حذر
العلماء في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك الأمريكية، من أن عدم عناية
السيدات بأسنانهن ونظافة أفواههن أثناء الحمل، يؤدي إلي الولادة المبكرة
وإنجاب أطفال قليلي الوزن وصغار الحجم. وأكد الأطباء أن صحة الفم عند الأم
تعتبر ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بصحة الطفل، فكلما كانت مستويات البكتيريا
والجراثيم في فم الأم أعلي، كان الوزن الولادي للطفل أقل، وقد يؤدي في بعض
الأحيان إلي إنجاب أطفال غير ناضجين وغير مكتملي النمو.
ووجد الباحثون حسب صحيفة القدس العربي ، بعد قياس المستويات البكتيرية
والمركبات الجرثومية الناتجة عنها في أفواه 297 من الحوامل، أن بكتيريا
الفم والجزيئات والمواد التي يفرزها الجسم ضدها تدخل إلي بيئة الرحم عبر
الدورة الدموية وتؤثر علي الجنين وعملية الولادة. ولاحظ الأطباء في دراستهم
التي نشرتها مجلة (طب اللثة والأسنان)، أن كل زيادة في مستويات المواد
البكتيرية بمقدار 10 مرات، يؤدي إلي انخفاض في وزن الطفل بحوالي 60 غراماً
ونقصان في مدة الحمل وعمر الجنين بحوالي يوم.
هذا ومن جانب اخر فأن الاكتئاب في فترة الحمل أيضا يؤثر على الجنين حيث وجد
الباحثون في مراكز الصحة والوقاية الأمريكية، بعد دراسة مجموعة من الأمهات
في كاليفورنيا، أن هناك علاقة بين نية الأم ورغبتها في الإنجاب وسعادتها
بانتظار الطفل وشعورها بالأمومة وبين وزن وليدها.
وقد أشارت الدراسات إلى عدد من عوامل الخطر لانخفاض الوزن الولادي للطفل
منها سن الأم الصغير، ونقص تعليمها والتدخين وسوء التغذية، إلا أن هذه
العوامل لا تفسر جميع حالات الوزن الولادي المنخفض، لذا يقترح الباحثون أن
نظرة الأم وشعورها يلعبان دورا في ذلك.
وقام الباحثون في الدراسة ، بتحليل المعلومات المسجلة من مسوحات علمية
أجريت لتحديد شعور الأمهات بشأن الحمل وإنجاب الأطفال ومراقبة نظرتهن لذلك
وتحديد إذا ما كانت تلعب دورا في مقدار الوزن الولادي لأطفالهم. هذا ويعتبر
الباحثون العلاج بالضوء الساطع من الوسائل العلاجية الحديثة المتخصصة
لتخفيف حالات الكآبة والتوتر التي تصيب النساء أثناء الحمل.
وأوضح علماء النفس أن توافر وسيلة علاجية مضادة للكآبة فعالة وسهلة الاستخدام وآمنة وغير سامة أثناء الحمل، يعد خيارا طبيا مرغوبا.
وشملت الدراسة الحديثة ستة عشر حامل يعانين من حالات كآبة رئيسية، حيث تم
تعريضهن لضوء فوق بنفسجي ساطع من مصدر ضوئي خاص لساعة يوميا خلال عشر دقائق
من وقت الاستيقاظ، ولمدة ثلاثة إلى خمسة أسابيع، من أجل تحديد فعالية
العلاج الضوئي الذي يستخدم عادة لمعالجة المرضى المصابين بالاضطراب العاطفي
الموسمي أو ما يعرف بكآبة الشتاء، على السيدات اللاتي يصبن بالاكتئاب
أثناء فترة الحمل.
وأشارت الدراسة إلى أن المريضات شهدن تحسنا معتدلا في درجات إصابتهن
بالكآبة بعد ثلاثة أسابيع فقط من العلاج الضوئي، وسجلت السيدات اللاتي
داومن على هذا العلاج لخمسة أسابيع تحسنا كبيرا بنسبة 59%، في حين أظهرت
السيدات أعراضا لزيادة حالة الكآبة عند التوقف عن العلاج.
وأشار الأطباء النفسيون إلى أن حوالي 5% من السيدات الحوامل يصبن بكآبة
رئيسية، ولا ينصح بتعاطيهن العلاجات المضادة للكآبة خوفا من تأثيرها المؤذي
على الجنين.
من ناحية أخرى حذر باحثون أميركيون في دراسة مستقلة من أن السيدات اللاتي
يعملن أثناء فترة الحمل يواجهن خطرا أعلى للإصابة بنوع خطير من ارتفاع ضغط
الدم الذي يعرف بالتشنج الحملي.
وقال الباحثون إن توترات العمل والضغوطات النفسية التي يسببها، قد تزيد
هرمونات التوتر في الجسم والتي تشجع بدورها ارتفاع ضغط الدم الشرياني
وخصوصا عند السيدات الحوامل بحوالي أربعة أضعاف. ووجد فريق البحث بعد ضبط
جميع عوامل الخطر المسببة لارتفاع ضغط الدم مثل التدخين والوزن والسن
والطول وشرب الكحول، أن السيدات العاملات تعرضن لحالات متكررة من سابق
الارتعاج أو التشنج الحملي بشكل أكثر من غير العاملات.
ومن الجدير بالذكر هنا أن دراسات سابقة كانت قد أشارت إلى أن العمل أثناء
الحمل قد يرتبط بارتفاع معدلات الولادة المبكرة وإنجاب أطفال صغار الحجم
وقليلي الوزن.