آداب الصلة
الإنسان بطبعه وغريزته ميال للاجتماع بالآخرين والتعاون معهم وإنشاء الصلاة الحميمة بهم وهذا ما شجعه الإسلام أيضا وقد أنشأ العلاقات الاجتماعية الحميمة والروابط الإيمانية القوية.
هذا وقد نظم الإسلام هذه العلاقات تنظيما دقيقا فقد حدد أنواع هذه الروابط وعدد الواجبات نحوها فجعل أول هذه الصلات مع أقرب الناس إلى الفرد مع الوالدين فأمر ببرهما وطاعتهما واحترامهما ثم انتقل إلى الصلة بالزوج فجعل الصلة بين الزوجين قائمة على الحب والاحترام المتبادل وأداء كل منهما لواجباته تجاه الآخر واحترام حقوقه،ثم انتقل إلى الصلة بالولد وجعلها قائمة على الرعاية والتربية الحسنة من قبل الوالدين مع العطف والمساواة بينهم ثم الصلة مع الأخوة فأمر الصغير باحترام الكبير وأمر الكبير برحمة الصغير والعطف عليه كذلك عمق الصلة بالأقارب والأرحام وأمر بصلتهم وزيارتهم وتقديم المساعدة لهم. والأقربون أولى بالمعروف.
كذلك امتدت الصلة إلى الأصدقاء والأصحاب فنظم العلاقة معهم وحدد الواجبات تجاههم وكذلك حدد العلاقة مع الجيران بالاحترام والتعاون والمساعدة وإبعاد الأذى والضرر عنهم.
ووسع الصلة حتى امتدت إلى هذا المجتمع الواسع فنظم هذه الصلة وحدد الواجبات تجاه هذا المجتمع وعناصره وجعل التعاون وأداء الحقوق والواجبات والعمل على رفعة هذا المجتمع أساس هذه الصلة بل امتدت الصلة بالدولة والأمة ونظم هذه العلاقة على أساس العمل على الطاعة والاحترام والتقيد بالنظام والدفاع عن الحرمات ومحبة جميع أفراده،وأفرد هذه الأمة والتعاون معهم جميعا على رفع مكانة هذه الأمة والافتخار بها قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران
إذا مواضيع الصلة كثيرة وقد مرّ بعضها معنا وفي موضوع هذا الأدب "
آداب الصلة:
أـ بالرحم،ب ـ بالجار،ج ـ بالمريض،دـ بالميت. "التعزية".
ا-آداب صلة الرحم:
إن الرحم على وجهين عامة وخاصة،فالرحم العامة رحم الدِّين ويجب مواصلتها بملازمة الأيمان والمحبة لأهله ونصرتهم والنصيحة لهم وترك مضارتهم والعدل بينهم والنصفة في معاملاتهم والقيام بحقوقهم الواجبة كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم وتكفينهم ودفنهم وغير ذلك من الحقوق مترتبة لهم،وهذا هو الأدب مع الرحم العامة،وأما القرابة والرحم الخاصة فإن الإسلام قد قد وضع لها آدابا خاصة فوق ما سبق من نفقة وتفقد أحوالهم وترك التغافل عنهم في أوقات حاجتهم والأدب معهم يكون بصلتهم بإيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر حسب الطاقة وتتمثل في قوله تعالى :{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد
وهذه خلاصتها :
زيارة الأرحام باستمرار،وتفقد أحوالهم،وإدخال السرور عليهم ابتغاء مرضاة الله تعالى .
