آداب الصيام
الصيام ركن من أركان الإسلام،وهو عبادة قديمة قدم الرسالات السماوية،لما فيه من فوائد روحية ونفسية وصحية،ولما فيه من خير عميم،وفصل كريم،على الفرد والمجتمع.. وقد كتب الله سبحانه الصيام على الأمم السابقة،ثم بلغ به مرتبة الكمال بفرضه على الأمم المحمدية سالكا بهم درجة الإرتقاء في منازل الإيمان والتقوى..قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} البقرة.
أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ بِالصَّومِ تَهْذِيباً لِنُفُوسِهِمْ،وَقَالَ تعالى: إِنَّهُ أَوْجَبَ الصَّومَ عَلَى الأُمَمِ السَّابِقَةِ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ،لِذلِكَ فَإِنَّهُ يُوجِبُهُ عَلَى المُسلِمِينَ،وَقَدْ فَرَضَ اللهُ الصَّوْمَ عَلَى المُؤْمِنينَ لِيُعِدَّهُمْ لِتَقْوَى اللهِ،بِتَرْكِ الشَّهَوَاتِ المُبَاحَةِ المَيْسُورَةِ امتِثالاً لأَمْرِهِ،وَاحتِسَاباً لِلأَجْرِ عِنْدَهُ،فَتُرَبَّى بِذلِكَ العَزِيمَةُ وَالإِرَادَةُ عَلَى ضَبْطِ النَّفْسِ .[1]
وقد ارتبطت فرضية الصيام بزمن معين وهو شهر رمضان المبارك،وأبرز ما في شهر رمضان من أحداث خالدة تنزل القرآن الكريم،الدستور الإلهي الخالد،الهادي من الضلال،والعاصم من الانحراف،والمنجي من الزيغ،والنور التام في الظلمة،والسعادة الكاملة للبشرية في هذه الدنيا ويوم القيامة،وتنزل القرآن الكريم في القلوب الواعية،والأفهام الناضجة ونقله من الصحائف والسطور،إلى العقول والصدور،ثم إلى الامتثال والسلوك،يحتاج إلى تدريب وتأهيل،والصيام وسيلة من وسائل هذا التدريب والتأهيل. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة.
وكلُّ العبادات المفروضة عبارة عن عمل معيّن،وله ثواب معين،إلا عبادة الصيام،فهي ليست بعمل وإنما هي ترك العمل،ولذلك فقد اقترن ثوابه بالعطاء الإلهي المباشر. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ،إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ،وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ »[2].
وعَنْ أَبِى صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ،فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ.وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ،وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ،فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ،فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ،أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ.وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ،وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ » متفق عليه [3]
وإذا كان الصيام ترك لأعمال مباحة،وهي المفطرات،فالأولى ترك الأعمال المكروهة أو المحرمة كاللغو والرفث والهزل والكذب والغيبة والنميمة والفطر إلى المحرمات وسماع المعازف والقينات وصرف الوقت في الملاهي والمنكرات. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ،فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. رواه البخاري[4]
والصيام رحلة روحية مباركة،ومدرسة صحية مثلى،تعين الجسم على التخلص من سمومه وفضلاته،وتعلمه الحمية الصححية،والتوازن الغذائي الأفضل إلى جانب الفوائد الأخلاقية والروحية كالتعود على الصبر والاحتمال،ومخالفة النفس،وكسر الشهوة،واحترام النظام،والتزام الجماعة،والإحسان إلى الفقراء،ومواساة المساكين،وتقدير النعمة،والتخلص من البطر،وصفاء القلب،وتطهير الروح،والانشغال بلذة العبادة،والتزود من ذكر الله تعالى والاعتكاف وتلاوة القرآن الكريم..
إنه وصية رسول الله r،دواء مزيد،وشفاء أكيد،ووصفة نبوية ليس لها نظير. فعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِىُّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِى اللَّهُ بِهِ. قَالَ « عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ ».[5]
وعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ:بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فِى سَرِيَّةٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ثُمَّ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِى اللَّهُ بِهِ. قَالَ :« عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ ». قَالَ فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُلْقَى إِلاَّ صَائِمًا هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ،فَإِذَا رُئِىَ فِى دَارِهِ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ:اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ،ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِى بِأَمْرٍ أَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِى فِيهِ. فَمُرْنِى بِأَمْرٍ قَالَ :« اعْلَمْ أَنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ كَتَبَ لَكَ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حَطَّ عَنْكَ بِهَا سَيِّئَةً »[6].
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ rجَيْشًا،فَأَتَيْتُهُ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ،قَالَ:اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ،فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا،حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،قَالَ:ثُمَّ أَتَيْتُهُ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنِّي أَتَيْتُكَ تَتْرَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ لِي بِالشَّهَادَةِ،فَقُلْتَ:اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللهِ،فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ،فَقَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ،قَالَ:فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ نَهَارًا إِلاَّ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ ضَيْفٌ،فَإِذَا رَأَوَا الدُّخَانَ نَهَارًا عَرَفُوا أَنَّهُ قَدِ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ."[7]
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ عِدْلَ لَهُ."[8]
وعَنْ أَبِي فَاطِمَةَ،قَالَ:قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ،أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ قَالَ:عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً. "[9]
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ،أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ،حَدَّثَهُ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ،أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصَّلاَةِ،فَإِنَّهَا لاَ مِثْلَ لَهَا قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدَّثَنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ،فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ،فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ،قَالَ:عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً،وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً."[10]
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ،أَنَّ مُطَرِّفًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ:أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ دَعَا بِلَبَنٍ لِيَسْقِيَهُ،فَقَالَ مُطَرِّفٌ:إِنِّي صَائِمٌ،فَقَالَ عُثْمَانُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ،وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.[11]
وهذه جملة من آداب الصيام:
إذا رأى المسلم هلال رمضان يدعو عند رؤيته بدعاء الرسول r،فعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ:أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ،قَالَ:اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِِيمَانِ،وَالسَّلامَةِ وَالإِِسْلامِ،رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ.[12]
وعَنْ قَتَادَةَ،أَنَّ نَبِيَّ اللهِ rكَانَ إذَا رَأَى الْهِلالَ،قَالَ:هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ،هِلالُ رُشْدٍ وَخَيْرٍ،هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ،آمَنْت بِالَّذِي خَلَقَك ثَلاثًا،الْحَمْدُ لِلَّهِ ذَهَبَ بهِلالِ كَذَا وَكَذَا،وَجَاءَ بِهِلالِ كَذَا وَكَذَا.[13]
وكَانَ الْحَسَنَ يَقُولُ إذَا رَأَى الْهِلالَ:اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ شَهْرَ بَرَكَةٍ وَنُورٍ وَأَجْرٍ وَمُعَافَاةٍ اللَّهُمَّ إنَّك قَاسِمٌ بَيْنَ عِبَادٍ مِنْ عِبَادِكَ فِيهِ خَيْرًا فَاقْسِمْ لَنَا فِيهِ مِنْ خَيْرِ مَا تَقْسِمُ لِعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. "[14]
الاستعداد للصوم بتبيت النية. فعَنْ حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -r- قَالَ « مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ ».[15].
وعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ :« مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ ».[16]
والنية فرض وتكون ليلا لكل يوم من رمضان والنذر والقضاء والكفارة وأكملها أن ينوي صوم غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة إيمانا واحتسابا لوجه الله الكريم.
ابتغاء وجه الله تعالى والإخلاص له في الصوم،وطلب مغفرته ورضوانه.قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لا يَصُومُ عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْ وَجْهَهُ سَبْعِينَ خَرِيفًا مِنَ النَّارِ ."[17]
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ،إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.[18]
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r- يَقُولُ « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا »[19].
وعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ.[20]
وعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ السُّلَمِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ،وَمَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ مَسِيرَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ "[21]
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ r،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ يَجْمَعُ اللَّهُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانَ جَهَنَّمَ،وَمَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ،حَرَّمَ اللَّهُ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ،وَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ،بَاعَدَ اللَّهُ عَنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْتَعْجِلِ،وَمَنْ جُرِحَ جِرَاحَةً فِي سَبِيلِ اللهِ،خَتَمَ لَهُ بِخَاتَمِ الشُّهَدَاءِ،لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،لَوْنُهَا مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ،وَرِيحُهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ،يَعْرِفُهُ بِهَا الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ،يَقُولُونَ:فُلاَنٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ،وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ."[22]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ."[23].
وعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».[24]
التقوي على الصوم بالقيام إلى السحور. فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: تَسَحَّرُوا،فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ. رواه البخاري ومسلم[25].
وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذَا السُّحُورِ،فَإِنَّمَا هُوَ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ "[26].وسبب البركة: أنه يقوي الصائم،وينشطه،ويهون عليه الصيام.
ويستحب تأخير السحور ليزود الصائم بالطاقة والحيوية والنشاط.
فعَنْ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -r- ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا قَالَ خَمْسِينَ آيَةً. رواه مسلم[27].
اعتنام وقت السحر بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن. قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (79) سورة الإسراء
يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ rبِقِيَامِ اللَّيْلِ مُصَلِّياً،زِيَادَةً عَنِ الصَّلاَةِ المَفْرُوضَةِ ( نَافِلَةً ).وَقَدْ خُصَّ الرَّسُولُ بِهذا الأَمْرِ.ثُمَّ أَمَرَهُ تَعَالَى بِأَنْ يَتْلُوَ القُرآنَ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ لِلصَّلاَةِ .[28]
تعجيل الإفطار عند التأكد من دخول الوقت،ليستعيد الجسم نشاطه تقويا على القيام. فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ. متفق عليه[29].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ،إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ.[30]
الدعاء عند الإفطار بما ورد عن النبي r. فعَنْ عَبْدِ اللهِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً مَا تُرَدُّ "،قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي "[31]
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مُلَيْكَةَ،قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،يَقُولُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:" لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مَا تُرَدُّ " قَالَ:وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ،أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي "[32]
فعَنْ مَرْوَانُ بْنَ سَالِمٍ الْمُقَفَّعُ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَيَقْطَعُ مَا زَادَ عَلَى الْكَفِّ وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.. رواه أبو داود [33].
وعَنْ أَبِي زُهْرَةَ،قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ rإذَا صَامَ،ثُمَّ أَفْطَرَ،قَالَ:اللَّهُمَّ لَكَ صُمْت وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْت،قَالَ:وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنِي فَصُمْت،وَرَزَقَنِي فَأَفْطَرْت.[34]
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rإذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ،قَالَ:أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ،وَنَزَلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.[35]
الإفطار على تمرات أو سائل حلو،أو على الماء عند فقدهما ولا يكثر من ذلك،ثم يصلي المغرب،ثم يعود إلى تناول الطعام بعد الصلاة. فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ rقَطُّ صَلَّى صَلاَةَ الْمَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ،وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ."[36]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ،وَمَنْ لاَ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ فَإِنَّهُ طَهُورٌ"[37]
وعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِر،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ،فَإِنْ لَمْ يَجِدِ التَّمْرَ فَعَلَى الْمَاءِ،فَإِنَّهُ الْمَاءُ طَهُورُ "[38]
وفي الحديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلاة المغرب بهذه الكيفية،فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بعد ذلك،إلا إذا كان الطعام موجودا،فإنه يبدأ به،عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ :« إِذَا قَدِمَ الْعَشَاءُ فَابْدَؤُا بِالْعَشَاءِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلاَةَ الْمَغْرِبِ وَلاَ تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ ». رواه البخاري ومسلم[39].
الاعتدال في الطعام والشراب،وتجنب البطنة والتخمة،والإقلال من أصناف الأطعمة ما أمكن،لئلا يضيع على نفسه فائدة الصوم الصحية. قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
السواك قبل الإفطار وبعده وأثناء الصيام.فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:مَا أُحْصِى وَلاَ أَعُدُّ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَتَسَوَّكَ وَهُوَ صَائِمٌ..
قَالَ أَبُو عِيسَى:وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ بِالسِّوَاكِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا السِّوَاكَ لِلصَّائِمِ بِالْعُودِ الرَّطْبِ وَكَرِهُوا لَهُ السِّوَاكَ آخِرَ النَّهَارِ وَلَمْ يَرَ الشَّافِعِىُّ بِالسِّوَاكِ بَأْسًا أَوَّلَ النَّهَارِ وَلاَ آخِرَهُ وَكَرِهَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ السِّوَاكَ آخِرَ النَّهَارِ.[40]
الإستزادة من فعل الخيرات،وأداء العبادات،والإكثار من الإنفاق والمبرات،فهو في رمضان أكثر تأكيدا وأعظم أجرا.. وخاصة تلاوة القرآن ومدارسته. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rأَجْوَدَ النَّاسِ،وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ،وَحِينَ يَلْقَى جِبْرِيلَ،وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ،فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ،فَلَرَسُولُ اللهِ rحِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. رواه البخاري[41].
كف النفس عمّا يتنافى مع حقيقة الصيام من المحارم والآثام وإطلاق الجوارح في المعاصي والذنوب كالغيبة والنميمة والكذب والغش والفحش وسوء الخلق والاضرار بالناس والنظر إلى المحرمات.
قال بعض العلماء: كم من صائم مفطر،وكم من مفطر صائم،والمفطر الصائم هو الذي يحفظ جوارحه عن الآثام ويأكل ويشرب،والصائم المفطر هو الذي يجوع ويعطش ويطلق جوارحه للمحرمات.[42]
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- :« لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ فَقَطْ. إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ. فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقَلْ:إِنِّى صَائِمٌ »[43].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ،وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ"[44].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ،وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ.[45]
وعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ r: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلاً قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا،وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ،فَأَعْرَضَ عَنْهُ،أَوْ سَكَتَ،ثُمَّ عَادَ،وَأُرَاهُ قَالَ:بِالْهَاجِرَةِ،قَالَ:يَا نَبِيَّ اللهِ،إِنَّهُمَا وَاللَّهِ قَدْ مَاتَتَا،أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا قَالَ:ادْعُهُمَا قَالَ:فَجَاءَتَا،قَالَ:فَجِيءَ بِقَدَحٍ،أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا:قِيئِي فَقَاءَتْ قَيْحًا،أَوْ دَمًا وَصَدِيدًا وَلَحْمًا حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ،ثُمَّ قَالَ لِلأُخْرَى:قِيئِي فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ،ثُمَّ قَالَ:إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمَا،وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا،جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى،فَجَعَلَتَا يَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ." رواه أحمد[46].
تجنب المزاح والضحك وإضاعة الوقت. "إنّ الله جعل شهرَ رمضان مضمارًا لخلقه،يستبقون فيه بطاعتِه إلى مرضاتِه،فسبَق قومٌ ففازوا،وتخلَّف آخرون فخابوا. فالعَجَب مِنَ اللاّعب الضّاحك في اليومِ الذي يفوز فيه المحسِنون ويخسَر فيه المبطِلون" أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك[47]
دعوة الأرحام والجيران والمقربين لتناول طعام الإفطار استزادة في طلب الخير والرحمة والأجر من الله تعالى .
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ r: مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا،كَانَ لَهُ،أَوْ كُتِبَ لَهُ،مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ،مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا،وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ،كَانَ لَهُ،أَوْ كُتِبَ لَهُ،مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي فِي أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا.[48].
وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ وَشَرَابٍ مِنْ حَلاَلٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ rلَيْلَةَ الْقَدْرِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ،مَنْ صَافَحَهُ جِبْرِيلُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ رُزِقَ دُمُوعًا وَرِقَّةً قَالَ سَلْمَانُ:إِنْ كَانَ لاَ يَقْدِرُ عَلَى قُوتِهِ،قَالَ:عَلَى كِسْرَةِ خُبْزٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ كَانَ لَهُ هَذَا."[49].
من الأدب أن لا يجاهر المسلم ـ المرخص له بالإفطار ـ في إفطاره إحتراما لشعور الصائمين ولكي لا يشجع المستهترين من المفطرين بالمجاهرة في إفطارهم بحجة أو بغير حجة.
الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان. عَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:كَانَ النَّبِيُّ rإِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْقَظَ أَهْلَهُ،وأَحْيَى اللَّيْلَ،وَشَدَّ الْمِئْزَرَ.[50]
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ.[51]
وقَالَتْ عَائِشَةُ رضى الله عنها كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَجْتَهِدُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِى غَيْرِهِ[52].
استحباب طلب ليلة القدر وقيامها فليلة القدر أفضل ليالي السنة لقوله تعالى:{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} القدر.
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى إِنَّهُ أَنْزَلَ القُرْآنَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ.وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ القُرْآنَ جُمْلَةً مِنَ اللَّوْحِ المَمْحُوظِ إِلَى بَيْتِ العِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا،ثُمَّ مُفَصَّلاً بِحَسَبِ الوَقَائِعِ فِي ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً عَلَى رَسُولِ اللهِ r.وَمَا الذِي تَعْلَمُهُ أَنْتَ عَنْ فَضْلِهَا،وَعُلُوِّ قَدْرِهَا،فَذَلِكَ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ.فَلَيْلَةُ القَدْرِ مُبَارَكَةٌ بَدَأَ فِيهَا بِإِنْزَالِ القُرْآنِ الكَرِيمِ لِيَبْدَأَ عَهْدُ النُّبُوَّةِ وَالنُّورِ وَالهُدَى،وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ الجَاهِلِيَّةِ،التِي كَانَ النَّاسُ يَتَخَبَّطُونَ فِيهَا فِي ظَلاَمِ الشِّرْكِ وَالوَثَنِيَّةِ،تَنَزَّلَتِ المَلاَئِكَةُ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ r،وَتَمَثَّلَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،مُبَلِّغاً لِلْوَحْيِ،وَكَانَ هَذَا التَّجَلِّي بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى .وَهِيَ لَيْلَةٌ كُلُّهَا سَلاَمٌ وَأَمْنٌ وَخَيْرٌ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللهِ،وَأَهْلِ طَاعَتِهِ،مِنْ مَبْدَئِهَا إِلَى نِهَايَتِهَا فِي مَطْلَعِ الفَجْرِ .[53]
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ،وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »رواه البخاري[54].
وعَنِ الزُّهْرِيِّ،قَالَ:أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ،أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rخَرَجَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ،فَصَلَّى النَّاسُ،فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ،فَكَثُرَ النَّاسُ،فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَصَلَّى،فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ،فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ،فَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ،فَصَلَّى فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ،فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ،فَكَثُرَ النَّاسُ حَتَّى عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ،فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ،فَطَفِقَ النَّاسُ يَقُولُونَ:الصَّلاَةَ،فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ،فَلَمَّا قَضَى صَلاَةَ الْفَجْرِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ،ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ،فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ،وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ،فَتَعْجِزُوا عَنْ ذَلِكَ،وَكَانَ يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ،يَقُولُ:مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ قَالَ:فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ rوَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ،ثُمَّ كَذَلِكَ كَانَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرٍ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ،حَتَّى جَمَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ،فَقَامَ بِهِمْ فِي رَمَضَانَ،وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ اجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ فِي رَمَضَانَ."[55]
وعن ابْنِ بُرَيْدَةَ،قَالَ:قَالَتْ عَائِشَةُ:يَا نَبِيَّ اللهِ،أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ،مَا أَقُولُ ؟ قَالَ:تَقُولِينَ:اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ،فَاعْفُ عَنِّي. رواه أحمد[56] .
الاعتكاف في رمضان خاصة في العشر الأخير.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " مَنِ اعْتَكَفَ عَشْرًا فِي رَمَضَانَ كَانَ كَحَجَّتَيْنِ وَعُمْرَتَيْنِ ".رواه البيهقي[57].
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجِ النَّبِىِّ - r- أَنَّ النَّبِىَّ - r- كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ،ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ [58].
آداء زكاة الفطر وهي واجبة على كل فرد من المسلمين صغيرا وكبيرا،ذكرا وأنثى،وتصح من أول شهر رمضان فهي تجبر ما وقع أثناء الصيام من زلات وهفوات،وسبب لقبول الصيام ورفعه إلى مرتبة الرضا،ويتذكر فيها الفقراء والمحتاجين من الأرحام والجيران والمقربين.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -r- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِىَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ. رواه أبو داود[59] .
بلوغ أعلى درجات الصوم،بالتشبه بالملائكة الكرام،الذين لا يأكلون ولا يشربون،ولا يشتغلون إلا بعبادة ربهم وامتثال أوامره،والقربة من جنابه الكريم. قال بعض العلماء: للصوم ثلاث درجات: أولها،كف البطن والفرج عن المفطرات،وثانيها: كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام،وثالثها: صوم القلب عن الأخلاق الدنيئة والأفكار الدنيوية،وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية.[60]وبذلك يتحقق الحديث الشريف.عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ،إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى،وَأَنَا أَجْزِى بِهِ،وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ » رواه البخاري[61] .
قالَ العلامة الإمام ابن القيم رحمه الله: حبسُ النفس عن الشهواتِ وفِطامها عن المألوفات وتعديلُ قوّتها الشهوانيّة لتستعدَّ لطلَب ما فيه غايةُ سعادتها ونعيمها ولقَبول ما تزكو به مما فيهِ حياتها الأبديّة،ويكسِر الجوعُ والظّمَأ مِن حِدّتها وسَورتها ويذكِّرها بحالِ الأكبادِ الجائعة من المساكينِ،وتُضيَّق مجارِي الشيطان من العبدِ بتضييق مجاري الطّعام والشّراب،وتُحبَس قوَى الأعضاء عن استرسَالها لحكمِ الطبيعة فيها يضرُّها في معاشِها ومعادِها،ويُسكَّن كلّ عضوٍ منها وكلّ قوّةٍ عن جماحه وتُلجَم بلجامه،فهو لِجام المتّقين وجُنّة المحارِبين ورياضة الأبرارِ والمقرَّبين،وهو لربّ العالمين من بين سائِر الأعمال؛ فإنّ الصائمَ إنما يترُك شهوتَه وطعامَه وشرابه من أجلِ معبودِه،فهو تركُ محبوباتِ النّفس وتلذُّذاتها إيثارًا لمحبّة الله ومرضاتِه،وهو سِرّ بين العبدِ وربّه لا يطَّلع عليه سواه،والعِبادُ قد يطّلِعون مِنه على تركِ المفطّرات الظّاهرة،وأمّا كونه ترك طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلِ معبودِه فهو أمرٌ لا يطَّلع عليه بشرٌ،وتلك حقيقةُ الصوم "[62]
____________
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 190)
[2] - صحيح البخارى- المكنز - (5927 )
[3] - صحيح البخارى- المكنز - (1904 ) وصحيح مسلم- المكنز - (2762 )
ولخلوف : خلف فم والصائم يخل خلوفا : إذا تغيرت ريحه من ترك الأكل والشرب ، والخلفة منه.
يرفث : الرفث : كلمة جامعة لكل مايريده الرجل من المرأة ، وقيل : والتصريح بذكر الجماع ، وهو الحرام في الحج على المحرم ، فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة ،فلا يحرم عليه ، ولكن يستحب له تركه.
يصخب : الصخب : الضجة والجلبة.-
الصوم لي وأنا أجزي به : إنما خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل وإن كانت العبادات كلها له ، وجزاؤها منه ، لأن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل ، من صلاة ، وحج ،وصدقة، وأتبتل واعتكاف ودعاء وقربان وهدي ، وغير ذلك من أنواع العبادات ،قد عبد المشركون بها آلهتهم ، وكانوا يتخذونه من دون الله ندادا ، ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عبدت آهتها بالصوم ، ولاتقربت إليها به ، ولا دانتها به ، ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع ، فذلك قال الله عز وجل : «الصوم لي» أي : لم يشاركني فيه أحد ، ولا عبد به غيري ، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي ، وأنا أتولى الجزاء عليه بنفسي ، لا أكله إلى أحد ( غيري ) من ملك مقرب أو غيره ، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوها من التأويل ، لاتداني هذا القول ولا تقاربة ،إذ ما من قول منها رإلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكارا ،ولم يسمعه من أحد ، ولا وقف عليه في كتاب ، ولم أسمعه أنا من غيره ،ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن ، وفقه الله بعرفانه.جامع الأصول في أحاديث الرسول - (9 / 453)
[4] - صحيح البخارى- المكنز - (1903) وصحيح ابن حبان - (8 / 257) (3480)
[5] - سنن النسائي- المكنز - (2233) صحيح
[6] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (4 / 301) (8743) صحيح
[7] - صحيح ابن حبان - (8 / 212) (3425) صحيح
[8] - صحيح ابن حبان - (8 / 213) (3426) صحيح
[9] - مسند الشاميين 360 - (1 / 126) (198) صحيح
[10] - مسند الشاميين 360 - (4 / 352) (3532) حسن
[11] - صحيح ابن حبان - (8 / 411) (3649) صحيح
[12] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (1 / 445)(1397) حسن لغيره
[13] - مصنف ابن أبي شيبة - (15 / 358) (30368) صحيح مرسل
[14] - مصنف ابن أبي شيبة - (15 / 358) (30369) صحيح مقطوع
[15] - سنن النسائي- المكنز - (2346) صحيح - يُبَيِّت التَّبْيِيتُ : أن ينوي الصيام من الليل.
[16] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (4 / 203) (8166) صحيح
[17] - مسند أبي عوانة (2259 ) صحيح
الخَرِيف : الزَّمَانُ المَعْرُوفُ من فصول السَّنّة ما بين الصَّيف والشتاء ويطلق على العام كله
[18] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 69)(11210) 11228- صحيح
[19] - وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r - يَقُولُ « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا » .
[20] - مسند الشاميين 360 - (1 / 171) (290) صحيح لغيره
[21] - مسند الشاميين 360 - (1 / 281) (490) صحيح لغيره
[22] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (8 / 885)(27503) 28052- فيه انقطاع
[23] - صحيح البخارى- المكنز - (38 ) وصحيح ابن حبان - (8 / 219) (3432)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : إِيمَانًا ، يُرِيدُ بِهِ : إِيمَانًا بِفَرْضِهِ ، وَاحْتِسَابًا يُرِيدُ بِهِ : مُخْلِصًا فِيهِ.
[24] - صحيح مسلم- المكنز - (1817)
[25] - صحيح البخارى- المكنز - (1923) وصحيح مسلم- المكنز - (2603 )
[26] - شرح مشكل الآثار - (14 / 125) (5504 ) حسن
[27] - صحيح مسلم- المكنز - (2606 )
[28] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 2109)
[29] - صحيح البخارى- المكنز - (1957) وصحيح مسلم- المكنز -(2608) وصحيح ابن حبان - (8 / 273) (3502)
[30] - صحيح ابن حبان - (8 / 273) (3503) صحيح
[31] - شعب الإيمان - (5 / 407) (3621 ) صحيح
[32] - فَضَائِلُ الْأَوْقَاتِ لِلْبَيْهَقِيِّ (140) صحيح
[33] - سنن أبي داود - المكنز - (2359 ) حسن
[34] - مصنف ابن أبي شيبة - (6 / 330) (9837) صحيح مرسل
[35] - مصنف ابن أبي شيبة - (6 / 330) (9838) والدعاء للطبراني -العلمية - (1 / 286) ( 918 ) صحيح
[36] - صحيح ابن حبان - (8 / 274) (3504) صحيح
[37] - المستدرك للحاكم(1574) صحيح
[38] - المستدرك للحاكم(1575) صحيح لغيره
[39] - صحيح البخارى- المكنز - (672 ) وصحيح مسلم- المكنز - (1270)
[40] - سنن الترمذى- المكنز - (729 ) حسن
[41] - صحيح البخارى- المكنز - (6 ) وصحيح ابن حبان - (14 / 285) (6370)
[42] - إحياء علوم الدين - (1 / 246)
[43] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (4 / 270) (8571) وصحيح الجامع (5376) صحيح لغيره
[44] - صحيح ابن خزيمة (3 / 151) صحيح
[45] - المعجم الكبير للطبراني - (11 / 14) (13232 ) صحيح لغيره
[46] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 805)(23653) 24053- فيه جهالة
[47] - إحياء علوم الدين - (1 / 246) ولطائف المعارف - (1 / 180) وموسوعة خطب المنبر - (1 / 3548)
[48] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 258) (21676) 22016- صحيح
[49] - مسند البزار ( المطبوع باسم البحر الزخار - (6 / 469)(2501) ضعيف
[50] - صحيح ابن حبان - (2 / 25) (321) صحيح
[51] - صحيح مسلم- المكنز - (2844 )
[52] - صحيح مسلم- المكنز - (2845 )
[53] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 6003)
[54] - صحيح البخارى- المكنز - (1901 )
[55] - صحيح ابن حبان - (6 / 284) (2543) صحيح
[56] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (8 / 322)(25384) 25898- صحيح
[57] - شعب الإيمان - (5 / 436) (3680 ) إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ
[58] - صحيح البخارى- المكنز - (2026 ) وصحيح مسلم- المكنز -(2841 )
[59] - سنن أبي داود - المكنز - (1611 ) حسن
الرفث : الفحش من الكلام أو الجماع وقيل هو اسم لكل ما يريده الرجل من المرأة
[60] - إحياء علوم الدين - (1 / 245) وموسوعة خطب المنبر - (1 / 1209)
[61] - صحيح البخارى- المكنز - (5927 )
[62] - موسوعة خطب المنبر - (1 / 3497)