منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةصحابيات حول الرسول Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 صحابيات حول الرسول

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
Ahmed Roushdy
الكاتب

avatar


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالأحد 19 ديسمبر - 20:28


فاطمة بنت الخطاب

اسمها ونسبها ( رضي الله عنها ):
هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية ، ولقبها أميمة، و كنيتها أم جميل. وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية. وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)،وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وقيل إنها ولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن.

صفاتها( رضي الله عنها ):
فاطمة بنت الخطاب(رضي الله عنها) صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا؛ منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله تعالى وشديدة الاعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر( رضي الله عنه)، وكانت سبباً في إسلامه. كما أنها بايعت الرسول- صلى الله عليه وسلم- فكانت من المبايعات الأولى.

دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر ( رضي الله عنهما ):
عرف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعداوته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقد خرج عمر (رضي الله عنه) في يوم من الأيام قبل إسلامه متوشحاً سيفه عازماً على قتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، فلقيه نعيم بن عبد الله، ورأى ما هو عليه من حال " فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمداً. قال: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ً؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وختنك قد أسلما، وتركا دينك الذي أنت عليه.” فلما سمع عمر ذلك غضب أشد الغضب، واتجه مسرعاً إلى بيت أخته فاطمة(رضي الله عنها)، فعندما دنا من بيتها سمع همهمة، فقد كان خباب يقرأ على فاطمة وزوجها سعيد (رضي الله عنهما) سورة "طـــه"،فلما سمعوا صوت عمر (رضي الله عنه) ، أخفت فاطمة (رضي الله عنها) الصحيفة، وتوارى خباب في البيت، فدخل وسألها عن تلك الهمهمة،فأخبرته أنه حديث دار بينهم. " فقال عمر- رضي الله عنه: فلعلكما قد صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه! فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك"،عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة محاولة الذود عن زوجها،ولكن عمر (رضي الله عنه) ضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها ، بعدها" قالت فاطمة (رضي الله عنه): يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله". فعندما رأى عمر ما قد فعله بأخته ندم وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة، فقالت له فاطمة (رضي الله عنها) وقد طمعت في أن يسلم:" إنك رجل نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام مفعل ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى...) فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! ...، دلوني على محمد". فلما سمع خباب خرج من مخبئه مسرعا إلى عمر وبشره وتمنى أن تكون فيه دعوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هاشم" 8 .

وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم - حينها في دار الأرقم، فخرج عمر (رضي الله عنه) متجهاَ إلى تلك الدار، وقد كان متوشحاً سيفه، فضرب الباب، فقام أحد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ونظر من الباب فرأى عمر وما هو عليه، ففزع الصحابي ورجع مسرعاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بما رأى، " فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه): فأذن له فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه. فأذن له ونهض إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى لقيه بالحجرة فأخذ مجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة. فقال عمر:" يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله" ، فلما سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن عمر قد أسلم.


لقد كان ذلك الموقف أحد أروع المواقف الإسلامية في تاريخ الحياة الإسلامية، وفيه يعود الفضل لفاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) وثباتها على دينها، ودعوتها الصادقة لأخيها، الذي كانت البلاد بأجمعها تخاف من بطشه في جاهليته، ولكنها لم تخشاه قط، بل أصرت على موقفها، وكانت سبباً في إسلامه (رضي الله عنه)، وبذلك تحققت فيه دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم).

رواية فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها للحديث :
"روى الواقدي عن فاطمة بنت مسلم الأشجعية، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب- أنها سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق، و قراء جهال، و جبابرة؛ فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله بعقاب"2

وبمراجعة الحديث الشريف السابق نجد فيه إشارة إلى خطورة العلماء في المجتمع ، وما يمكن أن يصنعوه من خير وتقدم إن كانوا صالحين أتقياء ، وما يجلبونه من شر وويل على الأمة إن كانوا فاسقين عصاة ، تعلقت قلوبهم بحب الدنيا ومتاعها ؛ذلك لأنهم يشكلون نخبة المجتمع وصفوته ، وبصلاحهم يصلح المجتمع ، وبفسادهم يفسد المجتمع.