قال تعالى:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (26) سورة الإسراء
وأحسِنْ إلى كل مَن له صلة قرابة بك،وأعطه حقه من الإحسان والبر،وأعط المسكين المحتاج والمسافر المنقطع عن أهله وماله،ولا تنفق مالك في غير طاعة الله،أو على وجه الإسراف والتبذير.[1]
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره،واجتنبوا نواهيه; فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام،وخلق منها زوجها وهي حواء،ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات،وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا،واحذروا أن تقطعوا أرحامكم. إن الله مراقب لجميع أحوالكم.[2]
عَنْ عَلِيٍّ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ،وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ،وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ،فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" رواه أحمد[3]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ،وَيُزَادَ فِي رِزْقِهِ،فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ،وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[4]
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ،وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ،فَلْيَتَّقِ اللَّهَ،وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[5]
وعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ،أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ،أَخْبَرَهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ r،فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ،فقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُنْجِينِي مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ:فَنَظَرَ إِلَى وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَكَفَّ عَنْ نَاقَتِهِ وَقَالَ:لَقَدْ وُفِّقَ،أَوْ هُدِيَ،لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ،وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،وَتَصِلُ الرَّحِمَ دَعِ النَّاقَةَ."[6]
تجنب قطيعة الرحم والانشغال عن برها وصلتها بمتاع الدنيا وتحصيل الأموال.
قال تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (22) سورة محمد
فلعلكم إن أعرضتم عن كتاب الله وسنة نبيه محمد rأن تعصوا الله في الأرض،فتكفروا به وتسفكوا الدماء وتُقَطِّعوا أرحامكم.[7]
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ،قَالَتِ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ.قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ.وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ.قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ.قَالَ فَهْوَ لَكِ ».قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ).رواه البخاري ومسلم[8].
وعَنِ الزُّهْرِىِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ». رواه مسلم[9].
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ،وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي،فَمَنْ وَصَلَهَا،وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا،بَتَتُّهُ.[10].
صلة الرحم بالقيام بنصيحتهم وإرشاد صالهم،وهداية شاردهم،وتذكير غافلهم ودعوة معرضهم إلى الله وعبادته وأداء الفرائض واجتناب المعاصي.قال تعال: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (214) سورة الشعراء
يَأمُرُ اللهُ تَعالى رَسُولَهُ rبِأْنَ يُنْذِرَ عَشِيرَتَهُ الأَدْنَيْنَ لَهُ،وأَنْ يُعْلِمَهُمْ أنَّهُ لا يَنْفَعُ أحَداً منُهمْ يَوْمَ القِيامةِ إِلا إِيمانُهُ بربِّهِ،وعَمَلُه الصَّالحُ .[11]
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ،وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ،قَالَ:إِنَّ رَسُولَ اللهِ rحِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء]،قَالَ:يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا،يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا،يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا،يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا،يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا.[12].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:] جَمَعَ رَسُولُ اللهِ rقُرَيْشًا،فقَالَ:يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ،أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ،فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مِثْلَ ذَلِكَ،وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ،قَالَ:يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ r،أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ،فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكِ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا،إِلاَّ أَنَّ لَكِ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا.[13]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء] وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. قَالَ:وَهُنَّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ،خَرَجَ رَسُولُ اللهِ rحَتَّى أَتَى الصَّفَا،فَصَعِدَ عَلَيْهَا،ثُمَّ نَادَى:يَا صَبَاحَاهُ،فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ،وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ،فَقَالَ r: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،يَا بَنِي فِهْرٍ،يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ،يَا بَنِي،يَا بَنِي أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَصَدَّقْتُمُونِي ؟ قَالُوا:نَعَمْ،قَالَ:فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ،فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ:تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ،أَمَا دَعَوْتُمُونَا إِلاَّ لِهَذَا،ثُمَّ قَامَ،فَنَزَلَتْ:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد]،وَقَدْ تُبَّ،وَقَالُوا:مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا.[14]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] ( وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )،قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ،خَرَجَ رَسُولُ اللهِ rحَتَّى أَتَى الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَى: " يَا صَاحِبَاهُ " قَالَ: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ r،فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ،فَقَالَ r: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،يَا بَنِي قُصَيٍّ،يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ،يَا بَنِي،يَا بَنِي،أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ الْجِبَالِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ،أَصَدَّقْتُمُونِي ؟ " قَالُوا: نَعَمْ،قَالَ r: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ،مَا دَعَوْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا قَالَ: فَنَزَلَتْ: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [المسد: 1][15]
صلة الرحم بالتصدق عليهم إن كانوا فقراء ومن تصدق على أقاربه كان ثوابه عند الله عظيما لأن له أجر الصلة وأجر الصدقة.عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،يَقُولُ:كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةَ مَالاً،وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَاءُ،وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ،وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rيَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ،قَالَ أَنَسٌ:فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران]،قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ r،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران]،وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ،فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ،فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ شِئْتَ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ،بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ،وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا،وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ،فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ،فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. رواه البخاري[16].
