منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةآداب الدعاء  Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 آداب الدعاء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الدعاء  Empty
مُساهمةموضوع: آداب الدعاء    آداب الدعاء  Emptyالإثنين 14 مارس - 11:05

آداب الدعاء







فضل الدعاء:

قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة

وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فقل لهم: إني قريب منهم،أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني،فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه،وليؤمنوا بي،لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم. وفي هذه الآية إخبار منه سبحانه عن قربه من عباده،القرب اللائق بجلاله.[1]

وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ " ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر[2].

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ». [3]

الإكثار من الأعمال الصالحة:

قال الله تعالى :{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} [الأنبياء:83 - 90]

يذْكُرُ اللهُ تَعالى مَا أَصابَ عَبْدَهُ أَيُّوبَ عَليْه السلامُ،مِنَ البَلاءِ في مَالِهِ وولَدِهِ وجَسَدِهِ،ولِبثَ فِي ذلِكَ البلاءِ مُدَّةً طَويلةً فَنادَى رَبَّه:يَا رَبِّ لَقَدْ مَسَّنِي الضُّرُّ فَارْحَمْنِي،وأفِضْ عَليَّ مِنْ جُودِكَ وَرَحْمَتِكَ مَا يُسْعِفُنِي،ويَدْفَعُ الضُّرُّ عَنِّي،وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .وإِنَّ إسْمَاعيلَ وإدريسَ وذا الكفْلِ،كلَّهُم مِنَ الرُّسُل الكِرَامِ،الذين صَبَروا على ما ابْتَلاهُمْ بِهِ اللهُ،وأَخْبتُوا لِرَبِّهم،فَنَالُوا رِضَاهُ .يَذْكُرُ اللهُ تَعالى قِصَّةَ يونُسَ عليهِ السلامُ ( وهوَ ذو النُّونِ أيْ صاحبُ الحُوت )،وكانَ اللهُ قَدْ بَعَثَهُ نَبِياً إلى أَهْل نينَوَى فَدَعَاهُمْ إلى عِبَادةِ اللهِ وَحدَهُ فَأَبَوْا،وَتَمَادَوْا في كُفْرِهم،فَخَرَجَ يُونُسُ مِنْ بَيْنِهِم مُغَاضِباً لَهُمْ،وأَتْذَرَهُمْ بأنَّ العَذَابَ وَاقِعٌُ بِهِمْ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّام،فَلما تَحَقَّقُوا مِنْ ذَلِكَ،وَعِلمُوا أنَّ النبيَّ لا يَكْذِبُ،خًَرَجُوا مِنَ البلدِ بأطْفَالِهم وأنْعامِهم ومَوَاشِيهِم،ثُمَّ تَضَرَّعُوا إلى اللهِ تَعَالى،وَجأَرُوا إليهِ بالدُّعَاءِ،فَرَفَعَ اللهُ عَنْهُمْ العَذابَ،وصَرَفَهُ عَنْهُم،كَمَا جَاءَ في آيةٍ أُخْرى .أمَّا يونسُ فإنَّه تَرَكَ قَوْمَه مُغَاضِباً لَهُم،وذَهَبَ فَرَكِبَ في سَفِينَةٍ فَاضْطَرَبَتْ وَخافَ مَنْ فِيها مِنْ غَرَقِها،فاقْتَرعُوا على رَجُل يُلقُونهُ مِنْ بينِهم في الماءِ يَتَخفَّفُونَ مِنهُ،فوقَعَتِ القُرْعَةُ على يُونُسَ،فَأَبَوْا أنْ يُلْقُوهُ،ثُمَّ أعادُوا القُرْعَةَ فَوَقَعَتْ علَيْهِ،فَأَبَوْا،ثمَّ أعَادُوا للمرةِ الثّالثةِ فَوَقَعَتْ عليه،فَتَجَرَّدَ يُونُسُ مِنْ ثِيَابِهِ،وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في المَاءِ،فالْتَقَمَهُ الحُوتُ،ولِذَلِكَ سُمِّيَ بصَاحِبِ الحُوتِ ( ذُو النُّونِ ) .وكانَ يُونسُ يَظُنُّ أنَّ الله لَنْ يُضَيِّقَ عليْهِ في بَطْنِ الحُوتِ،( أو أنهُ تَعالى لنْ يَقْدِرَ عليه أَنْ يَكُونَ فِي بَطْن الحُوتِ ) فَكَانَ في بَطْنِ الحوتِ في ظُلْمَةٍ،وفي أعْمَاقِ البَحْرِ في ظُلمَةٍ،وفي ظَلاَمِ الليلِ في ظُلْمَةٍ،ولذلك قَالَ تَعالى:{ فنادى فِي الظلمات } ودَعاَ رَبَّهُ قائلاً:لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَك إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.يُخْبِرُ اللهُ تعالى عَنْ زَكَريَّا عَليهِ السَّلامُ حينما تَقَدَّمَتْ بِهِ السِّنُ،وطَلبَ مِنَ اللهِ أَنْ يَهَبَهُ وَلَداً يَرثُ النُبُوَّةَ من بَعْدِهِ،فَنَادَى رَبَّه نِدَاءً خَفِيّاً عَنْ قَوْمِهِ،وقَالَ:رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً بِلا وَلَدٍ،وَلاَ وَارِثٍ،يَقُومُ بَعْدِي في النَّاسِ،وأَنْتَ يَا رَبِّ خَيْرُ مَنْ وَرِثَ العِبَادَ ( وفي هذا الدُّعَاءِ إشَارَةٌ إِلى قِيَامِ السَّاعةِ،وهَلاَكِ البشَرِ جَمِيعاً،وَبَقَاءِ اللهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ .[4]

فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى،وجعلنا زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا،إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير،ويدعوننا راغبين فيما عندنا،خائفين من عقوبتنا،وكانوا لنا خاضعين متواضعين.[5]

إن هذه أمتكم. أمة الأنبياء. أمة واحدة. تدين بعقيدة واحدة. وتنهج نهجا واحدا. هو الاتجاه إلى اللّه دون سواه.أمة واحدة في الأرض،ورب واحد في السماء. لا إله غيره ولا معبود إلا إياه.أمة واحدة وفق سنة واحدة،تشهد بالإرادة الواحدة في الأرض والسماء.[6]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ يَقُولُ:مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا،فَقَدْ آذَانِي،وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ،وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ،كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ،وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي،أَعْطَيْتُهُ،وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي،أَعَذْتُهُ،وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ،يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. أخرجه البخاري[7].

التوسل بالأعمال الصالحة عند الدعاء:

قال الله تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (53) سورة آل عمران

وَتَضَرَّعَ الحَوَارِيُّونَ إلى رَبِّهِمْ قَائِلِينَ:رَبَّنا آمَنَّا بِكَ وَبِنَبِّيكَ،وَبِمَا أَنْزَلْتَ عَلَيهِ،وَاتَّبَعْنا رَسُولَكَ وَصَدَّقْنَاهُ،وَامْتَثَلْنَا لِمَا أتَى بِهِ،فَاكْتُبْنَا وَاجْعَلْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ لِرَسُولِكَ بِالتَّبلِيغِ،وَعََلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالكُُفْرِ وَالعِنَادِ وَالجُحُودِ .[8]

وقال الله تعالى: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} (193) سورة آل عمران

بَعْدَ أَنْ عَرَفُوا اللهَ حَقَّ المَعْرِفَةِ بِالذِّكْرِ وَالفِكْرِ،عَبَّرُوا عَنْ وُصُولِ دَعْوَةِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ،وَاسْتِجَابَتِهِمْ لِدَعْوَتِهِ سِرَاعاً،فَقَالُوا:رَبَّنَا إنَّنَا سَمِعْنَا دَاعِياً يَدْعُو النَّاسَ إلَى الإِيمَانِ بِكَ ( وَهُوَ الرَّسُولُ )،وَيَقُولُ:آمِنُوا بِرَبِّكُمْ،فآمَنَّا مُسْتَجِيبِينَ لَهُ،رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا،وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِئَاتِنَا،فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ،وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارَ الصَّالِحِينَ وَأَلْحِقْنَا بِهِمْ .[9]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ rأَنَّهُ قَالَ:" بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ،فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ،فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ،فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ،فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا،لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ،فَقَالَ أَحَدُهُمْ:اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ،وَامْرَأَتِي،وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ،فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ،حَلَبْتُ،فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ،فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ،وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ،فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ،فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا،فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ،فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ،فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا،وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا،وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ،فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ،فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ،فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً،نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ،فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً،فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ،وَقَالَ الْآخَرُ:اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ،وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا،فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ،فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ،فَجِئْتُهَا بِهَا،فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا،قَالَتْ:يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ،وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ،فَقُمْتُ عَنْهَا،فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ،فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً،فَفَرَجَ لَهُمْ،وَقَالَ الْآخَرُ:اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ،فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ:أَعْطِنِي حَقِّي،فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ،فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا،فَجَاءَنِي فَقَالَ:اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي،قُلْتُ:اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرِعَائِهَا،فَخُذْهَا فَقَالَ:اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلْتُ:إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ،خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا،فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ،فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ،فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ،فَفَرَجَ اللَّهُ مَا بَقِيَ "[10]

التوسل بالنبي r بعد موته :

في الدُّعَاءُ لِلطَّبَرَانِيِّ ( 971 ) حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ الْمِصْرِيُّ،ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ،ثنا ابْنُ وَهْبٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَكِّيِّ،عَنْ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ،عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ،عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ،عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَاجَتِهِ وَكَانَ عُثْمَانُ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَلَا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ،فَلَقِيَ ابْنَ حُنَيْفٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ،فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ:ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ،ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ،فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَقُلِ:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا نَبِيِّ الرَّحْمَةِ:يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّكَ فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي،وَتُذْكُرُ حَاجَتَكَ " حَتَّى أَرْوَحَ مَعَكَ،فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا قَالَ لَهُ،ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَاءَهُ الْبَوَّابُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ فَقَالَ:حَاجَتُكَ ؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ وَقَضَاهَا لَهُ،وَقَالَ لَهُ:مَا فَهِمْتَ حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ،وَقَالَ لَهُ:مَا كَانَ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَسَلْ،ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُثْمَانَ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ فَقَالَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا كَانَ يَنْظُرُ إِلَيَّ فِي حَاجَتِي وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتُهُ فِي،فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ:مَا كَلِمَتُهُ فِيكَ،وَلَكِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - r- أَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - r- :" أَوَتَصْبِرُ ؟ " فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ:" ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ،ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ،ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ " قَالَ ابْنُ حُنَيْفٍ:وَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ" .

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: خَالَفَ شُعْبَةُ رَوْحَ بْنَ الْقَاسِمِ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فَرَوَاهُ عَنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ،ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ،ثنا شُعْبَةُ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ،عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - r- بِمَعْنَاهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ،قَالَ:سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ،يَقُولُ:رَوَى شُعْبَةُ،عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ،فَذَكَرَ حَدِيثَ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ،قَالَ عَلِيُّ:وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ،عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ،قَالَ عَلِيُّ:وَمَا أَرَى رَوْحَ بْنَ الْقَاسِمِ إِلَّا قَدْ حَفِظَهُ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ:وَرَوَاهُ عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى عُثْمَانَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ،ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ،ثنا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ،عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ،عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:وَهِمَ عَوْنٌ فِي الْحَدِيثِ وَهْمًا فَاحِشًا " .

قلتُ:وقد تكلَّم ابنُ عدي على شبيب بن سعيد فقال:" ولشبيب بن سعيد نسخة الزهري عنده عن يونس عن الزهري،وهي أحاديث مستقيمة وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير .ولعل شبيبا لما قدم مصر فى تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط ووهم،وأرجو أن لا يتعمد الكذب،وإذا حدَّث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر ـ يعني يجوِّدُ ".[11]

قلتُ:وجميعُ أئمة الجرح والتعديل على توثيقه،فلا يقبلُ قول ابن عدي فيه،لأنه محجوجٌ بمن سبقه،ولم يعز لأحد من أئمة الجرح والتعديل تضعيفَه،فيردُّ قولُه،هذا على فرض تفرد ابن وهب بالرواية عنه. وإلا فقد روى هذه الزيادة عنه ابنه أحمد فتسقط الشبهة من أساسها،ففي دلائل النبوة للبيهقي برقم (2417 ) قال بعد رواية الحديث المذكور:وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ،عَنْ سَعِيدٍ،عَنْ أَبِيهِ أَيْضًا بِطُولِهِ.أَخْبَرَنَا أَبُوعَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ،أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ،حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ،فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.وَهَذِهِ زِيَادَةٌ أَلْحَقْتُهَا بِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ،وَرَوَاهُ أَيْضًا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ،عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ،عَنْ عَمِّهِ وهو عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ "

وكذلك لها شاهد كما بين الطبراني أيضاً .ورجاله جميعا ثقات،وليس فيهم مدلس،وسمعوا من بعضهم كما ترى،فالحديث صحيحٌ،وهو نصٌّ في محلِّ النزاع،حيث فهم الراوي من الحديث العموم،وليس خاصًّا بحياة النبي - r- الدنيوية فقط،كما زعم المانعون.

التضرع والانكسار بين يدي الله:

قال الله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} [الأعراف:55 - 57]

يُرْشِدُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ إلى دُعَائِهِ بِتَضَرُّعٍ وَبِصُورَةٍ خَفِيَّةٍ.( أَيْ بِخُشُوع وَصِحَّةِ يَقِينٍ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ وَبُرُبُوبِيَّتِهِ ) لاَ جَهَاراً وَلاَ مُرَاءَاةً،فَاللهُ لاَ يُحِبُّ أَنْ يَتَجَاوَزُوا فِي الدُّعَاءِ حُدُودَ مَا أُمِرُوا بِهِ ( كَالمُبَالَغَةِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ فِي الدُّعَاءِ،أَوْ طَلَبِ العَوْنِ مِنَ اللهِ عَلَى ارْتِكَابِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ،أَوْ التَّوجُّهِ بِالدُّعَاءِ إلَى غَيْرِ اللهِ لِيَشْفَعَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ...).يَنْهَى اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ عَنِ الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ بَعْدَ أَنْ أَصْلَحَهَا اللهُ بِمَا خَلَقَ فِيهَا مِنَ المَنَافِعِ وَالنِّظَامِ،وَبِمَا هَدَى النَّاسَ إِلَيهِ مِنْ حُسْنِ اسْتِغْلاَلها،وَالانْتِفَاعِ بِخَيْرَاتِهَا،وَبِمَا سَخَّرَهُ لَهُمْ مِنْهَا .

وَيَشْمَلُ الإِفْسَادُ كُلَّ مَا أَفْسَدَ العُقُولَ وَالعَقَائِدَ،وَالآدَابَ الشَّخْصِيَّةَ وَالمَعَايِشَ وَالمَرَافِقَ مِنْ زِرَاعَةٍ وَتِجَارَةٍ وَصِنَاعَةٍ.. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِدُعَائِهِ خَوْفاً مِمَّا عِنْدَهُ مِنْ شَدِيدِ العِقَابِ،وَطَمَعاً بِمَا عِنْدَهُ مِنْ جَزِيلِ الثَّوابِ،فَرَحْمَةُ اللهِ مُرْصَدَةٌ لِلْمُحْسِنِينَ الذِي يَتَّبِعُونَ أَوَامِرَهُ وَيَنْتَهُونَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ[12] .

وقال الله تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)} [الأنبياء:83 - 84]

واذكر - أيها الرسول - عبدنا أيوب،إذ ابتليناه بضر وسقم عظيم في جسده،وفقد أهله وماله وولده،فصبر واحتسب،ونادى ربه عز وجل أني قد أصابني الضر،وأنت أرحم الراحمين،فاكشفه عني.فاستجبنا له دعاءه،ورفعنا عنه البلاء،ورددنا عليه ما فقده من أهل وولد ومال مضاعفًا،فَعَلْنا به ذلك رحمة منَّا،وليكون قدوة لكل صابر على البلاء،راجٍ رحمة ربه،عابد له.[13]

وقال الله تعالى:{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} [الأنبياء:87،88]

واذكر قصة صاحب الحوت،وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام،أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا،فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا،ولم يصبر عليهم كما أمره الله،وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم،ضائقًا صدره بعصيانهم،وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة،فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس،والتقمه الحوت في البحر،فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه; لتركه الصبر على قومه،قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك،إني كنت من الظالمين.فاستجبنا له دعاءه،وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة،وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.[14]

وقال الله تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) } [الأنعام:40 - 44]

قُلْ أيُّهَا الرَّسُولُ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ المُكَذِّبِينَ:أَخْبِرُونِي إنْ أَتَاكُمْ عَذَابٌ مِنَ اللهِ،كَالذِي نَزَلَ بِمَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ الذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ،أوْ جَاءَتْكُمُ السَّاعَةُ بِأَهْوَالِهَا وَخِزْيِها وَنَكَالِها،وَبُعِثْتُمْ لِمَوْقِفِ الحِسَابِ،مَنْ تَدْعُونَ غَيْرَ اللهِ،فِي هَذِهِ الأَحْوَالِ،لِيَكْشِفَ عَنْكُمْ مَا نَزَلَ بِكُمْ مِنَ البَلاَءِ؟ وَهَلْ تَفْزَعُونَ إلَى الآلِهَةِ التِي تَزْعُمُونَ شِرْكَتَهَا مَعَ اللهِ لِكَشْفِ البَلاءِ النَّازِلِ بِكُمْ،هذا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي دَعْوَاكُمْ ألُوهِيَّةَ هَؤُلاَءِ الشُّرَكَاءِ؟