مما كتب في فاطمة بنت الخطاب من شعر :
كتب عمر بن الخطاب في أخته فاطمة أبياتاً من الشعر، يصف فيها صبرها واحتسابها إلى ربها، حينما عارض عمر اعتناقها للإسلام، وذلك قبل دخوله (رضي الله عنه للإسلام):
الحمـــد لله ذي المـــــن الــذي وجبــــت***** لــه علينـــــا أيـــــاد مــا لــهـــا غـيــــر

وقــــد بدأنـــــا فكـــذبنــــا فقـــال لنـــا **** صـــدق الحـديــث نبـــي عنـــده الخـبـــر

وقــد ظلمــت ابنــة الخطـــاب ثم هـــدى ** ربي عشيــة قالــــوا: قــد صبـــا عمـــــــر

وقــد نـدمـــت على مــا كــــان مـن زلـل ** بظلمــهـا حـــين تتـــلى عندهــا الســـــور

لـمـا دعــــت ربـها ذا العــرش جــــاهدة **** والـدمـــع مـن عينـــها عجــــلان يبتــــدر

أيقنـــت أن الــذي تدعــــــوه خالقـــــها ** فكـــــاد تسبـــــــقني مــن عبـــــــــرة درر

فقــلـت: أشهـــــــد أن الله خــالقــــنـــا *** وأن أحمــــــد فينــــــا اليــــــوم مشتـــهر

نبـي صـــــدق أتـى بالحــق من ثقـــــــــة ** وافــــي الأمـانـــة مــــا في عـــوده خــــور


وكذلك كتب فيها شعراء آخرون ، من مثل أمير الشعراء أحمد شوقي-رحمه الله-، حيث سجل شعراً دورها (رضي الله عنها) في إسلام أخيها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه):

ثــــــار إلى حـيث النــبي مــوعـــــــــــداً *** ومـــــــــبرقاً بســيفـــــــه و مـرعــــــــدا

فجـــاءه موحــــــــــد مــن الـــزمـــــــــر **** وقـــال جـيء أهــــلك فانظـــــر يـا عمــر

وحـــــدت الله ابـنـــــــة الخطــــــــــاب ***** وآمــــن السعيــــــــد فـي الأخطــــــــاب

فــجــــــاءهــــا مـعتــــــزم الشــــــــراس *** وكــــان صـلبــــــاً خشــــن المــــــــراس

فراعــــه مـــــن الخبـــــــــاء هنيمــــــــه ****وصـــوت مستــخفيـــة مــــرنــمـــــــــة

فقـــال: مـا أسمــع؟ قــالت:" طـــــــــه" *****..... فلم يصوبــــها ولا خطــــــــاهــــــا

وقـــال وعـرفــــان الصـــواب مكـــرمـــــة *** فــاطــم هـــذا منطـــــــق مـا أكرمـــــــه!

وآنســــت سكينـــــــــة الـحـــــــــواري ***** مــن رجــــــل فـي صحــــوه ســـــــــوار

كحمــــل مـــــدلل صــــــار الأســـــــــد *** والصـــــارم المســـــلول عـــــاد كالمســــد

فجـــــاء نــــــــادي النبــــي فـاهتــــدى ***** وكبـــــر الهـــــــادي وهــــل المنتـــــدى

الخاتمة
لم تكن تلك السطور السابقة سوى ومضات سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام. فهي شخصية اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها تخاف من بطشه.

وأهم النتائج التي توصلت إليها في شخصية فاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها):

*أن لا يخاف المسلم في الله لومة لائم ،ويتضح ذلك في موقف فاطمة (رضي الله عنه) عندما أسلمت على الرغم من معرفتها ببطش أخيها وجبروته، فلم تخش سوى ربها ( عز وجل)، وسعت لمرضاته.

*سعي فاطمة (رضي الله عنها) لهداية أخيها عمر بن الخطاب للإسلام، حيث كان لها الدور البارز في إسلامه (رضي الله عنه)،فقد ارتبطت قصة إسلامه المشهورة بفاطمة بنت الخطاب.








ذات النطيقين

إنها أسماء بنت أبي بكر – ذات النطاقين – رضي الله عنها وأرضاها! إنها واحدة من اللواتي لا نعرف عنهن إلا أيسر اليسير من الفضل رغم أنها واحدة من أبرز اللواتي أضأن تاريخ الإسلام بما قدمن له من بذل لقد كانت - رضي الله عنها وأرضاها - نعم البنت ونعم الزوجة ونعم الأم، وقبل كل ذلك نعم المرأة المؤمنة!