تجنب مقابلة السيئة بمثلها،والقطعية بمثلها،أو انتظار زيارتهم ردا على كل زيارة.قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد
وَهَؤُلاَءِ المُؤْمِنُونَ المُهْتَدُونَ يَصِلُونَ الأَرْحَامَ التِي أَمَرَ اللهُ بِوَصْلِهَا،وَيُحْسِنُونَ إِلَى الأَقْرِبَاءِ وَالفُقَرَاءِ،وَيُعَامِلُونَهُمْ بِالمَودَّةِ وَالحُسْنَى،وَيَبْذُلُونَ المَعْرُوفَ،وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ فِيمَا يَأْتُونَ،وَيُرَاقِبُونَهُ فِي ذَلِكَ،وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ فِي الدَّارِ الآخِرَةِ،وَعَدَمِ الصَّفْحِ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَخَطَايَاهُمْ .[17]
ولقد بين rأن الأدب مع الأقارب وذوي الأرحام واجب حتى ولو كانوا هم من لا يستحقون ذلك وبين أن ذلك من أسباب نصر الله لصاحبه،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَجُلاً،قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ،وَيَقْطَعُونِي،وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ،وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ،فقَالَ النَّبِيُّ r: لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ،لَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ،وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظُهَيْرٌ،مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. رواه مسلم[18].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ،فَلاَ يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ.[19] .
وَعَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ،قَالَ:" أُنْشِدُ اللَّهَ قَاطِعَ رَحِمٍ لَمَا قَامَ عَنَّا ; فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا،وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرْتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ رَحِمٍ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ[20]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوعَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ،وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِى إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ».رواه البخاري[21].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ،حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ،فَقَالَ: مَهْ،فَقَالَتْ: هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ؟ قَالَ: نَعَمْ،أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ،وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ: بَلَى،قَالَ: فَذَاكَ لَكِ "،ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ،وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ،فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 23] " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ[22]
تجنب الخلوة بأجنبية أو مصافحتها أثناء زيارة الأرحام كبنات الخال وبنات الخالة،وبنات العم وبنات العمة،والالتزام بآداب الزيارة من غض البصر،وحفظ اللسان.
قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور
يَأْمُرُ اللهُ عِبَادَه المُؤْمِنِيِنَ بِأَنْ يَغُضُوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ عَنِ النَّظَرِ إِلَى مَا حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِم،فَإِذَا اتَّفَقَ أَنْ وَقَعَ البَصَرُ عَلَى مُحَرِّم عَلَيْهِمْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ فَعَلى المُؤْمِن أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ بَصَرَهُ سَرِيعاً،كَمَا يَأَمُرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ بِحِفْظِ فُرُوجِهم عَنِ الزِّنَى،وبِحِفْظِها مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهَا،فَذَلِكَ أَطْهَرُ لِقُلُوبِهِمْ وَأَزَكَى لِدِيِنهِم[23] .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِى مَحْرَمٍ ».فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِى خَرَجَتْ حَاجَّةً وَاكْتُتِبْتُ فِى غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا.قَالَ « ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ ».رواه البخاري[24].
وعَنْ أَبِي الْخَيْرِ،أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ،يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ تَدْخُلُوا عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ:أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: الْحَمْوُ الْمَوْتُ. رواه البخاري ومسلم[25].
الحمو: قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه وقريب الزوجة كذلك.
