وقف الصحابى الجليل أبو بكر الصديق، يملأ عينيه دمع الحزن والأسى، يخطب فى جماعة المسلمين التى يقتلها الألم على فراق الحبيب المصطفى صلوات الله عليه، ويصيح فى قوم خسروا صاحب الرسالة، ونور الأمة، والمبعوث رحمة للناس، قائلاً: يا أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حىّ لا يموت.
هكذا ديننا، مات النبى ومضت الرسالة فى طريقها إلينا، حملها الله، وحفظها هو سبحانه، قال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، يموت من يموت، يرحل من يرحل، لكن تبقى كلمات الله وتعاليمه، للبيت رب يحميه، وللدين رب يحفظه جلّ فى علاه.
وإذا كان خير أصحاب النبى قال هذه الكلمات الخالدة فى خير أهل الأرض أجمعين، أفلا يوجد عالم من بيننا يخرج مخاطبا الناس من أنصار الشيخ حازم، ليقول: من كان يعبد حازم أبوإسماعيل فإن «حازم» بشر يخطئ ويصيب، قد يلتزم الشرع أو قد يتلاعب بالقانون، يقسم على ما فى قلبه، أو «يلحن» فى القول بغير الحقيقة، أما الله تعالى فإنه حى لا يموت، ربنا الذى لا ينصر إلا الحق، وهو سبحانه يميز بين الخبيث والطيب من القول، ويعرف قلوب هؤلاء الذين يتكلمون باسمه لإعلاء هذا الدين وقيمه وشرائعه الحق على بصيرة، فى مقابل هذه الضمائر التى تبرر الغايات عندها الوسائل، وتستخدم اسم الله تعريضا وتلحينا لكى تصيب نصيبا من الدنيا.
لا يهمنا اليوم هل يخوض حازم هذا السباق أم يخرج بفعل عقبة الجنسية، ولا يهمنا من يفوز ومن يخفق! ولكن الأهم- إن كانت الغاية هى هذا الدين- أن يخرج عالم من علماء المسلمين فى مصر ليقول للناس الحقيقة، علماء المسلمين الذين وصلتهم معلومات حاسمة فى ملف الجنسية الأمريكية، ورفض بعضهم إعلانها!
علماء المسلمين الذين لاحقوا حازم أبوإسماعيل خلال الأيام الماضية طلبا للقسم، أو للمستندات، أو للحوار مع شقيقته دون جدوى، بعض العلماء الذين ملأ الشك قلوبهم ضد التلحين بالقول، والتعريض بالقسم، والتحايل على القانون.
هؤلاء يجب أن يخرجوا للناس اليوم ليقولوا الحقيقة، فالقضية أكبر من الجنسية الأمريكية، فليذهب هذا القانون إلى الجحيم، ويسقط من فرضه على الإعلان الدستورى، لكن القضية الأخطر هى مصداقية علماء المسلمين الذين يعرفون الحقيقة، ويتخفون منها خوفا من أنصار حازم أبوإسماعيل، والله لا نقول لهم إلا ما قاله الله تعالى لنبيه «وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه». اتقوا الله يا من علمتم بالحقيقة، اتقوا الله يا دعاة الله، قولوا للناس ما قاله أبوبكر من قبل، وقولوا لأنفسكم ما قاله الله لنبيه الكريم فى الكتاب.
والله غالب على أمره.
منقول من اليوم السابع