أجمع عدد من المحللين السياسيين، أن قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الصادر مساء أمس الأول، باستبعاد اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، من السباق الرئاسى، كان المفاجأة الأبرز فى المستبعدين الـ10، متوقعين أن يصب إبعاد سليمان فى صالح الفريق أحمد شفيق، فيما تتضاءل فرص جماعة الإخوان المسلمين فى الفوز بمنصب الرئيس، مع استبعاد مرشحها الرئيسى خيرت الشاطر، وضعف فرص المرشح البديل محمد مرسى، فى مواجهة القيادى الإخوانى السابق د.عبدالمنعم أبوالفتوح.
من جانبه، اعتبر د.عمرو هاشم ربيع، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، يصب فى صالح الـ5 الأقوياء فى السباق، وهم عمرو موسى وأحمد شفيق، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحى ومحمد سليم العوا.
وتوقع ربيع أن تتجه أصوات مؤيدى سليمان إلى كل من أحمد شفيق، ويليه عمرو موسى، فيما يتجه مؤيدو خيرت الشاطر وحازم أبوإسماعيل إلى محمد مرسى، ويليه عبدالمنعم أبوالفتوح، مشددا فى الوقت نفسه، على أن استبعاد الشاطر، واضطرار الجماعة إلى الدفع بمرسى، سيؤثر على فرص الإخوان فى الفوز.
واستبعد ربيع حدوث مفاجآت أخرى فى سباق الرئاسة، موضحا «المفاجآت وصلت لآخرها مع استبعاد عمر سليمان»، مضيفا أن هناك «أسبابا قانونية وراء استبعاده، فاللجنة لم تلجا لمبررات سياسية فى قرارها».
أما عن احتمالات حصول أحد المرشحين على دعم المجلس العسكرى، يقول ربيع «واضح أنه يريد دعم مرشح، لكن بعد التصفية النهائية، ولا أعتقد أن يحدث أى تعثر قد يعيق إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها».
ويتفق د.مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية، مع توقعات ربيع بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها، معلقا على قرار اللجنة باستبعاد 10 مرشحين من بينهم 3 بارزين، بقوله «أهم النتائج المترتبة على قرار اللجنة، فى حال رفض الطعون التى يقدمها المرشحون المستبعدون، هى تخفيف حالة الاحتقان السياسى فى مصر، والتى سببت عداء شديدا لتيارات سياسية معينة».
وأشار السيد إلى عداء التيارات الإسلامية، التى تحوز على الأغلبية البرلمانية، بشقيها الإخوان والسلفيين، للقوى المدنية المؤيدة لعمر سليمان، والذى دعا مجلس الشعب لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، لمنع ترشحيه، مضيفا أن «أبوإسماعيل أثار فور ترشحه، الكثير من القلق بشأن مواقفه تجاه الأقباط والليبراليين واليساريين، بالإضافة إلى عدم احترام أنصاره لحكام القضاء، واستعدادهم للجوء إلى العنف ضد أى قرار يصدر ضده».
أما عن استبعاد الشاطر، فيرى السيد أن ترشحه أثار أيضا مخاوف من سيطرة الإخوان على جميع مؤسسات الدولة، بالإضافة لمجلسى الشعب والشورى والجمعية التأسيسية، مضيفا «حظوظ الشاطر لم تكن كبيرة، لكنها بالتأكيد كانت أكبر من المرشح البديل له محمد مرسى»، معتبرا أن بطلان ترشح الشاطر، يضعف فرص الإخوان فى الفوز بالرئاسة، ويحد فى الوقت نفسه من حالة الاحتقان الناجم عن التخوف من سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة.
وشدد السيد على أن قرارات اللجنة منحتها قدرا كبيرا من المصداقية، فلم يكن متوقعا اتخاذ قرار مثل استبعاد عمر سليمان، الذى شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة لأكثر من 18 عاما، معتبرا أن «قرارات اللجنة كشفت عن عدم صحة دعم المجلس العسكرى لأى من المرشحين لمنصب الرئاسة، حتى الآن، وعدم ممارسته ضغوطا على اللجنة، لمجاملة مرشح على حساب آخر»، متوقعا أن تخف حالة الحشد والتعبئة ضد «العسكرى» خلال الفترة المقبلة.
وعن مستقبل السباق الرئاسى، بعد استبعاد 3 من المرشحين الأقوياء، يقول السيد إن «المرشحين الـ 3 الأوفر حظا الآن، هم أبوالفتوح وموسى وشفيق»، موضحا أن معظم أصوات مؤيدى سليمان ستذهب إلى شفيق، فيما سيذهب بعضها إلى موسى، «أما الأصوات ذات الميول الإسلامية، فستذهب إلى أبوالفتوح، والذى سيفوز بجزء كبير من أصوات التيارات السلفية».
ويقول نبيل عبد الفتاح، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «قرارات اللجنة النهائية المسلم بها، تتمثل فى استبعاد خيرت الشاطر وأيمن نور، لعدم حصولهما على حكم قضائى برد الاعتبار، بالإضافة إلى أبوإسماعيل، لثبوت حصول والدته على الجنسية الأمريكية منذ عام 2006، فيما لايزال موقف عمر سليمان غامضا».