اتخذت السلطات الأمنية إجراءات استثنائية لتأمين أولى جلسات محاكمة المتهمين فى «مذبحة بورسعيد» التى ستجرى غدا فى أكاديمية الشرطة، بالقاهرة الجديدة، فيما واصل أهالى المتهمين اعتصامهم، أمس، لليوم الخامس، أمام مجمع محاكم بورسعيد اعتراضا على نقل المحاكمة إلى القاهرة.
وأعدت وزارة الداخلية بالتعاون مع القوات المسلحة خطة تماثل خطة تأمين محاكمة مبارك ونجليه، مستعينة بآلاف من جنود الأمن المركزى وعشرات من المدرعات.
وأجرى المستشار محمد منيع مساعد وزير العدل لشئون المحاكمة معاينة لمقر الأكاديمية، والقاعة التى ستنظر فيها المحاكمة، مؤكدا لـ«الشروق» أنها القاعة ذاتها التى كان يحاكم فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأنه تمت إضافة قفص حديدى إلى جوار القفص الكبير ليسع جميع المتهمين.
وتنظر القضية الدائرة الثانية بمحكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى صبحى عبد المجيد، والتى تفرغت لنظر القضية دون غيرها من القضايا.
وأطلع منيع «الشروق» على طريقة توزيع المتهمين البالغ عددهم 73 متهما، وقال: «الضباط المتهمون فى الأحداث، وعددهم 9، بالإضافة إلى 3 مسئولين من النادى المصرى سيقفون فى القفص الحديدى الخاص بمبارك، وهو القفص الصغير بالقاعة، فيما سيقف باقى المتهمين فى القفص الكبير الخاص بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وكبار معاونيه».
وأعدت مديرية أمن القاهرة برئاسة اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة خطة أمنية محكمة لنقل المتهمين بعيدا عن أعين ذويهم وبإجراءات أمنية مشددة تحسبا لمحاولات تهريبهم، وتم الاتفاق على تعيين نفس الخدمات الأمنية التى يتم الاستعانة بها فى محاكمة مبارك.
وكشف مراد عن مشاركة 20 سيارة مصفحة و30 مدرعة فى عملية التأمين بالاضافة إلى 5 آلاف جندى للإحاطة بمقر الأكاديمية من جميع الجهات، كما أن أفرادا من القوات المسلحة وتشكيلات ومعدات تابعة للجيش ستتولى تأمين باب رقم 8 المخصص للدخول لقاعة المحاكمة.
وقال مراد لـ«الشروق» «إنه سيتم الاستعانة بقوات الجيش لكى تشارك فى عملية التأمين على أن يتم تخصيص أماكن لوقوف أهالى المتهمين وأخرى لوقوف أهالى الضحايا مع الحرص على وجود مساحة واسعة للفصل بينهم لمنع وقوع أى احتكاكات».
وسينتشر رجال مباحث القاهرة ومفتشو الامن العام حول أسوار الأكاديمية لمنع وصول أى من البلطجية والخارجين عن القانون، كما أعدت الإدارة العامة للمرور ومرور القاهرة محاور بديلة وستغير بعض المسارات للشوارع والطرق الرئيسية أثناء مرور المتهمين على تلك الطرق».
ويواجه المتهمون اتهامات بارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه،، وقالت النيابة فى اتهامها إن «المتهمين بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادى الأهلى انتقاما منهم لخلافات سابقة».
ووقعت المذبحة فى أعقاب مباراة الأهلى والمصرى على ستاد بورسعيد مساء الأول من فبراير والتى راح ضحيتها 74 قتيلا وعشرات المصابين.
من جهته، قرر اللواء سامح رضوان، مدير أمن بورسعيد، وضع خطة تأمينبية للمحامين وأهالى المتهمين، الذين سيحضرون الجلسة الاولى، كما قررت نقابة المحامين بالمحافظة مشاركة 26 محاميا فى أولى جلسات المحاكمة، فيما وكل كامل أبو على، رئيس النادى المصرى مجموعة من المحامين من خارج المحافظة للدفاع عن مسئولى النادى المتهمين.