وتكون الصلة لذوي الأرحام بالمال والزيارة وعيادة المريض وإجابة الدعوة والتهنئة بما يسر والتعزية في المصائب وسداد الدين أو المساعدة في سداده وتمريض المريض،وذلك لأن الرحم لها حق زائد على حقوق عامة المسلمين،فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ،قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا الْبِرُّ،وَصِلَةُ الرَّحِمِ،وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً،الْبَغْيُ،وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ.[26]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:" لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ "[27]
ولقد لفت الإسلام نظر أتباعه إلى حسن الأدب مع الأهل والأقربين وذوي الأرحام فأوجب الإحسان إليهم وعدم نسيانهم من الخير حتى عند قسمة التركات والمواريث إذا لم يكن لهم نصيب عند استغراق الورثة للتركة فعلينا أن نعطيهم من المال،بل إن الإسلام قد جعل لهم الوصية مفروضة يقول سبحانه ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) [البقرة:180،181])،ويقول سبحانه: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } (8) سورة النساء،وقد جعلهم القرآن الكريم أحق الناس بالمعروف والإحسان قبل غيرهم فقال سبحانه: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء.
كما جاء الحث على إعطائهم حقوقهم في قوله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (38) سورة الروم،وحتى إذا لم يجد الإنسان ما يعطيهم فلا أقل من أن يمنيهم بالخير ويردهم بما يؤملون به الفضل الذي يرجوه من الله فيقول تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا} (28) سورة الإسراء
وعَنْ زَيْنَبَ،امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ "،قَالتْ: فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ فَقُلْتُ: إِنَّكَ رَجُلٌ خَفِيفُ ذَاتِ الْيَدِ،وَإِنِّي أُنْفِقُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حِجْرِي،وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ rقَدْ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ فَأْتِهِ فَاسْأَلْهُ،فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ يُجْزِينِي وَإِلَّا صَرَفْتُهَا إِلَى غَيْرِكُمْ،قَالَتْ: فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ: بَلِ ائْتِيهِ أَنْتِ،قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ وَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِبَابِ رَسُولِ اللهِ rحَاجَتُهَا حَاجَتِي،قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rقَدْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ،قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلَالٌ،فَقُلْنَا لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللهِ rفَأَخْبِرْهُ أنَّ امْرَأَتَيْنِ بِالْبَابِ تَسْأَلَانِكَ أَتُجْزِئُ الصَّدَقَةُ عَنْهُمَا عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَلِأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا ؟ وَلَا تُخْبِرْهُ مَنْ نَحْنُ،قَالَتْ: فَدَخَلَ بِلَالٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ rفَسَأَلَهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " مَنْ هُمَا ؟ " قَالَ: امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ،وَزَيْنَبُ،قَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ ؟ " قَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ،قَالَ: " لَهُمَا أَجْرَانِ،أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ "[28]
وفي هذا دليل على مكانة الإحسان لذوي الأرحام،إن الأقربين هم أولى الناس بمعروفك وقد أوصى رسول الله rبهم خير تأدبا معهم وجعل الصدقة لهم تعادل صدقتين لغيرهم فعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ،وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَانِ:صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ.[29]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r-:" وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ رَحِمَ الْيَتِيمَ،وَلَانَ لَهُ فِي الْكَلَامِ،وَرَحِمَ يُتْمَهُ وَضَعْفَهُ،وَلَمْ يَتَطَاوَلْ عَلَى جَارِهِ بِفَضْلِ مَا آتَاهُ اللَّهُ " وَقَالَ:" يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ،وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ رَجُلٍ،وَلَهُ قَرَابَةٌ مُحْتَاجُونَ إِلَى صِلَتِهِ وَيَصْرِفُهَا إِلَى غَيْرِهِمْ،وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ [30]