وليس في ذلك غرابة، فهي بنت الصديق، الذي لو وُضع إيمانه في كفه وإيمان الأمة في كفة لرجحت كفته!

لقد تزوجت من الزبير حواري رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحملت منه بعبد الله وهو أول مولود للمهاجرين في المدينة فعنها رضي الله عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت فخرجت وأنا متم (أي قد أتممت مدة الحمل) فأتيت المدينة فنزلت بقباء (مكان معروف بالمدينة) فولدته بقباء ثم أتيت به النبي صلي الله عليه وسلم، فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل في جوفه ريق رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم حنكه (وضع في فيه التمرة ودلك حنكه بها) بتمرة ثم دعا له وبرّك عليه (أي قال: اللهم بارك فيه.) . وكان أول مولود في الإسلام (أي بالمدينة من المهاجرين). [رواه البخاري ومسلم] وعبد الله بن الزبير هذا الذي برّك عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم كان مولوداً هو الذي وقف للطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي وهو شيخ فاني محتميا بالكعبة حتى أستشهد في مشهد مأسوي فظيع!

كانت أسماء فيه حاضرة برأيها وشخصها، لقد تأزمت العلاقة بين حفيد أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما وبين الحجاج ومن كان يمثله وتصاعدت الأمور حتى تلاقي الفريقان، عبد الله بفئته القليلة، والحجاج بجيشه، وكان عبد الله عائذاً بالبيت الحرام الذي للأسف لم يراعى له حرمة.

ولأن النتيجة كانت واضحة قبل بداية المعركة فقد استشار عبد الله أمه أسماء في موقفه هل يتنازل عنه أم يذبح عليه، فأشارت عليه بما لا تشر به أم غير أسماء على ولدها، وهو أن يصمد عليه وإن كان في ذلك ذبحه فعظّمت له أمر الحق في نفسه، ومهونة عليه الباطل بجنده، لقد ساقت أسماء ابنها إلي الشهادة في موقف يصعب علي غيرها فعله. وانتهي الموقف كما كان متوقعاً وذبح عبد الله بن الزبير علي أعتاب بيت الله الحرام، وليت الذين فعلوا ذلك اكتفوا به.بل أمر الحجاج بصلبه! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

وإليكم خبر الحدث وموقف ذات النطاقين - أم الشهيد – فيه: عن أبي نوفل رأيت عبد الله بن الزبير علي عتبة المدينة (يقصد مدخل مدينة مكة) مصلوبا قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا والله إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولاً للرحم أما والله أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير ثم نفذ (مضي) عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جزعه(أي جذع النخلة المصلوب عليه) فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلي أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك ( جمع قرن وهي الضفائر) قال فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني قال: أروني سبتي (أي نعلي) فأخذ نعليه ثم انطلق يتونف (يسرع متبخترا) حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني بعدو الله قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك ، بلغني أنك تقول له يا ابن ذات النطاقين(ما يشد به الوسط) أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلي الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة لا تستغني عنه أما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبراً فأما الكذاب (تعني بالكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي فإنه تنبأ وتبعه ناس حتى أهلكه الله تعالي) فرأيناه وأما المبر (المهلك، كثير القتل) فلا أخالك إلا إياه قال: فقام عنها ولم يراجعها.[رواه مسلم].

إن موقف السيدة أسماء هذا لا يحتاج إلى تعليق علي قدر ما يحتاج إلي تأمل طويل، وعميق يصوغ نفس الواحد منا من جديد! ما هذا الصبر؟! ما هذه الشجاعة؟! وما هذه العزة؟! وما رباطة الجأش هذه؟! وما هذه الطاقة النفسية الإيمانية التي مكنتها من هز هذا الطاغية وبعثرته؟! ما كل هذا؟! إننا – في حقيقة الأمر – لسنا أمام امرأة عادية، بل إننا أمام جبل أشم، وكما كانت نِعْم المؤمنة ونِعْم الأم – رضي الله عنها وأرضاها نعم الزوجة فعنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناصخ ( الجمل الذي يسقى عليه الماء) وغير فرسه. فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه (أخيط دلوه المصنوع من الجلد) وأعجن ولم أكن أحسن الخبز. فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق. وكنت أنقل النوى من أرض الزبير – التي أقطعه رسول الله صلي الله عليه وسلم – علي رأسي وهذه مني علي ثلثي فرسخ ( حوالي ثلاثة أميال)! [رواه البخاري ومسلم]. وعنها قالت:....فجئت يوما والنوى علي رأسي فلقيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومعه نفر من الأنصار ، فدعاني ثم قال: إخ إخ (كلمة تقال للبعير لمن أراد أن ينيخه) ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس. فعرف رسول الله صلي الله عليه وسلم أني استحييت فمضى. فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال:
والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلي أبي بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني. [رواه البخاري ومسلم].

وكانت - رضي الله عنها وأرضاها – وقافة علي شرع الله حريصة علي تحكيمه حتى مع أقرب وأخص الناس إليها فعنها قالت: قلت يا رسول الله مالي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق؟ قال: تصدقي ولا توعي فيوعى عليك. ( والمعني لا تمسكي الوعاء وتبخلي بالنفقة مما فيه فيمسك الله عنكي فضله).[رواه البخاري ومسلم].

وأريد من القارئ ألا يفوته علّة سؤالها عن شرعية التصدق من مال زوجها، فقد سألت عن شرعية ذلك لتتصدق به ولم تسأل عن شرعية أخذ بعض ماله لنفسها مثلا أو لغير ذلك من الأسباب! قريب من هذا الموقف موقفها مع أمها! فعنها قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت علي وهي راغبة [ أي راغبة في أن أبرها وأعطيها وهي علي شركها ] أفأصل أمي؟! قال: نعم. صلي أمك [رواه البخاري ومسلم] .

رحم الله ذات النطاقين ورضي الله عنها وعن أبيها وزوجها وابنها وذريتها إلي يوم الدين.



|وكانت - رضي الله عنها وأرضاها – وقافة علي شرع الله حريصة علي تحكيمه حتى مع أقرب وأخص الناس إليها فعنها قالت: قلت يا رسول الله مالي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق؟ قال: تصدقي ولا توعي فيوعى عليك. ( والمعني لا تمسكي الوعاء وتبخلي بالنفقة مما فيه فيمسك الله عنكي فضله).[رواه البخاري ومسلم].

رحم الله ذات النطاقين ورضي الله عنها وعن أبيها وزوجها وابنها وذريتها إلي يوم الدين

بارك الله فيك اخت ام معاذ واحسن الله اليك








أول شهيدة في الإسلام

نسبها:
سمية بنت الخياط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيدة استشهدت في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله.

كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها. فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبو بكر الصديق فقد منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب الشمس الحارقة.

عن مجاهد، قال: أول شهيدة استشهدت في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار.

زواجها:
كانت سمية بنت خياط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبد الله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وأنجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبد الله وسمية وعمار .

تعذيب المشركين لآل ياسر:
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عز وجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت أية في شأن عمار في قوله عز وجل: ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾. وعندما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم.

هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء .

وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عز وجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء.

عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة .

وفاتها:
نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبو جهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابتة عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين .

مصير القاتل:
أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.

قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجى الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجى الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبد الله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه المعركة رضي الله عنهما .

قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه، ((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه)).
((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن ياسر قتل الله قاتل أمك(( .

الدروس والعبر في سيرة حياة سمية:
سمية بنت الخُياط هى من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس في ذات الله تعالى.

كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخرة، فوكلت أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أم أجلاً









أم حرام بنت ملحان ا لأنصارية



قالت أم حرام: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: يا رسول الله: أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم ( الحلية ج/ 2/ 62).

إن من البطولة أن تذهب المرأة للجهاد وفي سبيل الله، ومن البطولة أن تموت غازية في أرض بعيدة، ثم تدفن فيها.

فالثبات على المبدأ، والخروج للجهاد في سبيل نشره، والموت دفاعا عنه، يعتبر من النوادر بالنسبة للرجال فكيف الأمر بامرأة كأم حرام؟ أمران هما العجيبان في أمر أم حرام: أولهما أنها امرأة مصرة على الجهاد في سبيل الله، شابة وكهلة. فقد طلبت من رسول الله في شبابها أن يدعو لها بأن تكون من المجاهدين مع الرجال. وقد جاهدت فعلا في كهولتها. وثانيهما أن تكون منيتها في قبرص، في وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن جاهدت مع الرجال وهي في سن الكهولة.

لكن ما يزيل عجبنا، أن أم حرام نبعت من أسرة أساسها الإيمان، وهدفها الجنة، ووسيلتها الجهاد في سبيل الله. فأخوها حرام بن ملحان هو القائل يوم بئر معونة فزت ورب الكعبة وأختها أم سليم، كانت ندا للرجال في المعارك. وابن أختها أنس بن مالك، معروف في ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاركته له في كل الغزوات. وزوجها عبادة بن الصامت هو الصحابي الورع المناضل المجاهد.
فماذا ينقص أم حرام حتى تكون فردا من أفراد تلك الأسرة المؤمنة المجاهدة .

أليست من آل النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
بشارة رسول الله ترافقها أينما حلت وأينما ارتحلت، الإيمان بالدين يدفعها، والقدوة من أفراد أسرتها تسيرها، والطمع في جنة الخلد هدفها.

بعد أن اسلمت أم حرام وعندماآن الأوان وأذن الله لرسوله بالهجرة، كانت قباء أول مكان ينزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضواحي المدينة، وهي سكن لبني عمرو بن عوف. وعبادة بن الصامت منهم وزوجته أم حرام من بني النجار أخوال رسول الله.

ولعل أسعد أيام أم حرام، كانت الأيام التي استضافت فيها قباء رسول الله وصحبه، فقد سمعت عن كثب أقواله عليه الصلاة والسلام، ورأت كثيرا مما غمض عليها من أمور دينها. وبايع الناس رسول الله، وبايعت النساء، وذلك بأن يقررن بأنفسهن بألا يشركن بالله شيئا فإذا قلن ذلك بألسنتهن، قال عليه الصلاة والسلام أقد بايعتكن، وعلى رأسهن بايعت أم حرام وأم سليم أختها.

ولم تبقى أم حرام حبيسة بيتها، قعيدة في
زاويته مستسلمة مستكينة، والمسلمون يغزون في كل مكان، لا بد أنها كانت مع أختها أم سليم ومثيلاتها من النساء، يرافقن الرجال إلى الغزوات والمعارك، لهن أعمال كثيرة محددة وأدوار هامة تحصل في الخطوط الخلفية من المعارك لإحراز النصر، إنها أعمال الجندي المجهول وأم حرام جاهدت في أواخر حياتها فكيف لا تكون مجاهدة في شباب؟
فقد ساهمت في معارك أحد وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة رضي الله عنه.

كما كانت أم حرام داعية للدين، تعلم النساء حولها، وتتلقط من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما تسمعه منه، لتعيه ذاكرتها، ثم تسرده على مسامع لداتها وأترابها، فتروي ذلك عن رسول الله. وحديثها في جميع الدواوين. ويقول عنها كتاب سير أعلام النبلاء إنها كانت من علية القوم. وقد حدث عنها ابن أختها أنس بن مالك وغيره.

قبض عليه الصلاة والسلام، ونبوءته عن أم حرام لم تتحقق في حياته.
وفي خلافة أبي بكر اتجهت الفتوحات إلى العراق أولا ثم إلى بلاد الشام ثانيا، وكلها جيوش متدفقة نحو اليابسة، إذ لم يفكر أحد أثناء خلافته رضي الله عنه أن يغزو في البحر.

وأتم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما بدأه الصديق، فلم يفكر في غزو البحر مطلقا لولا أن جاءته رسالة من معاوية بن أبي سفيان، وكان واليه على الشام. جاء في تاريخ الطبري .
(ألح معاوية وهو والٍ على الشام من قبل عمر، أن يذهب لغزو قبرص ولج عليه حتى قال: إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم، وصياح دجاجهم . حتى كاد يأخذ بقلب عمر).

والروم كانوا قد جعلوا من قبرص مركزا لهم، لغزو المسلمين في الشام فكان لا بد من تحريرها وتطهيرها من سيطرتهم. ولم يكن للمسلمين عهد بغزو البحر؟ لذلك فوجىء عمر بإلحاح معاوية. وجعل يفكر في غزو البحر وصعوبته، فلم يجد أعرف بذلك الأمر من عمرو بن العاص، فكتب إلى عمرو يقول: (صف لي البحر وراكبه فإن نفسي تنازعني إليه) فرد عليه عمرو بن العاص قائلا : (إني رأيت خلقا كبيرا، يركبه خلق صغير. ليس إلا السماء والماء، إن ركد خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول. يزداد في اليقين قلة والشك كثرة، هم فيه كدود على عود، إن مال غرق وإن نجا برق).

فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية: (والذي بعث محمدا بالحق، لا أحمل فيه مسلما أبدا، وقد بلغني أن بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض، فيستأذن الله في كل يوم وليلة أن يغرق الأرض؟ فكيف أحمل بالجنود على هذا الكافر المستصعب. وبالله لمسلم واحد أحب إلي مما حوت الروم).
وبقيت فكرة غزو البحر تراود معاوية، إلى أن، قتل عمر بن الخطاب وتولى عثمان بن عفان فكتب إلى عثمان رضي الله عنه، ولم يزل به حتى وافقه على ركوب البحر.

ومنذ ذلك اليوم بدأ غزو البحار، فكان معاوية أول من بدأ بذلك حين وافق عثمان على عرض معاوية، كتب له: ( لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم خيرهم، فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه). ففعل معاوية. واستعمل على البحر (عبد الله بن قيس الجاسي) حليف بني فزارة. فغزا خمسين غزاة بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحد، ولم ينكب . وربما كانت هذه الغزوات الناجحة هي التي شجعت معاوية على ركوب البحر.

ترامى إلى مسامع أم حرام، وهي في قباء، استئذان معاوية من عثمان أن يغزو في البحر وموافقة عثمان على ذلك. فتذكرت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانت قد وصلت إلى خريف العمر، وبلغت من الكبر مرحلة لا تستطيع أن تجاهد فيها. لكنها تلهـفت لركوب البحر والجهاد في سبيل الله. ألم يقل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت من الأولين ؟ إنها لا تطمع بمغنم ولا تتوق لفوز، ولكن رغبتها في الجهاد هي التي كانت تدفعها. وطلبت من عبادة زوجها أن يستأذن لها عثمان بن عفان، وألحت في طلبها، حتى وافق لهما عثمان بمرافقة الجيش. كما أذن لغيرهما من كبار الصحابة أمثال أبي ذر الغفاري وأبي الدرداء وغيرهما.

وآن وقت التنفيذ وجهزت السفن أسطولا لغزو قبرص. فركبت أم حرام مع زوجها عبادة إحدى السفن، مع الفاتحين المسلمين، وجلست تتأمل البحر وما حولها: إنهم فعلا كالملوك على الأسرة، وإذا بنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتردد في أذنيها: كالملوك على الأسرة، أنت من الأولين. وتحس فعلا أنهم كالملوك على الأسرة مع يقينها أنها من الأولين. وشرعت تحدث من حولها بنبأ تلك النبوءة وتفخر وتسعد بذلك.

وانتهت المعركة واستعدت الجيوش للعودة من حيث جاءت وقد غنمت وما غرمت . وبدأت ترجع إلى الشام على سفنها، كالملوك على الأسرة. وتهيأت أم حرام للعودة، متوكلة على الله. ولكنها كانت قد أسنت وضعف جسدها، ووهنت قوتها، فقربوا لها بغلة تمتطيها، لتوصلها إلى السفينة المعدة لها. فزلت قدمها وسقطت على الأرض، لا تقوى على النهوض. أسرع إليها زوجها عبادة رضي الله عنه، وعدد من كبار الصحابة يساعدونها ويسعفونها لكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. مطمئنة النفس باسمة الثغر مشرقة المحيا. فنقلوها إلى حيث قاموا بتجهيزها ثم دفنها وذلك في العام السابع والعشرين من الهجرة.

وبعد:
فإن قبر أم حرام في قبرص لواء يسترشد به السارون ومنارة تنير سبيل السالكين. وقدوة لكل من يريد الجهاد في سبيل الله. وأهل قبرص المسلمون منهم وغير المسلمين حين يمرون بقبرها يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.

ونحن إذ نعيد ذكراها وننفض الغبار عن تاريخها، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا لسيرتها الزكية، وحديثها العطر، وأن ندعو لها رضي الله عنها، وأن نجعل منها رائدة وقدوة في سيرتها وجهادها، وعطائها الذي لا ينضب من شبابها حتى شيخوختها.
فهي رائدة في سبقها للإسلام والالتزام بمبادئه.
رائدة في المشاركة بغزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رائدة في نقل أحاديثه عليه الصلاة والسلام وحفظها وروايتها.