إنَّكُمْ أَيُّهَا المُشْرِكُونَ لاَ تَدْعُونَ فِي سَاعَةِ الهَوْلِ وَالشِّدَّةِ صَنَماً وَلا وَثَناً،وَإنَّمَا تَدْعُونَ اللهَ وَحْدَهُ،لِعِلْمِكُمْ أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى كَشْفِ مَا نَزَلَ بِكُمْ مِنْ بَلاَءٍ وَعَذَابٍ،وَتَنْسَوْنَ غَيْرَهُ مِنَ الشُّرَكَاءِ وَالأَنْدَادِ.وَإذَا شَاءَ اللهُ أنْ يَكْشِفَ مَا بِكُمْ مِنْ ضُرٍ وَبَلاَءٍ كَشَفَهُ عَنْكُمْ.يَقُولُ تَعَالَى:إنَّهُ أَرْسَلَ إلى الأُمَمِ السَّالِفَةِ رُسُلاً يَدْعُونَهُمْ إلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،فَكَذَّبُوا الرُّسُلَ،وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ،فَابْتَلاَهُمُ اللهُ بِالفَقْرِ،وَالضِّيقٍ،فِي العَيْشِ ( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالبَأْسَاءِ )،وَسَلَّطَ عَلَيْهِم الأَمْرَاضَ وَالأَسْقَامَ وَالآلاَمَ ( وَالضَّرَّاءِ )،لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ إلى اللهِ،وَيَخْشَعُونَ إلَيْهِ،وَيَدْعُونَهُ لِيَكْشِفَ عَنْهُمْ مَا نَزَلَ بِهِمْ،فَقَدْ أَوْدَعَ اللهُ تَعَالَى فِي فِطْرَةِ البَشَرِ أَنْ يَضْرَعُوا إلى اللهِ وَحْدَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ .فَهَلاّ،إِذ ابْتَلاَهُمُ اللهُ بِذَلِكَ البَلاءِ،تَضَرَّعُوا إلَيْهِ وَتَوَسَّلُوا،حِينَ جَاءَتْهُم مُقَدِّمَاتُ العَذَابِ،لِيَكْشِفَهُ عَنْهُمْ،وَلَكِنَّ قُلُوبَهُمْ قَسَتْ فَلَمْ تَرِقَّ وَلَمْ تَخْشَعْ،وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مِنَ الشِّرْكِ وَالمَعَاصِي وَالمُعاَنَدَةِ،وَحَسَّنَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَثْبُتُوا عَلَى مَا وَجَدُوا آبَاءَهُمْ عَلَيْهِ.فَلَمَّا أَعْرَضُوا عَمَّا أَنْذَرَهُمْ بِهِ رُسُلُهُمْ،وَتَرَكُوا الاهْتِدَاءَ بِهِ،وَتَنَاسُوْهُ وَجَعَلُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ،اسْتَدْرَجَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِأَنْ فَتَحَ عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ الرِّزْقِ،وَأَعْطَاهُمْ مِنْ كُلِّ مَا يُحِبُّونَ وَيَخْتَارُونَ،وَزَادَهُمْ سِعَةً فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ،فَلَمْ تُرَبِّهِم النِّعْمَةُ،وَلا شَكَرُوا اللهَ عَلَى نِعَمِهِ وَآلاَئِهِ،بَلْ دَفَعَتْهُمْ تِلْكَ النِّعْمَةُ إلى البَطَرِ وَالأَشَرِ،فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَسُرُّوا،إذْ ظَنُّوا أنَّ الذِي أُوتُوا إِنَّمَا هُوَ بِاسْتِحْقَاقِهِمْ،وَحِينَئِذٍ أَخَذَهُمُ اللهُ بِالعَذَابِ بَغْتَةً،وَعَلَى حِينِ غِرَّةٍ مِنْهُمْ،فَإذَا هُمْ يَائِسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ .[15]

حضور القلب عند الدعاء:

قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) } [الأنفال:2 - 4]

إنما المؤمنون بالله حقًا هم الذين إذا ذُكِر الله فزعت قلوبهم،وإذا تليت عليهم آيات القرآن زادتهم إيمانًا مع إيمانهم،لتدبرهم لمعانيه وعلى الله تعالى يتوكلون،فلا يرجون غيره،ولا يرهبون سواه.الذين يداومون على أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها،ومما رزقناهم من الأموال ينفقون فيما أمرناهم به.هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال هم المؤمنون حقًا ظاهرًا وباطنًا بما أنزل الله عليهم،لهم منازل عالية عند الله،وعفو عن ذنوبهم،ورزق كريم،وهو الجنة.[16]

وقال الله تعالى:{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } [المؤمنون:60 - 61]

وَهُمْ يَنْهَضُونَ بِالتَّكَالِيفِ والوَاجِبَاتِ المَفْرُوضَةِ عَلَيْهِمْ،وَيُؤَدُّونَ الطَّاعَاتِ والنَّوَافِلَ،وَيَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ مُقَصِّرُونَ فِي جَانِبِ اللهِ تَعَالَى وَيَسْتَقِلَّونَ كُلَّ طَاعَةٍ إِلى جَانِبِ آلاَءِ اللهِ وَنِعَمِهِ،وَيَخَافُونَ أَنْ لاَ تُقْبَلَ طَاعَاتُهُم لِخَوْفِهِمْ مِنَ أَنْ يَكُونُوا قَصَّرُوا فِي شُرُوطِ أَدَائِها،لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أنَّهُم رَاجِعُونَ إِِلَى رَبِهِّم،وَسَيُحَاسِبُهُمْ وَسَيُحَاسِبُ جَمِيعَ الخَلْقِ عَلَى جَميعِ أًعْمَالِهمْ .وَهَؤُلاءِ الذينَ جَمَعُوا هَذِهِ المَحَاسِنَ،يَرْغَبُونَ فِي الطَّاعَاتِ أَشَدَّ الرَّغْبَةِ،فَيُبَادرُونَهَا لِئلاَّ تَفُوتَهم إِذَا هُمْ مَاتُوا،وَيَتَعَجَّلُونَ فِي الدَّنْيَا وُجُوهَ الخَيْرَاتِ العَاجِلَةِ التي وُعِدُوا بِهَا عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ،وَهُمْ يَرْغَبُونَ فِي الطَّاعَاتِ،وَهُمْ لأَجْلِهَا سَابِقُونَ النَّاسَ إِلى الثَّوَابِ[17]

قوة اليقين والعزم في الدعاء:

قال الله تعالى حكاية عن قوم هود: { إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) }[هود:54 - 56]

وَقَالُوا لَهُ:مَا نَظُنُّ إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ آلِهَتِنَا أَصَابَكَ بِمَسٍّ مِنْ جُنُونٍ وَخَبَالٍ فِي عَقْلِكَ ( اعْتَرَاكَ )،بِسَبَبِ نَهْيِكَ إِيَّانَا عَنْ عِبَادَتِهَا،وَطَعْنِكَ فِيهَا،فَصِرْتَ تَهْذِي بِهَذَا الكَلاَمِ.فَرَدَّ عَلَيْهِمْ هُودٌ قَائِلاً:اشْهَدُوا أَنْتُمْ،وَإِنِّي أُشْهِدُ اللهَ رَبِّي عَلَى مَا أَقُولُ،بِأَنِّي بَرِيءٌ مِنْ جَمِيعِ الأَصْنَامِ وَالأَنْدَادِ الذِينَ تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ.فَاجْتَمِعُوا أَنْتُم وَآلِهَتِكُمْ عَلَى الكَيْدِ لِي،وَلاَ تَتَوَانَوْا فِي ذَلِكَ،وَلاَ تُقَصِّرُوا فِيهِ لَحْظَةً،فَهُوَ لاَ يُهِمُّنِي،وَلاَ يَضُرّنِي فِي شَيءٍ.إِنِّي وَكَّلْتُ أُمُورِي إلى اللهِ،وَهُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمُ الحَقُّ،خَلَقَ المَخْلُوقَاتِ كُلَّها،وَجَعَلَهَا تَحْتَ قَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ،وَهُوَ الحَاكِمُ العَادِلُ الذِي لاَ يَجُوزُ فِي حُكْمِهِ.وَأَفْعَالُهُ تَعَالى،تَجْرِي عَلَى طَريقِ الحَقِّ وَالعَدْلِ فِي مُلْكِهِ .أَمَّا الأَصْنَامُ وَالأَوْثَانُ فَهِيَ حِجَارَةٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ وَلاَ تَمْلِكُ لِنَفْسِهَا ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً .[18]

وقال الله تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) }[يونس:71 - 73]

يُسَلِّي اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ rعَمَّا يُلاَقِيهِ مِنْ إِيذَاءِ قَوْمِهِ،وَتَكْذِيبِهِمْ بِمَا يَقُصُّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ.وَيَبْدَأُ تَعَالَى بِقِصَّةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،فَيَقُولُ تَعَالَى:أَخْبِرْ يَا مُحَمَّدُ كُفَّارَ مَكَّةَ الذِينَ يُكَذِبُونَكَ خَبَرَ نُوحٍ مَعْ قَوْمِهِ الذِينَ كَذَّبُوهُ،كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ،وَدَمَّرَهُمْ بِالغَرَقِ أَجْمَعِينَ،وَلَيْحَذَرْ هَؤُلاَءِ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنَ البَلاَءِ وَالهَلاَكِ وَالدَّمَارِ مَا أَصَابَ أُوْلَئِكَ .لَقَدْ قَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ:يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي بَيْنَكُمْ ( كَبُرَ )،وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكُمْ تَذْكِيرِي إِيَّاكًُمْ بِآيَاتِ اللهِ،وَحُجَجِهِ وَبَرَاهِينِهِ،فَإِنِّي قَدْ وَكَّلْتُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الذِي أَرْسَلَنِي،وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ وَحْدَهُ،وَإِنِّي لاَ أُبَالِي بِكُمْ،وَلاَ أَكُفُّ عَنْكُمْ،سَوَاءَ عَظُمَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي أَوْ لاَ،فَاجْتَمِعُوا أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ،مِنَ الأَصْنَامِ الذِينَ تَدْعُونَهُمْ،وَلاَ تَتْرُكُوا أَمْرَكُمْ مُلْتَبَساً عَلَيْكُمْ ( غَمَّةً )،بَلْ كُونُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْهُ،لِكَيْلا تَتَحَوَّلُوا عَنْهُ،وَافْصِلُوا أَمْرَكُمْ مَعِيَ،فَإِنْ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ مُحِقُّونَ فَاقْضُوا إِلَيَّ،وَافْعَلُوا مَا تَسْتَطِيعُونَ،وَلاَ تُؤَخِرُونِي سَاعَةً وَاحِدَةً ( وَلاَ تُنْظِرُونَ ).فَإِنْ أَعْرَضْتُمْ عَنْ تَذْكِيرِي،وَأَدْبَرْتُمْ عَنِ الطَّاعَةِ ( تَوَلَّيْتُمْ )،فَلاَ يَضُرُّنِي ذَلِكَ لأَنَّنِي لَمْ أَطْلُبْ مِنْكُمْ أَجْراً عَلَى نُصْحِي لَكُمْ،وَإِنَّمَا أَطْلُبُ الأَجْرَ مِنَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ الذِي أَمَرَنِي بِأَن أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ،المُؤْمِنِينَ العَابِدِينَ القَائِمِينَ بِأَمْرِ رَبِّهِمْ.فَلَمَّا أَصَرُّوا عَلى تَكْذِيبِهِ،بَعْدَ أَنْ قَامَتْ عَلَيهِمُ الحُجَّةُ،نَجَّى اللهُ نُوحاً وَالمُؤْمِنِينَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ،وَجَعَلَهُمْ خُلَفَاءَ يَرِثُونَ الأَرْضَ،وَيَتَوَارَثُونَ الإِيمَانَ بِاللهِ،وَأَغْرَقَ اللهُ تَعَالَى الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَآيَاتِهِ،وَكَذَّبُوا رَسُولَهُ،فَانْظُرْ يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ كَانَتْ عَاقِبَةُ هَؤُلاَءِ الذِينَ جَاءَهُمُ النَّذِيرُ مِنْ رَبِّهِمْ،فَاستَخَفُّوا بِهِ .[19]

وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ،وَلاَ يَقُلِ:اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي،فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ.[20]

استقبال القبلة عند الدعاء:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه - قَالَ اسْتَقْبَلَ النَّبِىُّ - r- الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ،عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ،وَأَبِى جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ.فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى،قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ،وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا " متفق عليه[21]

وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،قَالَ:لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ rإِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً،فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ rالْقِبْلَةَ،ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ،فَجَعَلَ يَهْتِفُ رَبَّهُ:اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي،اللَّهُمَّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي،اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ،مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدُ فِي الأَرْضِ،فَمَا زَالَ يَهْتِفُ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلاَ مَاذَا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ،حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ،r،فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ،فَأَخَذَ رِدَاءَهُ،وَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبِهِ،ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ،فَقَالَ:يَا نَبِيَّ اللهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ،فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ،فَاسْتَجَابَ لَكُمْ،أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ،مُرْدِفِينَ} [الأنفال]،فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ.

قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ:بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،يَوْمَئِذٍ يَشُدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ،إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ،فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ فَوْقَهُ،يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ،إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ خَرَّ،مُسْتَلْقِيًا،فَنَظَرَ إِلَيْهِ،فَإِذْا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ سَوْطٍ،فَاخْضَرَّ ذَاكَ أَجْمَعُ،فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ،فَحَدَّثَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ r،فَقَالَ r: صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ،فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ،وَأَسَرُوا سَبْعِينَ...". أخرجه مسلم[22].

جواز الدعاء لغير القبلة:

عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ بَيْنَا النَّبِىُّ - r- يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا.فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَمُطِرْنَا،حَتَّى مَا كَادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إِلَى مَنْزِلِهِ،فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ،فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا،فَقَدْ غَرِقْنَا.فَقَالَ « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ».فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ،وَلاَ يُمْطِرُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ .[23].

رفع اليدين عند الدعاء:

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ،قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ r،فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ rيَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ،يَوْمَ الْجُمُعَةِ،قَامَ أَعْرَابِيٌّ،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،هَلَكَ الْمَالُ،وَجَاعَ الْعِيَالُ،فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا،قَالَ:فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ rيَدَيْهِ،وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ،قَالَ:فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الْجِبَالِ،ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ،حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ،قَالَ:فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ،وَفِي الْغَدِ،وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ،وَالَّذِي يَلِيهِ،إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى،فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ،أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ،وَغَرِقَ الْمَالُ،فَادْعُ اللَّهَ لَنَا،فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ rيَدَيْهِ،وَقَالَ:اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا،قَالَ:فَمَا جَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ،إِلاَّ تَفَرَّجَتْ،حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ،حَتَّى سَالَ الْوَادِي - وَادِي قَنَاةَ - شَهْرًا،قَالَ:فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ حَدَّثَ بِالْجَوْدِ. متفق عليه[24].

وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا.[25]

إخفاء الدعاء:

قال الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (55) سورة الأعراف

الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة،ودعاء العبادة،فأمر بدعائه { تَضَرُّعًا } أي: إلحاحا في المسألة،ودُءُوبا في العبادة،{ وَخُفْيَةً } أي: لا جهرا وعلانية،يخاف منه الرياء،بل خفية وإخلاصا للّه تعالى.{ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور،ومن الاعتداء كون العبد يسأل اللّه مسائل لا تصلح له،أو يتنطع في السؤال،أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء،فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه.[26]

وقال الله تعالى: { كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)} [مريم:1 - 3]

هذَا ذِكْرُ رَحْمَةِ اللهِ لِعَبْدِهِ زَكَرِيَّا نَقُصُّهُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ.( وَزَكَرِيَّا نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) .حِينَ دَعَا رَبَّهُ خفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ ( لأَنَّ الدُّعَاءَ الخَفِيَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ لِدَلاَلَتِهِ عَلَى الإِخْلاَصِ،وَالْبُعْد عَنِ الرِّياءِ ) .[27]

تكرار الدعاء والإلحاح فيه:

عن ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:حدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،قَالَ:لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ rالْقِبْلَةَ،ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي،اللَّهُمَّ ائْتِنِي مَا وَعَدْتنِي،اللَّهُمَّ إنَّك إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ فَلا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ أَبَدًا،فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ وَيَدْعُو حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (9) سورة الأنفال.[28]

وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ rإِلَى الْمُشْرِكِينَ،وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا،قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ rالْقِبْلَةَ،ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي،اللَّهُمَّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي،اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ أَبَدًا،فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ،فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ،ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ،فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ إِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}[سورة الأنفال آية 9 ]،فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلائِكَةِ.[29]

وعَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ،قَالَ:سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،يَقُولُ:دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَأَنَّ رَجَاءَهُ الْمِنْبَرُ،وَرَسُولُ اللهِ rيَخْطُبُ،فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادْعُ اللَّهَ لِيُغِيثُنَا،فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ rيَدَهُ،يَقُولُ:اللَّهُمَّ اسْقِنَا،اللَّهُمَّ اسْقِنَا،قَالَ أَنَسٌ:وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً وَلاَ قَزَعَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ،فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ تُرْسٍ،فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ،فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا. ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْبَابِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ،وَرَسُولُ اللهِ rيَخْطُبُ،فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا ثُمَّ،قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهَا عَنَّا،فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ rيَدَيْهِ،يَقُولُ:اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا،اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ،قَالَ:فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجَ rيَمْشِي فِي الشَّمْسِ،فَسَأَلْتُ أَنَسًا أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ ؟ قَالَ:لاَ أَدْرِي. متفق عليه[30].

تقديم الحمد والثناء على الله،والصلاة على النبي r قبل الدعاء:

قال الله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) { [الفاتحة:2 - 7]

(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال،وبنعمه الظاهرة والباطنة،الدينية والدنيوية،وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه،فهو المستحق له وحده،وهو سبحانه المنشئ للخلق،القائم بأمورهم،المربي لجميع خلقه بنعمه،ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق،(الرَّحِيمِ)،بالمؤمنين،وهما اسمان من أسماء الله تعالى.وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة،وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر،وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
زهرة الجنة
مديره المنتدى
مديره المنتدى
زهرة الجنة


آداب الدعاء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدعاء    آداب الدعاء  Emptyالإثنين 14 مارس - 12:56

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الدعاء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدعاء    آداب الدعاء  Emptyالإثنين 14 مارس - 15:57

وبارك فيكم واشكرك واتمنى تكونى حضرتك استفدتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
عادل
عضو جديد
عضو جديد
عادل


آداب الدعاء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدعاء    آداب الدعاء  Emptyالإثنين 14 مارس - 20:16

موضوع قمة الروعه مشكور و جزاك الله الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الدعاء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الدعاء    آداب الدعاء  Emptyالإثنين 14 مارس - 20:43

ربنا يكرمك اخى عادل ونورت المنتدى والله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
 
آداب الدعاء
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من الأداب الإسلامية "آداب الدعاء "
» فضل الدعاء
» الدعاء
» اداب الدعاء
» فضل الدعاء فى يوم عرفه ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: