كشفت مصادر إخوانية لـ«الشروق» أن نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، ناقش قرار ترشحه للرئاسة مع السيناتور الأمريكى، جون ماكين، قبل شهرين، وأن الأخير أكد له عدم ممانعة الإدارة الأمريكية فى تولى إخوانى الرئاسة.
وأضافت المصادر لـ«الشروق» أن قوى رئيسية دولية تضغط على المجلس العسكرى فى اتجاه تسليم السلطة للمدنيين، وهو طرف الخيط الذى التقطته الجماعة قبل أن تعلن ترشيح الشاطر.
وأضافت المصادر أن اتصالات عديدة جرت فى الفترة المقبلة بين الجماعة و«العسكرى» وقوى إقليمية ودولية لترتيب إجراءات نقل السلطة، وإنهاء الفترة الانتقالية.
ورفضت المصادر اعتبار ترشيح الشاطر رئيسا تحديا للمجلس العسكرى، «لأن العسكرى غير قادر على الدخول فى معركة مع الجماعة فى الوقت الراهن، نظرا للضغوط الخارجية والإقليمية عليه، وافتقاد العسكرى للكاريزما التى تمتع بها عبدالناصر فى صدامه الدموى مع الإخوان».
وأكد المصدر أن جولة الشاطر الخليجية كانت للتأمين على حزمة من المساعدات الاقتصادية فى حال وصول حكومة أو رئيس إخوانى للسلطة.
وكان عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، أسامة ياسين، قال لـ«الشروق» على هامش المؤتمر الصحفى أمس الأول، أن الغرب قال لوفود الحزب المختلفة إنه كان مخطئا فيما قام به تجاه غزة بفرضه للحصار عليها بعد وصول حركة حماس للحكم، وقتها، وأن هذه الدول لا ترغب فى تكرار هذا الخطأ مرة أخرى.
وقالت مصادر أخرى، إن عصام الحداد، والذى تم تصعيده بالتعيين ليكون عضوا بمكتب الإرشاد الفترة الماضية، سيتولى الإشراف على الحملة الانتخابية للشاطر، وأن العضو المنتدب السابق لأحد التوكيلات التجارية والذى كان متواجدا خارج مصر فى الفترة الأخيرة، عبد المجيد مشالى، سيكون مديرا تنفيذيا للحملة.
فى سياق مختلف قال عضو مجلس شورى الجماعة، النائب أسامة سليمان، إن قرار ترشيح الشاطر كان لابد منه وواجب النفاذ، لأن المياه الراكدة كان يجب تحريكها وكان هذا القرار هو الورقة الأخيرة فى يد الإخوان لمواجهة إعاقة السير نحو الاستقرار.
وردا على أن ذلك يعد تراجعا عن وعد الإخوان بعدم الدفع بمرشح رئاسى، قال سليمان إن من يأخذ القرار يملك التراجع عنه، مضيفا أن ذلك ليس له علاقة بمصداقية الجماعة.
وحول بعض المطالبات الشبابية بكشف نتائج استطلاعات رأى المحافظات بشأن قرار ترشيح أحد قيادات الإخوان للرئاسة، قال سليمان: ليس من آليات مجلس شورى الجماعة الاعتماد على استطلاعات الرأى فى هذا القرار، مضيفا أن المجلس «هو الذى يحدد المستوى الذى تنزل له الشورى».
وحول الجدل المثار عن نسبة النتيجة التى تناقلتها وسائل الإعلام وهى (56 موافق فى مقابل 52 اعترضوا على القرار)، قال سليمان: بغض النظر عن النسبة، ولكن اللائحة والقواعد المتعارف عليها داخل الجماعة تقول إن القرارات تأخذ بنسبة أغلبية 50٪+1 وهو ما حدث، مضيفا حتى لو كانت النتيجة 50:50 فإنه ييتم ترجيح الكفة التى فيها مرشد الجماعة.
وأوضح سليمان أن الشاطر ليس فى حاجة لإعداد برنامج انتخابى لأنه ممثل عن الحزب وبالتالى فبرنامجه هو البرنامج المعلن للحزب.
وحول الميعاد الذى ستبدأ فيه الجماعة القيام بالدعاية الانتخابية للشاطر قال سليمان إن ذلك سيتم البدء فيه بمجرد غلق باب الترشح والطعون التزاما بقرارات اللجنة العليا للانتخبات وهو ما استقر عليه الحزب.
وقال محامى الجماعة عبدالمنعم عبدالمقصود إن الشاطر سيتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة نهاية الأسبوع الحالى.
يأتى هذا فى الوقت الذى الذى قالت فيه مصادر إخوانية لـ«الشروق» إن مرشد الجماعة السابق مهدى عاكف اعترض على القرار بشدة أثناء التصويت، وقال إنه سيفقد الجماعة مصداقيتها، للدرجة التى جعلته يبكى حزنا.
وكشفت المصادر عن أن اجتماع شورى الجماعة شهد سجالا كبيرا بين أصحاب الرأيين وكان عاكف قد شدد فى تصريحات إعلامية الأسبوع الماضى أن الإخوان لن يكون لهم مرشح للرئاسة.
وقالت مصادر أخرى، إن قرار تسمية الشاطر جرى على مرحلتين التصويت الأول على نزول الجماعة بمرشح أم لا، وهو ما حسمته الأغلبية، ثم تسمية مرشح الجماعة لتميل الكفة إلى صالح خيرت الشاطر.
فى الوقت ذاته كشفت قيادات إخوانية أن هناك تحركات من قبل قيادات إخوانية إقليمية لإعلان موقف موحد بشأن رفض قرار الجماعة، ودعم عبدالمنعم أبوالفتوح، من بينهم أعضاء بالهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وأعضاء بمجلس شورى الجماعة، وقيادات إخوانية إقليمية.
وعولت المصادر على نجاح الشاطر من عدمه على مدى تفاعل العناصر الإخوانية مع قرار الترشيح، متوقعين أن تلتزم القواعد بالقرار ولا تحدث انشقاقات كبيرة داخل الصف الإخوانى، بقدر ما هو عدم تفاعل مع الحملة الانتخابية للشاطر، متسائلين عن مدى قدرة الجماعة على تسويق مرشحها فى فترة شهر ونصف لدى 45 مليون مواطن بلغوا السن القانونية للانتخاب.