رائدة في شبابها.
رائدة في شيخوختها وفي استشهادها.
رائدة في كل أمورها.
وأكثر من ذلك كله. فإن نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعلها في منزلة الشهداء الصديقين وحسن أولئك رفيقا.
رضي الله عن أم حرام فهي بحق مثل أعلى يقتدى به









أم أبيها : مهرها درع ، وأثاثها سرير ، ووسادة حشوها ليف



نشأ معا في بيت خاتم المرسلين, فهي ابنة الرسول الكريم, وهو ابن عمه الصغير الفقير, فتشربا معا حب الجهاد والدعوة منذ نعومة أظفارهم، وارتشفا من معينه- صلى الله عليه وسلم- الخلق كأعظم ما يكون,

فصمدت الأرواح أمام الشدائد, وامتلأت القلوب بنور الإيمان، وعرفت المودة والرحمة الطريق إلى قلبيهما, فحمل كل منهما للآخر مشاعر التقدير والاحترام, فكان الزواج أمرا مرتقبا ومتوقعا, وبداية لقصة جميلة من الكفاح عاشاها معا كأجمل ما يحيا الزوجان المحبان, كان زواجا سلسا بلا تعقيدات.

فها هي بنت المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تزف إلى على بن أبى طالب وما كان يملك من متاع الدنيا شيئا, ولكن حسن خلقه وسبقه في اعتناق الإسلام والدعوة له وضعاه في أعلى مرتبة, وأعز مكانة في قلب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأهداه أحب بناته إلى قلبه فاطمة الزهراء؛ أم أبيها.

مرحبا وأهلا
عندما قاربت فاطمة على الثامنة عشرة أقبل الخاطبون على الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلبون يدها, تقدم إليها أبو بكر ثم تقدم عمر- رضى الله عنهما- ولكن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ردهما ردا لطيفا, ربما لأنه كان يرجو لها عليا- رضي الله عنه- زوجا, ولكنه لم يشأ أن يفاتحه فيجعل حيائه يغلب رغبته الحقيقية, وعندما شجع أصحاب على صاحبهم على خطبة الزهراء, قال علي- رضي الله عنه- بأسى: بعد أبى بكر وعمر?.
أجابوه: ولم لا ؟ ووالله ما بين المسلمين وفيهم أبى بكر وعمر من له مثل قرابتك من رسول الله, وقد كفله أبوك, ورعته أمك, ثم نشأت في كنفه وربيت في بيته, وكنت أسبق رجل إلى الإسلام.

وتشجع على وأخذ طريقه إلى ابن عمه, حتى إذا جاءه حياه بتحية الإسلام, ثم جلس قريبا منه على استحياء، لا يذكر حاجته، وأدرك- صلى الله عليه وسلم- أن أخاه وابن عمه وصاحبه جاء لأمر لا يقوى على الإفصاح عنه، فأقبل عليه يسأله في تلطف: ما حاجة ابن أبى طالب؟
أجاب بصوت خفيض, وهو يغض من بصره: ذكرت فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

قال الرسول ولا يزال على بشره وتلطفه: مرحبا وأهلا !.
مرحبا وأهلا .. نزلت هذه الكلمات برداً وسلاماً على قلب على، فلقد فهم منها وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوج لابنته وواحدا من الأسرة والأهل، وهل كان على إلا واحدا من أسرة النبي وأهله منذ صغره حتى يومه هذا الذي جاء فيه خاطبا فاطمة؟

كانت تلك مقدمة الخطبة, عرف علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرحب به زوجا لابنته فاطمة فلما مرت أيام ذهب إلى رسول الله وكرر طلبه إليه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما تصدقها ؟
قال: ما عندي ما أصدقها!
قال -عليه الصلاة والسلام-: فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك؟
قال: هي عندي.

قال سيد المرسلين: أصدقها إياها.
طيب .. ووليمة
وعندما جاء موعد البناء بفاطمة باع على« بعيره وبعض متاعه بأربعمائة وثمانين درهما استعدادا لهذا الحدث العظيم، ولما أبلغ الرسول بما فعل قال له-عليه الصلاة والسلام-: اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع، والرسول كان شديد الحب للطيب، ومن هنا أوصى عليا أن يكثر يوم عرسه من الطيب.

وقال -عليه الصلاة والسلام- لعلى أيضا: يا على .. إنه لابد للعروس من وليمة، وهنا ينهض المجتمع المتكافل بجزء من تكاليف العرس، فيقول سعد – أحد الأنصار -: عندي كبش، ونهض جماعة من الأنصار فأحضروا آصعا من ذرة وأقاموا وليمة على وفاطمة.

طيب وروائح زكية تشيع في يوم الفرح والسرور، ووليمة يجتمع عليها الناس ليشاركوا العروسين أفراحهما, هذا هو جو العرس الإسلامي .. وجهز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته بسرير ووسادة من أدم حشوها ليف وإناء للشرب من (الجلد) وقربة, وجاء القوم ببطحاء فطرحوها في البيت.
ولما كانت ليلة البناء قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لعلى: لا تحدث شيئا حتى تلقاني.

قرة عين بيت النبوة
وذهب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى العروسين فدعا بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على على « ثم قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما, ودعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة، فجاءت تمشى على استحياء تعثر في ثوبها من شدة الحياء, ونضح رسول الله عليها من ذلك الماء ودعا لها، ثم قال: يا فاطمة، والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي هذا رسول الله الأب الإنسان يبارك زواج ابنته، ويؤكد لها أنه اجتهد في الاختيار لها، وأنه اختار لها خير أهله.

وعاش الزوجان ولم يكن في بيتهم من المتاع سوى فراش من أدم وسقاء وجرتين.
وخيمت السعادة على بيت فاطمة، فولدت لعلى الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب.
وفرح الأبوان بالأبناء كما فرح بهما رسول الله، وكانا وكانتا قرة عين للبيت النبوي الكريم.

نيسر لمن؟
الذي قال: أكثرهن بركة أيسرهن مئونة، هو الذي قال أيضا: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه -عليه أفضل الصلاة والسلام- .
والنظر المتكامل للسنة وعدم نزع الأحاديث النبوية الشريفة من سياقها يضمن رؤية فقهية واقعية في الوقت نفسه لقضية التيسير في الزواج.



نموذج الحياء في فاطمة الزهراء



لما مرضت «فاطمة الزهراء» رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه، دخلت عليها «أسماء بنت عميس» رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت «فاطمة» لـ «اسماء» والله إني لأستحي أن أخرج غدا (أي إذا مت) على الرجال جسمي من خلال هذا النعش!!


وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم، فقالت لها «اسماء» أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!فلما رأته «فاطمة» فالت لـ «اسماء»: سترك الله كما سترتني!!

قال: «ابن عبد البر» عن فاطمة الزهراء: هي أول امرأة غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة!
بعد علمي بتلك القصة فكرت كثيراً فما اشد حياءها حتى بعد مماتها!







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.dumyat2day.com
همسة
مديره المنتدى
مديره المنتدى
همسة


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالأحد 19 ديسمبر - 21:13

سلمت يداك عاشق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ahmed Roushdy
الكاتب

avatar


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالإثنين 20 ديسمبر - 9:11

شكرا همسه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.dumyat2day.com
غلا نجد
المشرفات
المشرفات
غلا نجد


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالإثنين 14 مارس - 6:27

جزاك الله خير
وسلمت اناملك الرائعه التى اختارت أرقى الطروحات
طرح فى قمه الروعه
طرح ملئ بالكلام الذى يأخذنا لسحابه التميز الحقيقى
طرح كانت حروفه هى الجمال عينه
وكلماته كانت كسحر ببرقه
ربى يوفقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوتة مصرية
نائبة المدير
نائبة المدير
بنوتة مصرية


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالخميس 29 مارس - 2:26

موضوع رااااااااااائع عاشق

شامل شخصيات رائعه

ربنا يبارك فيك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم نور
المراقبة العامة
المراقبة العامة
أم نور


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالخميس 29 مارس - 12:12

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ra7ma
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ra7ma


صحابيات حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيات حول الرسول   صحابيات حول الرسول Emptyالخميس 29 مارس - 20:55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صحابيات حول الرسول
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة الرسول الكريم من نشأته لمماته واسباب تعدد الزوجات وصفات الرسول ال
» شعر في حب الرسول
» شعر في حب الرسول
» شعر عن الرسول
» الرسول ( في المدينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: منتدى الشخصيات التاريخيه الاسلاميه-
انتقل الى: