قالت مجلة نيويوركر الأمريكية إن نائب الرئيس ومدير الاستخبارات السابق عمر سليمان كان أحد الأسماء «الجديدة» التى طرحت كبديل محتمل للرئيس السابق حسنى مبارك، لكنه فى الواقع ليس اسما جديدا إلى أى شخص يتبع السياسة الأمريكية فى عمليات الترحيل السرى للمشتبه بهم فى الإرهاب.
وأوضحت المجلة فى مقال أعادت نشره بمناسبة إعلان ترشحه فى انتخابات الرئاسة: «بعد اندلاع الثورة عين مبارك سليمان نائبا له وتوقع العديد من المحللين أن يكون سليمان الخليفة المحتمل لمبارك والبديل لنجله جمال. وقال كاتب المقال جان ماير: «إن سليمان معروف جيدا فى واشنطن، فهو لطيف، ومحنك، ويجيد اللغة الإنجليزية، وخدم لسنوات طويلة كقناة اتصال رئيسية بين الولايات المتحدة ومبارك». وتابع: «ورغم سمعته التى تشهد له بالولاء والفاعلية إلا أنه يحمل بعض العادات المثيرة للجدل من وجهة نظر أولئك الذين يبحثون عن سجل نظيف فى مجال حقوق الإنسان».
وقال ماير: «كما وصفت فى كتابى «الجانب المظلم»، رأس سليمان منذ عام 1993 الجهاز المخيف للمخابرات العامة المصرية، وبهذه الصفة، كان هو رجل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فيما يخص عمليات الترحيل السرى وتعذيب المعتقلين للحصول على المعلومات منهم، وهو البرنامج السرى للاستخبارات الأمريكية الذى بمقتضاه يتم القبض على إرهابيين مشتبه بهم من جميع أنحاء العالم، وإعادتهم إلى مصر ودول أخرى لاستجوابهم، وغالبا ما يتم ذلك بأساليب وحشية».
أما راديو سوا الأمريكى فقال إن الإعلان عن ترشح سليمان، شكل المفاجأة الأخيرة فى السباق الرئاسى الحافل بالتقلبات. وذكر أنه سرعان ما أعرب المئات من مستخدمى الإنترنت عن دهشتهم والأكثرية عن امتعاضهم لعودة مقرب من الرئيس المخلوع حسنى مبارك إلى الساحة السياسية بعد «ثورة» يناير 2011. وأضاف: «جاء هذا القرار مفاجئا نظرا إلى إعلان سليمان امتناعه عن الترشح لعدم حصوله على التوقيعات اللازمة قبل يومين من إغلاق باب الترشح. من جانبها، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ترشح عمر سليمان هز السباق الساخن بالفعل نحو الرئاسة الذى ظهر على أنه منافسة بين مسئولين محسوبين على النظام السابق والإسلاميين. وقالت الصحيفة: «إن هذا الإعلان استثار غضب النشطاء من الشباب الذين قادوا الثورة من العام الماضى وأطاحوا بمبارك ومنذ ذلك الحين يشعرون بالإحباط من استمرار نفوذ رجاله وتقليص دور الثوار والتيارات الليبرالية إلى حد كبير فى السباق الرئاسى». وعمل سليمان لمدة 18 عاما رئيسا للمخابرات المصرية فى الوقت الذى اتهمت فيه الحكومة بانتهاك حقوق المعارضين، وهو الأمر الذى جعل العديد من المصريين يرتابون فى أمره فى الوقت الذى يأملون فيه بالقضاء على كل النظام القديم والانتقال إلى الديمقراطية، على حد قول الصحيفة.