تجرى جماعة الإخوان المسلمين مشاورات داخلية حول اقتراحين، يقتضى أحدهما سحب مرشحها الاحتياطى للرئاسة، محمد مرسى، بعد استبعاد المرشح الأصلى، خيرت الشاطر، والآخر إعلان الشاطر نائبا لمرسى فى حال فوزه بالرئاسة، حسبما قالت مصادر مطلعة بالجماعة.
وكشفت المصادر، التى فضلت عدم ذكر اسمها، عن أنه يتم التواصل مع أعضاء بمجلس شورى الجماعة والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة لسحب مرسى من الترشح، خصوصا فى ظل تضاؤل فرصه فى مواجهة المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح، حسب قولها.
غير أن رئيس المكتب الإدارى لإخوان الإسكندرية، مدحت الحداد، قال إنه فى حال رفضت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية الطعن الذى قدمته الجماعة ضد استبعاد الشاطر من قائمة المرشحين لرئاسة الجمهورية فإن الجماعة والحزب سيعلنان دعمهما بشكل كامل لمحمد مرسى.
واعتبر الحداد أن مرسى الذى قاد كتلة المعارضة الإخوانية فى مجلس الشعب خلال الدورة البرلمانية 2000 ــ 2005، وحصل خلالها على صاحب أفضل أداء برلمانى فى البرلمانات العالمية، شخصية قادرة على قيادة سفينة الوطن والعبور بها من الأزمات المتوالية والموقف الاقتصادى المأزوم، الذى تتخبط فيه البلاد منذ خلع الرئيس مبارك عن سدة الحكم.
واعتبر الحداد أن دعم الجماعة والحزب وقواعدهما لترشيح مرسى أمر منته، فى حال رفض طعن الشاطر، قبل أن يؤكد استبشاره بقبول اللجنة العليا للانتخابات للطعن «لصحة الموقف القانونى للشاطر»، حسب تبريره.
وهو ما أكد عليه عضو مجلس شورى الجماعة النائب أسامة سليمان قائلا: الإخوان لم تدفع بمرشح احتياطى حتى تسحبه.
وأكد سليمان أن هناك مجموعة من المعايير التى يتم على أساسها اختيار المرشح أهمها ضرورة أن يمتلك هذا المرشح قوة شعبية هائلة تستطيع أن تدفع ببرنامجه للأمام.
فى السياق ذاته، قال عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عاصم عبدالماجد، إن الجماعة ستسعى لتفعيل مبادرة التوحد على مرشح إسلامى، مضيفا لـ«الشروق» أن الإخوان لها رأيها المستقل، ولكن الحركة الإسلامية بكل أطيافها ستسعى لاختيار الأصلح، فإذا كان مرشح الإخوان هو الأصلح فى هذا الإطار سندعمه، وإن لم يكن ذلك فسنطالب الجماعة بسحبه.
وأوضحت مصادر بحزب النور أن هناك تفكيرا قويا داخل الحزب على دعم أبوالفتوح بعد استبعاد الشاطر، وحازم صلاح أبوإسماعيل، خصوصا أن الحزب كان قد عرض على الإخوان الاتفاق على دعم أبو الفتوح قبل أن ترفض الجماعة وتؤكد أن موقفها منه محسوم، ليطرح بعدها النور على الجماعة ترشيح الشاطر ودعمه.
ونفى الحداد وجود أى مشاورات بين الجماعة والقوى السياسية الأخرى حول التوافق على مرشح فى حال استبعاد الشاطر بشكل نهائى، قائلا إن هذه الأطروحات لا تعدو أن تكون اجتهادات فردية لم تدرس بشكل كامل داخل مؤسسات الجماعة.