منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةالنفس وماهيتها Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 النفس وماهيتها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
tigaaaaar
المشرفين
المشرفين
tigaaaaar


النفس وماهيتها Empty
مُساهمةموضوع: النفس وماهيتها   النفس وماهيتها Emptyالجمعة 30 مارس - 23:21

النفس ما هيتها وما يتعلق بها

النفس هي عالم العجائب والغرائب، النفس البشرية من معجزات الخالق سبحانه
وتعالى، فلا أحد يعرف ذاتها كما قال جل وعلا : { ويسئلونك عن الروح قل
الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } .
ولا أحد يعرف - مع كل الإمكانيات - طبيعة تأثرها وتأثيرها، فهي مجمع لكثير
من الأمور المتعارضة المتناقضة، النفس تحب وتكره وتسعد وتترح وتفرح وتحزن،
النفس تُقبل وتُدبر النفس يكون فيها انطلاق واندفاع، كما يكون فيها إحجام
وتردد .. النفس مجتمع لكثير من الأمور والمشاعر التي لا نستطيع ضبطها ، ولا
معرفة كثير من أسرارها، وقطعاً إذا جهلنا ذلك لا نعرف كيف نسوسها ولا كيف
نقودها ؟ ومن لم يرجع إلى تعريف الله - عز وجل - لها وتبصيره بحقائق هذه
النفس، وتعليمه بكيفية تغليب خيرها على شرها، وبرها على فجورها، فإنه
يستسلم لهذه النفس بما قد يكون فيها من الأدواء والأمراض، وما يكون فيها من
الحيرة والاضطراب .
من عجائب النفس كلام نفيس ذكره ابن القيم - رحمه الله - يذكر هنا تنوع هذه
النفس وتنوع صفاتها فيقول في ذلك : " في النفس كِبر إبليس ، وحسد قابيل ،
وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة النمرود، واستطالة فرعون ، وغرور قارون ،
ووقاحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت وتمرد الوليد وجهل أبي جهل" .
ثم ينتقل إلى صفات النفس التي تشابه فيها أنواع وألوان من الحيوانات منها :
"وفيها من أخلاق البهائم : حرص الغراب ، وشره ال*******، ورعونة الطاووس ،
ودناءة الجعل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ،
وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفة
الفراش، ولؤم الضبع " كل هذا في نفوسنا!
ذلك ما يتمه لنا ابن القيم فيقول : "غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك،
فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند، ولا تصلح سلعته لعقد { إن الله اشترى
من المؤمنين أنفسهم } ، فما اشترى الله إلا سلعة هذبها الإيمان فخرج من
طبعها إلى بلد سكانها التائبون العابدون" .
هذه النفس فيها الكثير والكثير من العلل حقد وعجب وحسد وبغي وهوى .. كلها
أمراض وعلل فتاكة، تقعد بصاحبها وتسلمه إلى ما تؤدي إليه هذه الأمراض من
الأضرار والمخاطر، إلا أن يتداركها بمعرفة الله - عز وجل - أولاً ،
واستقامته على أمره ثانياً ، واستعانة به ثالثاً، وهذه النفس سياستها صعبة،
وقيادتها شاقة، وأمر تهذيبها لا ينتهي إلى حدّ ، ولا يتوقف عند زمان
بعينه، ولا يمكن أن يصل فيها المرء إلى مرتبة ثم يتمكن منها ويستمر عليها،
بل كما قال الله جل وعلا : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .
جهاد مستمر ، وتهذيب متواصل ، وقيادة دائمة ، وعسى أن ننجو من هذه المخاطر
العظيمة، شبه ابن القيم رحمه الله هذه النفس ووصف صعوبتها ولزوم الصبر
والجهاد في سياستها ، فقال :
"النفس جبل عظيم شاق، في طريق السير إلى الله، وكل سائر لا طريق له إلا على
ذلك الجبل، لا يمكن أن تمضي إلى مرضات الله إلا من خلال قدرتك على الرقي
والقيادة الصحيحة، بنفسك فلا بد أن ينتهي إليه أي إلى هذا الجبل، ولكن منهم
من هو شاق عليه، ومنهم من هو يسير عليه، وإنه يسيرٌ على من يسّره الله له ،
والشيطان فوق ذلك الجبل يحذر الناس من صعودها، دع نفسك وهواها لا يمكن أن
تغالبها استسلم لمرادها لا يمكن أن تقاومها، والشيطان يقول لك ذلك.. امض
معها ، اعطها شهواتها ، اطلق لها اللعب والأخذ والنهل من رغباتها ، الشيطان
فوق ذلك الجبل يحذر الناس صعوده وارتفاعه ويخوفهم منها، فيتفق مشقة الصعود
وقعود ذلك ا لمخوف على قُلته، وضعف عزيمة السائر ونيته، فيتولد من ذلك
الإنقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله، فإذا قطع السائر هذا الجبل ،
واستطاع أن يقاوم ويجاهد نفسه وبلغ قُلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمان،
وحينئذ يسهل السير عليه، وتزول عنه عوارض الطريق ، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة وعزيمة وصبر ساعة، وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
هذه النفس عجيبة وقيادتها صعبة ولذلك فالثقة تحتاج إلى جهد جهيد وعمل شاق،
ونفوسنا كما بين الله لنا تنقسم إلى أنواع معرفتها معلومة ولكن نمهِّد لما
يأتي

أصناف النفوس

1 ـ النفس المطمئنة

فمن النفوس النفس المطمئنة وصفها الله بقوله : { يا أيتها النفس المطمئنة *
ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } .
تلك صفتها وهذه عاقبتها .

2 ـ النفس اللوامة

وقال الله في وصفها والقسم بها : { ولا أقسم بالنفس
اللوامة } ، فيها خير وشر تلوم على الشر وتعود بصاحبها ثم تُسْلمه مرة
أخرى بهواها إلى غير مراد الله عز وجل، فهو يتقلب بين خيرها وشرها لم يستطع
تغليب الخير على ا لشر .

3 ـ النفس الأمارة بالسوء

النفس الأمارة بالسوء قد استوليت عليها شهواتها، وتمكنت منها ملذاتها،
وسيطرت على قيادتها موطن السوء فيها، وهي التي قال جل وعلا في صفتها : {
وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } ، وأمَّارة صيغة مبالغة .

المعالم الرئيسة في جهاد النفس
كما لخصها ابن القيم رحمه الله

المرحلة الأولى : جهاد تعلم الهدى

أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق ؛ فإن هذه ا لنفس خالقها الله عز وجل،
ولا يمكن أن تستقر ولا يمكن استخراج ما فيها من الخير، إلا بإيمانها
وتعلقها بخالقها .

المرحلة الثانية : جهاد العمل

أن يجاهدها على العمل بهذا العلم الذي علمه، فإن النفس لا تنال الثمرة
بمجرد الفكر والنظر، قد أقول : إن فعل الخير هو المطلوب، وإن فعل الخير هو
المرغوب، وإن فعل الخير هو الذي تكون عاقبته كذلك، كلنا يعرف ذلك نظراً
وعقلاً لكن لا يدخل إلى نفوسنا من أثر ذلك إلا نزرٌ يسير، لكننا إن فعلنا
الخير انعكس ذلك على نفوسنا، دخل الضياء فبدد ظلمتها، ودخلت السكينة فبددت
حيرتها، ودخل اليقين فبدد شكها، وهكذا العمل هو الذي يثمر .

المرحلة الثالثة : جهاد الدعوة

أن يجاهد على الدعوة عليه ؛ فإن من ذاق عرف، ومن عرف أراد ان يبصر وأن يرشد
إلى ما لقي من لذة هذه الاستقامة على أمر الله عز وجل، وأخيراً أن يجاهدها
على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .
هذه المقدمة عرفنا فيها النفس بطبيعتها المتقلبة ومشقة قيادها وتنوع أصنافها، والأمور الجامعة في سلاسة قيادتها .

الثقة بالنفس


معنى الثقة :

الثقة لغة : الثقة
مشتقة من الفعل الثلاثي وثق، وهي كلمة تدل على العقل والإحكام، يعني على
الضبط والقوة والتمكن، ووثقت الشيء أحكمته، والميثاق هو العهد المحكم،
والمواثقة هي المعاهدة، بمعنى أن الثقة
هي إحكام الأمر والاطمئنان إليه، وضبطه بحيث يمكن الانتفاع به والاستفادة
منه، والاعتماد عليه والبناء عليه، أما الأمر الذي لا يكون محكماً ؛فإنك لا
تستطيع أن تعتمد عليه، إذا أردت أن تصعد على مكان؛ فإنك أولاً تريد أن ترى
هل هذا المكان ثابت وصلب، حتى تضع قدمك وتستطيع أن ترتقي، أما إذا كان
بناء هشَّاً أو خشباً متهالكاً تضع قدمك تعتمد عليه ترتفع فإذا به يهوي بك،
فالثقة معناها : " إحكام الأمر بحيث يعتمد عليه وبحيث يمكن الاستفادة منه
والبناء عليه " ، ولذلك يقولون : " الوثيقة بالأمر هي إحكامه والأخذ بالثقة
في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( واخلع وثائق أفئدتهم ) ، أي العقود
والعهود التي تكون في النفوس، والله - عز وجل - قال في كتابه : { وميثاقه
الذي واثقكم به } .
والثقة عندما تقول وثقت بشيء أي ائتمنته ، فإذا ائتمنت إنسان، ماذا يكون
تصرفك معه؟ تكون مطمئناً إليه تستطيع أن تأتمنه على سرك، تستطيع أن تستعين
به في عملك، تستطيع أن تستنجد به في خطبك لأنك تثق به، أما إذا لم يكون
عندك ثقة به فإنك إذا وقعت بك ملمة ؛ فإنك لا تستنجد به ؛ لأنك لا تكاد
تطمئن إلى إجابته، ولا إلى نصرته، ولا إلى علاقته وأخوته ونحو ذلك .
ثم النفس تعرفها صعب جداً، وقد اختلف أهل العلم وعلماء النفس والفلسفة في
تعريفها، وبالجملة تدور هذه المعاني قبل أن ندخل فيها بين النفس والروح
والعقل، وهل هما شيء واحد أم هي أشياء مختلفة ومتفرقة .
معنى النفس لغة : " مشتقة في اللغة من النفَس، وهو الريح الذي يخرج "، سمي
ذلك ؛ لأن النفس هي الروح أي الحياة، وهو ذلك ذلك النفس والريح الذي نأخذه
من الهواء ونخرجه كما نعرف والذي يعتبر توقفه توقف الحياة، ولذا قالوا في
تعريفها النفس هي الروح، ولذلك تطلق النفس على الإنسان كله، كما ذكر ابن
عباس لكل إنسان نفسان، نفس هي العقل الذي يميز به، والأخرى هي نفس الروح
التي بها الحياة ؛ فإن أراد أن يبين أن النفس تطلق على الحياة، وهي وجود
الحركة والقوة الفاعلة، والنفس وهي القدرة الفاعلة والمتحركة، ثم النفس وهي
القوة العاقلة والمدركة وكلاهما يطلق عليه نفس .
الثقة بالنفس اصطلاحاً : أن يكون هناك إحكام لأمرها واعتماد عليها استناداً إلى ذلك الإحكام .
والإحكام معناه حينئذٍ : أن يكون الإنسان قد عرف المنهج الذي يسوس به نفسه،
ثم طبق هذا المنهج ثم استمر عليه؛ لأن الرجل لما جاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم يستنصحه ويقول له : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً
غيرك ! قال له : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
فجعل له معرفة الاعتقاد والصلة بالله ، ثم العمل بذلك والاستمرار عليه ، وهو الذي يدل عليه الاستقامة .
قبل أن ندخل إلى موضوع أهمية الثقة بالنفس، نريد أن نشير إلى معنى مهم، الثقة بالنفس تعني وجودها، وانعدام الثقة بالنفس
تعني زوالها، ما معنى ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يأتي في
آخر الزمان : تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فقال بعض
الصحابة : أمِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا ! أنتم يومئذ كثير
ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، ولينزعن من قلوب
عدوكم المهابة منكم . فلما سئل عن الوهن بين النبي صلى الله عليه وسلم
حقيقته وهو : " حب الدنيا وكراهية الموت " .
هذا الحديث يعطينا مؤشراً مهماً هو الذي نريد أن نجعله تقدمة لأمر أهمية الثقة بالنفس.
ما هو غثاء السيل ؟ هو الزبد الأبيض الرابي الطافي فوق الماء . هل فيه
فائدة ؟ هل ينتظره الناس للانتفاع به ؟ هل يبقى ويدوم ؟ معنى ذلك أن هناك
من ا لناس من لا قيمة له ولا نفع منه، ولا أثر منه ، وبالتالي فالحقيقة أنه
لا وجود له، وهذا تماماً مثل الأصفار التي في يسار الأرقام هل تزيد في
القيمة شيئاً ؟ نحن إذا أضفنا الواحد إلى الواحد صار اثنان ، وإذا أضفنا
الكسور أيضاً الربع إلى الربع يصبح نصفاً، لكن إذا أضفنا الصفر إلى مئات من
الأصفار أو إلى عدد لا نهائي من الأصفار ما هي النتيجة ؟ هي الصفر مرة
أخرى !
ما أريد أن أقول من هذا الكلام : إن في أبنائنا وفي واقع حياتنا من الأعداد
الغفيرة المسلمة، من يعدون أصفاراً كأنما لا وجود لهم في هذه الحياة،
هؤلاء في غالب الأحوال فقدوا ثقتهم في أنفسهم، وأصبحوا يشككون في كل قدرة
يمكن أن يعتمد عليها، وفي كل أثر يمكن أن يبقى لهم في هذه الحياة، وفي كل
نجدة أو هبة أو نخوة يمكن أن يتقدم إليها ويكون لهم بها أثر ونفع وفائدة .

مقومات الأهمية في البيئة و المجتمع

1 ـ القوة والفعالية

بدون الثقة بالنفس
يكون هناك الضعف الشديد، والسلبية الكبيرة التي تقعد الناس كما قلت عن أن
يكون لهم أثر في الحياة، ماذا يكون همه، همه أن يأكل ويشرب وأن ينام ويلعب،
فإذا حصر همه في أمور خارجة عن ما يمكن أن ينفع به نفسه أو أن يتعدى نفعه
إلى غيره فيكون في الأصل فاقدة أو ضعيفة الثقة
بالنفس، أمة الإسلام في عصرنا الحاضر ربما نقول أنها فقدت كثير من أسباب
القوة والفعالية، لكن عندها أمران مهمان يمكن أن تعود بهما إلى قوتها
وفعاليتها، وأن تستثمر الكثير من القوة التي عطلتها ؛ لأن بعضكم يقول إن
لدى الأمة الإسلامية ثروات عظيمة وكبرى، وأن عندها مواقع جغرافية مهمة
وعندها وعندها، لكننا كلنا جميعاً نرى تكاد تكون خالية من كل هذه القوى،
لأنها ليست لديها فاعلية وليس لها أثر ما قيمة وجودها، ما قيمة أن يكون
عندي ملايين في جيبي، ثم لا أنفق منها ريالاً أصنع بها طعاماً أو أصنع به
شيئاً مما أحتاجه إليه .
أولاً : المنهج الرباني المعصوم وهي نعمة الله للأمة التي ينبغي أن تشكرها .
ثانياً : الطاقة البشرية الكبيرة
عندنا بشر إذا استطعنا أن نعيد إليهم الثقة
بأنفسهم أن نعمق الإيمان في قلوبهم، أن نغرس اليقين في نفوسهم، أن نعطيهم
قوة يستمدونها من قوة الله عز وجل ؛ فإننا حينئذ سنحول هذه الأمة إلى طاقة
فاعلة وقدرة هائلة لا يمكن أن يقف معها وأمامها شيء بإذن الله - عز وجل-
لكن إذا كان أفراد هذه الأمة أفراداً ضائعين تائهين لا يثق أحدهم في أن
ينطق بكلمة، ولا أن يحرك ساكناً فأي شيء يمكن أن ننتظر من هذه النفوس أو من
أولئك الأشخاص، الأهمية .

2 ـ الثبات والمواجهة

إن الثقة بالنفس
تعطي صاحبها قدرة على الثبات في مواجهة الأعاصير والأحداث، ونحن في زمن
يسمونه كما تسمعون عصر العولمة في زمن توجهت كل السهام والقوى والأساليب
لكي تمسخ هوية المسلم، فلا يعود له طعم ولا لون ولا رائحة كما يقال، لا
يعرف له نسباً ينتسب إليه، ولا تاريخاً ينتمي إليه ولا يمكن إلا أن يكون
ذلك البناء المفرغ عندما يكون هناك بناء ليس فيه نوافذ وليس فيه أبواب،
الريح تدخله وتخرج منه، والأشياء تدخله وتخرج منه، تعبث وتعيث فيه كما
تشاء، وهذا هو حال بعض المسلمين، الذين أصيبوا بالهزيمة النفسية، حتى صاروا
لا يرون في دينهم عظمة، ولا يرون في رسولهم ونبيهم عليه أفضل الصلاة
والتسليم مزيّة ولا خصيصة، ولا يرون في تاريخهم فخراً ولا عزاً ولا يرون في
أنفسهم شيئاًَ يذكر، لأنهم يقولون ماذا نقول القوة العسكرية عند أعداءنا
التقدم الصناعي عند أعداءنا التحرك الديبلوماسي عندهم وعندهم وعندهم وكذا
وكذا ويعظَّمون أعداءهم وليس عندهم من الثقة
بأنفسهم ما يجعلهم يقفون ويقولون نحن عندنا ما هو أعظم من ذلك، لكننا
عندنا قصوراً ولكننا نحتاج كذا وكذا، لذلك نقول من وثق بنفسه ومن أخذ هذه الثقة حق أخذها فإنه حتى وإن خلت يديه من كل أسباب المقاومة المادية، فإنه يبقى قوياً شامخاً وسأذكر فيما بعد أمثلة يسيرة على ذلك .

3 ـ الإملاك والتقدم

الثقة بالنفس
تجعلك تمتلك ما تريد وتتقدم إلى ما تريد، عندهم العلم ما بالنا لا نمتلكه
ولا نتقدم فنأخذه، ما بالنا لا نستطيع أن ننقلع ! ما بالنا نظل مطأطأين
رؤوسنا ننتظر غيرنا ان يحل مشكلاتنا وأن يصنع لنا مركباتنا وأن يعد لنا كل
أسباب حياتنا ! ونحن لا نتقدم لأن هناك هزيمة نفسية، لأن هناك عدم ثقة
بالنفس، يقولون كيف يمكن أن يكون عندنا المصانع والقوة والذرية، مستحيل
لماذا لأنهم كسروا وحطموا في أنفسهم الثقة والقوة التي يعتزون بها في أنفسهم فلن يستطيعوا حينئذ أن يتقدموا ولا يستطيعون من باب أولى أن يمتلكوا ولا أن يغيروا .

لعلي وأنا أتحدث إليكم أذكر هذه المعاني الثلاثة أعيد إليها أمثلة من سير
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن وقائع وأمثلة الحياة بعمومها، عندما
نقول القوة والفعالية فيما ذكرناه من أول عناصر الأهمية، ماذا كان أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامهم وإيمانهم، قوم جاهليون يعبدون
الأصنام من تمر ثم يأكلونها، قوم جاهليون عندهم عصبيات وعنجيهات وطبقيات
وقوميات ، ليس لهم ذكر في التاريخ، ليس عندهم أمل ولا طموح ، يخافون من
أعداءهم القوى الكبرى تسيطر عليهم بل أذيالهم من الغساسنة والمناذرة
يسيِّرونهم كيف يشاءوا، ثم جاء الإسلام والإيمان غيَّر أولئك الناس ووثقوا
بأنفسهم بعد إيمانهم بربهم، عرفوا أن عندهم من القوة والقدرة ما يستطيعون
أن يكونون سادة الدنيا كلها، مع أنهم كانوا في الصحراء القاحلة، مع أنهم لم
يكن عندهم أي شيء من أسباب المادة والقوة، ولكنهم بعد إيمانهم بالله وثقوا
بأنفسهم فقال قائلهم وهو ربعي بن عامر مقالته المشهورة المعروفة : " جئنا
لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل
الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة " .

ماذا كان عندهم لم يكن عندهم شيء إلا إيمانهم بالله - عز وجل - وثقتهم
بأنفسهم المعتمدة على منهج الله سبحانه وتعالى ، وعندما نقول الثبات
والمواجهة أمام هذه الهجمات الشرسة، وأمام هذا التضليل العظيم وأمام المسخ
الفكري والغزو الذي يحيط بالأمة وأبنائها وشبابها على وجه الخصوص، قد وقع
ذلك في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، لكن ثقة النفس والبناء المحكم لها هو
الذي صد تلك الهجمات .

الولاء المسجور

كعب بن مالك - رضي الله عنه - تعرفون أنه من أحد المخلفين الثلاثة الذين
تخلفوا عن تبوك وعاقبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يقاطعهم الناس
فلا يكلمونهم، في شدة تلك المقاطعة وبعد مُضِيَّ ليال متوالية، جاء إلى كعب
بن مالك رجل من رسول من الدولة العظمى، يسأل عن كعب بن مالك فيشير الناس
إليه ، فإذا به يسلمه خطاباً وإذا فيه : " قد علمنا أن صاحبك قلاك فالحق
بنا نواسك ولم يجعلك الله بأرض هوان " . أي إذا قاطعوك وهجروك فتعال إلينا
وأقبل إلينا سوف نعطيك ونجعلك وتكون عندنا كذا وكذا، أليست هذه إغراءات ؟
أليست هذه مضللات ؟ فماذا قال ؟ وماذا فعل كعب بن مالك ؟ قال : " فعلمت
أنها الفتنة " .. هذه هي الفتنة وهو بإيمانه وثقته بربه أعلى وأرسخ من أن
تناله هذه الأمور .. قال : فأخذتها وسجرتها في التنور، الغزو موجود في كل
وقت، لكن إن صادف نفوساً خربة وقلوباً ميتة تمكن منها، وإن صادف نفوساً حية
وقلوباً واثقة رد على أعقابه خاسئا خاسراً .

وعندما نقول : الامتلاك والتقدم، كيف كان لأولئك الأصحاب ومن جاء بعدهم،
كيف صنعت أمة الإسلام يوم انفتحت على حضارة فارس وحضارة الروم، واليونان،
هل انبهروا بها هل ذلوا لها هل استسلموا لكل ما تعطيه إياهم، كلا لقد أخذوا
منها خيرها وتركوا شرها، بل امتكلوا كل قدراتها وقواتها الأرضية والمادية،
بل استطاعوا هم الذين يملكون أزمتها ويطورون مساراتها ويزيدون في علومها
حتى صارت حضارة الإسلام والمسلمين هي التي تنير الكون كله ولا تزال كثير من
أسباب التقدم الحاضر مردها إلى كثير من علوم المسلمين واجتهاداتهم، حتى
غير المسلمين يمكن إذا أخذوا بالثقة بالنفس أن ينالوا شيئاً كثيراً من حظوظ الدنيا .

محركات وطنية

أذكر هنا قصة لرجل ياباني مشهور اُبتعث من اليابان إلى ألمانيا ؛ ليدرس علم
الميكانيكا والمحركات، وهو يريد أن ينقل لبلده وان يقوِّي بلده، وأن يعزز
من أحوال أمته، قال فذهبت فدرَّسوني الكتب والنظريات، قال وأنا أريد أن
امتلك القدرة ، وأن أعرف كيف أتعامل مع هذه المحركات وأصنعها، قال فضللت
حيران حتى سمعت عن معرض للمحركات الإيطالية فأخذت كل ما معي من المال وذهبت
واشتريت محركاً مستعملاً وذهبت به إلى بيتي ووضعته في غرفتي أنظر إليه على
أنه أعظم شيء في الوجود، ثم شرعت في تفكيكه، وقلت إذا فككته قطعة قطعة ثم
استطعت إعادته ؛ فإن ذلك يعني أني سوف امتلك المعرفة اللازمة للتعامل مع
هذه المحركات . قال : وكنت أفتح المحركات وأفككها ثم أرسم كل قطعة رسماً
دقيقاً يوماً كاملاً من أوله إلى آخره، لم يكن لي فيه من الطعام إلا وجبة
واحدة، ثم أعدت تركيبه فلما أعدته وشغلته فاشتغل فرحت فرحاً أعظم من كل شيء
في حياتي، ثم يقول واصلت ذلك، وأخبرت رئيس بعثتي قال : قد بدأت الطريق،
سأعطيك محركاً عاطلاً فأصلحه، قال : فأخذته ففككته ثم وجدت فيه ثلاث قطع
بالية، فقمت بنفسي وصنعتها ورسمتها، وأصلحت هذا المحرك، قال : ثم قال لي لا
بد الآن أن تصنع لنا محركاً كاملاً من صنع يدك، فتركت الدراسة وإكمال
الدكتوراه ، وذهبت إلى مصنع للصلب ولبست لبس العمال وبقيت تحت إمرة واحد
منهم، أساعده وأعاونه تسع سنوات، حتى استطعت أن أتقن هذه الصناعة، ثم سمع
بي " ميكادو " إمبراطور اليابان ، فأرسل لي مالاً فقال فاشتريت عدداً كاملة
لمصنع، ثم انتقلت إلى اليابان فقيل لي : إن الإمبراطور يريد أن يراك، فقلت
له لا ألقاه حتى أصنع المحركات في اليابان . فقال : وبعد تسع سنوات كاملة،
أخذت عشر محركات، وذهبت إلى الإمبراطور وقلت له هذه محركات يابانية من
أولها إلى آخرها .

هذه تجربة إنسانية، فيها قوة وثقة بالنفس فيها مواجهة وامتلاك وتقدم، ثم نعود إلى هذه الجوانب الثلاثة في أهمية الثقة بالنفس في محيط الإنسان .

مقوِّمات الأهمية في الإنسان ذاته

1 ـ السكينة والاستقرار

الواثق بنفسه مطمئن ليس عنده تردد، وليس عنده تبديد لجهده ووقته، الذي ليس عنده ثقة بالنفس
يبدأ بعمل ثم يتردد فيتركه ويبدأ في غيره، ثم ينقضه فيضيع وقته ويبدد
جهده، وكثيراً ما يمشي في قضية ويتوقف عاجزاً فيصيبه من ا لإحباط ما يصيبه،
أما الواثق بنفسه المعتمد على ربه؛ فإن نفسه مطمئنة وساكنة وعنده وضوح في
رؤيته، يستطيع به أن يسير إلى ما يريد .

2 ـ الفائدة والانتفاع

فمن وثق بنفسه استطاع أن ينجز شيئاً بنفسه الذي يثق بنفسه، فيقول أريد أن
أنال وظيفة معينة حتى اكتسب منها رزقاً معيَّناً أستطيع به أن أعيش في
حياتي ونحو ذلك، يتقدم إلى هذا ويعمل ويثق بنفسه ويصل، أما الضعيف فيقول :
ماذا أستطيع أن أعمل ؟ لا يمكن أن أنال وظيفة .. لا يمكن أن أتخرّج .. لا
يمكن أن أفعل .. لا يمكن أن أصنع ، فلا يستطيع أن ينجز شيئاً فضلاً عن أن
يفيد الآخرين .

3 ـ القدوة والتأثير

الواثق بنفسه لا يكتفي بأنه قد حصَّل السكينة والاستقرار، ولا أنه حقق
لنفسه الفائدة والانتفاع بل ينتصب قدوة لغيره ومؤثِّراً في غيره، يحفِّز
الناس ويقودهم إلى أن يتحركوا وأن يبذلوا وأن يعملوا .

الطريق إلى الثقة بالنفس

وهذه كما قلت ومضات سريعة، والممارسة هي المحك الحقيقي والتدريب العملي الذي نحتاج إليه بعد المعرفة النظرية :

الخطوة الأولى : الإيمان والمبدأ

أعظم شيء يسيطر على المبدأ هي المبادئ والعقائد، حتى ولو كانت منحرفة، نحن
نعرف ونعلم أن هناك أناساً على غير العقيدة الإسلامية والإيمان الصحيح،
لكنهم يبذلون أموالهم فداءً لتلك العقائد الباطلة، لأن أي اعتقاد ينعقد
عليه القلب وتنطوي عليه النفس، يجعل في صاحبه من القوة في التشبث به
والدفاع عنه والتضحية لأجله، ما لا يمكن أن يكون مع غيره، وانظر إلى واقع
العالم اليوم تجد كثيراً من الفئات التي تضحي وتبذل وتزهق أرواحها وذلك
لأجل فكرتها ومذهبها، نحن نقول : إن إيماننا بالله - عز وجل - هو الإيمان
الحق ، وإسلامنا له - سبحانه وتعالى - هو الدين الحق .. يعطينا أعظم أسباب
القوة والثقة بالنفس من وجوه متعددة .

بواعث الإيمان المقوية للثقة بالنفس

أ - الوضوح والثبات

أعظم شيء يعين على النفس على الثقة
ويغرس فيها هذا المبدأ هو الوضوح في الرؤية والثبات والإستقرار لها ونحن
في الإيمان قد أكرمنا الله بذلك، نعرف الغاية التي لأجلها خلقنا، ونعرف الطريق
الذي يوصلنا إلى تلك الغاية، ليس عندنا حيرة ولا اضطراب ولا شك ولا تردد
في مثل هذه المسألة وهذا يكسبنا ثقة عظيمة في نفوسنا ؛ لأننا نعرف حقيقة
هذه الحياة وحقيقة ما فيها وحقيقة ما يأتي بعدها، ليس عندنا ذلك التخبط
الذي يقوله القائل :
جئت لا أدري من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
ولماذا لست أدري لست ادري ؟
هذه الحيرة والتخبط ليست عندنا بفضل الله عز وجل، ثم يعطينا الإيمان والمبدأ الإسلامي .

ب ـ هي التوازن والاعتدال

الإيمان والإسلام يعطينا نظرة صحيحة متوازنة لكل شيء في هذه الحياة، ومن
أهم هذه النقاط في التوازن، بين الدنيا والآخرة، نحن لا نغرق في دنيانا،
ولكننا لا ننساها، ونحن لا ننقطع لأخرانا، ولكننا أيضاً لا نغفل عنها، الله
- عز وجل - يقول : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من
الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك } .

بينت لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الدنيا وحقيقة نظرتنا
إليها، وحقيقة تعاملنا معها، فلا نميل ميلاً إلى الدنيا، ولا نميل ميلة
ننقطع بها عنها، فكلا طرف الأمور ذميم، وقد بيَّن لنا ذلك النبي صلى الله
عليه وسلم وحذر منه أصحابه - رضوان الله عليهم - ترك الدنيا كلها بحلالها
وبما أقر الله عز وجل فيها من ا لطيبات، هو أمر مرفوض في شريعتنا، كما نعرف
من قصة النفر الثلاثة الذين عزموا على ترك الدنيا : فقال أحدهم : أما أنا
فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر : وأما أنا فلا أنام الدهر، وقال الثالث : وأما
أنا فلا اتزوج النساء ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أما أنا
فأصوم وأفطر ، وأنام وأصلي ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )

هذا التوازن يعطينا ثقة في نفوسنا واستقراراً فيها يفيدنا ويعيننا، لسنا
كالذين يسيرون وراء الدنيا، ليس لهم هَمٌّ غيرها، فيكون حالهم كالذي يشرب
من ماء البحر .. ماء البحر مالح كلما ازددت شرباً منه كلما زدت عطشاً ،
وهؤلاء تنظرون إليهم الذين يجرون وراء الدنيا من ا لماديين والغربيين
ونحوهم، يغذُّون الخُطى وراءها ، ثم لا يجدون فيها إلا ذلك السراب، الذي
يسيرون وراءه ويسيرون وراءه، حتى إذا وصلوا إليه لم يجدوه شيئاً ورأوا
سراباً آخر وانتقلوا إليه، فيظلون يدورون كما يدور الحمار في الرحى، دون أن
يجدوا شيئاً فيه بلغة لهم أو يفيء إلى نفوسهم الثقة واليقين، وإن كانت عندهم بعض مظاهر النجاح الدنيوي لبعض ما أخذوا من أسباب هذه الحياة.

ج ـ التحفيز والانطلاق

الإيمان شعلة حياة وشعلة قوة وجذوة حماسة هي التي تدفع الإنسان لكي يعمل
ولكي يواجه، ولكي يثري هذه الحياة، إيماننا بالله سبحانه وتعالى يجعلنا
واثقون بنصره يجعلنا واثقون بأن وراء هذه الحياة الدنيا مثوبة وأجراً أو
عقاباً أو عذاباً والعياذ بالله، هو الذي يجعلنا ننطلق نريد أن نحصل شيئاً
لدنياناً وشيئاً لما وراء دنياناً، أما الذي يفقد هذا المبدأ وهذا الاعتقاد
؛ فإنه لا يجد شيئاً يولد له الطاقة ولا يعطيه القوة ولا يبث في نفسه
العزيمة ولا يصب في عروقه القوة التي ينطلق بها إلى كثير وكثير مما يحتاجه
في هذه الحياة، كيف انطلق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحياة
كيف انطلق المسلمون في صورة رائعة، كان يحدوهم فيها الإيمان ويشدهم إليها
كل ما ورد في هذا الإيمان من الآمال والطموحات في هذه الدنيا وفيما وراء
هذه الدنيا .

د ـ الأمل والتفاؤل

كثيرة هي الأمور التي تعارض ما نريد، كثيرة هي المصائب التي تحل بنا، كثيرة
هي العقبات التي تقطع طريقنا، هل يستسلم لها المؤمن، هل يضعف أمامها، هل
يتصدع بنيان نفسه، إن إيمانه بقضاء الله وقدره يجعله قوياً يجعله ينظر إلى
ما وراء ذلك، ألم نرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر يوم الخندق وقد
أصابه وأصاب أصحابه شدة الخوف وشدة الجوع وهو في هذه المحنة يقول لأصحابه :
" لكأني أنظر إلى قصور بصرى وقصور الشام، والله ليبلغنَّ ملك أمَّتي إلى
تلك البقاع، ويوم خرج مهاجراً طريداً والناس يحيطون به وقريش تبحث عنه " .

ويبشّر سراقة بن مالك - وهو يطارده طلباً للجائزة من قريش في هجرته عليه
الصلاة والسلام - يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى ، فيكون ذلك
كذلك بعد أعوام ليست بطويلة المدى .
إن المؤمن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إن
أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان
خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) .
وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث في وصيته لابن عباس : (
استعن بالله ولا تعجز واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن
ليصيبك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا
بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن
يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .

إن إيماننا يجعلنا دائماً أقوياء في مواجهة الصعاب، وننظر إلى أن وراءها
فرجاً ؛ لأننا نوقن بأن مع العسر يسراً ، وأن مع العسر يسراً ، وكما أخبر
النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يغلب عسرٌ يسرين، هذه المعاني كلها في
إيماننا فضلاً عن السكينة والطمأنينة التي نرجوها .

الخطوة الثانية : العبادة والمرجع

عبادتنا لله وصلتنا به ورجوعنا إليه بمثابة التزود بالطاقة، قد يكون عندك
من الإيمان طاقة انطلاق، ولكنها تحتاج إلى تجديد تحتاج إلى بث وبعث، تحتاج
إلى قوة ومواصلة، تحتاج إلى مواصلة ودوام، ذلك كله يتجدد ويقوى معنا
بعبادتنا لله ورجوعنا إليه، ولذلك نفقه حينئذ التوجيه الرباني في قوله
سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، يلجأ الى الله - سبحانه وتعالى - ينفرج الهم ويزاح الكرب، وتعود الثقة إلى النفس، وتنزل الطمأنينة إلى القلب، ومن هنا ؛ فإن العبادة مصدر قوة لثقة النفس في وجوه عدة .


بواعث العبادة في تقوية الثقة

1 ـ القوة والالتجاء

القوة بالاستمداد من الله والالتجاء إليه، ولذلك الصلاة مأمور بها في كل
الأحوال، حتى عند اصطفاف الصفوف وخوض المعارك، صلاة للخوف بصفة خاصة، لكنها
لا تنقطع أبداً لماذا حتى يبقى هذا الإستمداد الذي يبث في نفوس المؤمنين
قوتهم ويقينهم وقدرتهم على أن يكونوا واثقين بأنفسهم وقادرين عل مواجهة في
هذه الحياة .

2 ـ البذل والعطاء

لأن العبادات كما نعلم في تنوعها تعود الإنسان على البذل والعطاء مع اليقين
والإيمان، فنحن عندنا زكاة وعندنا فقة وعندنا صدقة وعندنا بر وعندنا
إحسان، وعندنا صلة رحم، كل هذه العبادات على أن نعطي الآخرين، ولم نعطي
أحداً إلا إذا وجد في نفوسنا ما نعطيه، لا يمكن أن تعطي الناس حتى ولو لم
يكن لديك مال يمكن أن تعطيه من إبتسامة نفسك ومن مواساة قلبك، ومن مشاركة
نفسك، هذا البذل والعطاء الذي نكتسبه من العبادات يعوِّدنا على أمور كثيرة،
منها ثقتنا وإيماننا بالله، الذي ينفق ماله ماذا يقول يستحضر قول الله
سبحانه وتعالى في معنى هذه الصدقة والنفقة { من ذا الذي يقرض الله قرضاً
حسناً } .

هي قرض عند الله - عز وجل - يستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما نقص مال من صدقة ) .

يستحضر قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإنه
يأخذ صدقة أحدكم بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون صدقة أحدكم
مثل جبل أحد ) .

هذا الإنفاق والبذل يعطينا قوة أن ننفق وأنه سيأتينا غيره، أن ننفق وأن
نعمل لتحصيل غيره، يعطينا تفاعلاً مع الحياة، السلبيون الذين لا يعطون
غيرهم، يفقدون كثيراً من مشاعر تعزيز الثقة
بالنفس، لأنهم دائماً يفكرون بالقوة التي بين أيديهم دون أن يكون لهم قدرة
على تقبُّل فقْد بعضها، من عنده الملايين يرى أنه لو نقصت قليل سوف تحصل
مشكلة، ولا يستطيع مواجهة الأمور لماذا لأنه لم يتعود على أن ينفق ويبذل،
لم يتعود من عبادته على مثل هذا الأمر الذي يعطي الآخرين ولكنه يعوض بأمر
الله وبتعويض الله، ثم يعوض بجهد وتفاعل مع هذه الحياة، وهذا معنى مهم في
العبادات .

3 ـ الإرادة والطاقة

العبادة قوة إرادة تمتنع بالصوم عن الطعام والشراب والشهوة، تمتنع عن
الراحة فتذهب إلى البلاد المقدسة، وتطوف وتسعى وتجهد وتتعب وتنفق مالك جهد
وطاقة وإرادة قوية وعزيمة ماضية، تستيقظ من عز نومك ومن عمق راحتك لتقوم
إلى عبادة ربك، إن العبادة تعطيك من ثقة النفس أمراً مهماً وعظيماً جداً .

4 ـ التنظيم والدقة

العبادات تعطينا معلماً ومنبعاً مهما من منابع الثقة وسيأتينا الحديث عنه، وهو التنظيم والدقة كل شيء في وقته وكل شيء بحسمه وكل شيء بإرادته وكل شيء بالقوة اللازمة له، وكل شيء بالنفس المتعلقة به، يصوغ ذلك كله من العبادات قوة تعطينا زاداً عظيماً في الثقة بالنفس .

الخطوة الثالثة : العلم والمعرفة

نحن نعرف أن العلم مهمٌ جداً ، سواء كان علماً دنيوياً أو علماً أخروياً
وإن كانت تلك القسمة ليست حدية في دين الإسلام، لكننا نقول العلم والمعرفة
هو الذي يعزز الثقة
بالنفس، عندما نعرف هذه المعاني التي تحدثنا عنها، عندما نقرأ القرآن
فنعرف ا لنفس وأصنافها ونعرف فجورها وتقواها ونعرف ونتعلم ونكتسب شيئاً
عظيماً جداً أهم هذه الجوانب لتعزيز الثقة بالنفس من العلم والمعرفة .

العوامل المعرفية لتقوية الثقة

1 ـ الأمل والتطلع

إن العلم يجعلنا نعرف الأجر والثواب في الأعمال ، يجعلنا نعرف الغايات
والآمال من هذه الأعمال، يجعلنا نعرف كثيراً من المعاني ، يجعلنا نقوى في
عطاءنا وحركتنا ، وبالتالي في ثقتنا بأنفسنا .

2 ـ الفهم والاستيعاب

عندما نستوعب الحقائق ونعرفها، فلا نعود متشككين وتختلف نظرتنا إلى الأمور،
كثير من الناس للجهل الكبير الذي فيهم يتشككون في حقائق الإسلام ويضطربون
في أمور كثيرة، بل يختلف الأمر عندهم في الحقائق الكبرى والأشياء التي ربما
تتعلق بأنفسهم، وكثيراً ما ترى الجاهل وهو يتشكك حتى في أموره، ربما لو
شككته في اسمه لقال : أنت أعلم به مني، هذا سلاح مهم سلاح العلم والمعرفة،
يواجه به كثيراً من هذه الجوانب .

3 ـ العقبات والمشكلات

العلم يجعلنا نعرف العقبات ونعرف كيفية تجاوزها، ونعرف المشكلات ونعرف طرق
حلها، وهذا مهمٌ جداً لا يمكن أن نسير مغمضي الأعين مصمّي الآذان ونقول :
أن نواجه الحياة وأن تكون عندنا ثقة بأنفسنا ، وأن نكون قادرين على أن نؤثر
في هذه الحياة وأن نغير فيها، ولذلك لا بد لنا من العلم والمعرفة وهي التي
سكبها النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفوس أصحابه، فتغيرت أحوالهم وصار
الواحد ينظر إلى الأمور نظرة مختلفة عن غيره، ويرى فيها ما لا يراها غيره .

الخطوة الرابعة : الإعداد والتنظيم

كثيرة هي الأمور التي قد تتوفر لنا بالإيمان وقد نتزود منها من العبادة وقد
ينفعنا فيها العلم والمعرفة لكننا لا نحسن ترتيبها ولا تنظيمها ولا نهيئ
الأمر ولا نعد له عدته، فيكون من ذلك تبديد للوقت وتضييع للجهد واستنفاذ
للطاقة، وهذه هي إحدى أكبر مشكلات المسلمين وأمة الإسلام اليوم أنها تسير
خبط عشواء الناس يخططون والمسلمون يتخبطون، الناس ينظمون والمسلمون في فوضى
عارمة، هذا ليس هو ديننا بل كما قلت عباداتنا وإسلامنا يعلمنا على الإعداد
والتهيئة والتنظيم وجعل كل شيء في وقته وفي مكانه المحدد ليس هناك أمر
عبث، وليس هناك أمر بلا تخطيط .

وحسبنا أن نذكر هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إيمانه بربه عظيماً
وكانت عبادته وافرة، وكان كل اعتماده وتوكله كاملاً وتاماً لكنه أعد
إعداداً محكماً ونظم تنظيماً دقيقاً وأحكم الأمر إحكاماً في غاية الروعة،
اتجه جنوباً ولم يتجه شمالاً ودخل غاراً ولم يكن في مكان مكشوف، وجعل ابن
أبي بكر يأتيه بالأخبار حتى يعرف الأمور، واسماء تأتي بالطعام حتى لا ينقطع
الزاد، والراعي يمر حتى يعف الآثار، والدليل لا يأتيه إلا بعد ثلاثة أيام،
خطة دقيقة محكمة تعزز الثقة بالنفس، الطالب الآن إذا ذاكر مذاكرة جيدة كيف يدخل إلى الاختبار يدخل وعنده من الثقة
والطمأنينة الشيء الكثير، نعم كل طالب يؤمن بالله ويتوكل على الله ومعتمد
على الله لكنه إذا توكل على الله كما يقول ولم يذاكر، كيف يكون حاله عند
دخول الاختبار يكون خائفاً مضطرباً جزعاً، هل لأنه فاقد للإيمان أو معدوم
التوكل على الله، لكنه لم يأخذ الأسباب ولم يعد العدة، والله - عز وجل -
قال : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } .

كيف نواجه أعداءنا ؟ وكيف نستطيع أن نَكُوّن قوة في نفوسنا وثقة بها ؟ إذا
لم نأخذ بهذا الأمر ونجتهد في تحصيله، وله طرق كثيرة ووسائل عديدة، يمكن أن
نحرص عليها .

الخطوة الخامسة : التعود والتدريب

فإن الإعداد والتنظيم لا يحتاج أن يكون مرة واحدة أو فلتة عابرة، أو غلطة
نادرة، بل لا بد أن نعوِّد أنفسنا في كثير من الأمور، لعلي أذكر لكم بعض
الأمثلة التي تبين المقصود من هذا، إذا أردنا من أحدهم أن يتحدث في جمع من
الناس، أو أن يخطب بهم خطبة وهو لم يسبق له ذلك، في أول أمر كيف تكون ثقته
في نفسه، قد يكون أعد إعداداً جيداً، وقرأ والغالب أنه يصنع ذلك، ربما
ليتحدث نصف ساعة قد يكون قد قرأ وأعد نفسه عشر ساعات أو أكثر، ثم يأتي
ويواجه الناس، كل استعداده جيد وسيكون أداءه جيداً ولكن لأول مرة ماذا
سيكون شعوره عنده شيء من الخوف وقليل من الاضطراب وبعض الارتباك، لسانه قد
يلتجلج عرقه يتصبب عينه زائغة هذا أمر طبعي ليس غريباً .
لكن بعد أن يعيد هذه التجربة مرة ثانية وبعد أن يكررها ثالثة، وبعد أن تكون
هذه المرة العاشرة أو أكثر من ذلك، سوف يصبح عنده هذا الأمر هيناً سهلاً،
إذا أردت أن تثق بنفسك فكرِّر الأمر وتعوَّد عليه، وتدرَّب عليه سوف يصبح
هذا الأمر سهلاً ميسوراً لا تفكر فيه، كيف كان يفكر في الخطبة الأولى،
كأنما جبل فوق رأسه، لكن بعد أن تدرَّب وتعوَّد، إذا دُعِيَ إلى خطبة في أي
وقت، بدون إعداد يمكن أن يتقدم، لأنه أحكم الأمر وتعوَّده وأصبح مَلَكة له
ودُرْبة ومهارة فيه وتمكَّن منه، ولذلك لا بد لنا أن نحرص أمر التعود
والتدرب على كثير مما نحتاج إليه .

الأمور الحياتية تحتاج منا إلى مثل هذا الأمر .. لنضرب أمثلة على ذلك :
فيما يتعلق بحياة الناس وأعمالهم، كثيرة هي الأعمال المختلفة في واقع
الناس، المحاسبة على سبيل المثال لها نظام ترتيب معين، يبدأ فيه ا لمحاسب
يخل ويخطأ يعود مرة أخرى، ثم بعد ذلك ينتظم على نظام معين .

التدريب هو تجربة ثم جاءت بعدها تجربة أخرى ثم تجربة بعدها، مجموع التجارب
أوصل إلى الصواب في عدد من النقاط فجعلت هذه النقاط كأنما هي جدول أو منهج،
يقال لك إذا أردت أن تنجح في كذا فافعل هذه الخطوات ( أولاً - ثانياً –
ثالثاً ) ؛ لأنها جربت وعرف جوانب الخطأ والصواب فيها، ولذلك كل عمل من
أعمالنا إذا أردنا أن نقوِّم ثقتنا بالنجاح فيه، فينبغي أن نحوِّله إلى
تجربة نافعة متكاملة، نصوغها في صيغة خطوات أو في صورة منهج واحد ثم نسير
عليها، القراءة بعض الناس ليس عنده ثقة في أنه يستطيع أن يقرأ - على سبيل
المثال- الكتاب .. يملُّ فيقرأ الكتاب ثم يتركه .. يقرأ الكتاب قليلاً ثم
يذهب إلى غيره، فكما قلنا إذا أعدَّ ونظَّم ثم تعوَّد وتدرَّب وأخذ بعض
المهارات، هو بنفسه قد يأتي ويعلِّم الناس كيف يستطيع أحدهم أن يكون قارئاً
جيداً، كيف يستطيع أن ينتفع من قراءته كيف كيف إلى آخر ذلك .

الخطوة السادسة : العمل والإنجاز

ولعلها هي خلاصة مهمة، بل هي جوهر الأمر كله، وهي العمل والإنجاز، العمل هو الذي يعطي الثقة
بالنفس، الإنجاز هو الذي يعزز القوة بالقدرة على تحقيق الشيء، لأن كل ما
سبق أمور إلى حد ما فيها جزء نظري، وفيها جزء يشترك فيه الناس، لكن من الذي
يحقق من الذي يتقدم فيترجم التعوُّد والتدريب، أو يهيئ الإعداد والتنظيم،
ويستحضر العلم والمعرفة، ويعتمد على العبادة والرجوع إلى الله عز وجل،
ويستند أول شيء إلى الإيمان بالله عز وجل إذا خرج وعمل، فإن العمل هو الذي
يؤدي به إلى العمل، الطالب في مدرسته، يدرس المرحلة الأولى فينجح، ينتقل
إلى المرحلة الثانية فينجح ثم يُنْهي المرحلة الابتدائية وينتقل إلى
المرحلة المتوسطة، متى تجده متحركاً كلما انتقل من مرحلة إلى أخرى زادته
طاقة وأعطته ثقة بنفسه، الذي يتخرج من الجامعة، وعنده تقدير جيد أو مرتفع
أو ممتاز تتوق نفسه إلى أن يواصل الدراسة، ما الذي جعله يؤمِّل في ذلك أو
يندفع له أو يجد عنده قدرة عليه، أنه حقق مرحلة سابقة بقدرة جيدة وامتياز
وجودة، فساعده ذلك في أن يعزز الثقة بنفسه فيخطو خطوة أخرى .

مشكلتنا أننا لا ننجز نريد أن نكون قرَّاء ولم ننهي كتاباً واحداً، نريد أن
نكون خطباء ولم نخطب خطبة واحدة، نريد أن نكون منفقين ولم نبذل شيئاً من
المال، البذل والعمل والإنجاز هو الذي يترجم هذه النظريات والأفكار إلى
واقع، وهو الذي يجعلنا نستطيع أن نصل إلى نتيجة وثمرة.
كما أشرت العمل والإنجاز هو الذي يحقق الثمرة وهو الذي يبث في النفس الثقة،
ويعطيها الحماسة، ويعطيها القوة لمواصلة الاستمرار في طريقها لتحقيق
مرادها، وبلوغ أهدافها، وتاريخ أمتنا في هذا يؤكد لنا من خلال صفحات الأئمة
والقادة والعظماء في أمتنا، إنما كانت مآثرهم مبنية على أعمالهم
وإنجازاتهم، وكان تلك الأعمال التي يعملونها والإنجازات التي وفِّقوا
إليها، هي التي جعلتهم يواصلون ويكثرون ويعظم رصيدهم من العمل والإنجاز حتى
القادة والفاتحون كانوا يجاهدون ويفتحون أرضاً ينتصرون في معركة، فيعطيهم
ذلك ثقة بالله يزيدهم حماسة يمضون في طريقهم وهكذا، فإن النفوس بطبيعتها
تتأثر بما تحقق من إنجاز، أو بما يقع لها من إخفاق، وإن كان الإخفاق عند
المؤمن ينزله بإيمانه بقضاء الله وقدره، وينظر فيه إلى نظر ابتلاء الله عز
وجل، واحتساب الأجر عنده، فيتغير من أمر قد يكون ضاراً إلى أمر قد يكون
نافعاً ، لكننا نقول : ما من شك أن الإنجاز وأن العمل الذي يثمر يعطي
لصاحبه دفعة قوية، وطاقة يستمر بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ra7ma
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ra7ma


النفس وماهيتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفس وماهيتها   النفس وماهيتها Emptyالسبت 31 مارس - 1:55

طرح موفق تسلم تايجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوتة مصرية
نائبة المدير
نائبة المدير
بنوتة مصرية


النفس وماهيتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفس وماهيتها   النفس وماهيتها Emptyالسبت 31 مارس - 3:20

جزاك الله كل خير تايجر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم نور
المراقبة العامة
المراقبة العامة
أم نور


النفس وماهيتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفس وماهيتها   النفس وماهيتها Emptyالسبت 31 مارس - 11:36

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tigaaaaar
المشرفين
المشرفين
tigaaaaar


النفس وماهيتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفس وماهيتها   النفس وماهيتها Emptyالإثنين 2 أبريل - 5:56

اضاء موضوعى بمروركم الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النفس وماهيتها
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: