«دخوله فى المعركة الانتخابية سيغير الخريطة، ويمهد لثورة جديدة» ــ هكذا قال خبراء سياسيون عن إعلان نائب رئيس الجمهورية السابق، عمر سليمان، ترشحه للانتخابات الرئاسية، مؤكدين أن سلاح المعلومات وملفات المرشحين سيكون الأقوى خلال الفترة المقبلة.
نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اعتبر أن ترشيح سليمان يعنى وبوضوح «أن حالة الاستقطاب ستستمر فى مصر»، وتوقع حدوث عدد من السيناريوهات أولها أن يدعم التيار الإسلامى خيرت الشاطر فى مواجهة عمر سليمان من خلال الخطابات الدعوية واستخدام المساجد وجميع الشعارات، إلا أنه قال «جزء من السلفيين سيرى أن الإخوان تواطأوا مع المجلس العسكرى لإسقاط حازم أبوإسماعيل، وبالتالى سيتجه بعضهم لدعم أبوالفتوح والبعض الآخر سيتجه لسليمان»، مشيرا إلى أن العناصر الأكثر تشددا منهم «ستميل لتأييد الشاطر».
ووصف عبدالفتاح الصراع الدائر حاليا حول انتخابات الرئاسة بأنه «معركة خارج القوى الثورية واستقطاب ناتج عن هزيمة الموجة الأولى للثورة».
وأضاف عبدالفتاح: «نحن أمام مرشح ليس هينا، لكن ذلك جزء من عملية الاستقطاب بين قوى كانت جزءا من النظام القديم» لافتا إلى أن المرشحين المنتمين لنظام مبارك يعتمدون على شبكات للقوى داخل تركيبة الدولة التى لم تتغير بعد الثورة.
وأشار عبدالفتاح إلى أن سليمان يمتلك شبكة من العلاقات الدولية المؤثرة، فضلا عن امتلاكه سلاح المعلومات وملفات المرشحين الآخرين، بالإضافة إلى أنه سيستفيد من طبيعة البلاد بعد 25 يناير، وهو بحسب عبدالفتاح «السلاح بالغ الأهمية والذى قد يؤدى لإسقاط بعض القوى»، إلا أنه فى النهاية قال: «أيا كانت النتيجة ستكون تمهيدا لموجة ثورية جديدة فى مصر، وأن تظل حالة عدم الاستقرار السياسى هى سيد الموقف خلال الفترة القادمة».
مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وصف ترشح اللواء عمر سليمان بأنه «نفى لثورة 25 يناير»، وقال «سليمان كان الذراع اليمنى للرئيس المخلوع وشريك له على الأقل فى معظم سياساته الخارجية، وسياساته مع إسرائيل وإيران، فضلا عن أنه كان مسئولا عن تدهور العلاقات مع حركة حماس».
وأضاف: «هذه الملفات كانت تثبت خضوع السياسة الخارجية المصرية لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية»، وأشار إلى أن الصحف الإسرائيلية أبدت أسفها على خلال اليومين الماضيين على عدم إعلانه ترشحه.
وتخوف السيد من مفهوم الديمقراطية لدى سليمان قائلا «إن اللواء سليمان لا يرى أن الديمقراطية هى مطلب الشعب المصرى، ولكنها فكرة تزرعها قوى خارجية»، مضيفا «إن ارتباطه بالرئيس المخلوع ليس عنصر قوة فى الانتخابات الرئاسية، لأن انتخابات مجلس الشعب أثبتت أنها عنصر ضعف لدى المرشحين»، وقال «لا أظن أن يكون حال المرشحين الذين عملوا مع مبارك أفضل حظا»، لكنه لم يستبعد أن يكون هو المرشح المفضل لدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وتوقع السيد أن تكون المنافسة الأقوى بين المرشحين الإسلاميين أبوالفتوح والشاطر من ناحية، وبين عمرو موسى، وعمر سليمان من ناحية أخرى، مشيرا إلى أن سليمان قد يكون الأوفر حظا من الفريق أحمد شفيق فيما يتعلق بالحصول على أصوات من يحنّون لعصر مبارك.
واعتبر القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، هيثم أبوخليل، فى بيان صحفى أصدره «أن المجلس العسكرى يعزف منفردا، وينزل الرجل القوى والوفى والمخيف للإسلاميين «عمر سليمان» لاستكمال دور الشطرنج»، وقال: «لم نسمع عن ملفات شفيق أو صفقات عمر سليمان أو تاريخ عمر موسى فى الخارجية وجامعة الدول العربية، بينما جارٍ تفتيت المرشحين الذين ينتمون لمدرسة واحدة، كالعوا والشاطر وأبوإسماعيل وأبوالفتوح».