وهذا من أدب الإسلام مع الأقارب من حيث برهم ومواساتهم والإحسان إليهم ومسح دموعهم ومؤاساة جراحاتهم وتفريج كرباتهم وإدخال السعادة عليهم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} (6) سورة الأحزاب وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - r- قَالَ:" إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ،وَإِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ،وَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ وَتَنْفِي الْفَقْرَ،وَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ [ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ ] دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ،".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ.[31]
ولقد بين سبحانه وتعالى أن الإعراض عند ذوي الأرحام إنما هو من إساءة الأدب معهم وهو قرين الفاسدين في الأرض إذ يقول سبحانه:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) [محمد:22،23]) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r-:" إِنَّ اللَّهَ لَيُعَمِّرُ بِالْقَوْمِ الدِّيَارَ،وَيُثْمِرُ لَهُمُ الْأَمْوَالَ،وَمَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ مُنْذُ خَلَقَهُمْ بُغْضًا لَهُمْ ".قِيلَ:وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:" بِصِلَتِهِمْ أَرْحَامَهُمْ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ [32]
وهي من الأسباب التي ترد عمل صاحبها حين يعرض عمله على الله كل خميس وليلة الجمعة،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَشِيَّةَ كُلِّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ،فَلَا يُرْفَعُ فِيهَا قَاطِعُ رَحِمٍ "[33]
فلنحرص على الأدب مع أقاربنا وذي أرحامنا حتى نكون أهلا لمرضاة الله ورضوانه وعفوه وإحسانه.
ب -آداب الجار:
ابتداء الجار بالسلام إذا لقيه،مع السؤال عن حاله،والبشاشة في وجهه.عيادته في مرضه،والمسارعة إلى إسعافه عند الحاجة أو الاستدعاء.تعزيته عند إصابته بمصيبة،أو حلول كارثة به،أو وفاة عزيز عليه،وفتح بيته لذلك إن استدعى الأمر والقيام معه في عزائه،وإعانته على شدائده ونوائبه.مشاركته في فرحه،وتهنئته عند حلوله ومحبة الخير له،والسرور لسروره.الصفح عن زلاته وسقطاته،والتغاضي عن تقصيره وسيئاته،ومعاتبته برفق وأدب على هفواته.التلطف في معاملة أبنائه،والإحسان إليهم،والرفق بهم ونصيحتهم بالمعروف.غض البصر عن أهله،وتجنب متابعة أسراره،والحفاظ على حرمته،وملاحظة داره عند غيبته.غض الصوت تجنبا لمضايقته. وخفض صوت المذياع والرائي خصوصا في أوقات راحته.تجنب إيذائه بتضييق الطريق عليه،أو طرح الأقذار قرب داره،أو التجاوز على حدوده أو التطاول عليه في البنيان فتنحجب عنه الشمس والهواء.
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ،فَذَكَرَ لِعَائِشَةَ - رضى الله عنها - فَقَالَتْ يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبِ الأَرْضَ،فَإِنَّ النَّبِىَّ - r- قَالَ « مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ».رواه البخاري ومسلم[34].
وعَنْ أَبِى شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِىَّ - r- قَالَ « وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ،وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ،وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ».قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ ».رواه البخاري[35]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ »[36].
بذل النصيحة له،والإخلاص في مشوراته وإرشاده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.
تحمل الأذى منه،والصبر على جفائه،وإعراضه. وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ.[37]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي،فَقَالَ:" انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ "،فَانْطَلَقَ فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ،فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ،فَقَالُوا:مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ:لِي جَارٌ يُؤْذِينِي،فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ r،فَقَالَ:" انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ "،فَجَعَلُوا يَقُولُونَ:اللَّهُمَّ الْعَنْهُ،اللَّهُمَّ أَخْزِهِ.فَبَلَغَهُ،فَأَتَاهُ فَقَالَ:ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ،فَوَاللَّهِ لَا أُؤْذِيكَ "[38]
وعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ:شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ rجَارَهُ،فَقَالَ:" احْمِلْ مَتَاعَكَ فَضَعْهُ عَلَى الطَّرِيقِ،فَمَنْ مَرَّ بِهِ يَلْعَنُهُ "،فَجَعَلَ كُلُّ مَنْ مَرَّ بِهِ يَلْعَنُهُ،فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ rفَقَالَ:مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ ؟ فَقَالَ:" إِنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ فَوْقَ لَعْنَتِهِمْ "،ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي شَكَا:" كُفِيتَ " أَوْ نَحْوَهُ "[39]
بذل المعروف له،وإعانته بالنفس والمال،وإهداؤه من طعام داره،وفاكهته،وتلبيته في قضاء حوائجه.
قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء
يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ،وَبِعَدَمِ الإشْرَاكِ بِهِ،وَبِالعَمَلِ بِمَا أَمَرَ بِهِ،ثُمَّ أَوْصَاهُمْ بِالإِحْسَانِ إلَى الوَّالِدَينِ،فَقَدْ جَعَلَهُمَا اللهُ سَبباً لِخُرُوجِ الإِنْسَانِ مِن العَدَمِ.ثُمَّ أَمَرَ بِالإِحْسَانِ إلَى ذَوِي القُرْبَى،مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ،ثُمَّ أَمَرَ بِالإِحْسَانِ إلى اليَتَامَى الذِينَ فَقَدُوا آبَاءَهُمْ،وَمَنْ يُنْفِقُونَ عَلَيْهِمْ،ثُمَّ بِالإِحْسَانِ إلَى المَسَاكِينِ ( وَهُمُ المُحْتَاجُونَ الذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَنْ يَقُومُ بِكِفَايَتِهِمْ )،فَأَمَرَ اللهُ بِمُسَاعَدَتِهِمْ بِمَا تَتِمُّ بِهِ كِفَايَتُهُمْ.ثُمَّ أَمَرَ بِالإِحْسَانِ إلى الجَارِ الجَنْبِ،وَهُوَ الجَارِ الذِي لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ،كَمَا أَمَرَ تَعَالَى بِالإِحْسَانِ إلَى الصَّاحِبِ بِالجَنْبِ،وَهُوَ الرَّفِيقُ الصَّالِحُ فِي الحِلِّ وَالسَّفَر،وَابْنِ السَّبِيلِ وَهُوَ الضَّيْفُ عَابِرُ السَّبِيلِ مَارّاً بِكَ فِي سَفَرٍ فَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِ.كَمَا أَمَرَ اللهُ النَّاسَ بِالإِحْسَانِ إلى الأَرِقَّاءِ الذِين تَحْتَ أَيْدِيهِمْ .ثُمَّ أَضَافَ تَعَالَى إلى ذَلِكَ،أنَّهُ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فِي نَفْسِهِ،مُعْجَباً مُتَكَبِّراً فَخُوراً عَلَى النَّاسِ،يَرَى أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُمْ،فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ وَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَقِيرٌ .[40]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ».رواه البخاري ومسلم[41].
وعَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -r- قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ».[42]
وعَنْ مُجَاهِدٍ،وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:" كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَغُلَامُهُ يَسْلُخُ شَاةً،فَقَالَ:يَا غُلَامُ،إِذَا سَلَخْتَ فَابْدَأْ بِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا،فَقَالُوا لَهُ:كَمْ تَقُولُ هَذَا ؟ فَقَالَ:إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r لَمْ يَزَلْ يُوصِينَا بِالْجَارِ حَتَّى خَشِينَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "[43]
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ،قَالَ:أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ:اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الأَطْرَافِ،وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا،ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانَكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ،وَصَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا،فَإِنْ وَجَدْتَ الإِمَامَ قَدْ صَلَّى فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلاَتَكَ،وَإِلاَّ فَهِيَ نَافِلَةٌ. رواه مسلم[44].
إعطاء كل جار حقوقه التي يستحقها،عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُؤْمِنٍ،وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ،أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟ إِنِ اسْتَعَانَكَ أَعَنْتُهُ،وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ،وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ،وَإِنْ مَرِضَ عُدْتَهُ،وَإِنْ مَاتَ شَهِدْتَ جَنَازَتَهُ،وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ،وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ،وَلاَ تَسْتَطِيلَ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ،فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلاَّ بِإِذْنِهِ،وَإِذَا شَرَيْتَ فَاكِهَةً فَاهْدِ لَهُ،فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا،وَلاَ يَخْرُجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهَا وَلَدَهُ،وَلاَ تُؤْذِهِ بِقِيثَارِ قَدْرَكَ إِلاَّ أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا فَمَا زَالَ يُوصِيهِمْ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ،ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: الْجِيرَانُ ثَلاَثَةٌ،فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلاَثُ حُقُوقٍ،وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ،وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ،فَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاَثُ حُقُوقٍ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ الْقَرِيبُ،لَهُ حَقُّ الْإِسْلاَمِ وَحَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْقَرَابَةِ،وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ،لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْإِسْلاَمِ،وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ فَالْجَارُ الْكَافِرُ،لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ قَالُوا:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُعْطِيهِمْ مِنْ لُحُومِ النُّسُكِ ؟ فَقَالَ:لاَ تُعْطِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ نُسُكِ الْمُسْلِمِينَ.[45]
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنَّ لِى جَارَيْنِ،فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِى قَالَ « إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا ».رواه البخاري[46].
جـ -آداب عيادة المريض:
المبادرة إلى زيارته في أول المرض.
عن الْأَعْمَشَ،قَالَ: " كُنَّا نَقْعُدُ فِي الْمَجْلِسِ،فَإِذَا فَقَدْنَا الرَّجُلَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلْنَا عَنْهُ،فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عُدْنَاهُ " [47]
تكرار الزيارة كل يومين أو ثلاثة لمؤانسته وإدخال السرور على قلبه فلقد سميت زيارة المريض ( عيادة) من العودة للزيارة وتكرارها.
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -r- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- قَالَ « مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِى خُرْفَةِ الْجَنَّةِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قَالَ « جَنَاهَا ». رواه مسلم[48].
الدعاء للمريض عند قعوده عنده. عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - r- كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ،يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ،اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِى،لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ،شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا » رواه البخاري[49]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلاَّ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ». رواه أبو داود[50].
تجنب تهويل المرض،وكثرة السؤال عنه،وذكر أحد توفي في مثل مرضه. فعن ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ،خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ r،فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ،فَقَالَ النَّاسُ:يَا أَبَا حَسَنٍ،كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ r؟ فَقَالَ:أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ:أَلاَ تَرَى أَنْتَ ؟ وَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ rسَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا،إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ،فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ r،فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ،فَأَوْصَى بِنَا،فَقَالَ عَلِيٌّ:وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ rفَمَنَعَنَاهَا،لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا،فَوَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهُ أَبَدًا." رواه البخاري[51].
تبشير المريض،وتطبيب نفسه بالشفاء،وبث روح الثقة في نفسه،ورفع حالته المعنوية،وإدخال السرور على قلبه وتذكيره بثواب الرضا عن الله والصبر على بلائه.
قال تعالى:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (80) سورة الشعراء
وإذَا ألمَّ بِي مَرَضٌ فَرَبِّي هوَ الذي يَشْفِينِي مِنَ المَرضِ،ولا يقْدِرُ عَلى شِفَائي غيرُهُ،بما يُقَدِّرُهُ من الأَسْبَابِ المُوصِلَةِ إليهِ .[52]
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِى أَجَلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ ». رواه الترمذي[53].
إظهار شفقته،وعرض خدمته،وعدم التكلم إلا بخير. فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ». قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -r- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ قَالَ « قُولِى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَلَهُ وَأَعْقِبْنِى مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً ». قَالَتْ فَقُلْتُ فَأَعْقَبَنِى اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِى مِنْهُ مُحَمَّدًا -r-.[54]
غض البصر عن عورات المريض أو ما يتعلق بحاجاته وأدويته الخاصة.
خفة الجلسة وتجنب القعود لفترة طويلة إلا إذت رغب المريض وأنس بذلك،حرصا على راحته.
طلب الدعاء من المريض،بعد الدعاء له،فإن المريض يكون في حالة قرب والتجاء إلى الله. فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مَرِيضٍ،فَمُرْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ ؛ فَإِنَّ دُعَاءَهُ كَدُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ[55].
ترغيب المريض بأن يصبر على قضاء الله وأن لا يلج ويستبطئ الشفاء فيدعو على نفسه بالموت. فعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ،أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،أَنَّهُ قَالَ:لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ،فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلْ:أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي،وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي. رواه البخاري ومسلم[56].
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ،عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،يَقُولُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ،إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ خَيْرًا،وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ.[57]
توصية أهل المريض والذين يقومون بخدمته بحسن معاملته والصبر على ما يصدر منه من أقوال وأفعال.
د-آداب الصلة بالميت "التعزية":
الدعاء للميت عند العلم بموته. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " الْمَوْتُ فَزَعٌ،فَإِذَا بَلَغَ أَحَدَكُمْ وَفَاةُ أَخِيهِ فَلْيَقُلْ:إِنَّا لِلَّهِ،وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ،اللَّهُمَّ اكْتُبْهُ عِنْدَكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ،وَاجْعَلْ كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّينَ،وَاخْلُفْهُ فِي أَهْلِهِ فِي الْغَابِرِينَ،وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ،وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ " رواه ابن السني[58].
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَلَى الْمَيِّتِ،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَحْيَائِنَا وَأَمْوَاتِنَا الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ عَلَى قُلُوبِ خِيَارِهِمَ،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ ذَنْبَهُ،وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ مُحَمَد r, اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُهْتَدِينَ،وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ،وَاجْعَلْ كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّينَ،وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ رَبَّ الْعَالَمِينَ،اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ،وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ.[59]
الصلاة على الميت واتباع الجنازة حتى يفرغ من دفنها. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا،ثُمَّ يَقْعُدُ حَتَّى يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ وَلَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الأَجْرِ وَهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ،وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ يُوضَعَ فِي الْقَبْرِ،فَلَهُ قِيرَاطٌ. رواه البخاري [60].
الموعظة عند القبر أثناء الدفن والدعاء للميت بعد ردم التراب. فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:أَنَّ النَّبِيَّ r،كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا،فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ،فقَالَ:مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ،فقَال رَجُلٌ:أَلاَ نَتَّكِلُ ؟ فقَالَ:اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى،وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:]. رواه البخاري[61].
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -r- إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ « اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ ». رواه أبو داود[62].
وعَنْ عُثْمَانَ،قَالَ:وَقَفَ رَسُولُ اللهِ rعَلَى قَبْرِ رَجُلٍ وَهُوَ يُدْفَنُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ:اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا اللَّهَ لَهُ بالثَّبَاتِ ؛ فَإِنَّهُ يُسْأَلُ الآنَ.[63]
جاء في الموسوعة الفقهية [64]: "قَال الطَّحْطَاوِيُّ:إِذَا فَرَغُوا مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ يُسْتَحَبُّ الْجُلُوسُ ( الْمُكْثُ ) عِنْدَ قَبْرِهِ بِقَدْرِ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهُ،( فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَال:إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا،ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْل قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ،وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُل رَبِّي )[65] يَتْلُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ لِلْمَيِّتِ.وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَ الدَّفْنِ أَوَّل سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتَهَا.[66]
مساعدة أهل المتوفى بتقديم ما يمكن من الخدمات أثناء تجهيز الميت وخروجه ودفنه والمساعدة في إعداد الطعام لأهل الفقيد لأنهم في وضع لا يساعدهم على تحضير الطعام والانشغال به.فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ ». رواه أبو داود [67]
المبادرة إلى التعزية مع إظهار الحزن والتأسف لمن يواسيهم ويعزيهم ومع الترحم على الميت وتعداد مآثره. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ». رواه الترمذي [68].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاو