آداب العيدين
سمي العيد بهذا الاسم لعوده بالخير والغبطة والسرور على أهله بعد قيامهم بواجب دؤوب يتكرر كل مدة من الزمن،أو احتفالا بذكرى غالية على نفوسهم،أو حصولهم على غاية عزيزة على قلوبهم.
وللمسلمين عيدان أساسيان هما: عيد الفطر وعيد الأضحى،الأول بعد أداء فريضة الصوم في شهر رمضان ويكون يوم الفطر الأول من شوال يوم فرح وسعادة وحبور للصائمين إذ وفقهم الله لطاعته،ومنحهم شهادة التقوى بما قدموه من صيام وقيام،ومخالفة لشهوات النفس وحظوظها وأهوائها،فعَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ،يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ،وَإِذَا لَقِيَ اللَّهَ فَرِحَ بِصَوْمِهِ. متفق عليه[1].
والثاني بعد أدء فريضة الحج،ويكون يوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة يوم احتفال وبهجة وسرور للحجاج بما أنعم الله عليهم من أداء النسك،وتلبية أمر الله،وإكرام الله لهم بالمغفرة والرضوان،وفتح صفحة نقية من صفحات العمر،ولكافة المسلمين فرحا بما يسر الله تعالى لحجاج بيته من أداء فريضتهم،وتذكرا لعهد التضحية والفداء بالروح والنفس والمال والولد طاعة لله وامتثالا لأمره،والذي كان بطله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) } [الصافات:100 - 111].
وَلَمَّا هَاجَرَ مِنْ أَرْضِهِ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذُرِّيةً مِنَ الصَّالِحِينَ المُطِيعِينَ الذِينَ يُعِينُونَهُ عَلَى القِيَامِ بِأَمْرِ الدَّعْوَةِ وَيَتْولَّونَهَا بَعْدَهُ.فَبَشَّرَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَولُودٍ لَهُ يَبْلُغُ الحُلْمَ،وَيَكُونُ حَلِيماً - وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ .فَلَمَّا كَبُرَ وَتَرَعْرَعَ،وَصَارَ يَذْهَبُ مَعَ أَبِيهِ،وَيَسْعَى فِي أَشْغَالِهِ،وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ قَالَ لَهُ أَبُوهُ:يَا بُنَيَّ إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَمَا رَأْيُكَ؟ وَقَدْ قَصَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِيَعْلَمَ صَبْرَهُ،وَمَا يَرَاهُ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الابْتِلاَءِ،وَلِيوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الذَّبْحِ اكْتِسَابا لِلمَثُوبَةِ مِنَ اللهِ تَعَالَى .
فَرَدَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَبِيهِ قَائِلاً:يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ،وَسَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الابْتِلاَءِ،وَعَلَى قَضَاءِ اللهِ .
فَلَمَّا اسْتَسْلَمَا وَانْقَادَا لأَمْرِ اللهِ،وَفَوَّضَا إِلَيْهِ سُبْحَانَه الأَمْرَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ،أَكَبَّ إِبْرَاهِيمُ ابنَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ( تَلَّهُ لِلْجَبِينِ )،حَتَّى لاَ يَرَى وَجْهَهُ فَيُشْفِقَ عَلَيْهِ،وَيَضْعُفَ عَنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى .وَعَلِمَ اللهُ تَعَالَى صِدْقَ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِه فِي الاخْتِبَارِ،فَنَادَى اللهُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ ذَلِكَ.وَقَالَ:يَا إِبْرَاهِيمُ لَقَدْ صَدَّقْتَ الرُؤْيَا بِعَزْمِكَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِكَ إِطَاعَةً لأَمْرِ رَبِّكَ،فَحَصَلَ المَقْصُودُ .وَهَكَذَا يَجْزِي اللهُ المُحْسِنِينَ المُطِيعِينَ،فَيَصْرِفُ عَنْهُمُ المَكَائِدَ والشَّدَائِدَ،وَيَجْعَلُ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً وَمَخْرَجاً .
وَهَذَا الابْتِلاَءُ الذِي ابْتَلَيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَهُ لَهُوَ الابْتِلاَءُ الذِي أَبَانَ جَوْهَرَ إِيْمَانِهِمَا وَيَقِيِنِهِمَا بِرَبِّ العَالَمِينَ،إِذْ أمَرَهُ رَبُّهُ بِذَبْحِ ابْنِهِ فَسَارَعَ هُوَ وابْنُهُ إِلَى ذَلِكَ مُسْتَسْلِمَيْنِ،خَاضِعَيْنِ مُنْقَادَيْنِ لأَمْرِ رَبِّهِمَا .
وَفَدَى اللهُ تَعَالَى إِسْمَاعِيلَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ ضَخْمٍ قَامَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِهِ بَدَلاً مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ.وَتَرَكَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ذِكْراً حَسَناً عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا،وَجَعَلَهُ مُحَبَّباً لِلنَّاسِ جَمِيعاً.وَقَالَ اللهُ تعالى: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ فِي المَلاَئِكَةِ وَالإِنْسِ والجِنِّ .وَيَجْزِي اللهُ تَعَالَى المُحْسِنِينَ الصَّابِرِينَ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ هَذَا الجَزَاءِ الحَسَنِ .[2]
ولقد شرع النبي rهذين العيدين لأمته،فعن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَدِمَ رَسُولُ اللهِ rالْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا:كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا:يَوْمَ الْفِطْرِ،وَيَوْمَ النَّحْرِ." أحمد[3].
والعيد يوم شكر لله على ما أنعم من فضله،وما وفق من طاعته،ويوم راحة نفسية بعد أداء الفريضة،ويوم مكافأة إلهية كريمة ليعرف المسلم قدر ما قدم،وقيمة ما عمل،وتشجيعا له على متابعة أمر الله،والسير على منهجه حتى يلقى يوم عيده الأكبر بلقاء وجه ربه الكريم..
ولقد أباح الإسلام أيام العيد إظهار الفرح،والأخذ من الطيبات،والراحة والاستجمام من عناء العمل،وشيئا من اللهو المباح الذي يكون كإعادة شحن لقوى النفس،ومحطة لمواصلة الطريق على صراط الله المستقيم.
وللعيد آداب إسلامية على المسلم أن لا يتجاوزها،وأعرافا عليه ألا يتعداها،فيطلق للنفس العنان لتستبيح ما حرم الله،ولتفسد أياما قضاها في الطاعة والعبادة من أجل شهوة رخيصة،وهوى متبع. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (33) سورة محمد.
يَأمُرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ بإطِاعَةِ اللهِ،وَإطَاعَةِ رَسُولِهِ فِيما يأمُرانِهِمْ بِهِ،وَفيما يَنْهَيانِهِمْ عَنْهُ،وَيَنْهَاهُمْ عَنْ إبْطَالِ أَعْمَالِهِم الحَسَنةِ،بارِتكَابِ المَعَاصِي،وَفِعْلِ الكَبَائِرِ والنِّفَاقِ،وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأعْمَالِ التي تُبْطِلُ الحَسَناتِ وَتُذْهِبُها [4].
ومن هذه الآداب نذكر ما يلي:
آداب عيد الفطر:
قيام ليلة العيد بأنواع العبادات والقربات،من ذكر لله وصلاة وتسبيح وقراءة للقرآن..
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ،لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ[5].
وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ "" مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَلَيْلَةَ الْأَضْحَى لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ " رواه الطبراني[6].
وفي الموسوعة الفقهية:" ويُنْدَبُ إِحْيَاءُ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ ( الْفِطْرِ،وَالأَْضْحَى ) بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ "[7]
وفيها أيضاً:" اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يُنْدَبُ قِيَامُ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ "[8]
ويُسْتَحَبُّ إِحْيَاءُ لَيْلَتَيِ الْعِيدِ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ ذِكْرٍ وَصَلاَةٍ وَتِلاَوَةٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَسْبِيحٍ وَاسْتِغْفَارٍ .."[9]
الاغتسال والسواك والتطيب والتزين ولبس أحسن الثياب وأجملها.
الإكثارمن التكبير عند الفجر.قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة.
شهر رمضان الذي ابتدأ الله فيه إنزال القرآن في ليلة القدر; هداية للناس إلى الحق،فيه أوضح الدلائل على هدى الله،وعلى الفارق بين الحق والباطل. فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحًا مقيمًا فليصم نهاره. ويُرخَّص للمريض والمسافر في الفطر،ثم يقضيان عدد تلك الأيام. يريد الله تعالى بكم اليسر والسهولة في شرائعه،ولا يريد بكم العسر والمشقة،ولتكملوا عدة الصيام شهرًا،ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر،ولتعظموه على هدايته لكم،ولكي تشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير.[10]
إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة،وينبغي التكبير في إخراجها احتياطا،ويجوز أول رمضان.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -r- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِىَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ." رواه أبو داود[11].
حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّةِ زَكَاةِ الْفِطْرِ الرِّفْقُ بِالْفُقَرَاءِ بِإِغْنَائِهِمْ عَنِ السُّؤَال فِي يَوْمِ الْعِيدِ،وَإِدْخَال السُّرُورِ عَلَيْهِمْ فِي يَوْمٍ يُسَرُّ الْمُسْلِمُونَ بِقُدُومِ الْعِيدِ عَلَيْهِمْ،وَتَطْهِيرُ مَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ شَهْرِ الصَّوْمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ[12]
الإكثار من الصدقات والمبرات،وجبر خواطر الفقراء واليتامى والأرامل والمساكين.
إظهار البشاشة والفرح والسرور،الفرح بطاعة الله،والبشاشة في وجوه المؤمنين.
التبكير في التوجه إلى صلاة العيد في المسجد،ويستحب الذهاب إليه ماشيا من طريق،والعودة اليه ماشيا من طريق آخر ليشهد له الطريقان ومن فيهما من ملائكة الله التي تملأ الطرقات في هذا اليوم الكريم.
عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَأَنْ تَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ."[13]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ r،إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ." ابن حبان[14]
تناول شيئا من الطعام قبل الذهاب إلى صلاة الفطر ويستحب أن يكون حلوا كالتمر.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - r- لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا.رواه البخاري[15].
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rيُفْطِرُ عَلَى تَمَرَاتٍ،ثُمَّ يَغْدُو." ابن حبان[16]
وعن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ،قَالَ:سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،يَقُولُ:مَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ r،يَوْمَ فِطْرٍ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ثَلاَثًا،أَوْ خَمْسًا،أَوْ سَبْعًا." ابن حبان[17]
شهود صلاة عيد الفطر،للرجال والنساء،ويستحب تأخيرها لأجل إخراج صدقة الفطر لمن لم يخرجها،وحضور خطبة العيد والإستماع إلى توجيهاتها ووصاياها.
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ،قَالَتْ:كَانَ رَسُولُ اللهِ r،يُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ،وَذَوَاتِ الْخُدُورِ،وَالْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدِ،فَأَمَّا الْحُيَّضُ،فَيَعْتَزِلْنَ الْمُصَلَّى،وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ،فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ:فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِإِحْدَانَا جِلْبَابٌ ؟ قَالَ:لِتُعِرْهَا جِلْبَابِهَا." ابن حبان[18]
وعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ،قَالَتْ:أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ rأَنْ نُخْرِجَهُنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ،وَيَوْمَ الأَضْحَى،- يَعْنِي:أَبْكَارَ الْعَوَاتِقِ،وَذَوَاتِ الْخُدُورِ،وَالْحُيَّضَ -،فَقُلْتُ:أَرَأَيْتَ إِحْدَاهُنَّ لاَ يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ ؟ قَالَ:فَتُلْبِسُهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا." ابن حبان[19]
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ،قَالَ:سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ،وَقِيلَ لَهُ:أَشَهِدْتَ الْخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ rيَوْمَ الْعِيدِ ؟ قَالَ:نَعَمْ،وَلَوْلاَ مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مَعَهُ مِنَ الصِّغَرِ،خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ،فَصَلَّى،ثُمَّ خَطَبَ،ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلاَلٌ،فَوَعَظَهُنَّ،وَذَكَّرَهُنَّ،وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ،فَرَأَيْتُهُنَّ يَرْمِيَنَّ بِأَيْدِيهِنَّ،وَيَقْذِفْنَهُ فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ،ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَبِلاَلٌ إِلَى بَيْتِهِ.[20]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ r- أَوْ قَالَ عَطَاءٌ،أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ -،أَنَّ النَّبِيَّ rخَرَجَ يَوْمَ فِطْرٍ فِي أَصْحَابِهِ،فَصَلَّى،ثُمَّ خَطَبَ،ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ،فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ.[21]
استحباب قراءة بعض السور في العيدين،فعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ:مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ r،يَقْرَأُ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى ؟ قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ rيَقْرَأُ بِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ،وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرَ.[22]
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ r،يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ:بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى،وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.[23]
وعَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ،مَوْلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ،عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ r،يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْجُمُعَةِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكِ الأَعْلَى،وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ،فَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ،قَرَأَ بِهِمَا جَمِيعًا فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدِ.[24]
السلام على الأهل والإخوة والأصدقاء والجيران والمعارف وجميع المسلمين بعد الصلاة،قائلا: تقبل الله طاعتكم،وكل عام وأنتم بخير.[25]
زيارة الأرحام،والعلماء،والأصدقاء بحسب آداب الزيارة.
زيادة الطاعات،والإكثار من أعمال البر والخير،وتجنب المعاصي والذنوب،والملاهي المحرمة،التي تقسي القلب وتصد عن ذكر الله وتلهي عن الصلاة.قال الله تعالى:{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} الحج.
آداب عيد الأضحى:
أداب عيد الأضحى هي نفس آداب عيد الفطر إلا في الملاحظات التالية:
التكبير بعد الصلوات الخمس من فجر يوم عرفة وحتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق.
قال تعالى:{ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} الحج 28.
لأن كل أعمال الحج مصحوبة بذكر الله وتلبيته،فَمَا من عمل يُؤدِّيه الحاجّ إلا ويقول: لبيك اللهم لبيك. وتظل التلبية شاغله ودَيْدنه إلى أنْ يرمي جمرة العقبة،ومعنى " لبيك اللهم لبيك " أن مشاغل الدنيا تطلبني،وأنت طلبتني لأداء فَرْضِك عليَّ،فأنا أُلبِّيك أنت أولاً؛ لأنك خالقي وخالق كل ما يشغلني ويأخذني منك.والأيام المعلومات هي: أيام التشريق.[26]
وقال:{ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} البقرة 203.
الأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ هِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ( يَوْمُ النَّحْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَهُ - وَهِيَ أَيَّامُ رَمْيِ الجِمَارِ ) فَكَبِّرُوا اللهَ بَعْدَ صَلَواتِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ[27]
تعجيل صلاة عيد الأضحى من أجل ذبح الأضاحي كما ورد في الحديث. فعن يَزِيدَ بْنَ خُمَيْرٍ الرَّحَبِىِّ قَالَ:خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِىِّ -r- مَعَ النَّاسِ يَوْمَ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الإمَامِ وَقَالَ:إِنَّا كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -r- قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ.[28]
وعَنِ الْبَرَاءِ،قَالَ:كُنَّا عِنْدَ سَارِيَةِ الْمَسْجِدِ،فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَوْضِعِهَا،قَالَ:خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ rفَقَالَ:إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ،ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ،فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا،وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ،لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ،قَالَ:وَذَبَحَ خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنِّي ذَبَحْتُ،وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ،قَالَ:اجْعَلْهَا مَكَانَهَا،وَلاَ تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ."[29]
وعن أبي الْحُوَيْرِثِ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ بِنَجْرَانَ :« عَجِّلِ الأَضْحَى وَأَخِّرِ الْفِطْرَ وَذَكِّرِ النَّاسَ ».. أخرجه الشافعي[30].
وعن الشَّافِعِىِّ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقُولُ:إنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ يَغْدُو إِلَى الأَضْحَى وَالْفِطْرِ حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَتَتَامُ طُلُوعُهَا.[31]
عدم تناول الطعام قبل أداء صلاة الأضحى. فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،عَنْ أَبِيهِ،أَنَّ النَّبِيَّ r،كَانَ لاَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ،وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يَنْحَرَ." ابن حبان[32]
الحث على الأضحية للمستطيع،ويرجع في شروطها إلى كتب الفقه. ويسن أن لا يحلق صاحبها ولا يأخذ من اظفاره من بداية ذي الحجة حتى يذبح.فعن سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيَّبِ قال: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ،زَوْجَ النَّبِيِّ rتَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ،فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ " رواه مسلم[33].
توزيع الأضحية ثلث لنفسه وعياله،وثلث لأرحامه وأقاربه وأصدقائه،وثلث للفقراء والمساكين.
قال تعالى:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} الكوثر.
إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة،ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف،وطينه المسك.فأخلص لربك صلاتك كلها،واذبح ذبيحتك له وعلى اسمه وحده.إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور،هو المنقطع أثره،المقطوع من كل خير.[34]
عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ خَرَجَ النَّبِىُّ - r- يَوْمَ أَضْحًى إِلَى الْبَقِيعِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ،ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَقَالَ « إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِى يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ،ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ،فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا،وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ شَىْءٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ،لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِى شَىْءٍ ».فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنِّى ذَبَحْتُ وَعِنْدِى جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ.قَالَ « اذْبَحْهَا،وَلاَ تَفِى عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ » رواه البخاري[35].
وفي الموسوعة الفقهية:" ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّهُ مِنْ مَسْنُونَاتِ الأُْضْحِيَّةِ أَنْ يَأْكُل الْمُضَحِّي مِنْ لَحْمِ أُضْحِيَّتِهِ وَيُطْعِمَ وَيَدَّخِرَ،وَالأَْفْضَل أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالثُّلُثِ وَيَتَّخِذَ الثُّلُثَ ضِيَافَةً لأَِقَارِبِهِ وَأَصْدِقَائِهِ وَيَدَّخِرَ الثُّلُثَ ."[36]
وفيها أيضاً:" وَالأَْفْضَل أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالثُّلُثِ،وَيَتَّخِذَ الثُّلُثَ ضِيَافَةً لأَِقَارِبِهِ وَأَصْدِقَائِهِ،وَيَدَّخِرَ الثُّلُثَ،وَلَهُ أَنْ يَهَبَ الْفَقِيرَ وَالْغَنِيَّ،وَقَدْ صَحَّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي صِفَةِ أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ rقَال:" وَيُطْعِمُ أَهْل بَيْتِهِ الثُّلُثَ،وَيُطْعِمُ فُقَرَاءَ جِيرَانِهِ الثُّلُثَ،وَيَتَصَدَّقُ عَلَى السُّؤَال بِالثُّلُثِ " .[37]
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ خَالَهُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ نِيَارٍ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ النَّبِىُّ -r- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ مَكْرُوهٌ وَإِنِّى عَجَّلْتُ نَسِيكَتِى لأُطْعِمَ أَهْلِى وَجِيرَانِى وَأَهْلَ دَارِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَعِدْ نُسُكًا ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِى عَنَاقَ لَبَنٍ هِىَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَىْ لَحْمٍ. فَقَالَ « هِىَ خَيْرُ نَسِيكَتَيْكَ وَلاَ تَجْزِى جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ ».[38]
ويجوز الادخار من لحم الأضحية،فعَنْ جَابِرٍ،قَالَ:كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ rنَتَزَوَّدُ لَحْمَ الأَضْحَى إِلَى الْمَدِينَةِ."[39]
وعن ثَوْبَانَ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ الْأُضْحِيَّةِ،فَأَصْلَحْتُهُ،فَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى بَلَغَ الْمَدِينَةَ.[40]
وعَنْ يَزِيدَ،مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ،أَنَّ امْرَأَتَهُ أُمَّ سُلَيْمٍ،سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ فَقَالَتْ:قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ غَزْوَةٍ،فَدَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ،فَقَرَّبْتُ لَهُ لَحْمًا مِنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ،فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ،حَتَّى سَأَلَ رَسُولَ اللهِ r،فَقَالَ النَّبِيُّ r: كُلْهُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ،إِلَى ذِي الْحِجَّةِ.[41]
وعَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ». رواه مسلم [42].
صيغة التكبير: الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله،الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ النَّفْرِ لاَ يُكَبِّرُ فِى الْمَغْرِبِ:اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا."[43]
_____________
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخارى- المكنز - (1904) وصحيح مسلم- المكنز - (2763 ) وصحيح ابن حبان - (8 / 210) (3423)
[2] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 3767)
[3] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 640) (13622) 13657- صحيح
[4] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 4457)
[5] - سنن ابن ماجة- طبع مؤسسة الرسالة - (2 / 658) (1782) والإتحاف 3/410 و5/206 حسن لغيره
وفي سنده بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة :وأعله الألباني في الضعيفة به(521) وقال:بقية سيء التدليس ، فإنه يروي عن الكذابين عن الثقات ثم يسقطهم من بينه وبين الثقات ويدلس عنهم فلا يبعد أن يكون شيخه الذي أسقطه في هذا الحديث من أولئك الكذابين 000 اهـ واعتبره موضوعاً .
أقول : من راجع ترجمة بقية في التهذيب وجد ما يلي الأكثر على توثيقه بقوة والثاني أنه ثقة وحجة فيما رواه عن أهل بلده وهذا ما أكده ابن عدي كذلك وهذا منها فهو يرويه عن شيخه ثور الحمصي فينبغي أن يقبل هذا الحديث وهو الذي لازمه مدة طويلة فلا حاجة لأن يدلس عنه وإنما يكون التدليس عن شيخ سمع منه شيئاً قليلاً 00 راجع التهذيب 10/473 - 478
وقال ابن عدي بعد ترجمته المطولة : " إذا روى عن الشاميين فهو ثبت ، وإذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لامنه،وإذا روى عن غير الشاميين فربما وهم عليهم،وربما كان الوهم من الراوي عنه،وبقية صاحب حديث ، ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار،ويروي عنه الكبار من الناس وهذه صورة بقية ا هـ 2/72 - 80
فلله درك يا ابن عدي .
علماً أنّ إحياء أية ليلة مندوب إليه بشكل عام ،والإحياء يكون بالإكثار من الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن والاستماع لموعظة ونحو ذلك, ولا سيما إذا لاحظنا هذه الأيام كيف أن َّالكفار يحيون ليلي أعيادهم بالمعاصي والمنكرات ،فإذا خالفهم المسلمون وأحيوا ليلتي العيدين بطاعة الله تعالى كان خيراً لهم " موسوعة السنة النبوية - (8 / 479)(16071 )
[6] - المعجم الأوسط للطبراني - (163) حسن لغيره
[7] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (2 / 235) والمجموع 4 / 45 ، وشرح المنهاج 2 / 127 ، وابن عابدين 1 / 460 ، ومراقي الفلاح ص 318 ، وكشف المخدرات ص 86 ، والبحر الرائق 2 / 256 ط الأولى بالمطبعة العلمية ، وحاشية الرهوني 1 / 181 طبع بولاق 1306 ، والمغني 1 / 159 والفقه الإسلامي وأدلته - (2 / 537)
[8] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (34 / 123) ومراقي الفلاح بحاشية الطحطاوي ص218 ، وابن عابدين 1 / 460 ، والمجموع 4 / 45 ، وشرح المنهاج 2 / 172 ، الشرح الصغير 1 / 527 ، وكشف المخدرات ص86 .
[9] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (31 / 115) والفقه على المذاهب الأربعة - (1 / 529)
[10] - التفسير الميسر - (1 / 199)
[11] - سنن أبي داود - المكنز - (1611 ) صحيح
الرفث : الفحش من الكلام أو الجماع وقيل هو اسم لكل ما يريده الرجل من المرأة
[12] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (23 / 336)
ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ دَفْعُ الْقِيمَةِ ، لأَِنَّهُ لَمْ يَرِدْ نَصٌّ بِذَلِكَ ، وَلأَِنَّ الْقِيمَةَ فِي حُقُوقِ النَّاسِ لاَ تَجُوزُ إِلاَّ عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمْ ، وَلَيْسَ لِصَدَقَةِ الْفِطْرِ مَالِكٌ مُعَيَّنٌ حَتَّى يَجُوزَ رِضَاهُ أَوْ إبْرَاؤُهُ .
وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يَجُوزُ دَفْعُ الْقِيمَةِ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ ، بَل هُوَ أَوْلَى لِيَتَيَسَّرَ لِلْفَقِيرِ أَنْ يَشْتَرِيَ أَيَّ شَيْءٍ يُرِيدُهُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ ؛ لأَِنَّهُ قَدْ لاَ يَكُونُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحُبُوبِ بَل هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى مَلاَبِسَ ، أَوْ لَحْمٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَإِعْطَاؤُهُ الْحُبُوبَ ، يَضْطَرُّهُ إِلَى أَنْ يَطُوفَ بِالشَّوَارِعِ لِيَجِدَ مَنْ يَشْتَرِي مِنْهُ الْحُبُوبَ ، وَقَدْ يَبِيعُهَا بِثَمَنٍ بَخْسٍ أَقَل مِنْ قِيمَتِهَا الْحَقِيقِيَّةِ ، هَذَا كُلُّهُ فِي حَالَةِ الْيُسْرِ ، وَوُجُودِ الْحُبُوبِ بِكَثْرَةٍ فِي الأَْسْوَاقِ ، أَمَّا فِي حَالَةِ الشِّدَّةِ وَقِلَّةِ الْحُبُوبِ فِي الأَْسْوَاقِ ، فَدَفْعُ الْعَيْنِ أَوْلَى مِنَ الْقِيمَةِ مُرَاعَاةً لِمَصْلَحَةِ الْفَقِيرِ.."الموسوعة الفقهية الكويتية - (23 / 344)
[13] - سنن الترمذى- المكنز - (533 ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَأَنْ يَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلاَةِ الْفِطْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لاَ يَرْكَبَ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ.
[14] - صحيح ابن حبان - (7 / 55) (2815) صحيح
[15] - صحيح البخارى- المكنز - (953 )
[16] - صحيح ابن حبان - (7 / 53) (2813) صحيح
[17] - صحيح ابن حبان - (7 / 54) (2814) صحيح
[18] - صحيح ابن حبان - (7 / 57) (2817) صحيح
[19] - صحيح ابن حبان - (7 / 56) (2816) صحيح
[20] - صحيح ابن حبان - (7 / 63) (2823) صحيح
[21] - صحيح ابن حبان - (7 / 64) (2824) صحيح
[22] - صحيح ابن حبان - (7 / 60) (2820) صحيح
[23] - صحيح ابن حبان - (7 / 61) (2821) صحيح
[24] - صحيح ابن حبان - (7 / 62) (2822) صحيح
[25] - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (6 / 198) -شعائر العيد
[26] - تفسير الشعراوي - ( / 2605)
[27] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 210)
[28] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3 / 282) (6368) وسنن أبي داود - المكنز - (1137) صحيح
[29] - صحيح البخارى- المكنز - (968 ) وصحيح مسلم- المكنز - (5185) وصحيح ابن حبان - (13 / 228)(5907)
الجَذعة : ما استكمل سنة ولم يدخل فى الثانية
[30] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3 / 282)(6369) وقال : هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ طَلَبْتُهُ فِى سَائِرِ الرِّوَايَاتِ بِكِتَابِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَلَمْ أَجِدْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.قلت : وفيه إبراهيم بن أبي يحيى متروك
[31] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3 / 282) (6370) وَهَذَا أَيْضًا مُرْسَلٌ وَشَاهِدُهُ عَمَلُ الْمُسْلِمِينَ بِذَلِكَ أَوْ بِمَا يَقْرُبُ مِنْهُ مُؤَخَّرًا عَنْهُ.قلت : وفيه مع إرساله جهالة
[32] - صحيح ابن حبان - (7 / 52) (2812) صحيح
[33] - صحيح مسلم- المكنز - (5236 )
[34] - التفسير الميسر - (11 / 78)
[35] - صحيح البخارى- المكنز - (976 ) -الجَذعة : ما استكمل سنة ولم يدخل فى الثانية
[36] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (35 / 210)
[37] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (5 / 102) والمغني ( 11 / 109 ط المنار )
[38] - صحيح مسلم- المكنز - (5182 )
الجَذعة : ما استكمل سنة ولم يدخل فى الثانية -العناق : الأنثى من ولد المعز أتى عليها أربعة أشهر
[39] - صحيح ابن حبان - (13 / 254) (5931) صحيح
[40] - صحيح ابن حبان - (13 / 255) (5932) صحيح
[41] - صحيح ابن حبان - (13 / 256) (5933) صحيح
[42] - صحيح مسلم- المكنز - (2733 )
[43] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3 / 315) (6504) صحيح
وانظر : تيسير العلام شرح عمدة الحكام- للبسام - (1 / 231) والموسوعة الفقهية الكويتية - (13 / 215) وفتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 3614) سؤال رقم 36627- التكبير المطلق والمقيد ( فضله ووقته وصفته ) وفتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 4821) سؤال رقم 49014- أحكام العيد والسنن التي فيه وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (3 / 4979) رقم الفتوى 18435 يكبر الناس في العيد فرادى وجماعات والأذكار للنووي - (1 / 196)