آداب بيتية
يقضي الإنسان فترة راحته وخلوته مع أهله وأسرته في بيته،ولا بدّ خلال هذه الفترة في تعامله مع نفسه أو أهله أو مرافق بيته من مبادئ صحيحة وقواعد سليمة ينال بها رضاء الله تعالى،ويحقق بها سعادته وتقواه.
وأهم ما يتزود به المسلم من بيته هو عبادة الله تعالى عندما يكون خاليا،ومراقبته له سبحانه وقيامه في الليل إلى صلاته ودعائه وعرض حوائجه ومناجاته.
ويأتي في الدرجة الثانية تزوده بالمعارف والعلوم من خلال مطالعاته وقراءاته في الكتب النافعة المفيدة في أوقات فراغه وصفائه.
ثم يأتي وقت التفكير والاستعداد للقاء الناس،وكيفية صحبتهم،وخاصة في معاملاته مع أهله وإخوته وأرحامه.
ثم يتبع ذلك وقت راحته ونومه،واستعادة نشاطه الجسمي من خلال طعامه وشرابه،ونظافته واستحمامه وغير ذلك.
وهذه طائفة من الآداب البيتية نعرضها في الآتي:
تسمية الله تعالى عند الدخول إلى البيت.
فعَنْ جَابِرٍ،أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r،يَقُولُ:إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ،قَالَ الشَّيْطَانُ:لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ،وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ،قَالَ الشَّيْطَانُ:أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ،وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ،قَالَ:أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ.[1]
يُسْتَحَبُّ إِذَا دَخَل بَيْتَهُ أَنْ يُسَلِّمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحَدٌ وَلْيَقُل:السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.وَكَذَا إِذَا دَخَل مَسْجِدًا،أَوْ بَيْتًا لِغَيْرِهِ فِيهِ أَحَدٌ،يُسْتَحَبُّ أَنْ يُسَلِّمَ وَأَنْ يَقُول:السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ،السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْل الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،فعن نافع،أن عبد الله بن عمر قال:إذا دخل البيت غير المسكون فليقل:السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "[2]
قال تعالى:{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} (61) سورة النــور.
وأن يدعو بالدعاؤ التالي،فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ،فَلْيَقُلِ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ،وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ،بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا،وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا،وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا،ثُمَّ لْيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ. رواه أبو داود[3].
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -r- « يَا بُنَىَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ ». رواه الترمذي[4].
تجنب التسلل إلى البيت،أو الدخول فجأة على الأهل دون إشعار أو إعلام أو استئذان،لئلا يرى ما يكره أن يوقع أحدا في الحرج أو الرعب،وخاصة عند العودة من غيبة طويلة.
قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (189) سورة البقرة.
سَأَلَ بَعْضُ المُسْلِمينَ الرَّسُولَ rعَنِ اخْتِلافِ الهِلاَلِ:يَكُونُ صَغِيراً فَيَكْبُرُ،ثُمَّ يَعُودُ فَيَصْغُرُ.فَنَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ.وَفِيهَا يُجِيبُهُمُ اللهُ تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الحِكْمَةِ فِي اخْتِلافِ الأَهِلَّةِ وَفَائِدَتِهِ،فَأَجِبْهُمْ:بِأَنَّهَا مَعَالِمُ للنَّاسِ،يُوَقِّتُونَ بِهَا أُمُورَ دُنْيَاهُمْ،فَيَعْلَمُونَ أَوْقَاتَ زُرُوعِهِمْ،وَأَجَلَ عقُودِهِمْ،وَهِيَ مَعَالِمُ لِلْعِبَادَاتِ المُوَقَّتَةِ،فَيَعْرِفُونَ بِهَا أَوْقَاتَها كَالصِّيَامِ،وَالإِفْطَارِ وَالحَجِّ.. وَلَوْ كَانَ الهِلاَلُ مُلاَزِماً حَالاً وَاحِداً لَمَا تَيَسَّرَ التَّوْقِيتُ بِهِ .
وَكَانَ العَرَبُ إِذَا أَحْرَمُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ أَتَوا البَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ،وَقِيلَ أَيْضاً إِنَ أَحَدَهُمْ إِذا أَرَادَ سَفَراً وَخَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لِسَفَرِهِ،ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ خُرُوجِهِ أَنْ يُقيمَ وَيَدَعَ السَّفَرَ،لَمْ يَدْخُلْ بَيْتِهِ مِنْ بَابِهِ،وَإِنَّمَا كَانَ يَتَسَوَّرُهُ مِنْ ظَهْرِهِ.فَأَمَرَهُمُ اللهُ تعالى بِدُخُولِ البُيُوتِ مِنْ أَبْوابَها.وَيَقُولُ تعالى لِلْمُؤْمِنينَ إِنَّ البِرَّ هُوَ التَّقْوَى،وَلَيسَ فِي إِتْيانِ البُيُوتِ مِنْ ظُهُورِها بِرٌّ،وَلاَ تَقْوَى.فَاتَّقُوا الله،وَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ،وَاتْرُكُوا مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ،لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِذا وَقَفْتُمْ فِي الآخِرَةِ بَيْنَ يَدَيهِ لِلْحِسَابِ .[5]
وعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ كَانُوا إِذَا أَحْرَمُوا فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَتَوُا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ).[6]
مراقبة الله تعالى في الوحدة،واجتناب المحرمات في الخلوة. عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِى مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ « احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِى بَعْضٍ قَالَ « إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلاَ يَرَيَنَّهَا ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ « اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ ».[7]
تجنب رفع الأصوات والصخب واللعب المزعج للأهل أو للجيران.
تجنب رفع صوت المذياع أو الرائي وخاصة في أوقات الراحة أو النوم.
تجنب سماع شيء أو رؤيته ما لا يليق بالمسلم إضاعة الوقت به.قال تعالى:{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)} الإسراء.
الانتباه للستر والحياء،وتجنب كشف العورات وخاصة عند تبديل الثياب،وعند الطهارة والاغتسال،ومراعاة الحشمة والأدب أثناء الجلوس والمنام،والغض عن عورات الآخرين.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،قَالَ:كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إلى الْبَيْتِ حِينَ بَنَتْ قُرَيْشٌ الْبَيْتَ،وَكَانَ رِجَالٌ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ فَكَانُوا يَنْقُلُونَ رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ،وَكَانَتِ النِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ،وَكُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا وَابْنُ أَخِي،فَكُنَّا نَضَعُ ثِيَابَنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ،فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ اتَّزَرْنَا،قَالَ:فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ rقُدَّامِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ،فَتَأَخَّرَ مُحَمَّدٌ r،فَانْبَطَحَ عَلَى وَجْهِهِ،فَجِئْتُ أَسْعَى،وَأَلْقَيْتُ الْحَجَرَيْنِ،وَهُوَ يَنْظُرُ إلى شَيْءٍ فَوْقَهُ،قُلْتُ:مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ،وَقَالَ:نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا،قُلْت:اكْتُمْهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا:مَجْنُونٌ[8]
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؛ قَالَ:كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إلى الْبَيْتِ حِينَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ،وَكَانَ الرِّجَالُ مِنْ قُرَيْشٍ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ،وَكَانَتِ النِّسَاءُ تَنْقُلُ.قَالَ:وَكُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ r. قَالَ:فَكُنَّا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى أَرْقَابِنَا وَأُزُرِنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ،فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسَ ؛ اتَّزَرْنَا،فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ rأَمَامِي لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ ؛ إِذْ خَرَّ رَسُولُ اللهِ r،فَانْبَطَحَ.قَالَ:فَأَلْقَيْتُ حَجَرِي وَجِئْتُ أَسْعَى ؛ فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ،فَقُلْتُ:مَا شَأْنَكَ ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ،فَقَالَ:« نُهِيتُ أَنْ أَمْشِي عُرْيَانًا ».قَالَ:فَكُنْتُ أَكْتُمُهُ النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا:مَجْنُونٌ،حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُبُوَّتَهُ r"[9].
الرضا بما قسم الله تعالى من المسكن،وعدم التذمر من ضيقه أو سوء ظروفه،فكم من إنسان لا مأوى له يقيه حر الصيف وبرد الشتاء.
عن ابْنِ بُرَيْدَةَ،قَالَ:حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rكَانَ يَقُولُ إِذَا تَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي وَسَقَانِي،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ،الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ،اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ،وَمَالِكَ كُلِّ شَيْءٍ،وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ،لَكَ كُلُّ شَيْءٍ،أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.[10].
وعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ،قَالَتْ:أَتَانَا رَسُولُ اللهِ r،فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ طَعَامًا،فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ،فَوَجَدَهُ حَارًّا،فَقَالَ:حَسِّ،وَقَالَ ابْنُ آدَمَ إِنَّ أَصَابَهُ بَرْدٌ قَالَ:حَسِّ،وَإِنَّ أَصَابَهُ حَرٌّ قَالَ:حَسِّ. ثُمَّ تَذَاكَرَ رَسُولُ اللهِ r،وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الدُّنْيَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ،فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا،وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ نَفْسُهُ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِهِ r،لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[11].
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- عَلَّمَهُ دُعَاءً،وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ،قَالَ:" مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ:لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ،لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ،وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ،وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ.اللَّهُمَّ مَا قَلْتُ مِنْ قَوْلٍ،أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ،أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ،فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ،مَا شِئْتَ كَانَ،وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ،وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ،إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.اللَّهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ،وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ،إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،تَوَفَّنِي مُسْلِمًا،وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ،وَبِرَدِّ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،وَلَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكَ،وَشَوْقًا إلى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ،وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ،أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ،أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً،أَوْ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ.اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ،فَإِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا،وَأُشْهِدُكَ - وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا - إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ،لَكَ الْمُلْكُ،وَلَكَ الْحَمْدُ،وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ،وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ،وَلِقَاءَكَ حَقٌّ،وَالْجَنَّةَ حَقٌّ،وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا،وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إلى نَفْسِي تَكِلْنِي إلى ضَيْعَةٍ،وَعَوْرَةٍ،وَذَنْبٍ،وَخَطِيئَةٍ،وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ ; فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ،إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ،وَتُبْ عَلَيَّ ; إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " .[12]
وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ،أَنَّ فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ كَانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ،وَبَرَدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،وَلَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكَ،وَالشَّوْقَ إلى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ،وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،وَزَعَمَ أَنَّهَا دَعَوَاتٌ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ r"[13]
تفقد مرافق البيت وأثاثه،والحرص على سلامته،والقيام بإصلاح ما يحتاج إلى ذلك إن كان يحسن إصلاحه،وعدم إهماله حتى يكبر ويزيد.
الانتباه إلى نظافة البيت وطهارته والمشاركة في خدماته. عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ،قَالَ:سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ:إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ،نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ،جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ،فَنَظِّفُوا (أُرَاهُ قَالَ:) أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ،قَالَ:فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ،فَقَالَ:حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنِ النَّبِىِّ،r, مِثْلَهُ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ "[14]
وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " نَظِّفُوا أَفْنِيَتِكُمْ،فَإِنَّ الْيَهُودَ أَنْتَنُ النَّاسِ "[15]
وعَنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِىُّ - r- يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إلى الصَّلاَةِ.رواه البخاري[16].
حفظ أسرار البيت الخاصة،وتجنب عدم إذاعتها أمام أحد.
الاستئذان والسلام عند الخروج من البيت،وإعلام الأهل عن الوجهة التي يريد.
ترديد دعاء الخروج من البيت عند الخروج منه.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -r- كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ « بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا ». رواه الترمذي [17].
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:" إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ،لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،قَالَ:يُقَالُ حِينَئِذٍ:هُدِيتَ،وَكُفِيتَ،وَوُقِيتَ،فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ،فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ:كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟ "رواه أبو داود[18].
وعَن كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ:إذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ:بِسْمِ اللهِ،تَوَكَّلْت عَلَى اللهِ،وَلا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ،تلقت الشَّيَاطِينُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالُوا:هَذَا عَبْدٌ قَدْ هُدِيَ وَحُفِظَ وَكُفِيَ فَلا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ،فَيَتَصَدَّعُونَ عَنهُ."[19]
____________
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح ابن حبان - (3 / 101) (819) وصحيح مسلم- المكنز - (5381 )
[2] - الأدب المفرد للبخاري - (4 / 82) (1095 ) صحيح
[3] - سنن أبي داود - المكنز - (5098) والصحيحة (225) وصحيح الجامع (839) صحيح لغيره
[4] - سنن الترمذى- المكنز - (2915) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
[5] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 196)
[6] - صحيح البخارى- المكنز - (4512 )
[7] - سنن أبي داود - المكنز - (4019 ) صحيح
[8] - كشف الأستار - (2 / 41) (1158) والصحيحة (2378) وك 4/179 وصحيح الجامع (6783) حسن
[9] - المجالسة وجواهر العلم - (5 / 60) (1862 ) حسن
[10] - صحيح ابن حبان - (12 / 349) ( 5538) صحيح
[11] - صحيح ابن حبان - (7 / 150) (2892)صحيح
[12] - غاية المقصد فى زوائد المسند 2 - (2 / 338)(4630 ) حسن لغيره
[13] - المعجم الكبير للطبراني - (13 / 256) (15219 ) حسن
[14] - سنن الترمذى- المكنز - (3029 ) فيه ضعف
[15] - الزهد لوكيع - (287 ) صحيح مرسل
[16] - صحيح البخارى- المكنز - (676 )
[17] - سنن الترمذى- المكنز - (3755 ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[18] - سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ (4496 ) صحيح
[19] - مصنف ابن أبي شيبة - (10 / 212) (29814) صحيح مقطوع