحيدة للإسلام، وتابع: «مصر تمر بمحنة عظيمة تتطلب نشر العدل بين الناس، وعلى القضاة أن يؤدوا عملهم دون أى خوف أو ضغوط داخلية أو خارجية، فالمجتمع يريد فقط معرفة الحقائق بشفافية، ولو تم إعلان الناس بالحقائق عقب كل أزمة منذ اندلاع الثورة وحتى قضية حازم صلاح أبوإسماعيل وحريق السويس لاطمأن واستراح»، مشيرا إلى أن هذه المطالب ليس معناها التشكيك فى نزاهة القضاة، ولكن الكشف عن الحقائق بالأوراق والمستندات سيطمئن الناس، وأن خلاف ذلك يجر البلاد إلى فتن لا أحد يعرف عقباها، بحسب قوله.
وقال: «القضاء أمانة ومسئولية كبيرة، ويجب أن يعمل القضاة بعيدا عن الضغوط الإعلامية أو الإسلامية، وأن يعبر القاضى عما يرضى به الله وضميره لتصدر المحاكمات بشفافية».